الأحد، 31 أكتوبر 2010

أيام مع حبيب
الحسين ولد محنض
يكتب للمذرذرة اليوم

عندما تفقد الأمة عظماءها وهم في سن مبكرة يصبح الأمر فاجعة قوية، وعندما لا تتوفر مزايا الفقيد ومواهبه في أحد غيره تصبح الفاجعة أقوى..

لقد أنجبت مقاطعة المذرذرة أكبر عدد من العباقرة في البلاد مقارنة مع عدد السكان لكنها فقدت بالمقابل عددا من هؤلاء العباقرة وهم في سن مبكرة، ذوت أجسامهم كما تذوي الزهرة، ومن هؤلاء نذكر حبيبين فارقناهما في ظروف متقاربة هما المرحوم جمال ولد الحسن والمرحوم حبيب ولد محفوظ.
ورغم فراقهما ما تزال المذرذرة تعيش ذكرياتهما كأنهما لم يرحلا بعد، وما زال قبسهما ينير الطريق لكل أبناء البلاد الحالمين بالنبوغ والكبرياء..
لقد عرفت هذين الفقيدين عن قرب وأدركت أنهما مختلفين عنا بصورة كلية لأن الفضاء كل الفضاء لم يكن يملؤ محاجر عينيهما في حين كانت أبسط غيمة تحجب الشمس عنا نحن الأشخاص العاديين..

أما المرحوم حبيب فعاشرته وعايشته وعملت معه قرابة عقد من الزمن، فكنت أرى فيه في كل يوم حبيبا جديدا غير حبيب الأمس، حبيبا لغويا، حبيبا أديبا، حبيبا مؤرخا، حبيبا له في كل يوم لون خاص به من ألوان قوس قزح.
قلت له يوما من أيام خريف 1995 مخاطبا فيه حسه الإگيدي المرهف:

لله در حبيب لست موفيه
مقداره الفذ مهما قلته فيه
العبقرية فيه ليس ينكرها
شخص وحسن السجايا ليس ينفيه
وما تراني أبديه وأذكره
مما أراه تراه هو يخفيه
وليس ذاك بالأمر الغريب على
أبناء غور إگيدي أو فيافيه

جمعتني معه صحيفة البيان في آخر شهر من شهور سنة 1991، وكانت البيان حينها، ثم القلم بعد ذلك ابتداء من سنة 1993 قمة في الإبداع كأن لمسة حبيب السحرية كانت ترافق كل كتاباتنا في الجريدة..
كان كل أحد في الجريدة يقدم أفضل ما لديه كأن شخص حبيب يرافقه في أدائه، حتى إذا فارق حبيب الحياة ذبلت أقلامنا دون أن يعرف أي أحد منا سبب ذلك.
وعندما رحل حاولت أن أعرف ما هي ميزة حبيب التي صنعت عبقريته ونبوغه، فلم أتوصل إلى شيء لأن كل مزية من مزاياه كانت تبدو عند استعراضها على أنها تكفي لوحدها لخلق نبوغه، ويمكنني أن أقول بكل جراءة أن أسلوبه في التعاطي مع التواضع ودماثة الخلق لم يكونا أقل إبداعا وعبقرية من أسلوبه في التعاطي مع المعارف والأدب.


mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

رحمه الله

متابع يقول...

مقال محترم

غير معرف يقول...

Medredra maviah min el3odama maho hado lathnayn ????anta et5amemt ve da ali aktebt wala abdé ,,dachra akbira tou5taZal ve aragajayn ,,,allah yar7Am jemal we habib ya9er vem yasser min nass lekhbar ali nav3o anass we abnaw edachra yala ala kano yangalo we yandakroo

غير معرف يقول...

أقترح على مؤسسة المذرذرة أن تبادر بتنظيم ندوة تخلدذكرى هذالعملاق ،وأن تكون شخوصهامن مختلف المشارب،فالرجل مفخرة لموريتانياوالمذرذرة،وكذلك هناك شخصية وطنية بزت الأقران لاأجدلهاذكرالديكم وهي الشاعرفاضل أمين رغم ميوله البعثية، لكنه من الشعراءالذي قل أن يجودالزمان بمثلهم

غير معرف يقول...

مما يبرر بساطة الفقيد أته تربى في أحضانالشيخ الفاضل عبدالفتاح ولد الشيخ أحمد للفال رحم الله الجميع
الأخ الفقيد حبيب أو بداح عند خاصته أعطى للبلد عمره وقلمه دون دعاية لنفسه رحمه الله ورحم جمال الذي كان الاستاذ للمتعلم والوالد للطفل والوفي للصديقق وأشياء أخرى أكثر طيباوانا لله واليه راجعون

غير معرف يقول...

ماذا عن المذرذر والسياسة

غير معرف يقول...

حق الحي قبل حق الميت

فاجأني وأنا في الحج أن أرى رجلا ملأ الدنيا وشغل الناس أنصاره لا يألون جهدا في مدحه وأعداؤه يستميته في النيل منه بأي حيلة، سمعت عنه كثيرا من الطرفين،
ثم سمعت أحدهم يقول هاهو دودو مقبل كان شابا أربعينيا كث اللحية حيويا نشطاوبينما أنا غارق في تأمل ملامحه أحاول أن أجد فيها برهانا للمتاقضات التي تثار عنه نهض زميلي إليهبسرعة وعانقه ثم تبادلا عبارات قليلة مملوءة بالود واعتذر القادم بأن حجاجا ينظرونه لحل مشاكل متعددةوانصرف مسرعا.
قل لزميلي والكل منهمكون في تعليقاتهم المختلفة من دودو ؟ من ولد عبدالحي ؟ هل تعرفه سابقا؟ قال وأنت ألا تعرفه ألم يدرس معنا في المدرسة رقم 1 في المذرذرة؟ ألم يكن من أهل مدينة بين أهل انديات وأهل كمبه ؟ ألم يدرس في إعدادية المذرذرة قلت لا أذكره، ولكن المذرذرة اليوم لا تذكره للأسف، نسيته وهو يكابد مسؤلياته الجسيمة ويتابعها بجدارة بصفته رئيس لبعثة الحج الموريتانية لسنوات عدة مستشارا بوزارة الشؤون الإسلامية، ومفكرا نشر في الوسطية والاعتدال، وفلكيا تعلق يومياته في مساجد نواكشوط كلها وتفطر الجمهورية الإسلامية الموريتانية منذعقد من الزمن وتمسك على إمساكياته البديعة، ويشنف آذان مستمعي إذاعتها من حين لآخر بسلسة برامج رائعة أو حلقات نقاشية ممتعة
قلت في نفسي إن كنت نسيته فقد نسيه من هو خير مني، ثم قلت: من واجبنا أن نعتز بمن فقدنا من عباقرة المذرذرة ولكن اعتزازنا بالأحياء منهم لا يقل أهمية.

غير معرف يقول...

لا أكاد أتخيل ولد عبد الحي الذي تحدث عنه المعلق فهل لدى المدونة او قرائها معلومات أكثر عن هذا الشخص المثير الذي تحدث عنه الأخ الكريم