الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

الوزير السابق عمر ولد يالي
في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم

(2)

المذرذرة اليوم: ألا ترى أن الحركات الإيديولوجية، كحركة الحر واليسار والإسلاميين .. يجب أن تتطور من مستوى الخطاب الإيديولوجي، إلى مستوى الأداء الإنجازى، بالتركيز على خدمة المواطنين، بمشاريع إجتماعية، إقتصادية، وثقافية ملموسة ؟

عمر ولد يالي (متأمّلا): هناك مسألة أودّ أن يفهمها الجميع، أريد القول إن المشاريع الملموسة من مسؤولية السلطة الحاكمة، ومن واجبات الدولة، فليس في مقدور أي حزب أو حركة، القيام بمهام الدولة، والأحزاب السياسية، سلاحها الوحيد هو النقد، وتوعية المواطنين، من أجل حمل الدولة على إنجاز المشاريع، لأنهم لايمتلكون السلطة ولا المال.

المذرذرة اليوم: ماهي العلاقة بين حركة الحر وحزب التحالف ؟ وهل هناك إختلاف فى الطرح ؟ أو تنازع فى الأداء ؟ وهل ألغى الحزب الحركة ؟

عمر ولد يالي (مبتسما): الحزب لايمكنه إلغاء الحركة، الحزب يضم ناصريين، وحركيين، ولكن نقاط الإتفاق أكثر من نقاط الإختلاف.

المذرذرة اليوم: البعض يرى أن زيارة مسعود الأخيرة لعزيز فى القصر الرئاسى، بوصفه زعيما لحزب التحالف، بداية تقارب وتفاهم بين الإثنين، وأن التقارب كانت وراءه "الخالفه البيظه" فى حزب التحالف، فماهو تعليقكم ؟ وهل يمكن أن يشارك التحالف فى حكومة عزيز ؟

عمر ولد يالي (بنبرة جادة): لا أرى أن وراءه الناصريين .. هذه مجرد أقاويل، نحن إذا عدنا للوراء، يمكننا التساءل، لماذا قاطع مسعود البرلمان؟ ولماذا عاد إليه اليوم؟ لا تتعلق القضية بعزيز، بقدر ماهي قضية تتعلق بالدستور، الذى حدّد طريق الوصول إلى السلطة عن طريق الإنتخابات، وعزيز وصل إلى الحكم بطريقة غير دستورية، والقرارات التى يتخذها المجلس فى تلك الفترة مخالفة للقانون، ونحن لايمكننا أن نكون "لكتاب اللّي يامر بالماء ألايمسّ" .. اليوم جرت إنتخابات، لايمكن لأي كان أن يكذّب ذلك، مع أنه يمكن لهذه الإنتخابات أن تكون شفافة أو غير شفافة، ولكنها وضعت البلد تحت المظلة الدستورية، وإذا كان محمد ولد عبد العزيز قد إعترف أن موريتانيا تعيش أزمة خانقة، ويسعى من أجل حلّها، فإن من توجد فيه القابلية اليوم للمساهمة فى ذلك هو مسعود، لأنه حصل على نتيجة هامة فى الإنتخابات الرئاسية، كما أنه رئيس البرلمان، ورئيس لأهم الأحزاب الموريتانية، وهو اليوم رئيس الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية، إذا .. إذا كان هناك من يبحث عن حلول، ومن يقول إنه يريد البحث فى قضايا البلد، لايمكن أن نرفض ذلك، فإذا إتفقنا على ما فيه صالح موريتانيا، فذلك هو الأحسن، وإذا لم نتّفق، فسيلتزم كل منا بموقفه.

المذرذرة اليوم: هل هناك إحتمال في أن يشارك التحالف فى الحكومة ؟

عمر ولد يالي (مسترسلا): المشاركة ليست هدفا فى حد ذاتها، فالموريتانيون يقولون فى المثل الشعبي، "إللي إجبر شوّاي، ما يحرك أيديه"، ولكن للأسف، حال الموريتانيين يؤلمنى فى بعض الأحيان، فالوطنية نادرة تماما فى هذا البلد.

المذرذرة اليوم: ما حقيقة قضية "جابه الله" التى أثيرت فى المذرذرة، أواخر أيام ولد الطائع، وسجنت بسببها زوجتكم، والتى رأى البعض أنها قضية إستعباد واضحة لقاصرة، في حين رأى البعض الآخر أنها مفتعلة ومضخّمة ؟

عمر ولد يالي (مبتسما): هذه من نواقص المجتمع، الذى أنكر أصلا وجود العبودية، ثم عاد بعد ذلك وأصدر قرارا لإلغاء العبودية .. وغيرها كثير، وهو أمر طبيعي، ولكن حقيقة القضية، أنها ممارسة عبودية بحتة.

المذرذرة اليوم: هناك من يرى أن بعض الفئات فى المذرذرة، مجرد خزّان إنتخابى جاهز للبيع، فماهو تعليقكم ؟ وكيف يمكن التعامل مع هذا الواقع برأيكم ؟

عمر ولد يالي (مبتسما): أنا أقول بهذا الرأي، وقد تحدّثت عن تطور العبودية، وسبق أن كتبت فى مقال سابق، أن العبودية أخذت نمطا جديدا، يتمثّل فى أن كل الأسياد لكل منهم مجموعة من "لحراطين" يتحكّمون فيها، لأجل المتاجرة بها فى الإنتخابات، وإرغامها على التصويت لمرشّح معين، وهذا واقع فى المذرذرة، لأنهم لايفهمون أن هناك من يمكنه أن يضحى من أجل المواطنين و من أجل خدمتهم، وعلى سبيل المثال أنا عمر ولد يالى على مستوى وطنى وعالمي، أترشّح لبلدية المذرذرة .. ما ذا أريد من ورائها ؟! سوى خدمة سكان المذرذرة .. هم لايفهمون ذلك، وقد وجدت صعوبة فى الوصول إلى المجلس البلدي، شهران بعد ذلك، تولّيت إحدى أكبر الوزارات .. وزّعت اليوم على أربع وزارات، هم لم يصلوا إلى المستوى الذى يجعلهم يفهمون أن ترشّحى فى المذرذرة .. تضحية من أجل أهل المذرذرة.

المذرذرة اليوم: هل من مصلحة "لحراطين" الإندماج فى قبائلهم، أم الإنعزال، والتميّز؟ وماهو رأيكم فى القبيلة ؟

عمر ولد يالي (ثائرا): "أتفو .. أتفو" بالقبائل، "أتفو" بمفهوم القبيلة فى موريتانيا، نحن فى دولة إسلامية، والقبيلة معروفة فى الدولة الإسلامية، ولكن المفهوم لدينا مناقض تماما للإسلام، لأنها فى الإسلام مبنية على التفاضل فى الدين، اليوم مثلا تجد "أجريجر" يسرق ويكذب، وينافق ويزنى، تجده زعيم، لأنه ولد فلان، وتجد آخر نزيه ومقتدر .. ومع ذلك مهمّش لأنه من جهة معينة، هذا من جانب، من جانب آخر، إذا قبلنا بالقبيلة وقمنا بتوزيع الحقائب على أساس قبلي، أين القبلية التى ستقدّم "حرطانى" لشغل منصب سام في الدولة، إذا أنا أعارض مفهوم القبيلة 100%، وأصرّ على قول ذلك، فهو مفهوم سلبي، يتناقض مع الإسلام، وقيّم الديمقراطية.

المذرذرة اليوم: في إستطلاع لايزال متواصلا على المذرذرة اليوم، حول شعبية الأحزاب السياسية فى المذرذرة، لم يتجاوز حزب التحالف حتى الآن عتبة 3%، فهل تمثّل هذه النسبة الحجم الحقيقى للتحالف فى المذرذرة ؟

عمر ولد يالي (رافعا صوته): هذا الإستطلاع، ما هي المعايير والضمانات التى تضمن نزاهته، فالإستطلاع ليس عملية سهلة، فلابد من إختيار العينات وهو أمر مهم جدا، إذ أنه يمكن مثلا إختيار عينات ليس من بينها منتسبون للتحالف، ويمكن لبعض أنصار التحالف عدم التمكّن من المشاركة فى هذا الإستطلاع، نظرا للبيئة التى يعيشون فيها، ونسبة 3% على مستوى المقاطعة عموما معقولة، لأن شعبية التحالف تتركز أساسا فى مدينة المذرذرة.

المذرذرة اليوم: حين ترشّحتم شخصيا لعمدة بلدية المذرذرة، لم تحصلوا سوى على مستشار واحد فقط، فهل يعنى ذلك أن أهل المذرذرة لايزالون يتجاهلون قدر القيادات السياسية التاريخية ؟

عمر ولد يالي (ضاحكا): أجبت على هذا السؤال.

المذرذرة اليوم: يتحدّث البعض عن خلافات مزمنة بين قيادات التحالف فى المذرذرة، أذكاها ترشّحكم شخصيا لبلديات المذرذرة 2006 فما حقيقة ذلك ؟

عمر ولد يالي (مبتسما): ليس لي علم بذلك، وعلى كل حال، هو أمر ممكن، ولا علم لي به، ولكننى أسألكم عن طبيعة وأسباب هذه الخلافات، وهذا هو المهم، فإن لم تكونوا تعرفون أسبابها وطبيعتها، فمعنى ذلك أنها غير موجودة.

أجرى المقابلة
أحمد فال ولد آيّاه

mederdratoday@gmail.com

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

المذرذرة صعيييبة