محاولة لرسم أبعاد المفهوم
(2)
إستدمين، قول مفهوم، حتى بعد الترجمة، مع ما فقده الكلام من دلالته بسببها، فيحكي أن أحد الضباط الفرنسين، كان يمثّل الإدارة الفرنسية أيام الإستعمار في دائرة المذرذرة، وكان متميّزا في سوء معاملة الناس، ثم حوّل إلى "إندر"، وذات يوم، كان في طريقه إلى مكتبه، ومعه ترجمانه، فلقي في الشارع رجالا من أولاد ديمان، كانوا عرفوه في المذرذرة وعرفهم فيها، فسلّم عليهم وسألهم في شبه ملاطفة على لسان ترجمانه: "شمّاسيا المذرذرة أمع الحمّان ؟"، فقالوا له: "بردت أوراكم" .. ولم يتشبّث بمدلول العبارة الذي يتعلق بحالة الجو، بل تجاوزه إلى مدلوله الآخر، وكان له أثر في نفسه.
وأما كون جانبه الفعلي يحمل بعض مظاهر الهزيمة، كالحلم والصبر مثلا، فمردود بكون الحلم والصبر خلقين محمودين شرعا وطبعا، ولا يصح تعليلهما بالهزيمة لأنهما يتخلّفان عنها وتتخلف عنهما وليس هذا من شأن العلّة، فقد يوجدان دونها، وقد توجد الهزيمة وتورث المهزوم عصبية زائدة وحدة مفرطة كما يشهد له العيان.
وإذا تمهّد أن إستدمين سلوك في الأقوال والأفعال، فلا يمكن تجاهل أثر النسب والمحيط والبيئة، في ترسيخ هذا السلوك وإشاعته في جهة معينة أو مجتمع معيّن بمقتضى العدوى الإجتماعية، وهذا حكم أغلبي، قد يتخلف .. فقد يوجد بين المجتمع المستدمن من ليس مستدمنا، وقد يوجد إستدمين في غير بئته المعهودة.
أتذكّر أنني سمعت في القسم العربي من إذاعة لندن، أن أسرة فرنسية في الريف الفرنسي ذهبت إلى الأصطبل "محل بيع الخيول" لتشتري جوادا، فتلقاهم بعض أصحاب الإصطبل بجواد، وأطراه كثيرا، ومن جملة ما قال في إطرائه مخاطبا الوالد، لو ركبته من هنا الآن، لأتيت إلى باريس قبل حلول الليل، فتجاوزه من غير تعليق، فسأله أهله، لماذا لم يشتريه .. فأجابهم بأنه لا يريد أن يأتي إلى بريس قبل حلول الليل، وهذا أشبه شيء لإعراض أولاد ديمان، الذي يحمل في طيّاته تحفظا على ما قد يقع من إطراء ومبالغة وتهويل ومزايدة.
ومن هذا المنطلق، فإن إستدمين يختلف من شخص لآخر، كإختلاف الطباع، والمستوى العقلي، حسب القسمة الأزلية، فقد يكون شخص مستدمنا مثلا، ويكون إبنه غير مستدمن، وقد يقع العكس، وباب إستدمين مفتوح، يدخل منه كل من أراد أن يكون مستدمنا، ويخرج منه كل من أراد أن يكون غير مستدمن.
ولإستدمين مرادفات، بإعتبارات مختلفة، يطلق عليه إعتبار النضج الإجتماعي "الطيب"، وبإعتبار المكان "إتكيدي" وبإعتبار المناخ الطبيعي "طبع أهل أيروار"، وقد يسمّى بعض الناس-ممن عرفه عن بعد- جانبه القولي "إفليّح أولاد ديمان ".
وأما كون جانبه الفعلي يحمل بعض مظاهر الهزيمة، كالحلم والصبر مثلا، فمردود بكون الحلم والصبر خلقين محمودين شرعا وطبعا، ولا يصح تعليلهما بالهزيمة لأنهما يتخلّفان عنها وتتخلف عنهما وليس هذا من شأن العلّة، فقد يوجدان دونها، وقد توجد الهزيمة وتورث المهزوم عصبية زائدة وحدة مفرطة كما يشهد له العيان.
وإذا تمهّد أن إستدمين سلوك في الأقوال والأفعال، فلا يمكن تجاهل أثر النسب والمحيط والبيئة، في ترسيخ هذا السلوك وإشاعته في جهة معينة أو مجتمع معيّن بمقتضى العدوى الإجتماعية، وهذا حكم أغلبي، قد يتخلف .. فقد يوجد بين المجتمع المستدمن من ليس مستدمنا، وقد يوجد إستدمين في غير بئته المعهودة.
أتذكّر أنني سمعت في القسم العربي من إذاعة لندن، أن أسرة فرنسية في الريف الفرنسي ذهبت إلى الأصطبل "محل بيع الخيول" لتشتري جوادا، فتلقاهم بعض أصحاب الإصطبل بجواد، وأطراه كثيرا، ومن جملة ما قال في إطرائه مخاطبا الوالد، لو ركبته من هنا الآن، لأتيت إلى باريس قبل حلول الليل، فتجاوزه من غير تعليق، فسأله أهله، لماذا لم يشتريه .. فأجابهم بأنه لا يريد أن يأتي إلى بريس قبل حلول الليل، وهذا أشبه شيء لإعراض أولاد ديمان، الذي يحمل في طيّاته تحفظا على ما قد يقع من إطراء ومبالغة وتهويل ومزايدة.
ومن هذا المنطلق، فإن إستدمين يختلف من شخص لآخر، كإختلاف الطباع، والمستوى العقلي، حسب القسمة الأزلية، فقد يكون شخص مستدمنا مثلا، ويكون إبنه غير مستدمن، وقد يقع العكس، وباب إستدمين مفتوح، يدخل منه كل من أراد أن يكون مستدمنا، ويخرج منه كل من أراد أن يكون غير مستدمن.
ولإستدمين مرادفات، بإعتبارات مختلفة، يطلق عليه إعتبار النضج الإجتماعي "الطيب"، وبإعتبار المكان "إتكيدي" وبإعتبار المناخ الطبيعي "طبع أهل أيروار"، وقد يسمّى بعض الناس-ممن عرفه عن بعد- جانبه القولي "إفليّح أولاد ديمان ".
كاتب يكتم إسمه