الأحد، 11 أبريل 2010

الفنانة كمبان منت اعلي وركان
في مقابلة مع الفجر (2)

هل يمكن لكمبان أن تعرف الفن ؟

كمبان: الفن بالنسبة لي رسالة مقدسة يغذى بها الإنسان وجدانه، وأراه من الناحية الدينية في زاوية الكسب الحلال الذي يساعد على التعفف عن الأمور المحرمة مثل السرقة والرشوة وغيرها من الأمور التي استباحها الناس، لكن لا بد لهذا الفن الجميل من ضوابط .. تتعلق أولا بالإلتزام بالقيم الدينية والأخلاقية التي عرف بها مجتمعنا خلال عقود من الزمن، ثانيا بالمحافظة على التراث الشعبي للبلد، والأحسن أن يظهر الفنان على سجيته وطبيعته دونما تكلف أوتقليد للآخر، ومع ذلك لا أمانع من أداء أغاني بمختلف اللغات الوطنية والعالمية، لكن بالمحافظة على الطريقة الموريتانية الناصعة، التي تركنا عليها الفنانون الأوائل، وهذا لا يختلف البتة في تصوري مع الحداثة.

على المستوى الرسمي .. هل يعتبر فن الأغنية الموريتانية من الفنون المقصية ؟ وماذا عن رعاية وزارة الثقافة لها ؟

كمبان: شخصيا لست من المتابعين كثيرا، ولست نقابية على الإطلاق، وكلما أستطيع قوله في هذا المجال، هو أن وزارة الثقافة تقوم برعاية مقبولة لهذا الفن، صحيح أن هناك بعض الرابطات الفنية، منها المعهد الموريتاني لترقية الموسيقى، قامت بعدة احتجاجات، وطالبت الوزارة برعاية أكثر، وهذا جهد يشكرون عليه، لكن يبقى ذلك موقف تلك الرابطات، ولست مسؤولة عنه إطلاقا.

ظل الفن الموريتاني حبيسا داخل الخريطة الموريتانية، ولم تكن له مشاركة –كبيرة- في المحافل الدولية، ما هي الأسباب وراء هذا الإقصاء الدولي والعربي للفن الموريتاني ؟

كمبان: مشكلة الفن الموريتاني هي أن لا أحد في هذه البلاد .. لا رجال أعمال ولا مسؤولين، مستعد للإستثمار في هذا الفن، ولم نسمع أن أحدا أراد أن يتبناه، الأمر الذي جعل هذا الفن حبيسا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، زد على ذلك أن الفن الموريتاني يتميز بنوع من الإلتزام بالقيم الدينية والأخلاقية، فالفنانة الموريتانية تختلف عن نظيراتها في العالم العربي الآخر، بحيث أن الفن العربي تحول للأسف من رسالة عظيمة إلى تفسخ وعري وميوعة، وانحلال في الأخلاق، وأعطيك مثالا قنوات "روتانا" التي لم تعد قنوات فنية وإنما أصبحت قنوات إباحية، تمارس فيها الأعمال المحرمة شرعا وعرفا، وأنا شخصيا أحرم على أبنائي وبناتي متابعة هذا النوع من القنوات.
ولتسمح لي بأن أسرد لك قصة جرت معي شخصيا في المملكة العربية السعودية، حيث كنت في عمرة قبل سنوات، وصادفت رجلا يعرف مدير شبكة "روتانا" وطلبت منه أن يسهل لي لقاء معه، لكن الرجل أجاب أن تلك القنوات تشترط ضمنيا أن يتخلى الإنسان عن قيمه ومبادئه، فسألته لماذا لا تكون هناك قناة من هذه الشبكة خاصة بالفن الملتزم ؟ .. فأجاب قليلون هم من يلهثون خلف الإلتزام في كواليس الطبقة الفنية !!
وأنا أقول أن إقصاء الفنانين الموريتانيين، وعدم ظهورهم كثيرا في المحافل الدولية، لا يرجع أبدا إلى نقص أو عيب في الأغنية الموريتانية، فقد كانت هذه الأغنية ولا تزال رائدة في الفن العربي والعالمي، لكن المشكلة كما أسلفت أن الفنانين الموريتانيين -وخاصة النساء- لازلن يعشن على ضوابط فرضها الدين والمجتمع، وأنا أعتبر هذا الأمر إيجابيا جدا، فالمشكلة ليست فينا بل في القنوات الفنية والصحف الماجنة التي سرقت الفن وحولته إلى أعمال مشبوهة لا يستطيع الكبار أن يشاهدوها إلى جانب الصغار، خلافا للأغنية الموريتانية التي يجتمع عليها الكبير والصغير، والأب وابنه في مشاهدة واستمتاع لا يجرح مشاعر الأبوة ولا يخدش ضوابط البنوة، وأتحدى الجميع أن يعثر على صورة واحدة لفنانة موريتانية تستخدم الإثارة والعري في سبيل استمالة قلوب الجماهير!

معروف أن كمبان معجبة ببعض الفنانين الموريتانيين والعرب، هل لك أن تحدثينا عن فنانين أثروا في حياتك ؟

كمبان: أنا معجبة بكثير من الفنانين الوطنيين والعرب، فعلى المستوى الوطني أذكر الفنانة المعلومة بنت الميداح، تلك الفنانة المناضلة التي استطاعت الصمود في زمن كثر فيه الساكتون عن الحق، وكانت المعلومة رغم الإقصاء والتهميش المتعمد والإبعاد عن الظهور على شاشة التلفاز صامدة، وهي إلى جانب ذلك تمزج بين النضال السياسي والأغنية الملتزمة، الفنانة المعلومة أيضا من الفنانات اللواتي كان لهن إسهام في "تحديث" الأغنية الموريتانية.
أما على المستوى العربي فتعجبني الفنانة الراحلة كوكب الشرق أم كلثوم، تلكم الفنانة الملتزمة، التي اختارت أن تكون كلماتها هادفة توقظ همم المواطن العربي الذي كان يعيش في سبات عميق، ورحلت أم كلثوم مخلفة وراءها ثروة غنائية عصية على النسيان، رغم أن رحيلها مضى عليه أربعة عقود من الزمن، ورغم ظهور الكثير من الفنانين العرب الذين حاولوا تقليدها بل وسعى بعضهم إلى طمسها.
وهنا يؤسفني أن أقول إن الفن العربي اليوم لم يعد فنا بما تحمله هذه الكلمة من دلالة، فلم نعد نجد فيه معنى الرسالة الملتزمة، التي تغذي وجدان الإنسان العربي، لم نعد نسمع ذات النغمة التي كانت تبوح بها أم كلثوم وهي تنشد: "ولد الهدى فالكائنات ضياء.." وإنما شاهدنا العري والتفسخ والإباحية والمعنى المفرغ للكلمات، والفيديو كليب الماجن، فهذه كلها بوادر مأساة يعيشها الفن العربي، ولا بد من تداركها في الوقت المناسب، حتى تعود الأغنية العربية إلى ما كانت عليه في السابق.

ما هي الرسالة التي توجهينها لجمهورك المعجب ؟

كمبان: أهدي التحية والسلام إلى كل محبي الفنانة كمبان بنت اعلي وركان، وأبشر الجمهور بأن لدي مفاجأة، وهي ظهور ألبوم جديد سجلته في فرنسا، وسيصل إلى السوق مع بداية 2011، ويحتوي الألبوم على عدة أغاني و "أشوار" جديدة، وللاستيضاح أكثر يمكن للجمهور أن يتصل علي في المنزل أو على رقمي، وهو مرحب به في كل الأوقات، كما أطلب من الجمهور أن يقدم لي الملاحظات على أدائي كفنانة، وأرحب بالنقد البناء، وقد افادني كثيرا كلما قدم لي الجمهور ملاحظات في هذا الصدد .. ولذلك أتقبلها دائما بصدر رحب.

mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

شكرا كمبان

شكرا على الإبداع وعلى النضج وعلى الإلتزام

Ould mseyka يقول...

Avant toute chose, vous allez m’excuser mon écriture en français, car il fait tard et je ne suis pas prêt à me bagarrer avec le CLAVIER ARABE !!! Et contrairement à certains commentateurs je préfère écrire l’arabe par ses lettres et le français par les siennes.
J’aurais aimé répondre à quelques commentaires qui ont évoqué des idées intéressantes qui méritent d’être discutées. En revanche il y en a qui sont rétrogrades et je ne sais pas comment quelqu’un qui se dit cultivé peut écrire des idioties pareilles dans un blog aussi respectueux, de genre : TU ES NUL ou encore pire : FAIT ATTENTION ON CONNAIT QUI TU ES, et alors ?????? Mais je les comprends, ils ont grandi dans la culture de la peur et ne peuvent pas imaginer que quelqu’un dit ce qu’il pense aussi ouvertement, les pauvres !!!!! Qu’ils sachent que le monde a changé !!!!!
Donc, je reviens à ce que je disais, j’aurais aimé répondre à ces commentaires mais comme la plupart sont en anonymat, je ne vais pas me donner la peine d’y répondre.
Par contre, je ne peux m’empêcher de passer un mot au pseudonyme 3LAMETOU STF’HAM à propos du parti TAWASSOUL qui nous a reproché, et il a raison, de ne pas donner de l’importance à ce qu’a fait son parti à TIGUINT. Comme je l’ai déjà dit, le parti TEWASSOUL est un grand parti, au moins financièrement, ce qui laisse beaucoup de 3LAMETOU STF’HAM sur la manière dont il se procure de l’argent pour couvrir ses activités si nombreuses !!!!
A part ça, il est incontestable qu’il est le parti le plus actif, cela dû peut être à sa base très jeune !!!
De toute façon, ce qu’il a fait et continue de faire est louable, on le remercie énormément mais la prochaine fois quant il distribuera quelque chose dans la zone, qu’il donne la priorité aux pauvres de Mederdra (la ville) , car les plus pauvres sont là-bas , et ne sont pas à Taguilalit et Douchliye , sinon qu’il faisse participer Charatt, El mouyessar, El makam, Dar-elydha ou Hsey-abdou qui est le plus necessiteux parmi toutes ces localités que j’ai citées !!!!!!

علامة استفهام يقول...

الي الاخ ول امسيكة
شكرا علي ملاحظاتك وتنبيهاتك التي ستاخذ بعين الاعتبار
لكنني فقط انبهك واصحح لك المعلومة
ان تواصل هو حزب راس ماله هو اطره وشبابه المقتنعون بفكرته والذين تعودو علي التضحية والعمل التطوعي والخيري انطلاقا من مرجعيتهم
غير صحيح انه اقوي الاحزاب من الناحية المادية وليست نشاطاته المتعددة كما تقول دليلا كافيا عي هذه المادة

فما تحتاجه الانشطة والعمل المدياني لصالح المجتمعات هو الارادة والنضج والتنظيم وهم بحمد الله شعار تواصل
هذه القري التي ذكرتها سوف يصلها تواصل وانشطة تواصل
لكن لاتنس انه حزب ناشئ وخاصة في المذرذرة وما يحتاجه هو تعونكم معه للنهوض بمقاطعتنا او علي الاقل
جعلها ساحة للمنافسة الايجابية بدلا من توزيع الطرود المالية وشراء الذمم عند الحملات