الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

رسالة مفتوحة إلى وزير الصحة (2)
رسائل تنتظر أجوبة...

عدة رسائل و جهها الطبيب الرئيس في مقاطعة المذرذرة، إلي الوزارة المعنية، تشخّص الحالة المزرية التي تعيشها الدائرة الصحية عموما، ومركز المذرذرة علي وجه الخصوص.
وتعتبر إحدى هذه الرسائل الموجهة لوزير الصحة، أن أسباب المؤشرات الصحية المنخفضة، والإقبال الضعيف، عائد إلى عدة أسباب، منها

ــ إهمال بناية المركز الصحي في المذرذرة، كما أنه يعاني من نقص حاد فى مجال الأثاث المكتبي، والمعدات الطبية، خصوصا قسم الأمومة والطفولة، وهاذان السببان أديا إلى سبب ثالث، تمثل في عزوف عمال الصحة عن الإستمرار في العمل في مثل هذه الظروف.
وتصف إحدى تلك الرسائل الموجهة للوزير، الوضعية العامة للمركز الصحي كما يلي:
ـ توجد أربع غرف مشققة الجدران، كما توجد ثلاث غرف تحتوي على ثقوب في السقف.
ـ الحمام والمرحاض غير صالحين للإستعمال نهائيا، أما الحائط فهو قصير ومنكسر، بالإضافة إلى أربع حجرات متكسرة الأرضية.
وتطالب الرسالة المذكورة، بتجهيز المكاتب بالأثاث والأدوات الطبية، بالإضافة إلى تجهيز المختبر بالأجهزة المخبرية اللازمة، وتزويد المركز بمقعد أسنان، أو إصلاح المقعد الموجود، والتأكد من فعالية جهاز الأشعة الذي لم يستخدم حتى الآن.
هذه الرسائل وجهها الطبيب الرئيس بمقاطعة المذرذرة، علّها تجد أجوبة، تساعد على تجاوز الوضعية المعقدة.

الدكتور محمد ولد ممد الطبيب الرئيس في المقاطعة
"المركز ليس من أحسن المراكز الصحية"

الدكتور محمد ولد ممد، قادم من مستشفى أطار الذي عمل فيه في الفترة ما بين 2001 ـ 2005 ، يعتبر أنه ومنذ قدومه إلى المذرذرة، وهو يسعى جاهدا وضع القطار على السكة، في محاولة سيزيفية صعبة جدا.

وقد أجرينا معه مقابلة وضّح فيها وصعية المركز:

س: ما هي أهم الخدمات التي تقدمونها للمواطنين داخل المركز الصحي؟
د. محمد ولد ممد: هنا بالنسبة للمركز الصحي، الخدمات التي يقدم هي نفسها الخدمات التي تقدم في 53 مركز صحي موجودة على عموم التراب الوطني، كالإستشارات الخارجية، والتلقيحات، وإستشارات ما قبل الولادة، هذا هو أساس ما يقدمه المركز، هناك بعض الحالات المستعجلة التي لا توجد لدى المركز الصحي الوسائل لمعالجتها، خصوصا في غياب المخابر، لأن الكثير من الأمراض يحتاج تشخصيه إلى مخابر، وكذلك لا تتوفر لدينا الأشعة والتلفزة، وهذه من الأسباب الرئيسية التي تجعلنا نحيل بعض المرضى إلى نواكشوط، بالإضافة إلى غياب الأخصائيين، أما بقية الأمراض التي لا تصل إلى مستوى الخطورة، فنقوم بمعالجتها، حيث يكون تشخصيها واضحا للطبيب كإرتفاع الضغط الشرياني، وإلتهاب الرئة الذي يمكن تشخصيه عن طريق السماعات، إضافة إلى الملاريا وغيرها من الأمراض الخطيرة شيئا ما، والتي يمكننا معالجتها، بإختصار الأشخاص الذين ننصحهم بالتوجه إلى نواكشوط، بحاجة ماسة إلى تشخيص طبي لا يوجد هنا، فأنا هنا منذ ما يزيد على العام، وأستطيع القول إن هذا المركز الصحي ليس من أحسن المراكز الصحية التي عملت فيها، لديه العديد من المشاكل، ومن أجل إختصار الوقت سأعطيها لكم مكتوبة، أنا قادم من مركز أطار الصحي الذي عملت فيه خمس سنوات، وقد وجدته مشابها للوضعية هنا، إلا أنني إستطعت التغلب على تلك المشاكل، وعندما جئت إلى هذا المركز، وجدت أمورا لا يمكن تصورها، فحاولت التغلب على بعض تلك المشاكل عن طريق المقاطعة والحاكم والمدير الجهوي للصحة، وقد كتبت للجميع، ولدي وثائق تثبت ذلك، وفعلا يمكن القول إن الحاكم جزاه الله خيرا قد تعاون معنا، كما تعاون معنا مدير الصحة، ففي بداية عملي هنا لم يكن يوجد الطاقم الطبي المناسب، حيث هناك نقص كبير في الأشخاص، وبمساعدة الحاكم والمدير الجهوي، أصبح للمركز الصحي طبيب لم يكن موجودا، وهذا ما نعتبره تقدما ولو كان بطيئا، أما المشاكل الأخرى فحلّها خارج عن نطاق الحاكم والإدارة الجهوية، اللذان إعتبرهما متعاونين جدا، فهي متعلقة أساسا بوزارة الصحة، وقد كتبت إليها عن طريق السلّم الإداري، وحتى الآن لم نجد جوابا، إلا أننا نتوقع أن تباشر الوزارة الوصية العمل على إيجاد حلول لها.

س: كانت هناك بعض المساعدات مقدمة من منظمات أجنبية في إطار التعاون مع البلدية، هل مازالت تصلكم تلك المساعدات؟
د. محمد ولد ممد: بالنسبة لتلك المساعدات، أنا هنا منذ عام وأكثر، لم نجد أي أثر لها، ولم نحصل على أي شيء منها، لا في حضوري ولا في غيابي، لأنني عندما أكون غائبا يكون هناك طبيب وقابلة، ولم تأت أي منظمة نهائيا، ولم تتعامل معنا، يقال بأنهم يقدمون مساعدات، ولكن تلك المساعدات لم تصلنا بعد، والأطر والمنتخبون في المقاطعة لم يسبق أن تعاونوا معنا، المجهود كله نحاول القيام به على مستوانا بمساعدة الحاكم، ولا يوجد أي تعاون نهائيا مع أطر ومنتخبي المقاطعة.

س: هناك عدم ثقة قديم، بين المواطنين والمركز الصحي، ما هي أسبابه ؟
د. محمد ولد ممد: عدم الثقة موجود وأنا أعترف به، وكما قلت يمكن أن يكون منذ زمن بعيد، وقد ذكرته في الوثائق التي سلمتكم نسخا منها، وذكرت أسباب عدم الثقة الناتجة عن الحالة العامة للمركز وقد وجهتها للسلطات المعنية.

أخيرا...

وأخيرا فإن سكان مقاطعة المذرذرة يطمحون إلى تجاوز هذه الوضعية، من أجل بناء مركز صحي فعال، يأوي إليه المواطن الضعيف في مقاطعة شهدت الكثير من التلاعب والعبث بمصالحها.

ملاحظة:

من تاريخ كتابة هذا التحقيق، لم يتغير الكثير، بقدرما زادت الأمور تعقيدا، ولذا فإن هذه الرسائل موجهة إلى الوزير الحالى السيد الشيخ ولد حرمة.
.......................
تحقيق
إمام الدين ولد أحمدو
إرشيف 2003

mederdratoday@gmail.com

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

شكر علي اهتمامكم بصحة ابناء المذرذرة

غير معرف يقول...

هناك تناقض واضح فتاريخ التحقيق هو 2003 آنذاك لايوجد موقع المذرذرة اليوم بل حتي ان القائمين عليه مازالو اطفالا ليس بامكانكهم اجراء تحقيقات في ذلك التاريخ فماهو ردكم؟

jewabe يقول...

haha meche3rak nte w 4i lmoula7a8a. a6fal ele 4aaak