وعلاقته بالتحولات السكانية
مقاطعة المذرذرة هي إحدى المقاطعات الست المكونة لولاية الترارزة، وتعدّ المذرذرة تاريخيا القلب السياسي والثقافي لبلاد الترارزة؛ فهي مركز بيت الإمارة والمسرح الجغرافي لأهم أحداثها السياسية، وتضم المقاطعة اليوم خمس بلديات هي: الخط، والمذرذرة، والتاكلالت، وأبير التورس، وتكند، وتقع مدينة المذرذرة –عاصمة المقاطعة- في الطرف الجنوبي لمنطقة إيكيدي، وتعود تسمية "المذرذرة" (أي المتهدّمة) إلى سرعة تهدم محفرها الأول، الذي حفر حول موقع بئر قديمة كانت تدعى "أنذيكرتن" أي "بئر ذيكرتن" وهم بطن من قبيلة "أنكادس" (ابن أحمد يورة - 1992، ص: 56) وهي قبيلة صنهاجية منقرضة تعد من أقدم مجموعات القبلة.
ولقد عرفت المقاطعة –كغيرها من مناطق موريتانيا- تحولات سكانية ومجالية عميقة خلال العقود الأربعة الأخيرة.
ولعل من أبرز مظاهر تلك التحولات ما هو متصل بتطور شبكة النقل والمبادلات، وتغير الخريطة السكانية.
لذلك تحاول هذه الورقة معالجة هذه الجوانب من زاوية جغرافية.
وإنطلاقا من المعطيات المتوفرة، والمصادر المعتمدة، تلقي هذه المعالجة الضوء على التطور التاريخي لشبكة الطرق البرية في المنطقة المعنية، منذ العهد الوسيط وحتى الاستقلال.
ثم تحاول رسم صورة للخريطة الحالية للطرق البرية، على أن تخلص في المحور الأخير إلى محاولة رصد أهم التحولات السكانية، من حيث الحجم والتوزيع.
نظرة على التطور التاريخي لشبكة الطرق البرية
يعود البدء في تشييد أول طريق معبد يعبر مقاطعة المذرذرة إلى سنة 1967، لكن مجال المقاطعة الحالي عرف ظهور عدد من الدروب والمسالك الترابية منذ عهود قديمة؛ ولعل أهم تلك الدروب طريق القوافل الساحلي الذي كان يصل في العصر الوسيط، مملحة آوليل بنول لمطة، وطريق آوليل – آوداغست.
عرفت هذه الدروب والمسالك تغيرات عديدة بفعل عوامل متنوعة، لعل أهمها المبادلات التجارية الأطلسية بين السكان المحليين والقوى الأوربية، خاصة فرنسا التي بسطت نفوذها على البلاد تدريجيا، وإختطت إدارتها الإستعمارية طريقا بريا يربط بين السنغال والجزائر عبر موريتانيا.
الطريق الساحلي: آوليل – نول لمطة
وكان ينطلق من نول لمطة (واد نون) في جنوب السوس الأقصى على الساحل الأطلسي للمغرب، ويتجه جنوبا ليصل إلى مملحة آوليل، وكانت القوافل تقطعه خلال شهرين، ويربط بعض الباحثين ظهور هذا الطريق بالرحلات البحرية القرطاجية خلال القرن 5 ق. م (ولد الحسين - 2007، ص: 271).
وتعد مملحة آوليل من بين أشهر الممالح التي عرفت رواجا تجاريا كبيرا خلال العصر الوسيط، كما تعتبر من أقدم الممالح إستغلالا (ولد الحسين - 2007، ص: 52-53).
وقد ذكر إبن حوقل في القرن العاشر، أن حمل الجمل من ملح آوليل كان يباع بثمن يتراويح ما بين 200 و300 مثقال من الذهب (ولد الحسين - 2007، ص: 88).
لقد إختلف المؤرخون في تحديد الموقع الحالي لمملحة آوليل، فهو قد يكون معدن "الخشيم" الذي يبعد نحو تسعين كلم شمال نواكشوط، أو معدن "أنتررت" الذي يبعد نحو مائة كلم جنوبه، أو معدن "جوز" (الجريدة) الذي يبعد نحو ثلاثين كلم إلى الشمال الغربي من نواكشوط (إبن حامدن - 2000، ص: 27).
ومن المرجّح أن مملحة آوليل هي بالفعل التي تحمل في الوقت الحالي إسم "أنتررت" (ولد الحسين - 2007، ص: 427) والواقعة بالقرب من مدينة تكند.
طريق آوليل - آوداغستكانت
تنطلق من نهاية الطريق الساحلي الجنوبية (آوليل) طريق أخرى تتجه من الغرب إلى الشرق، مسافة شهر من السير تؤدي إلى آوداغست.
ويعتقد أن القوافل المحمّلة بملح آوليل كانت تستغل المنخفضات الواقعة بين الكثبان الرملية، حتى تصل إلى الحدود الجنوبية لآوكار الغربي، لتتجه شرقا بين آوكار ولبراكنة، وتصل إلى الحوض (آوداغست) بعد أن تعبر مضيق جوك، بين هضبة تكانت والعصابة، من الموقع الذي يمر به الطريق المعبّد الحالي "طريق الأمل" (ولد الحسين - 2007، ص: 272).
الطريق الإمبريالي:
مثّل إحتلال الفرنسيين لموريتانيا منذ 1903م منعطفا هاما في تاريخ النقل البري في البلاد، كغيرها من أقطار المنطقة، حيث إرتكزت السياسة الفرنسية على إقامة نقاط قوية على السواحل، ثم التوغّل تدريجيا نحو الداخل، بحثا عن مصادر الثروة، وتقوية للسيطرة السياسية الاستعمارية، وهي خطة مشابهة لتلك التي إتبعتها في معظم دول إفريقيا الغربية الفرنسية (A.O.F.).
وهكذا أقام الفرنسيون عند المذرذرة مركزا عسكريا وإدرايا سنة 1325 هـ (ابن حامدن - 1993، ص: 160)، حيث إرتبطت كغيرها من المراكز العسكرية والإدارية بمسالك جديدة.
وفي سنة 1927 تمت أول رحلة بالسيارات بين "روصو" و"أطار" (ODETTE (D.P.) - 1954, p:7.)، وشكلت هذه الرحلة بداية ظهور أهم مسلك خلال الفترة الإستعمارية، عرف بإسم "الطريق الإمبريالي".
ففي سنة 1934 وبعد القضاء على المقاومة المسلحة في موريتانيا، سعت فرنسا إلى ربط مستعمراتها في شمال إفريقيا بمثيلتها في غربها، بطريق يعبر موريتانيا، حيث دأب المسؤولون الفرنسيون في البلاد على التنويه بالأهمية الحيوية لطريق كهذا، ودوره في تنمية المبادلات التجارية (ODETTE (D.P.) - 1954, p:7.).
وكانت تهيئة الطريق الإمبريالي ومعلمته، قد سهّلت للقوات الفرنسية في كل من الجزائر والمغرب وموريتانيا، التواصل والتنسيق فيما بينها، كما ضمنت تزويد الحاميات العسكرية بالمؤن والذخيرة.
وفضلا عن الدور العسكري-الإستراتيجي للطريق، فقد ساهم في بعث حركية تجارية ساعدت على نمو بعض المراكز على طوله، وكان يعبر الأجزاء الغربية من مقاطعة المذرذرة الحالية.
ثانيا: الخريطة البرية بمقاطعة المذرذرة
يخترق مقاطعة المذرذرة محوران رئيسيان للنقل البري؛ يتمثل أولهما في الطريق المعبد نواكشوط – روصو، وهو ذو إمتداد شمالي – جنوبي، أما المحور الثاني فهو طريق ممهد ذو إمتداد شرقي – غربي، ويتألف من ثلاثة مقاطع هي: تكند – الأطلسي، وتكند – المذرذرة، والمذرذرة – الركيز.
1- طريق نواكشوط – روصو
بنيت هذه الطريق بين سنتي 1967 و1970 بتمويل مشترك بين الدولة الموريتانية والصندوق الأوربي للتنمية، وهي تخترق الأجزاء الغربية من مقاطعة المذرذرة (بلدية تكند).
وجاء رصف هذه الطريق تلبية لإحتياجات إقتصادية ملحّة، ألا وهي تموين مدينة نواكشوط، ومن خلالها مناطق الشمال والوسط، بالسلع والمواد المستوردة عبر ميناء دكار، الذي كانت تمر منه وقتئذ كل واردات البلاد تقريبا.
إضافة لذلك توفر الطريق الإتصال بالمناطق الزراعية والرعوية في الجنوب، والجنوب الشرقي، التي ينتظر أن تكون ظهيرا يزوّد مدينة نواكشوط بمنتجاته الفلاحية، وسوقا تستخدم مرفأ نواكشوط المنشأ سنة 1966 لإستيراد حاجياتها وتصدير منتجاتها، مما سيسمح تدريجيا بالحد من البضائع القادمة من دكار، ويدفع بـ"مرتنة" قطاع النقل الطرقي، وقطع التبعية الإقتصادية للسنغال.
إن أهمية ودور الطريق، ظلا وثيقي الصلة بنشاط منشآت نواكشوط البحرية، لذلك تناقص حجم الحركة القادمة من الجنوب، بإرتفاع حجم واردات مرفأ نواكشوط.
وفي المقابل زاد حجم الحمولة المتجهة جنوبا عبر الطريق، ولأنها لا تمتد على مسافة طويلة، وتكاد تكون طريقا دولية، لإعتمادها على التبادل الدولي أكثر من المحلي، فإنها فقدت جزءا كبيرا من حيويتها مع إفتتاح ميناء الصداقة، والأزمة مع السنغال، وما تبعها من إغلاق للحدود بين البلدين سنة 1989.
2 - طريق تكند - المذرذرة
يبلغ طوله 48 كلم من التربة المدعمة، وقد بنيت هذه الطريق بين سنتي 1995 و1997، بتمويل كامل من ميزانية الدولة.
وكان ينتظر منها تثبيت السكان، وفك عزلة المقاطعة، التي شهدت خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات؛ موجة نزوح شديدة بسب الجفاف والتصحر.
لقد ساهمت هذه الطريق في تخفيض التكلفة المادية والزمنية للرحلة بين مدينتي المذرذرة ونواكشوط، حيث إنخفضت مدة الرحلة إلى النصف، كما أصبح في مقدور مختلف أصناف السيارات الوصول إلى مدينة المذرذرة على مدار السنة. واليوم وبعد عقد من إكتمال تشييد طريق "الوفاء"؛ إلا أن غياب الصيانة الدائمة يؤثر سلبا على كفاءتها.
3 - طريق المذرذرة -التاكلالت- الركيز
بدأت أشغال هذا الطريق يوم 12 مايو 2005، ويبلغ طوله 56 كلم من التربة المدعمة، بتمويل كامل من ميزانية الدولة، بلغ 510 مليون أوقية، وتولت تنفيذ أشغاله شركة EBTR الوطنية.
ويمثل طريق المذرذرة - الركيز، إمتدادا لطريق تكند – المذرذرة، وقد ربط من جهة مدينة الركيز بمحور نواكشوط – روصو، ومن جهة أخرى مكّن هذا الطريق من فك العزلة عن عشرات آلاف السكان في بعض القرى والتجمعات السكنية في المقاطعتين، وساهم في إستغلال الموارد الزراعية والرعوية لمختلف تلك المناطق.
4- طريق تكند – المحيط الأطلسي
يبلغ طوله 16 كلم من التربة المدعمة، وقد بدأت أشغال إنجازه مع سابقه يوم 12 مايو 2005، بتكلفة 194 مليون أوقية من ميزانية الدولة، وتولت تنفيذه شركة TRANCTT الوطنية.
وكان طريق تكند – الأطلسي يهدف إلى تزويد مناطق تكنت، وروصو، والمذرذرة، والركيز، وكل القرى المجاورة بالمنتجات السمكية، كما إنتظر منه أن يساهم في تنمية وتطوير البنى التحتية السياحية على مستوى "تكند" و"لكليته" على الساحل الأطلسي، وكذلك في توسّع مدينة تكند، ونموها الحضري أفقيا، ذلك أن غالبية المدن والقرى تنحصر في شريط ضيق حول الطريق المعبد، ومن المؤمّل أن يلعب هذا الطريق دورا مهما في تنمية الصيد التقليدي والسياحة في المقاطعة، وبالتالي تحسين الأحوال الإقتصادية والمعيشية والإجتماعية للسكان.
ثالثا: بعض ملامح التحولات السكانية
يمكن ملاحظة التحولات السكانية في مقاطعة المذرذرة، من خلال تطور العدد الإجمالي لسكانها، ونمط إقامة هؤلاء السكان، فقد أدت العزلة التي عانت منها أجزاء واسعة من المقاطعة، إلى نزوح سكاني كبير، لم تخف وتيرته إلا منذ منتصف التسعينيات، وفي المقابل ساهم بناء الطرق البرية المعبّدة، والممهّدة، في تعزيز ظاهرة التقرّي بين السكان.
1- الحجم السكاني لمقاطعة المذرذرة؛ بين التناقص والانتعاش
عرف عدد سكان المقاطعة تناقصا حادا خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات، حيث إنتقل من 42306 نسمة سنة 1977 إلى 27158 نسمة سنة 1988؛ أي بمعدل نمو سكاني سالب بلغ 35.8- % ويرجع هذا التناقص إلى إشتداد موجات الجفاف التي توالت على المنطقة منذ مطلع السبعينيات، إضافة إلى عزلة أجزاء واسعة من المقاطعة.
لكن بناء طريق تكند – المذرذرة، ساهم في ظهور عدد من التجمعات السكانية الجديدة على طوله، مثل "المقام" و"أم أجنيح" و"تندغيدسات"، وكذلك "الدار البيضاء"، التي أعيد إعمارها، بعد إنشاء الطريق.
وقد بلغ مجموع سكان هذه التجمعات سنة 2000 حوالي 1000 نسمة، هذا فضلا عن عدة تجمعات سكانية أخرى؛ ظهرت على طول الطريق بعد عام 2000.
كما شهدت مدينة المذرذرة، و"حواضر" أخرى كانت قائمة، عودة بعض قدماء سكانها، في شكل هجرة عكسية، لذلك عاد نمو سكان المقاطعة إلى الإرتفاع مجددا ليصل 37278 نسمة في تعداد 2000 مسجّلا زيادة معتبرة تصل إلى 37.2 % مقارنة بتعداد 1988.
2-التقرّي وتناقص نسبة الرحّل
أدى تشييد طريق نواكشوط – روصو؛ إلى تغيير كبير في خريطة توزيع السكان بمقاطعة المذرذرة، وذلك من خلال نزوح سكان عدة تجمعات للإستقرار على جنبات الطريق، وبتشجيع ظاهرة التقرّي بين السكان الرحل.
لقد عرفت نسبة السكان الرحل في مقاطعة المذرذرة، تناقصا مستمرا خلال العقود الثلاثة الأخيرة، حيث تراجعت من 58.5 % سنة 1977، إلى 22.9 % سنة 1988، لتصل سنة 2000 إلى نسبة 14.8 % من سكان المقاطعة.
ورغم هذا التراجع في نسبة السكان الرحل، إلا أن مقاطعة المذرذرة سجلت سنة 2000 أعلى نسبة من السكان الرحل بين نظيراتها في الولاية، بعد أن كانت تحتل المرتبة الرابعة سنة 1977 مسبوقة بمقاطعات واد الناقة وبوتلميت وكرمسين على التوالي.
وفي سنة 1988 إحتلت المرتبة الثانية بين مقاطعات الترارزة، من حيث نسبة الرحل من ساكنتها، مسبوقة بمقاطعة كرمسين، رغم إرتباط عاصمة مقاطعة المذرذرة، بشبكة الطرق البرية الوطنية، من خلال طريق ممهّد، فإن سكان المدينة يتطلعون إلى اليوم الذي تصلهم فيه طريق معبدة، وفي إنتظار ذلك، ربما يجد أبناء المذرذرة أملا جديدا في مشروع سكة الحديد، المزمع بناؤها بين نواكشوط ومنجم "بوفال"، والتي ينتظر أن تخترق بلديات المقاطعة الشمالية.
.....................
المصادر والمراجع
المصادر والمراجع
- ابن أحمد يوره (أمحمد) - 1992: إخبار الأحبار بأخبار الآبار، تحقيق: أحمد (جمال) ولد الحسن، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، جامعة محمد الخامس، الرباط، 76 صفحة
- ابن حامد (المختار) - 1993: حياة موريتانيا <<الجغرافيا>>، منشورات معهد الدراسات الافريقية، جامعة محمد الخامس، الرباط، 348 صفحة.
- ابن حامد (المختار) – 2000: موسوعة حياة موريتانيا (1)، التاريخ السياسي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 393 صفحة.
- ولد حامدن (سليمان) - 2002: تنظيم النقل الطرقي وتنظيم المجال بموريتانيا، بحث لنيل شهادة الدراسات المعمقة (الماجستير) في الجغرافيا، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة تونس، 230 صفحة.
- ولد الحسين (الناني) – 2007: صحراء الملثمين؛ دراسة لتاريخ موريتانيا وتفاعلها مع محيطها الإقليمي خلال العصر الوسيط، دار المدار الإسلامي، بيروت، 576 صفحة.
- المكتب الوطني للإحصاء، نتائج التعدادات 1977، 1988، 2000.
- ODETTE (D.P.) – 1954: la Piste Maroc-Sénégal, Librairie Plon, Paris, 314p
.........................
سليمان ولد حامدن
أستاذ جامعي
mederdratoday@gmail.com
هناك 7 تعليقات:
دراسة معمقة وممتازه ولكنها لا تجعلنا ننسى أننا مازلنا نطالبك(ونحن ديننا حامي) ببقية الخواطر التي كنت قد بدأتَ.
وباسم القرّاء الكرام أطلب تعريفا مختصرًا بالكاتب هل هو الذي في ليبيا ومن أي ابناء حامدٌ؟
وسكان المذرذرة يعتزون به وبأمثاله من أبنائها الأوفياء.
ف
Souleimane o Hamidoun o Horma, Universitaire en Geographie, Lybie
de Ewlad Barikalla
مشاركة جيدة
نرجوا ان تتبدل الحال وتتحول الى شبكة طرقية سيارة تربط المدينة بباقى الوطن العزيز
منهون ل اطار البكه للحوظ لفام اللكه
yy
yy
الأخ سليمان أشكرك على هذا التحليل الرائع
إرسال تعليق