الجمعة، 11 سبتمبر 2009

الشيخ حمدا ولد التاه (3)
في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم
الديموقراطية، الإنقلاب، الديماغوجية

المذرذرة اليوم: نقل عنكم رفضكم للديمقراطية ولشرعية الإنتخاب، وأنكم تؤيدون شرعية التغلب، أي شرعية القوة بدل شرعية الإجماع ؟

الشيخ حمدا: هذه أجزاء من رؤية عامة سأتناولها في روضة الصيام أي "الدولة في الإسلام" وأود أن أذكر أن الإسلام واضح، إذ يعتبر أن قيام الدولة فريضة إسلامية، ولايجوز أبدا السماح بفراغ سلطة في البلد، وفي حديث مسلم "أيّما مسلم مات وليس في رقبته بيعة، مات ميتة جاهلية" فوجود السلطة ضروري في الإسلام، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث إثنين إلا وولّى أحدهما، ولم يخرج من المدينة إلا وولّى عليها موظفا، يسيّر أمورها، وبالنسبة للدولة فتقوم على الأسس التالية، الأساس الأول وهو مايعرف بأهل الحل والعقد، وهم الذين يملكون القوة والحكمة، الأقوياء والعلماء، هم أهل الحل والعقد، لأن رأي العامة في الأمور العامة خطير، فماذا تعرف الغوغاء من المصلحة ؟ من غير المعقول أن نقابل رأي الشيخ عدود برأي أمّي، هذا مايقع في الإنتخابات، ولهذا أنا أكره الديمقراطية، لأنها تقوم على الكم بدل الكيف، والإسلام يمتاز بمرونة غير معتادة بخصوص الدولة، فإذا كان يطالب بأمثال عمر بن الخطاب أو أبي بكر، فإنه يقبل أمثال الحجاج والوليد، لاحظ مابين هاذين العالمين، كل هذا بالنسبة له عبارة عن ولي أمر، المرونة الثانية التي جاء بها الإسلام هي أن الدولة إذا لم تكن غالبة إلا بالسلطة فهي سلطة، وهذا مايعرف بالفرق بين الشرعية والمشروعية، Legitimite & legalite الشرعية هي أن يقوم الأمر على قواعد واضحة، والمشروعية هي أن يشرّع بعد الوقوع، وإذا تابعنا التاريخ الإسلامي، فهل كانت دولة بني أمية، سوى مجموعة من الإنقلابات ؟ وتوريث السلطة لأبناء الملوك.

المذرذرة اليوم: الإنقلاب في حد ذاته ليس أمرا سيئا ؟

الشيخ حمدا: لايجوز الإنقلاب إبتداءا، وإذا تغلّب شرّع.

المذرذرة اليوم: لو عاد بكم الزمن الى أيام ولد الطايع فهل ستؤيدونه أم تعارضونه ؟

الشيخ حمدا: أأيّد بعضه وأعارض بعضه.

المذرذرة اليوم: لو حدث إنقلاب على الرئيس عزيز، وتمكّن متغلب جديد، فهل ستظلون على ولائكم الحالي للسيد عزيز؟

الشيخ حمدا: أنا قلت على أمواج التلفزة والناس تسمع ردا على معترض قال لي :أنت كنت مع معاوية، قلت له أنا كنت مع معاوية، ومع من يأتى بعده، والذين يأتون بعد ذلك.

المذرذرة اليوم: البعض ينتقد إبراغماتيتكم السياسية المفرطة، ويتهمها بتمييع الحياة السياسية ؟

الشيخ حمدا: لا لاتسميها إبراغماتية، سمّيها الشرعية الإسلامية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "وإن تأمّر عليكم عبد حبشي كأن رأسه ..".
يعنى أن الإستجابة لأمر المتحكّم واجب شرعي، هذا ليس إجتهادا فقهيا، هذا نص حديث، حديث عبادة بن الصامت رواه مسلم يقول فيه "بايعنا رسوا الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره وعلى أثرة، وعلى أن لاننازع الأمر أهله ما لم ترو كفرا بواحا لكم عليه من الله كتاب" لاحظ ثلاث خطوط، مالم ترو كفرا بواحا لكم عليه من الله كتاب.

المذرذرة اليوم: شاع خلال زيارة عزيز الأخيرة للمذرذرة أنه رفض مقابلتكم بسبب زيارة قمتم بها للسيد إعلي ولد محمد فال في بيته؟

الشيخ حمدا: أنا لدي صورة من زيارة عزيز للمذرذرة، وقد أتاني شخصيا من بين المجموعة التي إستقبلته، ووضع يده علي وضمني وهذا نادر جدا، فهو رجل غير حنون، ورجل قوي، والصورة عندي.
إعلي صديق عزيزعلي، وبيني وبينه علاقات قوية جدا، ولكن هناك الصداقة وهناك المواقف السياسية، عزيز ترشّح مبكرا، وحين ترشح إتضح لي فيه أنه رجل يمكن أن ينقذ هذا البلد ولهذا أيّدته، وترشّح إعلي بعد ذلك فرأيت أن ترشحه جاء في غير وقته ولو كان إعلي أعلن ترشحه في وقت غير الذي ترشح فيه، كان يمكن أن يكون هناك أمر آخر.


أجرى المقابلة

أحمدفال ولد آيّاه

mederdratoday@gmail.com

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السياسة بدون مبادئ تربط الرّاص

غير معرف يقول...

بير التورس و التاكلالت سواء