السنة الثالثة

ثلاثة جلت عن القلب الحزن

ثلاث سنوات هى عمر مدونة المذرذرة اليوم، تلك المدونة الإلكترونية اللتى أراد لها أصحابها أن تكون النافذة الإعلامية لمدينة عتيقة معزولة أو تكاد عن العالم الخارجى، لولا فسحة الأمل التى أحياها فيها وفى أهلها هؤلاء الشباب الكرام البررة، وذلك من خلال جمع معلومات وأخبار وتراث هذا المنتبذ من الوطن الحبيب، وتقديمها فى أثواب قشيبة على فضاء مفتوح
فكانت أخبار المذرذرة وضواحيها تترى على صفحاتها، حيث تعددت فيها التحقيقات والمعالجات وتضاربت الآراء وتباينت، وأنسابت الخواطر على متنها، وتبعثرت التعليقات على حواشيها، فكأن بعض أبرز كتاب المقاطعة أرادوها كناشا لجزء ولو يسير مما تجود به قرائحهم من شتى أنواع المعرفة والأدب، فكانت بذلك مؤنسا لى فى أيام غربتى، تشدنى إلى الوطن و الموطن بعرى من الشوق والحنين لا تنقطع
ليس بالقليل برأيي الدور الذى تؤديه هذه المدونه، وشخصيا تعرفت على اشخاص لامعين من مقاطعتى الحبيبة لم أكن لأعرفهم لولاها، وأنا المنحدر من عمق المذرذرة، فأبواى ولدا فيها وعاشا فيها أجمل أيام حياتهما، ولكن لم يكن ذلك حالى للأسف مثلى مثل كثيرين من شباب المذرذرة الذين فرقتهم الظروف الإقتصادية والتعليمية أيدى سبأ، بعد أن جعلت أهلهم قبل ذلك يغادرونها كرها إلى العاصمة انواكشوط بحثا عن عيش أفضل
إن إخراج النماذج النيرة والطاقات الحية لأبناء المذرذرة وترصد نجاحاتهم وإبرازهم كقدوة حسنة للجيل الصّاعد لهو إلتفاتة كريمة ومبدأ هام من مبادئ تنمية الموارد البشرية التى تزخر بها مقاطعتنا على كل الأصعدة، وسيكون لذلك ما بعده بحول الله
فيدا بيد نرسم جميعا ملامح مستقبل واعد لمدينتنا الحالمة، محافظين فى نفس الوقت على ثقافتها العالمة وماضيها التليد
ولن أختم قبل أن أحيي فى المذرذرة اليوم تضامنها مع القضية الكبرى للأمة وهى القضية الفلسطينية، وإبراز المسجد الأقصى شامخا لنتذكر دائما أن هناك أخوة لنا فى العروبة والإسلام يقبعون تحت إحتلال همجى لا يرحم نحن مسؤولون عن نصرتهم ومطالبون بالتضامن معهم
أسمى التهانى وأزكى التحيات لطاقم المذرذرة اليوم.

محمد بن أحمد
جامعة غرناطة ـ اسبانيا

mederdratoday@gmail.com

Tel 2240979