عمدة بلدية الخط
في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم
(2)

المذرذرة اليوم: الأقلية تمثل رأيا آخر..أنتم في تسييركم البلدي، وحتى في المعترك السياسي هل ترتاحون للرأي الآخر؟

عمدة الخط: الرأي الآخر مادام يدلنا على صواب أو ينهضنا إلى خير أو يتماشى معنا في طريق نير، فنحن معه على الحق، وإذا كان يخالفنا خلافا يتعلق بالعصبية أو الحمية إلى طريق أخري، أو يهدف إلى غيرالصواب، ومادامت طريقنا صواب فنحن نعامله بمايسمي بالديمقراطية، فنعرضه على التصويت، ولكن هذا هو آخر حل نلجأ إليه.

المذرذرة اليوم: كيف تقيمون علاقتكم أنتم كعمده وفاعل سياسي، مع مختلف القرى داخل بلدية الخط، هل يمكنكم القول إنها علاقة طيبة وتسير بشكل طبيعي؟

عمدة الخط: الله تبارك وتعالى أعلم، فيما يبدو لي منذ مارست السياسة - والحمد لله- أن أكثر التجمعات، تربطنى بها علاقات طيبة، وأن ذلك لله الحمد يزداد يوما بعد يوم، ولم أرى خلافا اسميه خلافا او اسميه انفصاما بيني مع شخص أو مع قرية من قرى البلدية التي أنا على رأسها، وذلك تجلي فى الانتساب الأخير للحزب..كل القرى وكل التجمعات ذهبت مع موفد الحرب إليها، واتصلنا بها وكل هذه القرى- وأشكر الله سبحانه وتعالي على ذلك- ثم أشكر أهل هذه القرى، وقد صرحت بذلك أمامهم بالشكر الصادق على استقبالهم الحار وعلى ضيافتهم الكريمة لموفد الحزب، الذى قدم لينتسب الناس لهذا الحزب الهام، الذي هو الأول من نوعه، وتبين لي في الآونة الأخيرة، وفي الفترات التي سبقت ذلك أن جميع القرى منسجمعة مع ما تهدف إليه البلدية من مصلحة عامة ومصلحة خاصة بالقرى، كل قرية تقدم مطالبها وكل قرية تلبى لها تلك المطالب حسب الإمكانيات، وهي مقتنعة بذلك وتعرف أنها ولله الحمد معنا على طريق مستقيم، وعلى جادة هي الصواب إنشاء الله.

المذرذرة اليوم: على ذكر الانتساب لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي شهدته البلاد في الآونة الأخيرة، ذكر البعض، وقد نشرت الصحف الوطنية مقالا يقول بذلك، عن خروقات كبيرة على مستوى بلديتكم، كيف تردون على ذلك؟

عمدة الخط: الذي يظهر لي أن ذلك النوع من الكتابات، أوالمقالات، أو الخروقات كما يقول الآخرون، أصناف من الكلام لا تحتاج إلى جواب، فقد نظرنا إلى ذلك واستمعنا إليه، ولكننا لم نمنح له أذنا صاغية، ولم نستعد للجواب عليه، لأنه لا قيمة له فهو باطل من أصله إلى فرعه، فكيف يكون هذا وبلدية الخط كان المسجلون فيها على لائحة الانتخابات السابقة يزيد على 2700ناخب، وفي هذه المرة وصل عدد المنتسبين لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية 2615 منتسب، وهذا ليس بالغريب، لأن الناس جاءوا عن بكرة أبيهم يريدون الانتساب بانفسهم لأنفسهم، فليست هناك حاجة لأي شخص في انتسابهم، إلا إذا كان المنتسبون يرغبون في ذلك، لقد لاحظنا رغبتهم الحقيقية، وجاءوا بأنفسهم، وانتسبوا كما رأينا وشاهدنا في الخط، وهذا ما نشكر عليه سكان بلدية الخط، الذين قدموا من كل حدب وصوب لينتسبوا لهذا الحزب المهم، فنحن ننتسب إليه وندعوا إليه الناس، والعقلاء يدعون أنفسهم قبل أن ندعوهم إلى هذا الحزب، فهو أول حزب نرى أنه له نتائج إيجابية، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يثبت خطانا على الطريق المستقيم، وأن يثبت خطا هذا الحزب، وأن يؤيد مناصريه ويؤيد رئيسه.

المذرذرة اليوم: السيد العمدة يقال ان لكم تجربة في العمل الخيري، هل يمكن القول إنكم استفدت من هذا العمل الخيري، لخدمة أغراض سياسية؟

عمدة الخط: لاشك أن النية هي أكسير العمل، ويقول أحد العلماء الأجلاء والحكماء..الشيخ احمدو ولد فتي:
ونية المرء أكسير ينال
به بالحج تكفير أثام وآثام
فالنية هي التي تغير الاتجاه حتى يكون معاكسا وبالعكس، فمثلا يقولون إنها أكسير العمل وهذه عبارة لأهل الكيمياء والفيزياء، كانوا يأخذون الحجر ويجعلونه ذهبا، ويأخذون الجر ويجعلونه ياقوتا بهذه العملية التي يعرفونها، كذلك النية عندما يستصحبها صاحبها للخير وهو في مجال يبدو للغير إنه مجال شر سوف ينقلب إلى خير وبالعكس، ومن هنا أجيبكم على أننا دائما لا نرجوا أن نعمل عملا إلا وقبله نية خير إنشاء الله، فاول حديث في البخاري قوله صلى الله عليه وسلم :"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى.."، فأنت الآن تعمل في هذه المؤسسة الإعلامية من الصباح إلى المساء، إذا كنت تنوى من صباحك الباكر أن عملك هذا سوف يقود إلى خير، وأن كل ما تقوم به يدخل في عمل الخير، فسيكون جميع أعمالك خيرا والعكس صحيح، فإذا تركت النية ربما لا يحصل لك الأجر، وربما يحصل منه القليل، ولكن النية عندما يصاحبها الشخص فكل عمل خير بعدها سيجده صاحبه، ونحن لله الحمد شيوخ في السن، ونرجو من الله تبارك وتعالى ان تكون نوايانا طيبة للجميع وأن تكون سياستنا سياسة خير، والناس بعضهم يزعم أن السياسة لا تكون إلا بالشر وهذا الأمر غيرصحيح، فالسياسة بمعناها الصحيح مارسها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومارسها الخلفاء الراشدون، ومارستها بقية الصحابة، ومارسها العلماء من بعد ذلك إلى اليوم، أنتم تعرفون -الحمد لله- في جماعتنا هنا في انواكشوط أشخاص من العلماء الأفاضل الذين يمارسون السياسة، ونرجو أن يكون لهم الأجر العظيم وأن يكون حظهم منها أوفر من أولئك الذين يمارسونها ولا يعلمون الحكم الشرعي في ذلك، ولا ينوون له نية طيبة، فنحن إنشاء الله ونوصيكم ونوصي أهل السياسة جميعا بأن لا يدخروا جهدا في النية لهذه الأعمال التي يقومون بها.
فمثلا إذا عقدنا اجتماعا للمجلس البلدى بمقر البلدية، وكنا نريد من خلاله أن نوزع بعض المعونات على بعض المجموعات،وكانت نوايانا طيبة، فهل سنجد أجرا لذلك العمل ام لا؟؟ الأجرعند الله، ونحن نرجوا أن نحصل على الأجر، ولكن النية حصلت، ونجعلها قبل كل شيء، كذلك إذا كنا نجتمع ونريد أن نخصص غرفا للطلاب في القرى، أو آبارا لسقي العطاش، أو لسقي البشرية وكانت نوايا طيبة، هل تعتقدون أن في هذا أجر أم لا؟؟ فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"في كل ذات كبد رطبة أجر"، ويقول:"فى كل ذات كبد حراء أجر".. إلى غير ذلك من الأمور الواضحة.

المذرذرة اليوم: يقولون إن هناك، توأمة أو إرتباطات بين بلدية الخط ببلديات خليجية، ماحقيقة ذلك؟

عمدة الخط: بلدية الخط بلدية ريفية تماما، وقد حاولنا بكل السبل البحث عن شراكة فاعلة مع بلديات خارجية، سنة 1994 ذهبت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ومكثت فيها شهرين أحاول التوأمة مع اهلها، وبعد ستة أشهر وصلنا خبر هنا من طرف سفير الإمارات العربية المتحدة في انواكشوط، يقول بأن هناك وفدا يضم رئيس البلديات الموجودة في دولة الإمارات- وبلديات الإمارات العربية المتحدة، كما شاهدت بلديات تنطوي تحت لواء واحد وهو الأمين العام للبلديات- هذا الرجل ذهب رفقة وفد، حتى وصل المغرب في طريقه إلى الخط، بعد كثير من الطلبات وبعد كثير من الرسائل، وقد أخبرنا سفير الإمارات بانواكشوط بذلك، ولما وصلنا الخبر تهيئنا، وقمنا باستعداد حقيقى، ووصلنا مطار انواكشوط نحن أعضاء المجلس البلدى، وممثل عن وزارة الداخلية، وممثل عن سفارة الإمارات، ووجدنا الخبر لم يكن دقيقا، وقالوا إن هناك طارئ لم ندر عنه أي خبر، من أجله رجع الوفد من المغرب إلى الإمارات، بعد ذلك حاولنا بكل وسيلة التوأمة مع أكثرية هذه البلديات، ولحد الآن لم نجد أي توأمة لبلديتنا مع أي دولة من الدول، فمثلا اسبانيا قدم وفد منها إلى موريتانيا واتصل بكثير من البلديات في الولاية وقد اتصلنا بهم لكننا لم نحصل على شيء يذكر، وكذلك فرنسا التي ترتبط بعلاقات توأمة مع بعض البلديات فى الولاية، وبعض الدول لها فعلا توأمة مع بعض البلديات في موريتانيا، ولكن البلديات الريفية فى الولاية، لا أعرف أيا منها ترتبط بعلاقات توأمة تذكر، أعني هنا البلديات الريفية التي توجد في الريف مثل بلديتنا.

المذرذرة اليوم: هل ترتبطون بعلاقات تنسيق وتعاون مع عمد البلديات داخل المقاطعة؟

عمدة الخط: الحمد لله لنا علاقات حقيقية وطيدة وطيبة مع كل العمد في المقاطعة وحتى في الولايات الأخرى، ولكن العمد ككل في الولاية تنقصهم الإمكانات، فالإمكانيات، غير موجودة حتى عند عمد عواصم المقاطعات، وعمد عواصم الولاية كذلك.
ليست هناك علاقات مادية بيننا مع أي عمدة من عمد البلديات، ولا بينه هو معنا ولا مع عمدة آخر فيما أرى.

المذرذرة اليوم: أكثرنا من السياسة واتعبناكم بها، ونريد أن ننتقل إلى جانب آخر، هل تعتقدون أن إهتماماتكم السياسية قد طغت على جانبكم الأدبى، خصوصا أنكم وجه أدبي وثقافي معروف؟

عمدة الخط: السياسة أنا أفهمها بمعناها، لا استعملها فى غير موضعها، ولا أتجاوز بها مجالها، والادب كذلك أتركه في مجاله بحيث لا يطغى الأدب على السياسية، ولا تطغى السياسة على الأدب.. يقول بعضهم
من لم يكن عقله أكمل
ما فيه هلك بأكمل مافيه
مثلا إذا كنت أنت تريد أن يضغى أدبك على السياسة، بحيث أنك أصبحت كل شيء تشبهه، وكل شيء تتكلم عليه أدبيا، وكل شيء تنظمه من أمورالسياسة، فهذا خارج عن الموضوع عندى ولا يتلاءم مع السياسة حتى، فالأدب أترك له جانبه، وإذا دعيت إليه وكنت مستعدا فسوف إنشاء الله أدلى بدلوى، حسب مقدرتى الأدبية، والسياسة لها جوانبها الأخرى، ولا اعتقد أننى أنا الوحيد من أهل السياسة الذين يجمعون معها اهتمامات أخرى.. فإذا كنت أجمع معها ميولا أدبيا فليس لأحد عتو على الآخر، وليس أحدهما على حساب الآخر..كلاهما له طريقته إنشاء الله .

المذرذرة اليوم: هل لديكم دواوين شعرية منشورة؟

عمدة الخط: (يضحك)...فى مجال السياسة أم ماذا؟

المذرذرة اليوم: فى مجال الأدب

عمدة الخط: ربما لدي ديوان أخذه طلاب وقدمه آخرون فى السنوات السابقة جعلوا عليه أطروحة لنيل شهادات جامعية ونحو ذلك، ويوجد فى أماكن متفرقة،وهو عند بعض الطلاب، ولدى وزارة الثقافة، وهو موجود عندى أيضا..الشعر موجود.

المذرذرة اليوم: نود أن تتحفونا ببعض إنتاجكم الشعرى؟

عمدة الخط: شكرا.. أنا لا أحفظ الشعر جيدا لأننى أقول منه حاجتى، وذلك عهدى به... عندى مقطوعات لم أكن أعتقد أنكم تريدونها، لأننى لم أكن أحسب أن المجال أدبى تماما، ولكن وبالأخص فى هذه الفترة، من أكثر الأغراض الشعرية التى أستخدمها،فى مدح النبي صلى الله عليه وسلم.. لدي مدائح يمكن أن أقدمها فى أي وقت.
هناك ما يسمونه البكاء على الأطلال وذلك النوع، إذا وجد من الناس من تناسبه حكايته فيمكن أن يحكى بعضه، أو تريدون إستعماله فهو موجود، إلا أننى وفى هذه الفترة العمرية ما سأحكيه يقتصرعلى مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، أو ما تضمن دعاءا للمسلمين، وما يجمع الشمل ويحمل عناوينا طيبة، ولا أعرف والحمد لله منه، إلا ذلك وهو ما أود أن أزود به السائل.

المذرذرة اليوم: لو أتيحت لكم فرصة تقديم النص للقادة السياسيين فى المقاطعة، فما الذى تقولونه؟

عمدة الخط: أقول لاإله إلا الله، والحمد لله.. القادة أدرى منى بأمور السياسية وأدرى بالسياسة، ولكن يقال إن"أحكم أحكم ما أتزيد يكون أحكيم"، أود أن تكون سياستنا تهدف إلى الوحدة والحب والإتفاق الحقيقى والنصح الخالص، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"الدين النصيحة"..وهذا حديث صحيح، وظاهره من كلمتين ولكن تحتهما الكثير من المعانى..قالوا له لمن، قال:"لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم"،فأنا أول ما أنصح به جماعتى وزملائى وأصدقائى فى السياسية أن يتحدوا ويتوافقوا ويسلكوا طريقا واحدا، لأن الناس حين تتفرق لم يعد منهم من ينفع الآخر، ونحن شاهدنا ما عملته الأحزاب خلال السنوات الماضية، وعرفنا أنهم لايريدون مصالحنا.. فيجب أن نكون إلى جانب الحزب الذى يعمل من أجل مصلحتنا ونعرف أن صاحبه سيحقق مطالبنا.. ولذا من الواجب أن نتحد خلف هذا الحزب حتى نرى مصير داعميه، فالظاهر لنا أن هذا الطريق حين يتواصل سيكون من الأفضل بالنسبة لنا من أي حزب آخر،ولم نجد نتيجة فى الماضى لغيره، ومن لم يفد فى الماضى لا أعتقد أن له نتيجة فى المستقبل، والله أعلم.
فأود أن يتحدوا لنسير فى طريق متفق عليه، كما نرجو لمن فارق الجماعة أن يعود إليها، لأن الصواب مع الجماعة، ويد الله مع الجماعة، ومن يمضى وحيدا لن يحقق أي شيئ يذكر وسيبقى منبوذا ويبقى فى طريق يسمى بنيات الطربق .

وفى بنيات الطريق يخشى
سار ضلالا أو هلاكا يخشى
أمننا الله من الآفات فى
الدين والدنيا إلى الوفات

فنحن نريد أن نبقى متحدين نمشى فى طريق مستقيم مع من يؤيد الإسلام والمسلمين ويحب العلماء، ويحب العلم ويؤيده وهذا لم نشاهده فى غير طريق حزبنا، الآخرون كانوا يضادون العلماء..فسجنوهم، وأهانوهم، وحاولوا إفساد الدين، وحاولوا إفساد العلماء.
وحين وفقنا الله لقائد له طريق يسير فيه معه العلماء، وهو معهم والهدف الأساسى عنده نشر الإسلام وتقوية الإسلام، ورفع علم الإسلام والعلماء، فيجب أن لايبقى عنه أحد، وحين يكون فى غير مصلحة الإسلام والمسلمين، وطريق عون الضعيف ومصالح الفقراء، ولايرى العلم فى صعود إلا حاول النقص منه،فهذا لايستحق الدعم.
وأدعو الجميع إلى هذا الطريق فما يهمنا هو رفع ديننا.. فالدنيا قد تهمنا أو تهم بعضنا، ولكن الآخرة هي المصير، والدنيا مطية لمن أحسن ركوبها، مطية الآخرة لمن أحسن ركوبه إليها، ونحن حين نجد من يدعمنا فى ديننا ومروءتنا، وضعافنا وفقرائنا وعلمائنا،فيجب دعمه، "إنما ترزقون بضعافكم" "أرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء"..ومن لايقضى حوائج المسلمين لاقيمة له، والحسنة المتعدية أكثر أهمية بكثير من الحسنة القاصرة، فالحسنة القاصرة كمن يقول سبحان الله ويقوم بالعبادات، هذا مهم،إلا أنه لايتعدى صاحبه، ولكن الحسنة المتعدية من ينفع المسلمين بلسانه، بيده، بماله، يعلمه، يقدم العون، هذه هي الحسنة المتعدية، ومن اللآزم دعم هذا النوع من الناس،ولكن حين يقصر ولم يعد فى مصلحة المسلمين، ويسبب الضرر للعلم والعلماء،من واجبنا التقاصر عن دعمه ودعم حزبه، ومادام عكس هذا التوجه ا فدعمه واجب وحشد التأييد له مطلب لارجعة عنه.

المذرذرة اليوم: السيد العمدة .. نشكركم على إتاحة الفرصة ونرجو أن نلتقى فى مناسبات أخرى.

أجرى المقابلة
إمام الدين ولد أحمدو


mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979