الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

الوزير السابق عمر ولد يالي
في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم

(3)

المذرذرة اليوم: خلال تولّيكم لوزارة الطاقة، أثيرت أسئلة حول صفقة لبناء مصفاة، وصفت بالمشبوهة، وحققت فيها مفتشية الدولة .. وتلخّصت الشبهات فى الأسئلة التالية .. التى نرجو أن تردّوا عليها بشكل واضح ..

1- حجم الصفقة كان أكبر من رأسمال الشركة المتعاقدة، فما هو تعليقكم ؟

عمر ولد يالي (مقطّبا): رأسمال الشركة ليس من مسؤولياتي، لست معنيا بالتحقيق فى رأسمال الشركة .. لا..لا..لا، لديّ نصوص، وما ورد فى تلك النصوص تم تطبيقه، حيث قمت بتكليف لجنة بإعداد دراسة، سلّمتها لي، ولا تهمّنى الأمور الأخرى.

2- كل إجراءات صفقة من هذا الحجم تمّت في ظرف قياسي لايتجاوز أسبوعا واحد، مرّرت فيه عبر كل القنوات، بما فيها شركة المحروقات الوطنية، وإدارة التشريع بالوزارة الأولى، دون علم الوزير الأول (الزين ولد زيدان)، الذي علم بالصفقة من الشركة، وليس من الوزارة، فماهو تعليقكم ؟

عمر ولد يالي (غاضبا): هذا غير صحيح، علم بها بالتأكيد .. علم بها، وهي لم تتم أبدا في أسبوع، فحين قدموا، كنت خارج البلد، وإستقبلهم الأمين العام، وتوجّهنا برسالة للوزارة الأولى، إنتظرت أشهر، عدة أشهر.

3- رصدت مفتشية الدولة أثناء تحقيقها في ملف المصفاة، مبلغين ماليين دخلا حساباتكم الشخصية، الأول مبلغ 20 مليون أوقية، دخل حساب ولد يالي الشخصي في بنك BNM والثاني مبلغ 20 مليون أوقية أيضا، دخل حساب ولد يالي الشخصي في بنك GBM فما هو تعليقكم ؟

عمر ولد يالي (رافعا صوته): أنا اليوم أقول، والله .. والله، إن موريتانيا ومنذ الإستقلال، أنا الوحيد الذي سبق وأن تقلّد فيها منصب الوزارة لأكثر من سنة، وتركها وهومدان بمبلغ 80 مليون أوقية، والموريتانيون منافقون، فكان من اللازم أن يعرفوا مصدر 40 مليون .. 40 مليون، 20 منها من بنك ولد بوعماتو، وهي قرض من أجل شراء هذا المنزل الذي أسكنه، و20 مليون الأخرى قرض من بنك BNM، وهم قد قاموا بزيارة البنك، وهذا عدم نزاهة، ويمكن الإستفسار من هذه البنوك، وقد مرّت سبعة أشهر بعد إقالتي لم أدفع منها أوقية واحدة لتلك البنوك، لأنها ليست عندي .. لا أسرق، ولا أسلب، ولا يتصدّق عليّ .. وبعد ذلك سألنى أخي عثمان، كيف سأتصرّف مع هذه القروض، فقلت له ليست لدي أي مشكلة، فحين يطالبون بتسديد الديون، سأقول لهم إن المنزل موجود، قال لي إن ذلك ليس مناسبا، وهو ما إضطرّنا لبيع منزلنا الموجود في "سوسيم" بمبلغ 280 مليون أوقية، وهو المنزل الذى كنت أسكنه قبل تولّي منصب الوزارة.

المذرذرة اليوم: يقول البعض إنكم دخلتم الوزارة، وأنتم تسكنون منزلا من غرفتين في سوكجيم، وخرجتم منها على الأقل، بفيلا فسيحة بقيمة 60 مليون أوقية، وسيارة فارهة من نوع VX وبورصة لبيع السيارات، وأرصدة بنكية، فهل كانت رواتب الوزارة "زاكية" لهذه الدرجة ؟

عمر ولد يالي (ضاحكا): ليس من غرفتين .. ليس صحيحا .. هي لاتزال موجودة، وأنا سبق لي أن قلت إن من يقولون هذا خونة، لأن هذا إذا كان صحيحا، يجب أن تقوم جماعة بحصر هذه الممتلكات وتحديدها، أما أنهم يشاهدون أموال البلد تؤكل وهم سكوت، فهذا غير نزيه، فهؤلاء يجب أن يتم سجنهم، أو إذا ثبت أن المتهم فعل هذا يجب سجنه أو قتله.

المذرذرة اليوم: إذا لاتخاف من إتّساع دائرة حملة الفساد الحالية .. أو أن تكون أحد أهدافها ؟

عمر ولد يالي (مبتسما): تعرفون أنني لوكنت خائفا لسجنت ( يضحك ) الظلم موجود، ولكن لدي البراهين على كل ما أقول، فمثلا الدار التي تم بيعها أعطاني منها الأخ عثمان شيك مصرفي بقيمة 75 مليون، ولدي نسخة من ذلك الشيك الموقّع من طرف عثمان ولد يالي، وكذلك الصك الذي بيعت به الدار، ووثيقة بيع المنزل، ولدي نسخ من الشيكات والقروض التى أخذتها من البنوك الآنفة الذكر.

المذرذرة اليوم: ماهو تعليقكم على موضوع رجال الأعمال الثلاثة المعتقلين ؟ وهل هي قضية عادلة أم غير عادلة ؟ وهل الأولى، وقف حملة الفساد لمنع إستخدامها في تصفية الحسابات، أم أن عقدة تصفية الحسابات، يجب أن لا توقف حملة مكافحة الفساد ؟

عمر ولد يالي (متأمّلا): لا يمكن لأحد القول إن الحملة على الفساد يمكن أن تتوقف لخطورة الفساد، ولكن لا يمكن لأي كان ممارسة القيادة، ومن يريد ذلك يجب أن يكون على علم بالصفات التي تمكّنه من ذلك، فيمكنني القول إنني سأحارب الفساد، ولكن يجب أن أكون حذرا من أن يقع ما هو أخطر من الفساد، وأنا أرى أن الظرفية التى يوجد فيها البلد اليوم وضعية صعبة، وتوقيف هؤلاء الرجال خطأ وخطر كـبير، لأن هؤلاء المعتقلين في موريتانيا، وهي دولة لا تزال قبيلة وجهوية، وهناك أصحاب الأطماع، وهؤلاء الرجال لديهم دور إقتصادي هام على المستوى الوطني، يمكنهم مثلا إغلاق الحنفيات ...، وكان بالإمكان معالجة هذه القضية بحكمة وتدرج، وقد رأيت على أحد المواقع نبأ وفاة سيدة في منزل أحد الموقوفين.

المذرذرة اليوم: ما هو رأيكم في كل من عزيز، مسعود، أحمد، وجميل ؟

عمر ولد يالي (لا مباليا): أنا لا أعطي رأيا في الأشخاص، أعطي رأيى في الطرح والأداء، ولا أحب التعليق على الأشخاص، أعرف أنهم مواطنون، ولكل منهم دور، ويعملون من أجل أهداف ومبادئ حدّدوها لأنفسهم.

المذرذرة اليوم: ماهو رأيكم في لوثر كينغ، مالكوم إكس، مانديلا، وأوباما ؟

عمر ولد يالي (مبتسما): هؤلاء مناضلون .. أعجبت بنضالهم، وبمساهماتهم في نشر رؤية جديدة عن قيمة الإنسان .. التي لا ترجع إلى لونه أوعشيرته أوقبيلته .. قيمة الإنسان كإنسان.

المذرذرة اليوم: ما هو رأيكم في حسن البنا وحسن الترابي وأوردغان و بن لادن ؟

عمر ولد يالي (مسترسلا): نفس الشيئ .. كل هؤلاء ساهموا من مواقعهم، وحسب أهدافهم .. وأنا لست هم.

المذرذرة اليوم: بن لادن ؟

عمر ولد يالي (مبتسما): "الله إعافينا ويعافيه".

المذرذرة اليوم: ما هي وسيلة الإعلام الأكثر متابعة من طرف عمر ولد يالي على مستوى التلفيزيون والراديو والصحف والمواقع ؟

عمر ولد يالي (متخلّصا): أتابع كل التلفزيونات ولم أجر إحصاءا، أتابع كل المصادر، الراديو نفس الشيء، وأتابع كل الصحف والمواقع، وأطّلع على وجهات نظر مختلفة، من زوايا مختلفة، لأ تمكّن من معرفة الحقيقة.

المذرذرة اليوم: قناة الجزيرة ؟

عمر ولد يالي (مبتسما): لا أتابعها لأني لدي خلاف مع مدير مكتبها محمذن باب ولد أشفاغا.

المذرذرة اليوم: ما هي أهم الكتب التي قرأها ولد يالى مؤخرا ؟

عمر ولد يالي (مسترسلا): لم أطالع الكتب منذ فترة، قرأت مؤخرا كتابا يتعلق بالإقتصاد.

المذرذرة اليوم: من هو الفنان المفضّل لدى ولد يالي ؟

عمر ولد يالي (ضاحكا): الفن لست من أهله .. لم أجد له وقتا.

المذرذرة اليوم: ما هي أقرب العبادات إلى نفس ولد يالي ؟ وهل يستمع للمواعظ والدروس الدينية ؟

عمر ولد يالي (مهتما): الصلاة .. الصلاة .. الصلاة، "ياسر الكفر دون ترك إصل" .. إستمعت للشيخ كشك، وأعجبت بحديث القرضاوي لأنه علمي.

المذرذرة اليوم: هل يؤمن ولد يالي بما يسمي "لحجاب" و"التازوبيت" ؟

عمر ولد يالي (بشكل صارم): لا .. لا .. أعرف أن من يتقي الله يحصل على مبتغاه.

المذرذرة اليوم: ماهو رأي ولد يالي في "إستدمين "وإتمحصير" ؟ وأيهما أنسب للمناضلين ؟

عمر ولد يالي (مبتسما): "إستدمين"، أسمع الناس تطلقه على الإنسان غير الواضح، ولايصلح للنضال، و"إتمحصير" أهم بالنسبة للمناضل من "إستدمين"، فقد يقال إن صاحبه مجنون، لكنه عبّر بوضوح عن الحقيقة التي يرى.

المذرذرة اليوم: كلمة أخيرة ؟

عمر ولد يالي (بصوت هادئ): أود أن أقول إن العالم يتطور بسرعة، وموريتانيا تحتاج جميع أبناءها لبنائها، وعلى جميع الأطر التخلّي عن الأنانية، والإهتمام بالفقراء والمساكين، الذين يشكّلون غالبية الشعب، وحسب وجهة نظري .. لم يجدوا العناية اللازمة .. والحملة المقام بها ليس لها أي أثر ملموس.
وأودّ كذلك أن يعرف الضعفاء والفقراء، أن ما أنجز حق طبيعي، واجب على الدولة والنظام، وحق للمواطن وليس من جيب زيد أوعمر، فواجب الرئيس معروف تجاه المواطنين .. ونحن فى دولة إسلامية، ويجب أن نعرف أن الله هو العاطي، ولكن الناس تعوّدت أن تنسب للمخلوق، وهى عقلية مكرّسة.

المذرذرة اليوم: الوزير السابق عمر ولد يالي، شكرا على إتاحة هذه الفرصة، التي تشرّفنا بها كثيرا.

أجرى المقابلة
أحمدفال ولد آيّاه
المذرذرة اليوم
www.mederdra.blogspot.com


mederdratoday@gmail.com

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أسئلة عميقة ومركزة

أهل المذرذرة اليوم أثرهم لاباس بيهم