السبت، 30 يناير 2010

السلفي سيدي ولد سيدينا
"ولد السمّان لم يهاجم حمدا"

نفى السجين السلفي، سيدي ولد سيدينا، أن يكون رفيقه فى السجن والفكر، الخديم ولد السمان، قد إنتقد الشيخ حمدا ولد التاه، فى الجلسة الإفتتاحية للحوار بين العلماء ونزلاء السجن المركزي في نواكشوط، من المتهمين بالإنتماء للتيار السلفي المتشدد.

وردّ ولد سيدينا على التصريحات التى نسبتها جهات إعلامية لولد السمان، بقوله "هذا كذب وليس من أخلاق الدعاة ولا المجاهدين".

وكانت مصادر إعلامية تناقلت، أن السلفي السجين، الخديم ولد السمان، هاجم الشيخ حمدا ولد التاه، فى إفتتاح الجلسة الحوارية.

mederdratoday@gmail.com

الأربعاء، 27 يناير 2010

محمد ولد الميدّاح
يكتب عن الشعر الحساني
بين واقع الإمتهان ومحاولات الإتقان

(2)

عن عميد الأدب الحساني..
في الحلقة الثانية من الدراسة التي أعدها الباحث والأديب محمد ولد أحمد ولد الميداح عن الأدب الحساني، يتوقف الرجل بإسهاب عند التجربة الرائعة والمميزة لعميد الأدب الحساني، الأستاذ المرحوم محمدن ولد سيد إبراهيم، كما يتطرق ولد الميداح إلى ما جرّه تطفل عدد من الباحثين على هذا الأدب، ودورهم في الإضرار بهذا الفن، كما يتناول الباحث التعريف بهذا الفن، ويقف عند ملامح عطائه في هذا المجال، ما بين 1973 إلى العام 2007.
ولا بد أن نقف هنا وقفة إجلال و تقدير و ترحم على روح فقيد الأدب الحساني و عميده، المغفور له محمدن ولد سيد إبراهيم، الذي قاوم ورابط من أجل حفظ الموجود و طلب المفقود، والذي لولا ما أبلاه من بلاء حسن لكانت نفائس من أمهات "لبتيت" قد تلاشت إلي الأبد .. كما نلاحظ أن البرامج الإذاعية التي تعنى بالأدب، تشهد تحسنا الآن ملحوظا، مصدره تفتّح القائمين عليها، و بحثهم المستميت عن الثقافة التي تجمع، لا عن تلك التي تفرق ..
ولا يفوتنا في نفس السياق أن نذكر أن الساحة الشعرية اليوم، تعجّ بالمبدعين الأكفاء، و تشهد تحولا إيجابيا، تحدوه رغبة حقيقية في الرجوع إلى التراث الثقافي الأصيل .. و لا يمكن أن نحصر أولئك المبدعين المتميزين في سن معينة، أو في منطقة محددة، من مناطق الوطن ..
وخلاصة القول، أن الشعر الحساني مهدد من طرف المتطفلين عليه، وبعض الباحثين المفتقـرين لأدوات البحث وآدابه، أكثر من تهديده من طرف ندرة الشعراء أنفسهم، وتراجع مستوى إنتاجهم .. ولن يكون الشعر في مأمن من الإبتذال الذي يترصده، إلا إذا تبنّته هيئة رسمية قادرة ومصمّمة على وضع خطة تهدف إلى حراسته ضد الأدعياء والمتشاعرين وبعض "كبار المثقفين" الذيـن يحرّفونه حسب هوى الجهة التي "يتعاملون" معها.
وقد أردت أن أجعل من هذه الصرخة المدوية، والتي لا تخلو من بعض الإطناب، مدخلا لمجموعة ذكريات مختلفة، وأشعار مبعثرة، كتبتها خلال العقود الثلاثة الماضية ( أي ما بين 1973 و 2007) و تتناول بعض الأغراض دون غيرها.

التعريف بهذا الجنس الأدبي..
يعرف الشعر الحساني بتسميات عديدة، لكل واحدة منها مدلولها الخاص، ومنها:
لغن: و معناه الغناء بالفصحى
الموزون
الشعر الشعبي
الشعر اللهجي

وسنتناولها في ما يلي بشيئ من التفصيل:

لغن: هذه هي التسمية القديمة، ويري البعض أن لها علاقة بالغناء الذي تمارسه إحدى الفئات الشعبية، ولا شك أن الشعر الحساني لصيق بالغناء، وأن القدماء كانوا يفصلون بهذه التسمية بينه وبين الشعر العربي الفصيح، الأكثر منه نخبوية، والذي كانت تمارسه فئات تبتعد شيئا ما عن الطرب و الغناء، تحت ضغط ضرورة الحماية الروحية ضد القوة المسلحة.
وإنطلاقا من ذلك، فإننا نرجّح أن يكون "لغن" بدأ تعاطيه في المجتمعات الأكثر إحتكاكا مع فئات المغنين -أي إيكاون- ويتعلق الأمر هنا بالمجتمعات الحسّانية، التي تخلّت في وقت ما عن اللسان العربي الأصيل، وأصبحت تتحدث بالدارجة، تاركة الشعر الفصيح للمجموعات التي كانت تتعاطى البربرية كلغة للتواصل.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه النظرية لا يمكن تعميمها على الإطلاق، لأن "لغن" كان يتعاطى في مختلف المجتمعات البيظانية، وإن كانت أكثرية النصوص القديمة من إنتاج مجموعة معينة، هي مجموعة بني حسان.

الموزون: تطلق هذه التسمية على كل كلام مقفّى، وبذلك يستوي فيها الشعر الفصيح، و الشعر الحساني، و هي تفرّق أساسا بين الشعر والنثر، و لعل ذلك ما حدا بها إلى أن أصبحت في المفهوم العام دالّة على السبك اللغوي، وجودة إختيار الكلمة المناسبة، ووضعها في المكان المناسب، بغض النظر عن المستوى الأدبي للنص.

الشعر الشعبي: مع بداية نمو الفكر القومي العربي، وكردة فعل على الرفض الذي قابل به إخواننا العرب ميلاد الدولة الموريتانية، بدأ بعض الشباب الموريتانيين يتعاملون مع الشعر الحساني، ومع كل ما هو "بيظاني" أصيل، بقدر من الإمتهان، ويرون في الإهتمام بتلك الخصوصيات، سببا لعزلة البلاد عن الركب الثقافي في الأمة العربية ..
وبلغ ببعضهم الحرص على عدم التميّز عن باقي الشعوب العربية، حدودا غريبة جعلتهم يشـنّون الحرب على الدرّاعة وعلى كلمة "ولد" المميزة "للبيظان"، وعلى العادات الغذائية، ويحرصون على أن يستبدلوا هذه العبارات ببدائل، من مفردات تستخدم في الشرق الأوسط، أو في الخليج العربي.
و شرعوا في تعريب بعض الأسماء، مثل "نواكشوط"، التي تحوّلت إلى "نوق الشط" .. و حتى بعض الأسماء التي لا علاقة لها بالعربية، كآبدجانه (Abidjan) مثلا، أصبحت على ألسنة بعضهم يشار إليها ب "أبو دجانة".
وقد سبق هذه المحاولات الإستنساخية، ما عمل عليه المستعمر الفرنسي، من محاولة طمس الهوية الموريتانية بكل الوسائل، وهي المهمة التي أوكلها إبّان رحيله إلى الطبقة المثقّفة آنذاك، أي "المتفرنسين" الذين قاموا "بواجبهم" على أكمل وجه، وأبدعوا في إبتذال كل ما هو "شعبي" و"عربي" على حد سواء، وفي جو كهذا، وجد الشعر الحسّاني نفسه في دائرة ضيقة، ومجال ثقافي لا مكان له فيه، إلا إذا رضي بالدونية، وقبل وصفه "بالشعبية" التي لا يحسد عليها.

الشعر اللهجي: يطلق الباحثون هذه التسمية على شعر "البيظان"، و هي تسمية أكثر إنصافا من غيرها، لأنها تنسب هذا الشعر إلى اللهجة الحسّانية، دون أن تطلق عليه حكما، أو تضعه في خانة يستشفّ منها عدم تبنّيه بكل فخر وإعتزاز.

البحور الشعرية أو "لَبْتُوتَ"
ليس الهدف عندنا من هذا البحث، سرد البحور الشعرية، و تقديم قواعدها العروضية، لأن ذلك العناء قد سبقنا لتجشّمه باحثون أكفاء .. وعلى كل من أراد التعمّق في قضايا "لغن" الفنية، أن يعتمد على ما توصلوا إليه من نتائج هامة.
لقد إرتأينا أن نقتصر على إيراد بعض الملاحظات الشخصية، لإنارة الدارسين ومساعدتهم على حسن إختيار المراجع المناسبة، لأن بعض المعلومات التي أصبحت اليوم في متناول الجميع، تفتقــر كثيرا إلى الموضوعية، وتركز على شكليات لا تفيد المتلقّين، بل تصدّهم عن الهدف المنشود.
إن اهتمام كثير من الشعراء و المتشاعرين، والذين نصّبوا أنفسهم للتدريس، وسخّرت لهم كل وسائل التبليغ، يكاد يكون منصبّا على سرد "لبتوتَ" أي بحور الشعر اللهجي، دون أن يساعد ذلك المتلقّي في إكتساب الموهبة الشعرية التي هو بحاجة إليها .. ولا تفيده إلا بشحن رأسه بمسمّيات جافة، و غالبا ما تكون من خيال مقدّمها.
إن غالبية البحور الشعرية التي تتداولُ أسماؤها في الأوساط "الأدبية"، ما هي إلا بحور نظرية، نادرة الإستعمال أو منقرضة منذ أمد بعيد، ولا يمكن لمروّجيها أن يقدّموا للمتلقي أكثر من نموذج أو إثنين منها.
فما الفائدة من شحن أذهان الدارسين بأسماء بحور لا يمكنهم طول حياتهم أن يسمعوا منها إلا قطعة أو قطعتين، مثل "المشكل و الرمز و بت أثلات و اللام بوكر والواكدي الزاحل" إلخ ..؟

حديث عن بعض المشاكل..
إن المعضلة الكبرى تكمن في حرص بعض الكتّاب والباحثين ومقدّمي الإرشادات، على إظهار تمكّنهم من الموضوع، من خلال تقديم ما عندهم على أساس أنه حقائق لا تقبل النقاش، و لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.
و في مواجهة هذه الوضعية، فإنني أنصح معدّي الرسائل الجامعية، وغيرهم ممن لا يريدون الإنجراف وراء الترّهات، أن يتحرّوا الدقة في ما يقرؤونه، و ما يسمعونه وأن لا يصدّقوا تلقائيا كل ما رأوه مكتوبا بحروف براقة على صفحات كتاب أنيق .. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن القائلين بشاعرية "بت الرمز" مثلا، لا يدركون أنهم يتلاعبون بالشعر أو يجنون عليه على الأقل.
و إذا سألتهم عن قطعة شعرية في هذا البت، فإنهم سيقتصرون على القُطَيْعَة الوحيدة التي يتداولونها منذ نعومة أظافرهم:
فُمْ أُمْ نُمْ نينْ فُمْ زَيْنْ كلْ زَيْنْ فلْ عَيْنْ ..
فأين الشعر من هذا التهجّي المفتعل و الخالي من المعني؟
و متى سيدرك مردّدوا
"عند انتيٌاكْ رَيْتْ إلٌ حَاكْ امْرَ مَجْعُولْ اعْليهَ هَوْلْ تَظْحَكْ و اتْگولْ رَظْعُ لعْجُولْ" .. إنهم لا يستطيعون تقديم نموذج آخر من هذا البت، إلا إذا قرّروا نسجه في الحين، وعندها لن يخفى على المتتبّعين ما في إنتاجهم من التكلّف و الإرتجال؟
و السؤال نفسه موجه إلي مرددي:
ذلٌلي عَادتْ بَاجْلي = = طَفْلَ مَا تُقَاربْ = = لَيْعتْهَ مَعْمُورَ= = منْ قَديمْ الزٌَمْانْ
منتْ أعْمَرْ ولْ اعْلي = = ولْ اعْمَرْ بُشَاربْ = = ولْ اعْل شَنْظُورَ = = ولْ أحْدْ منْ دَمَانْ.
إن هذا النوع من الأمثلة لا يخدم نظرية أحقّية "بتْ المزارك" في أن يعتد به و أن يتعامل معه الشعراء تعاملهم مع "ابتوتَ اكْبَارْ" من أمثال "لبْتَيْتْ" و "البَتْ لَكْبيرْ" و "الرسم" و "لبٌيْرْ" و "اسْغَيرْ تيگادْرينْ" و "امْرَيْميدَه" و "بُو عمْرَانْ".
و من جهة أخرى، فإننا نستغرب المراجع التي يعتمد عليها القائلون بوجود ما يسمونه "امْرَيْميدهْ الْبَيْظَ" و"امْرَيْميدهْ الْكَحْلَ"، لأن الراسخ عندنا و عند من أدركناهم من أساطنة هذا الفن، هو أن "امْرَيْميدَه" هي "امْرَيْميدَه" فقط، ولم نسمع أبدا عند المنظّرين القدماء، أنها تتلوّن على شكل الحرباء !! ف"امْرَيْميدَه" لا تتطلّب أكثر من شاعر مقتدر وبارع في فنية الإقتصاد في الألفاظ، لينظم "تيفلواتن" من سبعة متحركين يلتقي في كل منها ساكنان بعد المتحرك الثاني.
وعلى ذكر هذا "الْبَتْ"، فإن بعض المراقبين يعتبرون أن نهضته الحقيقية بدأت عندما إستعمل لكتابة النشيدين المشهورين "الْخَيْرْ جَانَ بمْجيكُمْ" و "نشيد الكتاب" اللذين لاقيا إستحسانا منقطع النظير في الأوساط الأدبية، وأصبحا مثالا للنشيد الناجح، حتى أن الشعراء اليوم لا يتصورون أنه بإمكانهم نظم نشيد من أناشيد الحملات الإنتخابية إلا في "بت امريميده".
ومن المعروف أن هذا "البت" كان محصورا في الأوساط الشعرية على أنظام قديمة في الفخر و "كفان" مبتذلة، تنسب إلى حليف لقبيلة "مسّومه" يدعى محمود .. مثل:

ابْگيْتْ فالدٌارْ انْكَوْكي = = و اجْرُوحْتْ الْخَدْ إبَانُ
و امْشَاتْ وَلْفي يَيَوْگي = = في اسْلاَمْتْ اللٌه وُ مَانُ
والحقيقة أن "لبتوت" أكثر من أن تحصى بدقة، ولكن أهمها على الإطلاق هي: "لبتيت" ومشتقاته، و"البت لكبير" ومشتقاته و"تيگادرين" ومشتقاتها و"بو عمران" و "تاطرات" و مشتقاتها و"امريميده".

تقديم
بون ولد إميد
نقيب المسرحيين الموريتانيين

mederdratoday@gmail.com

الأحد، 24 يناير 2010

الأرض ملك للدولة
والدولة لا ترغب في التعامل مع زعماء القبائل

صرح وزير الداخلية واللامركزية، السيد محمد ولد ابيليل، بأن الدولة الموريتانية ترفض التقري العشوائي، الذي يشجع القبلية، ويسبب الكثير من المتاعب للدولة، مؤكدا في نفس السياق على أن الأرض ملك للدولة، ولا يمكن لأي كان تملكها وحيازتها، إلا بترخيص من الدولة.

كما حرص السيد الوزير في نفس السياق، على إيصال رسالة ضمنية مفادها، أن الدولة لم تعد تقبل بالتعامل مع رؤساء القبائل، والزعامات التقليدية.

mederdratoday@gmail.com

الجمعة، 22 يناير 2010

رواية "وادي النعام"
محاولة للقفز على المحظور


نظم مركز أمجاد للثقافة والإعلام، ندوة ثقافية، في فندق الخيمة، لقراءة بعض من ما تحت السطور، في رواية الكاتب الصحفي، محمذن بابا ولد أشفاغا، مدير مكتب الجزيرة في نواكشوط.

الندوة .. ترأسها أستاذ النقد الأدبي المقارن بجامعة نواكشوط، الدكتور محمد ولد بوعليبه، وإفتتحها رئيس مركز أمجاد للثقافة والإعلام، الأستاذ سيدي ولد الأمجاد، وتولت رعايتها مكتبة 15-21، شهدت مداخلات كل من الأستاذ سيد أحمد ولد الدي، والدبلوماسي السابق الدكتور يحظيه ولد سيد أحمد، ووزير الثقافة والإتصال السابق الدكتور محمد فال ولد الشيخ، والأستاذ الجامعي الدكتور محمد ولد تتا، والكاتب والصحفي السني عبداوه.

مدير مكتب الجزيرة في نواكشوط، محمد بابا ولد أشفغ، عقّب على العروض التي أثرت الندوة الخاصة بروايته "وادي النعام"، قائلا:

"إسمحوا لي في البداية أن أسدي جزيل الشكر لمركز أمجاد للثقافة والإعلام .. وسأتحدث بإيجاز عن الظروف النفسية التي إكتنفت ورافقت كتابة "وادي النعام".. هذا النص الذي كتب في فترات متفرقة جدا بدأت من سنة 1993 إلى سنة 2007.

صحيح أنني وضعت اللمسات الأخيرة عليه سنة 2007، بعد الإنتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد آنذاك.
وصحيح أيضا أن من أهم تلك اللمسات، رصد أحداث القصة في المستقبل؛ وقد أردت بذلك هامشا من الحرية، محاولة لتجاوز عقبات الواقع، وما أكثرها!
لكن المستقبل الذي إخترته كان مستقبلا قريبا، منظورا، وأكاد أقول ملموسا، يتداخل ويتشابك مع الحاضر.
لقد كتبت فصول القصة عام 1993، عندما كنت مديرا للأخبار في التلفزيون الموريتاني .. في تلك الفترة كانت الصحافة المستقلة في بداية ظهورها، وكان تأثيرها محدودا؛ ولم تكن الجزيرة وأخواتها قد ظهرن بعد، ولم يكن الإنترنت حينها في متناول الإستخدام العمومي..
وكانت التلفزة الوطنية، ووسائل الإعلام العمومية، قريبة من الدوائر الحكومية، ومن دوائر مركز صنع القرار .. كنا نسافر مع الرئيس إلى الداخل والخارج، وكنا نحتك بصنّاع القرار، وبالفاعلين السياسيين والإقتصاديين والإجتماعيين .. مما أتاح لنا الإطلاع على الكثير من الأسرار؛ لكن سياسة التحرير، وسطوة الرقيب الإداري والذاتي، كانت تمنعنا من البوح بهذه الحقائق، التي كنا على اطلاع بها.
وأعتقد أن "وادي النعام"، بدأت عندما بدأت محاولة للقفز على ذلك الكبت، ومحاولة لكسر تلك الحدود .. وأرجو أن أكون قد وفقت في إلقاء بعض الضوء على زيف السياسة والسياسيين، الذي كنا على اطلاع به (...)".

وأخيرا شهدت الندوة مداخلات حرة، شارك فيها عدد من الأساتذة الجامعيين، والكتّاب، والإعلاميين؛ من أبرزهم إبراهيم ولد عبد الله، الولي ولد سيدي هيبه، محمد محمود ولد ودّادي، الحسين ولد مدّو، حبيب الله ولد أحمد، د. إزيد بيه ولد محمد البشير، الأستاذ محمد محمود ولد سيدي يحيى، و د.إبوه ولد محمد أعمر.

mederdratoday@gmail.com

الخميس، 21 يناير 2010

المذرذرة ولعنة الطريق

يعرف طريق "الوفاء" الطيني، الرابط بين تكند والمذرذره هذه الأيام، حالة إهمال غير مسبوقة، حيث توقفت أعمال الصيانة به، وتحول إلى أخاديد كبيرة، وحفر غائرة، يصعب إجتيازها.
الأمر الذي زاد من نسبة حوادث السير المرتفعة أصلا على هذا الطريق، والتي أصبح خطرها يتجاوز مستغلي السيارات، إلى سكان الأحياء الممتدة على طوله، وكان آخر هذه الحوادث إرتطام سيارة عابرة للصحراء، بمنزل إحدى الأسر من ساكنة المنطقة قبل أيام، إثر محاولة سائقها تفادي أخدود عميق في الطريق.
هذا فضلا عن الإنعكاس السلبي الكبير لوعورة الطريق، على الظروف المعيشية لسكان يجلبون من العاصمة كل مستلزمات حياتهم، وحتى قوتهم اليومي، حيث تعتبر تكاليف النقل هنا الأعلى من نوعها وطنيا.
ومن الغرابة بمكان، أن النقل في المقاطعة، يبقي المجال الوحيد الذي تنعدم فيه المنافسة، ويصر فيه الناقلون على تثبيت سعر مرتفع للتذكرة، مع أنهم جميعا من أبناء المقاطعة "البررة"، وهم يرفضون أي دخيل يحاول ممارسة المهنة ، وخصوصا إذا كان ممن يسعون للمنافسة، عبر تخفيض التذكرة، تماما كرفضهم نظام الطابور، الذي يسمح بتوفير سيارة نقل تعمل طيلة اليوم، عكس ما عليه الأمر الآن، حيث لا يمكن لأي مسافر عبر سيارات النقل من المقاطعة، تناول وجبة الفطور بها مطلقا، كما لا يستطيع المسافر إليها من نواكشوط أو روصو -المدينتين اللتين ترتبطان بها عبر سيارات النقل- المقيل بصفة مريحة، نظرا إلى أن آخر سيارة للنقل من المدينة تغادر قبل شروق الشمس، فيما تبدأ آخر سيارة نقل متجهة إليها رحلتها ظهرا.
وفي هذه الوضعية، لم يبق أمام سكان المقاطعة المعزولة ،إلا إنتظار برنامج الحكومة لسنة 2010 عسى أن يتضمن "وفاءا جديدا" يصلح ويعبد الوفاء الأول، لكن مفاجئة السكان كانت كبيرة ،عند ما لم تدرج الحكومة الطريق في برنامجها ، معلنة عن "إنجاز" آخر، لم يكن أبدا في الحسبان، يربط المذرذرة بمقاطعة أبي تلميت، في محاولة منها للإلتفاف على مشروع سكة الحديد، التي برمجتها الحكومات السابقة، وكان من المفترض أن تعمل على فك العزلة عن هذه المناطق.

وتعيش المذرذرة اليوم، شبه عزلة حقيقية، تتطلب من السلطات الموريتانية، الإسراع بصفة جدية في تعبيد هذا الطريق، الذي يعد الشريان الوحيد لحياتها، وإستئناف أعمال الصيانة فورا لتحسينه.

إمربيه ولد الديد

mederdratoday@gmail.com

الاثنين، 18 يناير 2010

ولد السمّان يهاجم حمدا

بعد رفع الجلسة الإفتتاحية للحوار الذي فتحته السلطات الحاكمة مع السلفيين المعتقلين بالسجن المدني، توجّه الناشط السلفي الخديم ولد السمان إلى الشيخ حمدا ولد التاه، وصافحه، وبدأ يهاجمه بكلمات قاسية، تنتقد مواقف الشيخ حمدا من الأنظمة الموريتانية المتعاقبة.

وقال ولد السمّان .. "يا شيخ، عليك أن تعلم أنك في نهاية عمرك، وعليك أن تتقي الله .. أنت الذي شرّعت العلاقات مع إسرائيل، وبعد ذلك تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم، لو كان حيا لرشّح ووشّح ولد عبد العزيز .. هذا غير صحيح .. الرسول صلى الله عليه وسلم غير ديمقراطي، لأن الديمقراطية غير شرعية.

حاول الشيخ حمدا إحتواء الموقف بالمداعبات .. وقال له لا تهاجم ولد عبد العزيز .. إنه من أهلك ..

فرد الخديم .. " لا، ولد عبد العزيز ليس من أهلي .. إنه عمل غير صالح، ليس سوى واحد من حكام المسلمين المرتدين..

"يا أخي، عليك أنت وأمثالك ممن تتسمّون بالعلماء أن تتّقوا الله .. وتتوبوا إلى الله قبل الموت" ..

عندها، نهض الشيخ حمدا -الذي مازال ولد السمان يمسك يده- وقال تبنا إلى الله .. وتب أنت أيضا يا ولدي إلى الله.

المذرذرة اليوم - تقدمي

mederdratoday@gmail.com
تعزية ومواساة

إنتقل إلى رحمة الله تعالى مساء الأحد الزميل الصحفي أحمد ولد أحمدو مامين المعروف بـ"حمو"، وهو مراسل ومنتج لقناة الجزيرة في موريتانيا، بعد نوبة قلبية مفاجئة، حيث كان يحضّر لنيل شهادة عليا في جامعة سينلوي السنغالية.

ولد الإعلامي الراحل سنة 1963، وحصل على دبلوم السلك العالي في التسيير الإداري في المغرب، وقبل ذلك نال شهادة المتريز في القانون - شعبة العلاقات الدولية من جامعة نواكشوط.

وبدأ مسيرته المهنية عام 1989 مذيعا بإذاعة موريتانيا، وفي الفترة ما بين 1989و1994 عمل رئيس تحرير نشرات الأخبار بالتلفزة الموريتانية، وما بين 1994-1997 عمل رئيسا لقسم التحقيقات بالتلفزة، وعمل رئيسا لقسم البرامج الثقافية للفترة 1998-2000، ومنذ ذلك الحين أصبح من أهم صحفيي التلفزيون، ليتولى لاحقا إدارة البرامج في التلفزيون عام 2003.

وتوج الزميل أحمد ولد أحمدو مامين مسيرته المهنية بإلتحاقه يوم 15 فبراير 2005 بمكتب قناة الجزيرة في نواكشوط كمراسل معتمد.

عرف الراحل بحضوره القوي في التلفزة الموريتانية التي ختم مشواره معها مقدما لبرنامج "الاجماع الوطني" الذي ذاع صيته بعد تغيير الثالث أغسطس 2005.

وكان الراحل ذا خلق رفيع، ويتمتع بعلاقات واسعة في صفوف النخبة السياسية والاعلامية، وعلى معرفة بتقاليد وثقافة وتاريخ المجتمع الموريتاني بمختلف مكوناته.

وبالمناسبة تتقدم "المذرذرة اليوم" بتعازيها الخالصة إلى أسرة الفقيد وإلى أهل "إبير التورس" وأهل المذرذرة عموما، وإلى مكتب الجزيرة في نواكشوط وكل العاملين في الحقل الإعلامي ..

المذرذرة اليوم - صحراء ميديا

mederdratoday@gmail.com

الخميس، 14 يناير 2010

طريق المذرذرة - تكند

أفاد مراسل "المذرذرة اليوم" في مدينة المذرذرة، نقلا عن مصدر بلدي، وصفه بالمطّلع، أن تعبيد الطريق الرابط بين "المذرذرة - تكند" سيتم خلال هذا العام.

وفسّر المصدر البلدي، عدم ذكر الوزير الأول لهذا الإنجاز -خلال عرضه للسياسة العامة للحكومة أمام البرلمان-، بأنه عائد إلى كون الجهات التي موّلت تعبيد الطريق، جهات غير حكومية، مؤكدا أن الأشغال ستبدأ قريبا.

وسيكون تعبيد طريق المذرذرة - تكند" -الذى لم يتسنّى لنا التأكد من صحته- إن تم، تكملة للوفاء الناقص الذى بدأ منذ 1996 والذى عانت منه المقاطعة كثيرا.

mederdratoday@gmail.com
تعيين دمان ولد محمد
مديرا عاما لتشريفات الدولة

أعلنت رئاسة الجمهورية، أنه بموجب مرسوم صادر يوم الثلاثاء 12 يناير 2010، تم تعيين السيد دمان ولد محمد ولد همر، مديرا عاما لتشريفات الدولة.

يذكر أن دمان ولد محمد ولد همر، من مواليد مقاطعة المذرذرة .. منطقة "المبروك" التابعة لبلدية الخط، ومن شباب ثانوية المذرذرة المميّزين، درس فى ثانوية المذرذرة فى التسعينات من القرن الماضي، كما أكمل دراساته الجامعية فى المغرب و فرنسا.

وقد تم إختياره مستشارا فى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، بعد نجاحه فى المسابقة التى نظمت قبل المسابقة الأخيرة، قبل أن يتم تحويله مؤخرا إلى تشريفات الدولة، إلى غاية تعيينه مديرا عاما لتشريفات الدولة.

mederdratoday@gmail.com
إغتيال ولد إبلول في غامبيا

أعلنت الجالية الموريتانية في غامبيا عن مقتل أحد أفرادها الناشطين، وهو المختار ولد محمدن ولد إباه ولد إبلول، من مواليد مقاطعة المذرذرة، حيث عثر عليه مساء أمس الأربعاء، قتيلا على شاطئ البحر ..

يذكر أن القتيل خرج من مكان عمله حوالي الساعة الرابعة مساءا، وقد هبّ زملاءه مبكرا للبحث عنه، بعد أن لفت إنتباههم تغيّبه عن صلاتي المغرب والعشاء، حيث عرف عن الفقيد إلتزامه بصلاة الجماعة، كما عرف بدماثة الأخلاق..

وتشكو الجالية الموريتانية، من تعاطي السلطات الغامبية مع الجريمة، إضافة إلى أن هذه ليست هي أول جريمة قتل يتعرض لها مواطنون موريتانيون في غامبيا، حيث تقيّد الحالات في الغالب ضد مجهول.
وحسب مصادر من عائلة القتيل، فان آخر إتصال للتاجر المذكور بذويه، كان عندما إتجه إلى الشاطئ للإتصال هاتفيا بموريتانيا، حيث كان الخط رديئا داخل المدينة، وأضافت نفس المصادر، أن آثار الضرب البادية على جثة الضحية، ترجّح فرضية الإغتيال.
يذكر أن ولد إبلول، يمارس التجارة في غامبيا منذ 20 عاما، ومن المتوقع أن ينقل جثمانه مساء اليوم الخميس عبر الجو إلى موريتانيا.
mederdratoday@gmail.com

الأحد، 10 يناير 2010

طريق المذرذرة - بوتلميت

أكد الوزير الأول الدكتور مولاي ولد محمد الأغظف، أن الحكومة ستسعى إلى العمل على تشييد طريق يربط بين المذرذرة ومقاطعة بوتلميت خلال العام 2010، وأضاف الوزير الأول خلال عرضه للسياسة العامة للحكومة أمام البرلمان، إن حكومته ستعمل على فك العزلة عن قرى المقاطعتين.

من جهة أخرى، قال مولاي ولد محمد الأغظف، إن حادثة الإغتيالات التى حدثت أثناء عيد الأضحى المبارك فى مقاطعة المذرذرة، حادثة معزولة، ولايمكن التعليق عليها، وأضاف ولد محمد الأغظف -الذى كان يجيب على إستفسار شفوي- تقدّم به النائب محمد المصطفى ولد بدر الدين، إن ماحدث "عمل شاذ .. رجل حمل بندقية وقام بإطلاق النار على أبناء عمومته بدافع إنتقامى إجرامى".

ويستغرب كثيرون أن يعد الوزير الأول بإنشاء طريق رابط بين المذرذرة وبوتلميت، فى الوقت الذي ينتظر سكان المذرذرة -منذ مايقارب عقدين من الزمن- تعبيد الطريق الحيوي الرابط بين تكند والمذرذرة.

mederdratoday@gmail.com
قضية حنفي
حطمت آمال الصحافة الموريتانية
****
في وقت تطالب فيه نقابة الصحفيين الموريتانيين بإلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر، وأمام تكذيب النيابة العامة خلال إتهامات متبادلة بينها والهيئة الوطنية للمحامين، وجود أي حالة من الحبس التحكمي في السجون الموريتانية، تأتي قضية الزميل "حنفي ولد الدهاه" لتميط اللثام عن الوجه الحقيقي للعدالة الموريتانية.
يقبع الصحفي المضرب عن الطعام، لأسبوعه الثالث في السجن دون وجه قانوني، بعد إنتهاء فترة محكوميته التي إمتدت 6 اشهر، فيما إعتبر نازلة جديدة في مجال القضاء والفقه الموريتاني، الذي لم يسجل تاريخه حتى في العهود الإستثنائية التحكمية، الإبقاء على أي معتقل داخل السجن بعد إنتهاء محكوميته.
ورغم تهرب كل "المسؤولين" في السلطتين التنفذية والقضائية حتى الآن من المسؤولية عن النازلة "الجديدة"، إلا أنهم لم يحركوا ساكنا لرفع الظلم عن صحفي كان من الأجدى بدولة قانون تسعى لبناء ديمقراطية فعلية، تخفيف العقوبة على الأفعال المدانة التي يرتكبها في إطار مهنته النبيلة، بدل ظلمه، وحبسه دون سبب، بل إن هذه السلطات عجزت عن تلفيق ذرائع -حتى ولو كانت واهية- لتبرير فعلتها المشينة.

والآن، وبعد أن أصبح من الواضح للجميع أن الزميل حنفي ولد الدهاه ضحية سجن تحكمي، كيف سترد النيابة العامة مستقبلا على إتهامات الهيئة الوطنية للمحامين ؟ وما هو مصير مطالب نقابة الصحفيين بإلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر مادام الصحفيون يخضعون للحبس التحكمي ؟

إمربيه ولد الدّيد

mederdratoday@gmail.com

الجمعة، 8 يناير 2010

لالة بنت سيد يعرف
"البلاد .. تشهد نهضة"

قالت رئيسة لجنة التنظيم فى حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، السيدة لاله بنت سيد يعرف، "إن البلاد تعرف نهضة تنموية، منذ فوز الرئيس محمد ولد عبد العزيز".

وأكدت بنت سيد يعرف، التي كانت تتحدث على هامش إختتام حملة تحسيسية، نظمها حزبها، على إستعداد لجنتها الدائم، للعمل بكافة جهودها، لتنشيط الحزب، وإرساء قواعده، والدفاع عن نهجه.

mederdratoday@gmail.com
بلدية تكند
توزيع مجاني للأسماك

أفاد مراسل المذرذرة اليوم فى مركز تكند الإدارى، ان مقر البلدية شهد الأربعاء 06/01/2010 توزيع كميات معتبرة من الأسماك على سكان بلدية تكند.

وذكر المراسل أنه شاهد المئات من المواطنين يتزاحمون أمام مقر البلدية وسط المدينة، من أجل الحصول على كميات من الأسماك الموزعة.

ومن المنتظر أن تكون لعمليات التوزيع، أصداء إيجابية، خصوصا أن "المذرذرة اليوم" تلقت الكثير من الشكاوي، التى تتحدث عن الحيف فى التوزيع، خصوصا بالنسبة لمادة "القمح"، فى بقية بلديات المقاطعة.

mederdratoday@gmail.com

الأربعاء، 6 يناير 2010

عثمان ولد يالي
والمحاكمة المزعجة

مرت عدة سنوات على بيع عثمان ولد يالي لمنزله في "سوسيم" بطريقة طبيعية، إلا أن تداعيات ذلك لا تزال مستمرة تلقى بظلالها على الشيخ الثمانيني الذي يمثل أمام العدالة لأول مرة منذ ولدته أمه.

ويروي عثمان ولد يالي تفاصيل القضية قائلا :"حين هممت ببيع منزلى التقيت عدة مقاولين مهتمين ببيع وشراء المنازل "سماسرة"،وقدّموا لي عروضا مختلفة، لم أقبلها، حتى إلتقيت رجل الأعمال ولد غدّه، الذي قبل شراء المنزل بمبلغ 300 مليون أوقية، وبعد أن حضرنا لتوقيع صفقة البيع، طالبنى بالإقالة، متحجّجا بإرتفاع الثمن، إلا أن المقاول "السمسار"، الذي تدخّل لإتمام عقد البيع، طلب منه أن يلتزم بالعهد الذي قطعه على نفسه، وبعد مفاوضات ومساومات، قبلت بيع المنزل ب 280 مليون أوقية، وسلّمني شيكا مصرفيا بالمبلغ المذكور، وأعطيت للسّمسار، الذى أشرف على البيع ما إستحق من الصفقة، وإنتهت القضية عند هذا الحد.
ويضيف عثمان ولد يالي .. "بعد فترة، جاءني في منزلي أحد "السماسرة"، ليخبرنى بأنه وجد من يشتري المنزل بمبلغ 230 مليون أوقية، فأكّدت له أني قد بعت المنزل، دون أن أذكر له المبلغ الذي بعت به منزلى، وعلى إثر ذلك قام السمسار المذكور بتقديم شكوى ضدّي، مدّعيا أنني بعت المنزل ب 230 مليون أوقية، ولذلك فقد إستحق علي أن أعوّضه عن الأتعاب المترتّبة على ذلك.
ويؤكد عثمان ولد يالي، أنه لم يتعامل مع هذا المقاول، الذي يسمّى، محمذن ولد يركيت، قائلا إنه قدّم له نصيحة كأخ، طالبا مني بيع المنزل أوتغيير وضعيته، وقد أكّدت له حينها، أنني سأبيعه في حالة ما إذا وجدت المبلغ الذي يناسبنى.

أمام القضاء...
وقد تم إستدعاء عثمان ولد يالي، من طرف القاضي، بعد الشكوى التي تقدم بها محمذن ولد يركيت، وطلب منه القاضي، أن يعطيه ما إستحق عليه، إلا أنه أكد أنه لم يبع المنزل بالمبلغ الذي ذكر، وأن ما تقدّم به الشاكي لا أساس له من الصحة، وقد إستمرت هذه القضية في المداولات عند قاضي "تفرغ زينه"، إستدعى خلالها أطراف القضية، وطلب شهود إثبات، وقد حكم لصالح صاحب الدعوى، محمذن ولد يركيت، بمبلغ 8 ملايين أوقية.
ووصف عثمان ولد يالي، هذا الحكم، بأنه حكم "لاتفتار"، قائلا إنه غير مبني على أية حقائق موضوعية، معبّرا عن رفضه له، كما تقدّم بطعن لدى المحكمة العليا.
ويقول ولد يالي، إنه خلال كل مراحل هذه القضية، طلب منه أن يسعى إلى حل تصالحي ينهي هذه القضية، إلا أن ولد يالي رفض ذلك قائلا .. "إنه من المستغرب أن يطالب مظلوم بالتصالح مع ظالم في دعوى باطلة لا بيّنة عليها".
وأكّد أن المحكمة العليا تتحدث بنفس الأسلوب، الذي سمعه عند قاضي "تفرغ زينه" والمبني على المطالبة بحل وسط متفق عليه، "والذي لن أقبله مهما كلّف الأمر، ذلك أنه ليس من المنصف أن نطالب صاحب الحق الطبيعي، الذي يستند على كل الشواهد والإثباتات التي تؤكد صدق أقواله، أن نطالبه بحل تصالحي مع من إدّعى ظلما ولا أدلة لديه".
وقد إستعان عثمان ولد يالي، بمحامي معتمد لدى المحاكم الموريتانية، كلّفه بالحديث نيابة عنه، ومتابعة تفاصيل هذه القضية.
وأكّد أنه في كل مرة يدعى فيها للمداولات في هذه القضية، يطالبونه بالسعي إلى حل وسط، ينهي الملف المعروض أمام العدالة، إلا أنه يصر على أنه ليس من المطلوب من أصحاب الحقوق العادلة، التنازل عن حقوقهم لمصلحة من يدّعي زورا، مشيرا إلى أنه سيواصل هذه القضية بكل إصرار، مادامت هناك حكومة أو قضاء يركن إليه.
وأضاف أن خصمه قال في لقائهم الأخير، إنه يقبل بالصلح، قائلا .. "وقد أكّدت أن من حقه ذلك، مادام سيتمكن من الحصول على مبلغ ثمانية ملايين أوقية بكل هذه السهولة".

وختم عثمان ولد يالي بالقول، إنه وقد بلغ 80 سنة من العمر، لم يمثل أمام العدالة مرة واحدة في حياته، ولم يتقدم أي موريتاني بشكوى قضائية ضده، "أو يدّعي أي كان أني ظلمته، وقد سافرت إلى مختلف الأقطار، ولم أتلقى أي مشكلة، ووضعيتي الصحية الخاصة، لا تسمح لي بمثل هذه المتابعات المكلّفة، التى أرهقتنى كثيرا".

mederdratoday@gmail.com

الجمعة، 1 يناير 2010

محمد ولد الميدّاح
يكتب عن الشعر الحساني
بين واقع الإمتهان ومحاولات الإتقان

(1)

مقدمة الدراسة
أشار محمد ولد أحمد ولد الميداح في مقدمة دراسته إلى أن "للشعر مكانته الخاصة في قلوب كل العرب، و في بلادنا على وجه الخصوص، فإن له مكانة لم تستطع الفنون الثقافية الأخرى أن تصل إليها...
و لست من الذين يجعلون من المقارنة بين الشعر الفصيح وبين الشعر اللهجي، مادة فكرية خصبة، و موضوعا لنقاشات عقيمة، لأن لغة الخطاب لا تعدو عندي كونها أداة، تستمد جودتها من محتوى ما تشير اليه من معان و دلالات، و لكنني أقول جازما، إن الجماعة العربية التي تعرف بالبيظان، لها تعلّق منقطع النظير بالنمط الشعري المسمّى (لغنَ).
و لا غرابة في ذلك، لأنه يعبّر عن أحاسيسها، و تفهم معانيه دون أي مجهود فكري.
و أخيرا وبعد موجة من الإضطرابات الفكرية و الإيديولوجية، أدرك المثقفون الموريتانيون، أن الهوية الوطنية لا يمكن الحفاظ عليها غير محصّنة بالمميزات الثقافية لهذا البلد...
ومن إيجابيات هذا التوجّه، أن كل المثقفين في بلادنا، أصبحوا اليوم مهتمين بآدابهم الشعبية، و لكن الإيجابيات تصاحبها سلبيات لا مفر منها، و من أهمها تحول الشعر الحسّاني من شعر نخبوي لا يجرأ على ممارسته إلا من أهداهم المجتمع صفة "الفتي"، التي لا تنال إلا بشق الأنفس، إلى شعر شعبي، يوصف بالبراعة في فنونه كلُّ من فبرك كلمات لا ترقى بالضرورة إلى مستوى الخطاب الشعري،
ومن الطبيعي أن تنمو هذه الظاهرة في غياب النقد البنّاء، و عدم تقنين معايير التقويم.

الدور الباهت لوسائل الإعلام
ويزيد هذه الوضعية إستفحالا، أن وسائل الإعلام الرسمية -وهي التي يثق الناس بها أكثر من ثقتهم بغيرها من المصادر، نتيجة لعاملي البداوة و الإنبهار بكل ما هو تقني وجديد- لم تفكّر يوما من الأيام، في إنشاء هيئة رقابة على ما يقدّم عبرها، بل أصرّت طوال مسيرتها، على تقديم عشوائي لنصوص شعرية هي المثال الساطع للخلط بين الجيد و الرديء...
و في خضم عدوى الديمقراطية، وشعارات "تساوي الفرص"، فإن مقدّمي البرامج لم يجدوا بُدا من إنتداب قائمة من الشعراء، المنحدرين من كل المناطق الموريتانية، بحصص متساوية، وبغض النظرعن تفاوتهم في جودة الإنتاج، وغالبا ما يُقدّم أولئك "المقدّمون" نصوصا شعرية لإرضاء جهة ما...
ويمكن القول إن "الجهوية الثقافية" قد تجذرت بفعل "برامج الأدب الشعبي"، التي يتّصل بها المستمعون عبر الهواتف، لطلب "شي لَهْـلْ المقاطعة الفلانية"... سواء في ذلك المذرذرة، عاصمة "إكيدي" الثقافية، أو تمبدغة، عاصمة الأدب في منطقة الحوضين، أو "بابابي" التي لا يتحدث سكانها بالحسّانية...
ويروّج أولئك "الصحفيون" المعايير القبلية صراحة، عندما يقدّمون مثلا، الشاعر ولد المبارك ولد اليمين، كواحد من شعراء مقاطعة "واد الناكه"، أو ولد محمد آسكر من مقاطعة كرمسين.. و كان أولى بهم أن يقولوا إن الأول من "تاكنانت" و إن الثاني من "لغلال"، لأن المقاطعتين المذكورتين، ظهرتا بزمن طويل بعد وفاة هذين الشاعرين، الذيْن كانت بلاد "البيظان" كلها مقاطعة لهما..
و قد نبّهنا مرارا و تكرارا على ما لهذا الإنحراف من خطورة بالغة، على حاضر و مستقبل الشعر، منطلقين من مسلّمة مفادها، أن مبدأ المحاصصة لا يمكن إعتماده في تناول العلوم الإنسانية..
وحاولنا أن نلفت أنظار الجميع، إلى أن الأدب الموريتاني ملك لكل الموريتانيين، من جميع الأعراق و القبائل و الجهات .. ولكن مقالات ننشرها في الصفحات الداخلية من إحدى جرائد نواكشوط، ونقاشات نجريها أحيانا مع بعض"المثقفين"، لا وزن لها أمام الوسائل الرسمية والأكاديمية، ذات التأثير المباشر والتلقائي على عقليات الناس ..
ومن جهة أخرى، فقد ظهر باحثون آخرون، يتعاملون مع الشعر تعاملا مثيرا للجدل، و تعدّدت المراجع والإحالات، وأصبح كل من هبّ ودبّ، بإمكانه أن يتبوّأ المكانة الأدبية التي يريدها لنفسه، بمجرد أن يكتب مقالا، أو يقدّم بحثا عن الشعر الحسّاني، معتمدا على ما يمليه عليه خياله الجيّاش، أو على بحوث سبقه لكتابتها "باحثون" آخرون، يعتمدون نفس الأساليب التي يعتمدها هو.
وإننا، وإن كنا نحمّل إذاعة موريتانيا جزءا كبيرا من المسؤولية عن هذه الخلبطة الثقافية، فإننا نعترف لها بجهود جبّارة بذلتها في البحث عن شوارد الشعر الحسّاني، و في تعليم مبادئه عبر الأثير ..

تقديم
بون ولد إميدّه
نقيب المسرحيين الموريتانيين

mederdratoday@gmail.com