السبت، 20 فبراير 2010

ظاهرة إستدمين
محاولة لرسم أبعاد المفهوم
(1)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه

إستدمين، ظاهرة إجتماعية، تقوم على أسس من الظرافة وعمق التفكير والطرافة، ومكارم الأخلاق .. من صبر وأثارة وضن للنفس، وحلم وتؤدة وإجتناب لما يستثقل عند أصحاب الذوق السليم -وما أكثره- وبهذا يتضح أنها لا تقتصر على التعبير، بل ربما كانت أكثر تجلي في الأفعال والتروك، خلافا لما يتصوره البعض، وهو تطور وإستمرار لظاهرة "إتشمش" وفرع منها، ومن شأن الفرع أن يكون فيه ما في الأصل وزيادة عليه، و"إتشمش" وإن كان بدأ يتوارى بحجاب الزمن عن الذاكرة الإجتماعية، كان مبنيا على أسس من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهدي الصحابة والتابعين رضي الله تعالى عنهم، كما يرشد إليه ميثاق "تشمشه" الواقع على مضامين قوله تعالى "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" إلى آخر سورة الفرقان.

ولعل هذا يساعد في حل إشكالية تاريخ بروز هذه الظاهرة إلى الوجود، وإحتمال كونه من نتائج "شر ببّ" فما كان منه من باب الأقوال يكون المراد منه التعمية، وما كان منه من باب الأفعال، كالحلم والصبر مثلا، فهو من مظاهر الهزيمة مردود من وجوه.
أما من الناحية التاريخية، فإن سيد الفالّي بن محنض بن ديمان، الذي توفي قطعا قبل الحرب، كان قاضيا لتشمشه بإجماع منها، ولم تقع في حياته مرافعة بإستثناء حالتين أوقع صلحا فيهما بين أصحابهما ليلا خارج "لفريك"، وهذا يدل على الإبتعاد عن التشاح في متاع الدنيا والتستّر بالمرافعة بعد اللجوء إليها، بإعتبار أنها تخدش السلوك السائد، وكل ذلك "مشمش " و"مستدمن"، والفالي بن باب احمد بن يعقوب بن ديمان، حكيم الزوايا، ورائد إستدمين، وصاحب الكلمات الباقية، والحكم الخالدة .. عاصر الحرب.

وأما كونه في جانبه القوي، تقصد منه تعمية الكلام على الخصم، ومردّه أن إستدمين القولي مفهوم عند من يفهم مقاصد الكلام غالبا، بأي لغة كان، وما يتوفر في "الحسانية" من الآليات اللغوية، بحكم كونها فرعا من اللغة العربية، ذات الخصائص البلاغية، من تورية، وإستعارة، وتشبيه، ومشاكلة، وتصحيف مقصود، مما يخدم إستدمين القولي، لا يكاد يوجد في غيرها.

وقد وجد "إستدمين" بنوعيه، عند حسان، خاصة في بيوتات الإمارة، من أولاد أحمد بن دمان، حيث تسمو الأخلاق، ويرجح العقل، فيحكى أن بعضهم كان له إبن سيد، ولقيّه من أعجب بسيادته، فسأل عنه والده ليتعرّف عليه، وهو لا يعرف أنه والده، فأجابه بأنه لم يتعرّف على شباب أولاد أحمد بن دمان، فلو لم يكن "مستدمن" لقال له "هذا الطفل أولدن، أوخايف من العين و...." وبذلك يكون خارقا لدستور"إستدمين" الذي يحظر تفخيم الشخص لنفسه، وأهله، وولده، وعلمه، وماله، قال بعض من تعرّض لنظم هذا الدستور:

ذي وأنت في تفخيم دينك ملوم
والصهر والمال وجسم وعلوم
وأنت في تفخيم نفسك ملوم
والأهل والمال ونجل وعلوم
------------
كاتب يكتم إسمه
-----------
mederdratoday@gmail.com

هناك 27 تعليقًا:

  1. كصارة من اهل التاكلاتلت جاحد اسمها21 فبراير, 2010

    برا يكتم اسم دشرته زادهو ال عاد هام الديمين
    يكان دا اعود بمعناه
    ام كاتب من اهل التاكلالت يشكر الديمين
    وسيد الفال رحمه الله ماه مديمن

    ردحذف
  2. غير معرف21 فبراير, 2010

    الكاتب ليس مستدمنا والدليل على ذالك ودليل ذالك الاطراء الذي قام به في مدح الظاهرة.
    ومادام هو غير مستدمن فلايمكن انقبل كلامه حول استدين

    ردحذف
  3. غير معرف21 فبراير, 2010

    بسم الله

    طرح سليم يحتاج إلى تفصيل حذر حتى يبقى في إطار استدمين.

    وأحسنت إذ لم تقل الديمين.

    قارئ للمذرذرةاليوم

    ردحذف
  4. المذرذرة اليوم21 فبراير, 2010

    تعتذر المذرذرة اليوم للكاتب وللقرّاء عن الإشارة إلى قرية الكاتب الذي أعدّالورقة التي ستنشر على حوالي 5 حلقات والذي أصرّ على عدم كتابة إسمه أو الإشارة إليه .. وهو ما يتنافى مع قواعد النشر في المذرذرة اليوم .. ودفعنا على الأقل للإشارة لقريته.

    ردحذف
  5. غير معرف21 فبراير, 2010

    تحليل عميق وننتظر بقية الحلقات

    ردحذف
  6. البحوث الجادة تتجاوز الإعتباات الذاتية وتؤكد علاقة إستدمين بحرب شر ببّه

    ردحذف
  7. إستدمين ضعف عقلاني وناضج ومحترم

    ردحذف
  8. ما تيت انكد انكول آن منهو21 فبراير, 2010

    احذروا فاستدمين من أهم العوامل التى تؤدي للأمراض النفسانية (الصكيع , ايريدين , الحموضة , الجذب ....)
    فالصراحة راحة

    ردحذف
  9. ولد امسيكه21 فبراير, 2010

    ننتظر البقيه لنخرج بخلاصة عن مستوى جدية المقال ودرجة انحيازصاحبه ومدى الحياد فى تحليله للظاهرة

    ردحذف
  10. موضوع مهم وننتظر بقية الحلقات وسنثريه بالنقاش الجاد بإذن الله

    ردحذف
  11. غير معرف22 فبراير, 2010

    اولا الحياء من الايمان وقد سبق الديمين
    ثانيا ثصة راجل اولاد احمد من دامان عادية في المجتمع الموريتاني القديم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وقد سبقت الديمين
    ثالثا اعتقد ان الديمين كمنظومة اخلافية وكدستور التزمت به الاجيال لفترة طويلة قد سبق شربب وكنت اود ان تخلو الدراسة من الاطراء ةان يضرب المثل بشخصية غير سيد الفالي رحمه الله واعتراضي ليس لعلي شخصيته هو لاسمح الله ولكن لانه والد الكاتب او الكاتبة وهو ما يتناقض مع الديمين

    ردحذف
  12. يوجد خلاف كبير في تحديد مفهوم استدمين تماما كما يختلف الكثيرون في تحديد العديد من المفاهيم كمفهوم حرية التعبير ومفهوم الارهاب وغير ذلك فالامر اذن يتطلب اقامة منتديات عامة للحوار والتشتور لنحدد ما هو مفهوم استدمين هل هو الغموض وعدم الوضوح ام هو الورع ام هو حسن الخلق ام الخبرة في اللغة ام هو ام هو’؟ وهل هو قبيلة ام عادات وتقاليد لا تتعلق بقبيلة بعينها هل هو ايجابي اوسلبي ام يأخذ منه ويرد ؟
    علي كل حال في انتظار ايام المنتديات العامة لتحديد مفهوم استدمين لا شك ستبقي هنالك فئات تدعيه بمفهومها الخاص وهي في راي البعض غير ذلك وتبقي كذلك فئات ضحية تفسيرات خاطئة من طرف آخرين.

    ردحذف
  13. ابوبكر ولد اباه22 فبراير, 2010

    ظاهرة مميز لأهل المنطقة،و أعتقد أنها شوهت أهل المنطقة و ألصقت بهم صفت عدم الوضوح و الثقل,
    شكرا للكاتب و أعتقد أنه خير من يتكلم عن الموضوع و أشكر المذرذرة علي الإشارة الذكية إلي المدينة

    ردحذف
  14. غير معرف22 فبراير, 2010

    quelles sont les vraies tibues de ewlad deymne :idabhoum .edewdan yokoub .ewlad boumeija.etc

    ردحذف
  15. غير معرف22 فبراير, 2010

    ظاهرة استدمين لم تكن وليدة لحرب شربب بل كانت معروفة في أيام الولي الامام ناصر الدين وقبل ذلك ومن راجع شيم الزوايا وأمر الولي ناصر الدين يتضج له ذلك
    أعني استدمين بمعنناه الأصلي عند أسلاف تشمش

    ردحذف
  16. غير معرف23 فبراير, 2010

    المقال مديمن لكنه غير مستدمن، الدليل أبيات الرجز غير ..... وهمز الوصل المكتوبة، وبالمناسبة فهمزة استدمين لا يمكن أن تكون إلا همزة وكذلك همزة الاسم المكتوم

    ردحذف
  17. غير معرف23 فبراير, 2010

    الكاتب
    محمد فال ولد عبد اللطيف

    ردحذف
  18. حامد ولد الفالل23 فبراير, 2010

    الديمين لغة العقلاء والعقلاء في بني ديمان وغيرهم.

    ردحذف
  19. غير معرف23 فبراير, 2010

    هناك دراسات كثيرة ومقالات ومقابلات وأنظا... عملت حول الديمين ومع ذلك ما يزال الديمين ظاهرة مستعصية على الفهم والتحليل ومما قيل في الديمين من الشعر قول الشاعر الكبير المختار ولد محمدا:
    هو الديمين مفهوم ثقافي
    وطبع طعمه مثل السلاف
    واخطا فهمه من صوروه
    سلوكا للتعقد لا ينافي
    وضيق واسعا من حاصروه
    بقيد العرف فهو له مناف... الى اخر القصيدة،

    ردحذف
  20. ذالكال كامل مستدمن ؤنتظرو ذالجاي

    ردحذف
  21. ذالكال كامل مستدمن ؤنتظرو ذالجاي

    ردحذف
  22. نرجو من غير المعرف ان يكمل لنا ابيات الشاعر المختار ول محمدا وشكرا مسبقا

    ردحذف
  23. غير معرف24 فبراير, 2010

    dhe ma9al wein 7ete z 7eg kamel z nekhteir ne3ref احمدmen ey ezlad deyman ASB



    Leghba

    ردحذف
  24. استدمين أو الديمين نسبة إلى ديمان الكبير وهو مهنض أمغر الجد الجامع لبني ديمان كانت والدته تدعوه ب يديمان أي جد الناس بالبربرية الصنهاجية.
    تكنيه بذلك اللقب ولعل ذلك (استدمينا) منها

    ردحذف
  25. غير معرف24 فبراير, 2010

    ذلواحلين فيه الا الفيافي استدمين شنهو الناس جاست القمر وانتوم مزلت اتلودو لستدمين ذ ماهي طبيعة اراهيالكم اراني املي الا من اهل الهيه ءلكان فيه خير انعود الا اجبرت

    ردحذف
  26. غير معرف24 فبراير, 2010

    لا أعتقد أن الكاتب ما ذكره أحدهم، فأسلوب الكاتب المذكور أكثر رصانة وتمرسا وتماسكا من أسلوب صاحب المقال الذي يتحلى مع ذلك بشجاعة فهو يتعرض لأكثر المفاهيم إثارة للنقاش، مفهوم يمثل مبعثا للاعتزاز عند بعض مدعيه، وعقدة نقص عند بعض ممارسيه، ومحل غبطة لدى من لا يفهمونه. بشكل عام استدمين آلية من آليات التعبير، ومستوى من مستويات استخدام اللغة لا يسمو إليها أي أحد ويجب عدم استعمالها في غير مجالها، وإلا فقد كل دلالته وأصبح أشبه ما يكون بالإسفاف. لا معنى للتساؤل عن علاقته بحرب شر بب، فالحروب لا تؤدي بأي شكل إلى نخبوية الخطاب. السؤال الذي يجب أن يطرح لا يزال بنو ديمان ينظرون باستعلاء لغيرهم رغم أن ظاهرة استدمين شملت الجميع خاصة بالنزوح من الفركان ودقرطة التعليم
    المستدمن

    ردحذف
  27. غير معرف29 مارس, 2010

    مبادئ بني ديمان

    الحگ ماينگالْ و الكذب احرام
    مالاهي يخْسرْ شِ ويلا اخسرْشِ ما اخْسرْ ش
    إلِّ گالْ إل فاخلاگ ما يبگ فأخلاگُ ش
    لمرو تعگب الصبر

    ردحذف