الخميس، 4 نوفمبر 2010

رحلة حج
البشير ولد إمباريكي
1869 - 1935

البشير بن عبد الله بن "إمباريكي" -من علماء منطقة "المذرذرة" المشهورين- ولد سنة 1869م وسط "إكيدي"، ونشأ نشأة مفعمة بالجد والهمة والتحصيل، فإستطاع بعد حفظ القرآن المجيد في سن مبكرة أن يدرس أغلــــب النصوص "المحظرية " في فترة قياسية.

ولما بلغ البشير العشرين من عمره تعلقت همته بالبلاد المقدسة وكان السفر إليها آذذاك صعبا وشاقا على من يملك الزاد والراحلة، لكن البشير الشاب الذي لم يتجاوز العشرين صيفا ولا يملك قوت يومه، تجشم كل الصعاب والعراقيل حتى ظفر بحجة صعبة المنال.

نظم البشير رحلته إلي الحج في أرجوزة تربو على مائتي بيت، ضمنها جميع مراحل الرحلة وصعوبات السفر،

يقول في سبب نظم الرحلة:

وبعد ذا فإنني دعانــــــــي ..... ملتمسا بعض من الإخــوان
أرجوزة طيبة في الأذنيـــن ..... حاوية رحلتنا للحرميــــــــن
فلم أزل عن نظمها أعتــــذر ..... لكل من سألني وأذكـــــــــــر
ما قيل في المثل "من قد ألفا ..... فهو لألسن الأنام استـــهدفا"

إلي أن يقول:

أجبتهم مرتجيا من ذي الكمال ..... لوجهه خلاص فعلي والمقال
برجز كالجوهر المنــــظوم ...... قد صنته جهدي عن التميمي

بداية السفر:

مبدأ ذا السفـــــر من"دامــــــا ن" ..... عاشر أيام ربيع الثانــــــــي
بعد شهور سادس من السنين ..... بعد ثلاث عشرة من المئين

إنطلق البشير وحده في متاهات الصحراء:

أغشي الفلا من بلد إلي بلـــــد ..... أجوب لا ألوي به على أحد

وكان جمله الذي يركب، في غاية التعب والهزال:

تحتي نحيف قد وها بدنـــــــه ..... لكن شوق المصطفي يعينه
تخضبت من دمه يــــــــــــداه ..... غارت بطول سيره عينــاه

لم يكن للبشير أي زاد رغم طول الطريق وشدة البرد:

لازاد لي وذا أوان البــــــــــرد ..... لكنما تزود بالوجــــــــــد

وصل البشير إلي الساقية الحمراء، ومكث بها فترة من الزمن، و بها لقي حجاجا "موريتانيين" كانوا معه في ضيافة الشيخ ماء العينين، توجهـــوا جميعا إلى مراكش بعد أن زودهم الشيخ برسائل إلى سلاطين المغرب

ثم أشار لثلاث مضـــــــــــــت ..... من رجب لكلنا بالرحلـــة
أمدنا بصحف للغـــــــــــــرب ..... مضمونها إكرام هذا الركب

لما وصل الركب إلى مراكش، باعوا جمالهم ورموا رحالهم وإشتروا الحمير

ثم إلى مراكــــــــــش تيمموا ..... وكلنا لعزمه محتــــــــــــرم
لما حططنا عنده الرحـــالا ..... بعنا إذا في سوقه الجمـــــالا
وعنده الرحال قدرمينــــــا ..... وبعد ذاك الحمر إشترينــــــــا
كأنما قيل لنا في الطــــرق ..... " لتركبن طبقا عن طبـــــــــق"

كانت المحطة الأخيرة لوفد الحجيج – داخل المغرب- هي مدينة "طنجة"، بعد المرور "بواد نون – مراكش – فاس"، وفي " طنجة" أكرمهم الأمير وأمر لهم بصرف تذاكر "البابور" وهي السفينة البحرية التي ستنقلهم إلى ميناء "جدة" بعد التوقف في مصر

فكتب السلطان لي وصحبتي ..... في البحر بالركوب عند "طنجة"

وأصاب القوم فزع شديد عند ركوبهم السفينة لأول مرة

لما أتينا البحر بإسم الملك ..... مرادنا فيه ركوب الفلــك
تغيرت ألواننا ونفـــــرت ..... نفوسنا لما من الهول رأت
ثم تواصينا إذا وودعـــــا ..... بعضهم بعضا لروع وقعا

ذكرالبشيرعدد أفراد رفقته ونسبهم إلى قبائلهم لكنه لم يذكر منهم بالإسم إلا واحد

وصحبتي ثلاثة أقرانــــــــــي ..... من الأماجد بني ديمان
ومن بني القاضي الأماجد الغرر ..... محمٌد محمود خلي الأبـر
ومن بني سُباٍع الســــــــــــراة ..... ثلاثة وسيد بســـــاتــــي
وعلويـــان مــهذبـــــــــــــــــان ..... ومن دكان معنا سوداني
وصاحب النظم هو الثاني عشــــر ..... تاب عليه معهم رب البشر

ومن المحطات الشاقة بعد "طنجه"، مرفأ "جدة"

وقد وجدنا في نزول "جـدة" ..... من تعب مثل ركوب "طنجة"
لما نزلنا من زحام الفـــلك ..... تلقت القوم علوج التــــــــرك
ففرقوا بينهم والأمتعـــــــة ..... وحبسوهُم بدار واسعــــــــــــة
وطلبوا المغرم قهرا منهُم ..... وليس عندنا هناك درهـــــــــُم
××× ×× ××× ×
فمن لديه درهٌم ينطلــــــق ...... يدفعه لديهُم فيطلـــــــــــــــق

وكان البشير من ضمن الذين لم يجدوا درهما

وبقيت هناك نحو مائتيـــْن ...... فحبسونا ساعة أو ساعتيـــــــْن
وبعد ذاك فتشواَ ذالـــعددا ...... فأخرجونا واحدا فواحــــــــدا

لكنهم في تلك الليلة لم يجدوا مأوى للمبيت سوى شاطئ البحر في العراء ‘ حيارى لايدرون ماذا سيكون في انتظارهم غدا

بتنا على شاطئها حيارى ..... كأننا مـــن تعب سكــــــــارى

أدى البشير حجته ورجع إلى بلاده -بعد سنة من السفر تقريبا- مع نفس الطريق الذي ذهب معه

قد إنتهى ما رمته من رحلتـــي ..... وقد بقي يومان من ذي الحجة
سنة سبع وثلاث مائــــــــــــةِ .... من بعد ألف قد مضت للهجرِة

توفي البشير يوم الثلاثاء 14من ربيع الثاني سنة1354هــ/الموافق 1935م

يقول المختار بن المحبوبي في نظمه "وفيات الأعيان" مؤرخا لوفاة البشير عام "ند"

والعالم بن "امباركي" البشير ..... مات به وحجه شهيـــر
من خشية الرحمن ذا بكــــاء ..... كان وكان كامل الذكاء

محمد فاضل ولد الحسن
المذرذرة اليوم

mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979

هناك 7 تعليقات:

غير معرف يقول...

houwe Lbechir 3ayid kanou m3ah thlathe min Awlad Deyman

غير معرف يقول...

رحلة البشير رحلة مميزة وكان نظمها من الأنظام الرائعة ونشكرك علي أيراد القصة كاملة كما نرجوا ممن يطالع ان يكتب رحلة عبدالله ولد أمين كاملة كذالك

wel esanga يقول...

welah ela wa5yart kbira b elbechir wel emabrigu nefa3ana elahou bibarakatiha men majmo3a ma3rofa v esanga bi 7oubihalilah w 3anha la te5afo fi elahi lewmata la2im galo 3an gal e cheikh saadbouh 3anhoum ela lensar 9ilaton 3inda e6ama3i kethratoun 3enda elfaza3i jaza elaho 5ayran elkateb 3ela elme9al

gba8ou leghba يقول...

الشيخ البشير مشهور بعلمه وورعه ولاغرو فالمجموعة معروفة لكن حسب مااعرف فالرحلة مدرسة بحد ذاتها للاخلاق والشيم الفاضلة كماان فيهامواقف غريبة جرت بين العلامة واحد تلاميذ الشيخ سعدبوه كان علي الكاتب ان يطلعناعليها لكي نستفيدوامن الحكمة الموجودة فيها نرجواان تكتب لنا عنها وشكرا.

elhacen ould ebi يقول...

رحلة البشير رحلة مميزة وكان نظمها من الأنظام الرائعة ونشكرك علي أيراد القصة كاملة كما نرجوا ممن يطالع ان يكتب رحلة عبدالله ولد أمين كاملة كذالك لكي نستفيدوامن الحكمة الموجودة فيها

ela 7ad men ehel malgach يقول...

houwe Lbechir 3ayid kanou m3ah thlathe min Awlad Deyman wa5ayart wa5ayrat wa5yart !!!!!

غير معرف يقول...

ela gab8ani lehghba ef 4ak elm3ali9 lawal echtame eleyn estaghrab