منذ سنوات ليست بالكثيرة، وفقني الله لإتخاذ القرار بتأدية فريضة الحج مع والدتي، لم أباشر الإجراءات المتبعة للسفر ضمن أفواج الحجاج الموريتانيين، فقد كان هناك من يقوم بالأمر، لذا بدأت رحلتي التي لا تقل إثارة ومتعة وغرابة عن رحلات أبطال مقامات الحريري والهمذاني، فجر يوم ساخن من أيام صيف نواكشوط.
حطتنا السيارة أمام المسجد الكبير بالعاصمة حيث إحتشد سكان نواكشوط عن بكرة أبيهم لتوديع حجاجهم، كان القائمون على ما سأسميه خلال هذه السلسلة من الكتابات "التنظيم المتوحش" على غرار "الفوضى الخلاقة"، قد طلبوا من الناس الحضور في هذا الوقت "أي بعد صلاة الصبح"، للحد من ظاهرة المودعين عبثا.
ولم يكتفوا بالأمر بل أحاطوا المسجد بعشرات من شرطة العاصمة، يحمل كل واحد منهم عصا يلوح بها لكل مقترب، حيث تطلب الأمر من ضيوف الرحمان أن يرفع كل واحد منهم أوراقه حتى يسلم مما بدا أنه "ضربة دبوس تنظيمية محتملة".
تقدمت مع والدتي ونحن نرفع أيدينا بالأوراق كما يفعل المجرم بعد حصار لا مفر منه إلا بالموت أوالاستسلام.
داخل حوش المسجد أخذ الناس يتدافعون لركوب الباصات، كان هناك عدة منظمين يصيحون فيهم "بشور ، بشور، هيه بشور، ستركبون جميعا"، لم يعرهم أحد أي اهتمام، كانت الصيحات تتعالى من هنا وهناك:
ـ أراه أوط إعلي
هيه،
لمر بالك لتواغطك،
أعطبت الشيباني بوي
حانين نركب عنك .. آن متافك إمع هاذي لمرا..
أمام الطائرة تبين أن ثلث من حملتهم البيسات إلي مدرج المطار كانوا من المودعين الذين استطاعوا بقليل من الجهد إختراق الطوق الأمني، والمرور من تحت عصي البوليس، كدت أصطدم بأحدهم وهو ينزل من الطائرة بعد أن وصل لسدرة المنتهى في توديعه الثقيل.
لم يكن النازلون آخر المودعين، فقد كانت هناك جولة تصفيات لإخراج من جلسوا بجوار ذويهم في هوس غريب من المبالغة في التصرفات التي تتجاوز كلما عرفته الشعوب من التمسك بالعادات والتقاليد "طبعا السيئة".
في مقعدي من الطائرة الذي لم يخضع طبعا لأي ترقيم ولا نظام، تمددت وأنا أمتّع نفسي بالرفاهية التي تطغى على المكان، كانت تلك هي المفاجأة السارة، فقد قدّر في تلك السنة أن الموريتانيين نشروا إعلانا للبحث عن طائرة كبيرة يؤجرونها لحمل أفواج حجاجهم، وكان من قضاء الله أن يقع نصيبهم على إحدى شركات النقل الأميركية التي أجرت لهم طائرة " أبوينغ 747" لا أبالغ إذا قلت إنها قادمة من المصنع، على الأقل هذا ما بدا لي.
طاقم الطائرة مكون من "دوزينتين " من جدعات، وجدعان النصارى، تتراوح أعمارهم مابين العشرين والخامسة والعشرين، بدوا لي متحمسين، ويستخدمون نفس العبارات الأدبية المعهودة في الغرب، كلما دخل تيفاي أو تيفاية أو شيخ أو شيخة، تتعالى هنا وهناك همسات من نوع "hi" , "welcome", "good morning "
الواقعة الأولى في برنامج الرحلة حصلت أمامي، كنت أراقب إحدى الفتيات المضيفات وهي تخدم المتجولين في الممرات الضيقة ، كانت تساعد أحدهم على رفع "بيلوكة" يحملها ليدسها داخل خزانة الأمتعة فوق الركاب، شككت حسب حركات الرجل فيما لو كان يخطئ فهم ما تحاوله الفتاة، التي كانت تقوم بحركات روتينية من عملها اليومي، والتي قد تعبر عن أشياء أخرى في مخيلة هذا الحاج العربي البدوي، الذي ربما كان يقف لأول مرة وهو يلاصق "نصرانية" شبه عارية، كان مرتبكا يهذي بكلمات: " الفوك ،،، الفوك"..
فجأة، وقبل أن أستجمع الموقف تناثر الحب الأحمر فوق جسمها كله، رأيت ما أدركت أنه آلاف الحبات من " إنبك" النبق، تسيل فوق سيقان النصرانية المضيفة، وتتدحرج تحت المقاعد وبإتجاه مقدمة الطائرة،
ـ oh,,,my god,,oh,,no
هكذا تكلمت المضيفة أما زميلها الذي كان أمامها مباشرة، فقد أخذه الموقف إلى درجة الذهول، وهو ما عبر عنه عندما رأى زميلته وهي تحاول جاهدة التخلص من حبات النبق التي دخلت تحت ثيابها
ـ wow,, what happend
كان الرجل الحاج الذي عجبت فيما بعد من طول لحيته، قد غفل عن مخلته الكبيرة غير مربوطة، والتي إنفتحت فجأة لتمطر الفتاة المساعدة،
حطتنا السيارة أمام المسجد الكبير بالعاصمة حيث إحتشد سكان نواكشوط عن بكرة أبيهم لتوديع حجاجهم، كان القائمون على ما سأسميه خلال هذه السلسلة من الكتابات "التنظيم المتوحش" على غرار "الفوضى الخلاقة"، قد طلبوا من الناس الحضور في هذا الوقت "أي بعد صلاة الصبح"، للحد من ظاهرة المودعين عبثا.
ولم يكتفوا بالأمر بل أحاطوا المسجد بعشرات من شرطة العاصمة، يحمل كل واحد منهم عصا يلوح بها لكل مقترب، حيث تطلب الأمر من ضيوف الرحمان أن يرفع كل واحد منهم أوراقه حتى يسلم مما بدا أنه "ضربة دبوس تنظيمية محتملة".
تقدمت مع والدتي ونحن نرفع أيدينا بالأوراق كما يفعل المجرم بعد حصار لا مفر منه إلا بالموت أوالاستسلام.
داخل حوش المسجد أخذ الناس يتدافعون لركوب الباصات، كان هناك عدة منظمين يصيحون فيهم "بشور ، بشور، هيه بشور، ستركبون جميعا"، لم يعرهم أحد أي اهتمام، كانت الصيحات تتعالى من هنا وهناك:
ـ أراه أوط إعلي
هيه،
لمر بالك لتواغطك،
أعطبت الشيباني بوي
حانين نركب عنك .. آن متافك إمع هاذي لمرا..
أمام الطائرة تبين أن ثلث من حملتهم البيسات إلي مدرج المطار كانوا من المودعين الذين استطاعوا بقليل من الجهد إختراق الطوق الأمني، والمرور من تحت عصي البوليس، كدت أصطدم بأحدهم وهو ينزل من الطائرة بعد أن وصل لسدرة المنتهى في توديعه الثقيل.
لم يكن النازلون آخر المودعين، فقد كانت هناك جولة تصفيات لإخراج من جلسوا بجوار ذويهم في هوس غريب من المبالغة في التصرفات التي تتجاوز كلما عرفته الشعوب من التمسك بالعادات والتقاليد "طبعا السيئة".
في مقعدي من الطائرة الذي لم يخضع طبعا لأي ترقيم ولا نظام، تمددت وأنا أمتّع نفسي بالرفاهية التي تطغى على المكان، كانت تلك هي المفاجأة السارة، فقد قدّر في تلك السنة أن الموريتانيين نشروا إعلانا للبحث عن طائرة كبيرة يؤجرونها لحمل أفواج حجاجهم، وكان من قضاء الله أن يقع نصيبهم على إحدى شركات النقل الأميركية التي أجرت لهم طائرة " أبوينغ 747" لا أبالغ إذا قلت إنها قادمة من المصنع، على الأقل هذا ما بدا لي.
طاقم الطائرة مكون من "دوزينتين " من جدعات، وجدعان النصارى، تتراوح أعمارهم مابين العشرين والخامسة والعشرين، بدوا لي متحمسين، ويستخدمون نفس العبارات الأدبية المعهودة في الغرب، كلما دخل تيفاي أو تيفاية أو شيخ أو شيخة، تتعالى هنا وهناك همسات من نوع "hi" , "welcome", "good morning "
الواقعة الأولى في برنامج الرحلة حصلت أمامي، كنت أراقب إحدى الفتيات المضيفات وهي تخدم المتجولين في الممرات الضيقة ، كانت تساعد أحدهم على رفع "بيلوكة" يحملها ليدسها داخل خزانة الأمتعة فوق الركاب، شككت حسب حركات الرجل فيما لو كان يخطئ فهم ما تحاوله الفتاة، التي كانت تقوم بحركات روتينية من عملها اليومي، والتي قد تعبر عن أشياء أخرى في مخيلة هذا الحاج العربي البدوي، الذي ربما كان يقف لأول مرة وهو يلاصق "نصرانية" شبه عارية، كان مرتبكا يهذي بكلمات: " الفوك ،،، الفوك"..
فجأة، وقبل أن أستجمع الموقف تناثر الحب الأحمر فوق جسمها كله، رأيت ما أدركت أنه آلاف الحبات من " إنبك" النبق، تسيل فوق سيقان النصرانية المضيفة، وتتدحرج تحت المقاعد وبإتجاه مقدمة الطائرة،
ـ oh,,,my god,,oh,,no
هكذا تكلمت المضيفة أما زميلها الذي كان أمامها مباشرة، فقد أخذه الموقف إلى درجة الذهول، وهو ما عبر عنه عندما رأى زميلته وهي تحاول جاهدة التخلص من حبات النبق التي دخلت تحت ثيابها
ـ wow,, what happend
كان الرجل الحاج الذي عجبت فيما بعد من طول لحيته، قد غفل عن مخلته الكبيرة غير مربوطة، والتي إنفتحت فجأة لتمطر الفتاة المساعدة،
صاحت سيدة تجلس غير بعيد:
- "يوك حته .. هذا النبك؟"
شيخ كبير يحرك سبحة بيده ولا يزال يجاوز حباتها – رغم أنه مشغول بالكلام عن الاستغفار:
- هذا حرام، الطعام، توطّات عليه النصرانية والنصراني..
حضر أفراد جدد من الطاقم، كانوا يعتذرون للسيد الذي "كب" النبق على رأس زميلتهم:
ـ sorry,, sorry,, we are sorry,,,,wait I will bring you,,, ـ ،،،،،،،،
إبتعدت الفتاة وعادت بعد لحظات وهي تحمل عدة أكياس قوية وأنيقة تحمل شعار الشركة الناقلة .. قسّم الرجل بيلوكته، ثلاثة أجزاء في ثلاثة أكياس، وجلس في مكانه وهو يتصبب عرقا ..
- "يوك حته .. هذا النبك؟"
شيخ كبير يحرك سبحة بيده ولا يزال يجاوز حباتها – رغم أنه مشغول بالكلام عن الاستغفار:
- هذا حرام، الطعام، توطّات عليه النصرانية والنصراني..
حضر أفراد جدد من الطاقم، كانوا يعتذرون للسيد الذي "كب" النبق على رأس زميلتهم:
ـ sorry,, sorry,, we are sorry,,,,wait I will bring you,,, ـ ،،،،،،،،
إبتعدت الفتاة وعادت بعد لحظات وهي تحمل عدة أكياس قوية وأنيقة تحمل شعار الشركة الناقلة .. قسّم الرجل بيلوكته، ثلاثة أجزاء في ثلاثة أكياس، وجلس في مكانه وهو يتصبب عرقا ..
كانت هناك مشكلة حقيقية، الوقت يمر، وما بدا أنه حركة غير عادية لركاب يحاولون الجهوز للجلوس في مقاعدهم هو دوران في حلقة مفرغة، كلما جلست فئة وقفت أخرى، كلما خرج شخص من الحمام دخل آخر، الناس يقفون ويمرّون ويتزاحمون، ينزلون حقائبهم ويفتحونها، يعيدونها، وأثناء ذلك يسدّون الطريق، عندما يفضّوا الطريق، يتذكر آخرون أن لهم معارف في مؤخرة الطائرة أو في مقدمتها لم يسلموا عليهم بعد ولم يسألوهم عن الأهل وعن لخيام..
ساعتان، ثلاث ساعات، أربع، أخيرا أدرك الطاقم أنه ينتظر الجهوز عبثا، وأن الصبر وجودة الخدمة ربما لا ينفعان في الرحلة رقم .. ــ الظاهر أنهم إستعانوا بالمنظمين..
أخيرا نزل أحدهم من الطابق العلوي للطائرة "الدرجة الأولى" وكلّم الحجاج عن طريق مكبر الصوت:
ـ "الخلط أنتوم كافيكم من حصرت ذي الطائره .. كافيكم من تخباز الدبش .. كافيكم من الرد .. كافيكم من البول .." .. "أكعد عنّا فبليداتكم خلون ننطلص.."
عجبت من اللغة التي كلّم بها هؤلاء الحجاج، الذين دفع كل واحد جلّ ما يملك وما لا يملك، والذين من بينهم شيوخ وعلماء، والذين لم يكنوا ليقوموا بغير ما قاموا به في موقف يتبوأ هو فيه منصبا قياديا ويتفوه بخطابات من هذا النوع .. لكن عجبي سرعان ما زال، عندما نزل السيد ورأيت أنه يلبس دراعة رقيقة تكشف عن صدره الذي تركه من غير قميص. أخذ يحك ذراعه وهو يتجول في الممر ويخاطب الناس واحدا واحدا:
-هيه أكعد عنّ
-إنتي أكعدي
-أرجع .. أرجع .. ذ ماه وقت الدوش، الطائرة لاه إتكيّم
-مرحبا وسهله، أنت أشحالك، إياك لباس، إياك الخير؟ "واحد من معارفه"
ساعتان، ثلاث ساعات، أربع، أخيرا أدرك الطاقم أنه ينتظر الجهوز عبثا، وأن الصبر وجودة الخدمة ربما لا ينفعان في الرحلة رقم .. ــ الظاهر أنهم إستعانوا بالمنظمين..
أخيرا نزل أحدهم من الطابق العلوي للطائرة "الدرجة الأولى" وكلّم الحجاج عن طريق مكبر الصوت:
ـ "الخلط أنتوم كافيكم من حصرت ذي الطائره .. كافيكم من تخباز الدبش .. كافيكم من الرد .. كافيكم من البول .." .. "أكعد عنّا فبليداتكم خلون ننطلص.."
عجبت من اللغة التي كلّم بها هؤلاء الحجاج، الذين دفع كل واحد جلّ ما يملك وما لا يملك، والذين من بينهم شيوخ وعلماء، والذين لم يكنوا ليقوموا بغير ما قاموا به في موقف يتبوأ هو فيه منصبا قياديا ويتفوه بخطابات من هذا النوع .. لكن عجبي سرعان ما زال، عندما نزل السيد ورأيت أنه يلبس دراعة رقيقة تكشف عن صدره الذي تركه من غير قميص. أخذ يحك ذراعه وهو يتجول في الممر ويخاطب الناس واحدا واحدا:
-هيه أكعد عنّ
-إنتي أكعدي
-أرجع .. أرجع .. ذ ماه وقت الدوش، الطائرة لاه إتكيّم
-مرحبا وسهله، أنت أشحالك، إياك لباس، إياك الخير؟ "واحد من معارفه"
إنضم إليه عدد آخر من المنظّمين، كلما أجلسوا جماعة وقفت أخرى..
إشتغلت محركات الطائرة، مما زاد من إضطراب الناس ومن حركتهم .. طاقم الخدمة يتأكد من مساند المقاعد، ومن أحزمة الأمان .. شدّ الحزام لكل فرد على حدة، وأخيرا بدأت الطائرة بالتحرك ببطء، وبدا أن خلية النمل داخلها ستستسلم للأمر المحتوم .. تعالت الدعوات والتهليل والتكبير وآهات الخوف من سقوط الطائرة .. زادت سرعة الطائرة وتوجهت لمدرج الإقلاع .. توقفت قليلا، ثم طغى أزيزها مبحوحا، يخالط الأعصاب ويعشش في الدماغ، وإنطلقت،،،،
إشتغلت محركات الطائرة، مما زاد من إضطراب الناس ومن حركتهم .. طاقم الخدمة يتأكد من مساند المقاعد، ومن أحزمة الأمان .. شدّ الحزام لكل فرد على حدة، وأخيرا بدأت الطائرة بالتحرك ببطء، وبدا أن خلية النمل داخلها ستستسلم للأمر المحتوم .. تعالت الدعوات والتهليل والتكبير وآهات الخوف من سقوط الطائرة .. زادت سرعة الطائرة وتوجهت لمدرج الإقلاع .. توقفت قليلا، ثم طغى أزيزها مبحوحا، يخالط الأعصاب ويعشش في الدماغ، وإنطلقت،،،،
فجأة، وقف أحد الشيوخ، تردد قليلا وهو يبحث عن إتجاه القبلة، إجتهد، و، "الله أكبر" قالها وهو يرفع يديه في الممر .. هبّت إحدى المضيفات كانت قد شدت حزامها بعد ست ساعات من ذرع الممرات، ثم أخرى، ثم ثالثة،
"wait, wait, wait, "
أخيرا بمساعدة بعض الركاب تم حشر الشيخ في مقعده، وتم ربط حزامه بالقوة قبيل أن ترفع الطائرة أنفها تجاه السماء.
إحدى الحاجّات علقت: ـ "لي .. ما إيصلّي ركعتين؟"
أخيرا أصبحنا في الجو وعاد الركاب للممرات وفتح الحقائب والتزاحم عند أبواب الحمامات، كانت هناك مشكلة كبيرة في توزيع الطعام، كنت أراقب مضيفة قادمة تدفع عربة الأكل، ووراءها أربعة أشخاص يطلبون منها أن تفسح لهم للمرور، لم تسعفها كل عبارات الأدب التي تعلمتها، إبتسمت وأشارت إلى عربتها وقسمات وجهها تقول: "ليس باليد حيلة"..
بيني وبينها عقد أحد الحجاج مجلسا علميا وأدبيا مع جاره المقابل، منذ لحظات تعارفا وأدركا أنهما من نفس المنطقة، ثم إكتشفا أن والديهما سبق وإلتقيا، وأن والدتيهما قريبتان يربطهما دم غريب، قادم من جدة أخرى من قبيلة أخرى .. تباحثا وحكيا شعرا، ثم ناقشا حكما فقهيا وأوردا بعض الأنظام الواردة فيه، ثم دخلت العربة بينهما .. المضيفة تشير بأنواع الأشربة للجالس أمامي، راقبته وهو يتفحصها بعد أن مالت إليه لتسمع كلمات كان يحاول إيصالها لها، مع أنه لا يتكلم لغتها، لم يرفع بصره عنها لحظة، عجبت كان كهلا ربما خمسون أو ستون، حسب حديثه، فهو متفقه في الدين، أعجبت بفصاحته عندما كان يحكي الأنظام، لا شك أنه من أسرة علم، فجل ما حكى من إنتاج أسرته، لكن ما لعينيه تحررتا من كل هذا الإرث؟ .. ثم تذكرت أن الموريتانيين بالخصوص، يستثنون من الأخلاق الحسنة للرجل غض البصر عن النساء.
تجاوزت المضيفة، ورجع الحديث، إبتدر الكهل محدثه:-دخلت بيننا هذه المخلوقة!
إنشغلت عن حديثهما بتحليل كلمة "المخلوقة"، ترى لماذا حدّدّ المضيفة بالذات، وجعلها عنوانا رغم وجود العربة والأكل؟ هل ضاق صدره عن إخفاء إعجاب حل به عن محدّثه؟
ثم لماذا إستخدم عبارة "المخلوقة"؟
هل هو نوع من التعبير عن الغموض الذي يكتنف هذه الفتاة التي تتكلم لغة أخرى وتتوفر فقط في مكان خارج المكان؟
أم هو نوع من التصنيف المطلسم في صياغة "مفعولة"؟
أم إنه نوع من المسالمة الخفية والتقرب اللاواعي، حيث إنها مخلوقة ومجبولة على ما هي عليه، وبالتالي فـ "دعوها فإنها مأمورة"؟
ربما كانت تلك التسمية تبرئها مما كانت ستسمى به لو كانت تخدم عربا آخرين في طائرة أخرى، من الخليج مثلا، ربما كانوا سيطلقون عليها "المتبرجة، أو الفاسقة، أو العاهرة...
أسلمتني هواجسي لصوتيهما يبدو أنهما لا يزالان يتحدثان عنها..
قال الأديب:ـ من أحسن ما قيل فيهن قول البعض:
مدت إلي يدها
وما كرهت مدها
والحمد لله على
أن لم تمد خدهـا
لم يخرجني من الحديث الممتع للأديبين إلا أصوات الناس وهم يهمهمون بأن أمرا جللا حصل في مؤخرة الطائرة، ازداد الهرج، خرج الناس من أماكنهم وهم يدوسون الصواني الكثيرة التي ملئوا بها الممرات، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء إنتظار المضيفات لجمعها،
إمتلأت الممرات بالطعام وفضلات الشراب،
أحدهم:- الطائرة سائلة- سائلة؟
كيف سائلة؟
-الماء يملأ الممر قادما من الحمامات!
رأيت إثنين ـربما مهندسين من عمال الطائرةـ يهرولان ويدفعان الناس ليصلا إلى محل الحادثة، لم تعجبني وجوههم وأنا التي وطّنت نفسي على التّأني وتحكيم العقل .. هل بالإمكان أن تطال أيدي "التنظيم المتوحش" أمان هذه الطائرة التي تحوي إحتياطات للأمن والسلامة تتجاوز الكثير من الخيال، هل يمكن أن يفعلها القوم ويحطموا طائرة دفعوا كلما يملكون في الجو وهم يتوجهون إلى رحلة العمر والأحلام، في واقعة ستحطم الأرقام القياسية وتتصدر عناوين الحوادث الغريبة، "الحجاج الموريتانيون يحطمون طائرتهم في الجو"؟
أخيرا رضخ الحجاج لصراخ المنظمين وعبوس الطاقم، بدأت الأخبار تتوارد، إختلفت الروايات، فمن قائل إن الحمامات إنسدت لكثرة ما دسّ فيها من ورق، ولم يبلّغ أحد عن الأمر، وتوبع في إستعمالها حتى سال الماء خارجا في غفلة من المضيفين الذين راحوا للإستراحة بعد توزيع الأكل، ومن قائل إن رجلا شوهد وهو يدخل الحمام وبيده كأس من كؤوس الشراب، بقي وقتا يملأها ويستحم بها، حيث أكدّ شهود عيان أنه خرج ورأسه يتقاطر ماءا وجسمه مبلل!
ومن مرجّح أن البعض رمى أشياء في مقعد الحمام، وتزامن ذلك مع الوضوء على الأرضية..
هدأ الناس بعد أن قدّم لهم المنظم صاحب الصدر المكشوف محاضرة من الصراخ والكلام النابي، ضمّنها أنهم كادوا بتهورهم وبداوتهم أن يسقطوا الطائرة بمن فيها، وأن الحمامات قد أغلقت نهائيا، ولا بول قبل الديار المقدسة..
همد الحجاج ونام بعضهم، حتى إنني ظننت أن مخدرا دسّ لهم في الطعام، ولم تحصل حوادث تذكر حتى وصلنا مطار جدة الدولي، وهناك كانت البداية .. لكنها بداية أخرى.
"wait, wait, wait, "
أخيرا بمساعدة بعض الركاب تم حشر الشيخ في مقعده، وتم ربط حزامه بالقوة قبيل أن ترفع الطائرة أنفها تجاه السماء.
إحدى الحاجّات علقت: ـ "لي .. ما إيصلّي ركعتين؟"
أخيرا أصبحنا في الجو وعاد الركاب للممرات وفتح الحقائب والتزاحم عند أبواب الحمامات، كانت هناك مشكلة كبيرة في توزيع الطعام، كنت أراقب مضيفة قادمة تدفع عربة الأكل، ووراءها أربعة أشخاص يطلبون منها أن تفسح لهم للمرور، لم تسعفها كل عبارات الأدب التي تعلمتها، إبتسمت وأشارت إلى عربتها وقسمات وجهها تقول: "ليس باليد حيلة"..
بيني وبينها عقد أحد الحجاج مجلسا علميا وأدبيا مع جاره المقابل، منذ لحظات تعارفا وأدركا أنهما من نفس المنطقة، ثم إكتشفا أن والديهما سبق وإلتقيا، وأن والدتيهما قريبتان يربطهما دم غريب، قادم من جدة أخرى من قبيلة أخرى .. تباحثا وحكيا شعرا، ثم ناقشا حكما فقهيا وأوردا بعض الأنظام الواردة فيه، ثم دخلت العربة بينهما .. المضيفة تشير بأنواع الأشربة للجالس أمامي، راقبته وهو يتفحصها بعد أن مالت إليه لتسمع كلمات كان يحاول إيصالها لها، مع أنه لا يتكلم لغتها، لم يرفع بصره عنها لحظة، عجبت كان كهلا ربما خمسون أو ستون، حسب حديثه، فهو متفقه في الدين، أعجبت بفصاحته عندما كان يحكي الأنظام، لا شك أنه من أسرة علم، فجل ما حكى من إنتاج أسرته، لكن ما لعينيه تحررتا من كل هذا الإرث؟ .. ثم تذكرت أن الموريتانيين بالخصوص، يستثنون من الأخلاق الحسنة للرجل غض البصر عن النساء.
تجاوزت المضيفة، ورجع الحديث، إبتدر الكهل محدثه:-دخلت بيننا هذه المخلوقة!
إنشغلت عن حديثهما بتحليل كلمة "المخلوقة"، ترى لماذا حدّدّ المضيفة بالذات، وجعلها عنوانا رغم وجود العربة والأكل؟ هل ضاق صدره عن إخفاء إعجاب حل به عن محدّثه؟
ثم لماذا إستخدم عبارة "المخلوقة"؟
هل هو نوع من التعبير عن الغموض الذي يكتنف هذه الفتاة التي تتكلم لغة أخرى وتتوفر فقط في مكان خارج المكان؟
أم هو نوع من التصنيف المطلسم في صياغة "مفعولة"؟
أم إنه نوع من المسالمة الخفية والتقرب اللاواعي، حيث إنها مخلوقة ومجبولة على ما هي عليه، وبالتالي فـ "دعوها فإنها مأمورة"؟
ربما كانت تلك التسمية تبرئها مما كانت ستسمى به لو كانت تخدم عربا آخرين في طائرة أخرى، من الخليج مثلا، ربما كانوا سيطلقون عليها "المتبرجة، أو الفاسقة، أو العاهرة...
أسلمتني هواجسي لصوتيهما يبدو أنهما لا يزالان يتحدثان عنها..
قال الأديب:ـ من أحسن ما قيل فيهن قول البعض:
مدت إلي يدها
وما كرهت مدها
والحمد لله على
أن لم تمد خدهـا
لم يخرجني من الحديث الممتع للأديبين إلا أصوات الناس وهم يهمهمون بأن أمرا جللا حصل في مؤخرة الطائرة، ازداد الهرج، خرج الناس من أماكنهم وهم يدوسون الصواني الكثيرة التي ملئوا بها الممرات، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء إنتظار المضيفات لجمعها،
إمتلأت الممرات بالطعام وفضلات الشراب،
أحدهم:- الطائرة سائلة- سائلة؟
كيف سائلة؟
-الماء يملأ الممر قادما من الحمامات!
رأيت إثنين ـربما مهندسين من عمال الطائرةـ يهرولان ويدفعان الناس ليصلا إلى محل الحادثة، لم تعجبني وجوههم وأنا التي وطّنت نفسي على التّأني وتحكيم العقل .. هل بالإمكان أن تطال أيدي "التنظيم المتوحش" أمان هذه الطائرة التي تحوي إحتياطات للأمن والسلامة تتجاوز الكثير من الخيال، هل يمكن أن يفعلها القوم ويحطموا طائرة دفعوا كلما يملكون في الجو وهم يتوجهون إلى رحلة العمر والأحلام، في واقعة ستحطم الأرقام القياسية وتتصدر عناوين الحوادث الغريبة، "الحجاج الموريتانيون يحطمون طائرتهم في الجو"؟
أخيرا رضخ الحجاج لصراخ المنظمين وعبوس الطاقم، بدأت الأخبار تتوارد، إختلفت الروايات، فمن قائل إن الحمامات إنسدت لكثرة ما دسّ فيها من ورق، ولم يبلّغ أحد عن الأمر، وتوبع في إستعمالها حتى سال الماء خارجا في غفلة من المضيفين الذين راحوا للإستراحة بعد توزيع الأكل، ومن قائل إن رجلا شوهد وهو يدخل الحمام وبيده كأس من كؤوس الشراب، بقي وقتا يملأها ويستحم بها، حيث أكدّ شهود عيان أنه خرج ورأسه يتقاطر ماءا وجسمه مبلل!
ومن مرجّح أن البعض رمى أشياء في مقعد الحمام، وتزامن ذلك مع الوضوء على الأرضية..
هدأ الناس بعد أن قدّم لهم المنظم صاحب الصدر المكشوف محاضرة من الصراخ والكلام النابي، ضمّنها أنهم كادوا بتهورهم وبداوتهم أن يسقطوا الطائرة بمن فيها، وأن الحمامات قد أغلقت نهائيا، ولا بول قبل الديار المقدسة..
همد الحجاج ونام بعضهم، حتى إنني ظننت أن مخدرا دسّ لهم في الطعام، ولم تحصل حوادث تذكر حتى وصلنا مطار جدة الدولي، وهناك كانت البداية .. لكنها بداية أخرى.
منت الناس
mederdratoday@gmail.com
هناك 28 تعليقًا:
إلى متى ونحن نركب الطائرات كما نركب سيارات الأجرة أو الحمير؟
إلى متى ونحن متهمون بالهمجية والجهل المدني والثقافي العصري؟
إلى متى ونحن غير آبهين إلا بأنفسنا دون اعتبار لمن حولنا أو أصلنا أومن نمثل ؟
إلى متى ونحن نتعلم شيئا ولا نعمل به؟
إلى متى......؟
إلى متى؟؟؟؟؟؟؟
إلى أين نحن ذاهبون؟
ماذا سيكون مصيرنا؟
ماذا علمتنا الأيام والليالي والأحداث؟أود قراءة الحلقات القادمة لبنت الناس في هذا الموضوع الشيق فجزاها الله خيرا وأرجو ان لا تبخل علينا بالمزيد
طريف ...
منت الناس، منت أي الناس ؟
مستوى أدبي رفيع
ذكرت مصادر مرافقة لحجاج بيت الله الحرام من الموريتانيين، أنهم يواجهون منذ وصولهم إلى الديار المقدسة، الكثير من المشاكل، بسبب ما وصفوه بسوء المعاملة من طرف القنصلية هناك.
وأبسط مثال على ذلك ـ
يقول المصدرـ هو عدم حصولهم على التموين الغذائي، الذي كان من المفروض أن توفره القنصلية كالمعتاد، وهو إلتزام يستفيد منه تلقائيا كل من تمكّن من الحج، على حساب الدولة الموريتانية.
البداوة مشكلة
أجد دائما حرجا كبيرا في السفر مع موريتانيين خاصة التيفاية والنساء لمسلكياتهم المتخلفة واللامدنية والمشوهة لصورة البلد....
انها عادة من عادات الموريتانيين، وحتي المثقفين والدبلوماسيين،
اذكر انني كنت مستعدا مرة للصعود في طائرة متوجهة الي انواكشوط من احدي الدول العربية وكان سفيرنا في تلك الدولة من بين المسافرين مع زوجته وبعض افراد اسرته وبعد ان صعدنا في الطائرة طال انتظارنا واستيطانا الاقلاع واخيرا علمنا ان التاخر عائد الي ان قائد الطائرة احتج علي حمل بعض الامتعة التابعة للسفير مما ادي الي ملاسنة بينهما وتدخل رجال الامن لتهدئة الوضع لكن قائد الطائرة اكد انه لن يقودها اذا جعل فيها هذا النوع من الامتعة والذي يتمثل في حصيرة كبيرة من امركبه يبدو ان السفير كان قد جاء بها الي هناك في طائرة ويصر علي الرجوع بها كذلك ....
تهكم بنا احد عمال المطار في احدي الدول المجاورة مرة حيث كانت صفوف المسافرين كثيرة ومنتظمة باستثناء صف الموريتانيين فقد كان به تدافع وملاسنات حادة فخاطبنا العامل قائلا: مابكم هؤلاء ذاهبون الي لندن وهادؤون منتظمون وانتم تتقاتلون علي الذهاب الي انواكشوط إ
الحل هو بالمراجعة الذاتية والإحتكاك بالشعوب المتمدنة .. والإسترار والتركم الحضاري .. المشكلة أن بعضنا لا يعي حالة التخلف واللامدنية التي هو مصاب بها ..
مقال أدبي وطريف وحبذا لو أن صاحبه (!!!!) أرسله إلى أحد ى الجرائد الألكترونية التي تتصفحها مختلف الشرائح من المجتمع المورتاني بمختلف جهاته وهذا ليس من باب الجهوية وإنما فقط من وجهة نظري الخاصة أرى أن معظم قراء هذا الموقع هم من منطقة المذرذرة المعروفة بتحضر وتمدن ولباقة أهلها وهو مايعيبه الآخرون علينا في الكثير من الأحيان قائلين بأننا منغلقين على أنفسنا وأننا نسخر من تصرفات الآ خرين معتبرين أنها ليست في محلها أو طائشه وهذا فعلا هو الذي دفع كاتب المقال إلى كتابته لأنه لاحظ أن تصرفات بعض المسافرين ليست "عادية".
لا اوافق ول امسيكه في قوله بتمدن اهل المذرذرة فالتعميم لايمكن ان يصدق ايا كان واين كان فكان ول امسيكه لم يسافر مرة مع بعض سكان المدينة في الطائرة او حتي في سيارات النقل من الكراج او كانه لم يات الي البطوار او مكان يستدعي تجمعات ويتطلب النظام
7at ezweyne
"توحشت" ادبا نسائيا وانا التى ارهقنى الرجال بكلامهم وبنقاشاتهم السياسية وبعصبيتهم وارتفاع اصواتهم التى يريد كل واحد منهم ان ينتصر من خلال علوها واستمتعت وانا اقرا حالة اعرفها واعرفها واعرفها لكن ذلك لم يجعلنى امل هذه السطور لان الراوى كان مختلفا عما مللته من الاصوات الخشنة وهذا لاعلاقة له بما يمكن ان يفكر به البعض من شذوذ التفكير لكننى فقط احتجت الى قسط من الهدوء والقراءة بروية لعبارات بسيطة لكنها تصل لتستقر فى عقول وقلوب القراء ليتذكرونها وقت السفر.
من ساكنة العمارة
مرسى بنت الناس
أدب رفيع وحس مرهف ..
ممتع صراحة..
ردا علي ول امسيكه: اشكره اولا علي الرد الممتاز واللغة الفرنسية الجيدة والتي لا املك المستوي اللغوي الكافي للرد عليها بمثلها ولكن ذلك لايمنعني ان اطلب منه ان يكتب تعليقاته باللغة العربية حتي ولو كانت لوحة المفاتيح لا تساعده علي ذلك فليبذل مجهودا من اجل قراءه فالموقع عربي.
انا ايضا لست اجنبيا علي المذرذرة وربما سافرت مع اغلب او كل السائقين المذكورين في رده ولا احب ذكر الاسماء
فقط اردت ان اقول ان التعميم قل ما يكون صحيحا من الناحية الرياضية اما اذا تعلق الامر بالنسب المائوية فان ذلك يحتاج الي دراسات احصائية دقيقة شاملة او جزئية اعتمادا علي عينات يتم اخذها بدقة ووفق معايير مدروسة.
وخلاصة القول اننا جميعا نحب المذرذرة ونتمني ان تكون مثالا في كل الايجابيات دون ان ننسى ان شكر اجواد عيب اخري
10 من حجاجنا عالقون منذ البارحة بمطار الدار البيضاء، بعد أن أقلّتهم الخطوط الجوية المغربية.
ويقول متحدّث بإسم وكالة "الرضا" -التي تولّت قطع تذاكرهم وإجراءات حجزهم- أن الوكالة تشكو من معاملة الخطوط الجوية المغربية السيئة لهؤلاء الحجاج .. إذ إتّضح أن بطاقات ركوبهم تم بيعها لأشخاص سافروا علي متن الخطوط التركية، وبقي زبناؤنا يعانون في مطار البيضاء، لايمكنهم دخول المغرب بسبب عدم توفرهم على التأشرة، ولم تترك لهم أماكنهم ليكملوا الرحلة، بالرغم من وجود أطفال بينهم.
أود إضافة تعليق على ما كتبته ساكنة العمارة أو مرسي بنت الناس والتي تشكو من الرجال مما يجعلني أتساءل هل هي من أهل المذرذة أم من مدينة أخرى بعيدة عن المذرذرة؟ فإذا كانت تعيش في المذرذرة فلعلها قدمت من مدينة أخرى بعيدة عن الصنكة أو لربما كان من يسكن معها من الرجال قادمون من مدينة أخرى بعيدة من الصنكةوالله أعلم.
خلّي عنّك ساكنة العمارة وخلّي عنّك ساكن العمارة
مفال طريف مع سرد قصصي سلس بعيد عن التكلف الأدبي الزائد......شكرا سيدتي.
شكا عدد من الحجاج الموريتانيين مما وصفوه بالأوضاع المأساوية التي تواجههم في مكة المكرمة، والتي تجاوزت أزمة السكن .. حيث لايزال العشرات من الموريتانيين لحد الآن مكدّسين أمام العمارات التي تقرر نقلهم إليها، بعيدا عن الحرم.
وتقول مصادر الحجاج، إن كل العمارات التي نقل إليها حجاج الدولة الموريتانية، تقع في أماكن بعيدة من المسجد الحرام، فيما يقع بعضها في أحياء سكنية داخلية، بعيدا عن أي شارع رئيسي.
ويواجه الحجاج أزمة في التعرف على الغرف المخصصة لهم، حيث لايزال العشرات منهم مرابطين في الشوارع.
إلى ذلك شكا الحجاج الموريتانيون من ضياع أمتعهم، بعد رحلة وصفوها بالشاقة، بين المدينة المنورة ومكة المكرمة.
منت الناس إنتي فم ؟
مقال طريف يعكس بطريقة ممتازة واقع الحجاج الموريتانيين لكنه انتهي عند اول وقفة للحجاج في جدة وبقي التفويج ونظام الركاب والسكن الجماعي لحجيج وما يترتب عليه من فوضي
وايام مني وما يحدث فيها من خروقات لاية "الحج اشهر معلومات فمن رفض فيهن الحج...." ولم تحثنا عن الامتعة وامراجن كسكس ومار التي تباع من طرف مورياتنيات هناك وتاجرات البلايات وكيسان اتاي والمحرمية التي تباع في الوكالات باسعار تصل في موسم الحج الي 100000 احيانا وتجارة الملاحف واتعاطي لخبار الذي يبدا بعد منتصف الليل بين الحجاج الرسميين والموريتانيين المقيمين هناك الذين يلتحقون باخوانهم فور وصولهم المدينة ليشدو علي عضد اخوتهم في عدم النظام ويشجعونهم علي مزيد من الفوضي والتاجرات الاتي يسافرن يوميا الي جدة من مكة ويدخلن مكة في الليل دون احرام ويبررن ذالك بانهن بمثابة الحطاب الذي لديه رخصة
لن انسي طبعا المتخلفين والمتخلفات منعمرة رمضان منتظرين الحج والمستفيدين من عدم تفتيش المطاوعة لللباس السود
ارجو ان تكون لمنت سلسلة مقالات عن ايامها في الحج
أسكي يمّي مانك إحبيله
اهنئكي على طريقة الكتابة الجميلة وفعلا هذا مشهد من مشاهد التخلف لدى الموريتانيين الكثيرة
أفادت المعلومات الواردة من الديار المقدسة لصحيفة "البداية"، أن الفوج الثاني من حجاجنا الميامين، الذين كان يستعد لمغادرة المدينة المنورة قبل قليل، تعطلت مغادرته، بسبب إكتشاف الأمن السعودي وجود قنينة غاز في أمتعة أحد الحجاج الموريتانيين، وهو ما أدى للبدء في تفتيش الأمتعة، للتعرف على صاحب المتاع، الذي توجد القنينة بداخله، هذا في وقت يتوقع أن يغادر الفوج الأول جدة بعد لحظات.
مقال رائع يجعل الشخص كأنه حاضر مأساة سفرنا في الطائرات
إرسال تعليق