السبت، 1 مايو 2010

مقاطعة المذرذرة
مقاربة شمولية (1)

القطاع الزراعي والرعوي

"المذرذرة".. أو"ذات التساقط" بالتسمية الحديثة، أو"الصنكة" بالتسمية القديمة، اتخذ منها المستعمر قاعدة عسكرية كبيرة لإدارة مختلف القواعد العسكرية الفرعية في المنطقة ككل، من أقدم مقاطعات ولاية الترارزة.
ولن أطيل هنا في سرد الوقائع التاريخية نزولا عند رغبة الذين لا يريدون التحدث عن الماضي ودفنه إلى غير رجعة، إلا أنني أود في المقابل أن يفهموا أن الحاضر انتاج الماضى وأن من لا ماضي له لا حاضر له.

إن وجود ساكنة بشرية في شكل إطار قانوني أو إداري على رقعة أو حيز جغرافي يتطلب من السلطات المعنية أو الوصية توفير بعض المتطلبات وهي ما يصطلح عليه بضرورات الحياة .. من أجل خلق ظروف ملائمة لتلك الساكنة من جهة، ومن باب التمسّك بمبدأ صون كرامة الإنسان الذي خلقه الله وكرّمه واوصى أن تصان كرامته وأن لا تداس ولا تدنس.
وهذه الضروريات يمكن إجمالها في توفير الماء والكهرباء، التعليم والصحة والطرق ...الخ .. وسنحاول المساهمة في تسليط الضوء على مختلف هذه النقاط، وتشخيص وضعيتها على مستوى مقاطعة المذرذرة.

وبما أن الزراعة والتنمية الحيوانية من أهم مرتكزات الإقتصاد في ولاية الترارزة فسنقوم بدراسة تشخيصية لهذا الجانب أولا..

التنمية الزراعية:
في المذرذرة يوجد صنفان من الزراعة، الصنف الأول هو الزراعة التقليدية، وهي التي تمتهنها أسر معدودة عند هطول أمطار كل خريف، ومحصولها عادة ما يكون قليلا ولايتجاوز تأمين المعاش الشخصي لرب العمل.
والصف الثاني هو زراعة الخضروات بالري عن طريق الحنفيات، وتمتهنه النساء عادة في شكل تعاونيات تتلقى الدعم الرمزي من شركاء التنمية الأوروبيين ومحصول هذا الصنف من الزراعة لا يفي حتى بالمتطلبات المحلية من الخضروات ناهيك عن تصديره خارج المقاطعة، والدليل هو أن الأسر تذهب إلى السوق يوميا لتلبية حاجياتها من الخضروات التي يجلبها من يتاجرون بها من نواكشوط وروصو .
وفي هذا المجال سأحكي تجربة أثبتت نجاعتها وأهميتها في بلدان الجوار .. مثل السنغال ومالي .. وحتى في بعض مقاطعات البلاد التي تقع على ضفة نهر السنغال .. مثل بلدية جدر المحكن .. هذه التجربة تسمّى المساحات الكبرى .. وتعني استغلال المساحات الكبري في مجال الزراعة بالوسائل الحديثة عن طريق جلب مستثمرين أوروبيين لهم إمكانيات هائلة ومتطورة .. ولو أن المحصول الزراعي لا يستهلك محليا بصفة كبيرة، وإنما يذهب للتصدير إلى أوروبا مباشرة عبر الأجواء، إلا أن المشروع يعمل على تشغيل جميع أبناء البلدة التي ينشط فيها، ويوفر دخول شهرية تخفف من معاناتهم وتساعدهم على أعباء الحياة، زد على ذلك أن هذا المشروع يساهم في فك العزلة عن المنطقة وعادة ما تشهد المنطقة التي ينشط فيها حركة إقتصادية منقطعة النظير.
ومعروف أن مقاطعة المذرذرة كلها مساحات كبرى وأن جلب المستثمرين الأوروبيين ذوي الإمكانيات المهمة لم يعد يطرح مشكلة، فقد اتضحت سهولة جلبهم، إلا أن ذلك عادة ما يكون لتمويل جيوب الخواص ولشراء سيارات 4-4 الفاخرة، وبناء الفلل الفارهة .. كل ذلك باسم سكان المذرذرة المساكين المغلوبين على أمرهم.

التنمية الحيوانية:
أما حالة التنمية الحيوانية في مقاطعة المذرذرة فلا تبشر بخير، إذ يمتهنها الخواص الذين يوفرون أموالا خاصة لشراء الحيوانات وتسمينها ثم بيعها بعد ذلك للجزارين أوالمستهلكين الخصوصين، وهنا أنبّه إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه البلدية فى هذا الصدد .. إذ أن لها أدوارا أخرى غير تصديق شهادات الميلاد والزواج المزورة او الحقيقية أو شهادات الطلاق، فهذه أمور تافهة لا تقدم ولا تؤخر.
وفي هذا الإطار يمكن لهذه البلدية أن تبحث عن تمويل مشروع جماعي متعدد الوظائف .. شراء الحيوانات، تنميتها أوتسمينها، ذبحها، توفير مسالخ كبرى، معالجة الجلود وبيعها .. الخ
ويجب أن يسيّر هذا المرفق من طرف ممتهني الخدمة القدامى لتفادي الصدامات، وتحديد مبالغ مالية يدفعونها من النشاط الممارس للبلدية، كأرباح عن طريقها تموّل حاجياتها الخصوصية أو تستثمرها في مشاريع أخري.

إن إصلاح هذا المرفق سيساهم في تلبية حاجيات السكان من اللحوم، والألبان، وتوفير دخول شهرية للعاملين في المشروع، من أجل تحسين ظروفهم المادية.

المختار فال ولد إمام الدين
ماستير فى الإقتصاد والتسيير

Tel 2240979

هناك 3 تعليقات:

مراقب يقول...

موضوع مهم وعلى الكاتب لتكون دراسته أكثر أهمية أن يعتمد على الأرقام والإحصائيات ويبذل جهد ليخرج بدراسة علمية ..

غير معرف يقول...

Vefal c est génial te traite ces sujets importants et qui touchent la vie quotidien des Medrderois, vous avez essayé de relater leurs préoccupations économiques, et tu as réussi a tordre le cou a cette mauvaise habitude qui consiste a fermer les yeux lorsque on est entouré par les malheurs. Mais vous avez omis de parler de nos députés et maires et sénateurs qui ne visitent Medredra que durant les campagnes électorales, et ils ne font que de distribuer les poignées de mains et les sourires

غير معرف يقول...

Vefal c est génial de traiter ces sujets importants et qui touchent la vie quotidien des Medrderois, vous avez essayé de relater leurs préoccupations économiques, et tu as réussi a tordre le cou a cette mauvaise habitude qui consiste a fermer les yeux lorsque on est entouré par les malheurs. Mais vous avez omis de parler de nos députés et maires et sénateurs qui ne visitent Medredra que durant les campagnes électorales, et ils ne font que de distribuer les poignées de mains et les sourires