الدائرة الصحية بالمذرذرة
تعددت الأسباب والموت واحد
نصف قرن أويزيد، مرت على تأسيس المركز الصحي في مقاطعة المذرذرة، بغرفه الثلاث، وأبنيته المهترئة، وطواقمه الناقصة، وأجهزته المعدومة.. نصف قرن والمركز الصحي بمقاطعة المذرذرة يسير بإتجاه عكسي نحو الهاوية، وكما أنتهت صلاحية أدويته وعدته القليلة، فإن صلاحيته من حيث الأبنية والمعدات تكاد هي الأخرى أن تنتهي، يقول أحدهم.
جولة قصيرة في أروقة المركز تظهر حجم المأساة التي حلت به، والتي حولته إلى بناية مهجورة لاأحد يثق فيها .. عماله، المتعانون معه، زواره .. اللهم إلا قلة قليلة تقطعت بها السبل، ولم تجد ملجأ تلجأ إليه إلا ذاك المركز، علّها تستفيد من تجربته الرائدة في ممارسة الموت الرحيم، التي لم يعد يحسن سواها.
عدة طلبات قدمت لنا لنجري تحقيقا شاملا عن الدائرة الصحية بمقاطعة المذرذرة .. قطعنا الشك باليقين، وإستجبنا لها، لنبدأ رحلة البحث داخل تلك الدائرة .. نسأل .. نتقصى الحقائق بالأرقام والمشاهدات، وإن كان كل شيء داخله يتحدث بوضوح عن حجم المأساة التي يعيشها الوضع الصحي في مقاطعة المذرذرة، و التى تجعله بحاجة ماسة إلي دخول غرفة الإنعاش بحالة مستعجلة علّها تنقذ ماتبقي منه.
حقائق وأرقام
على مجموع سكان يبلغ 35,076 نسمة منهم 16,738 رجلا و 18,338 إمرأة، تقدم الدائرة الصحية في مقاطعة المذرذرة خدماتها، عبر مركز صحي وحيد في المذرذرة، بالإضافة إلي تسع نقاط صحية، موزعة على النحو اللآتى: ــ نقطة تكند الصحية ــ نقطة النمجاط الصحية ــ نقطة المبروك الصحية ـــــ نقطة المشكور الصحية ــ نقطة ابيرالتورس الصحية ــ نقطة أيشاي الصحية ــ نقطة التاكلالت الصحية ــ نقطة المبروك2 الصحية ـ نقطة التوفيق الصحية.
وحسب تقرير عن الحالة العامة للدائرة الصحية بمقاطعة المذرذرة -حصلنا علي نسخة منه- موجه إلى وزير الصحة والشؤون الإجتماعية، فإن البناية الصحية التي تم تشييدها في الخمسينيات من القرن الماضي بالمذرذرة، بناية عتيقة لم يسبق لها أن إستفادت من أي ترميم، وقد تضررت بشكل أساسي ( تشققات في الجدران، وثقوب في السقوف) .
حقائق وأرقام
على مجموع سكان يبلغ 35,076 نسمة منهم 16,738 رجلا و 18,338 إمرأة، تقدم الدائرة الصحية في مقاطعة المذرذرة خدماتها، عبر مركز صحي وحيد في المذرذرة، بالإضافة إلي تسع نقاط صحية، موزعة على النحو اللآتى: ــ نقطة تكند الصحية ــ نقطة النمجاط الصحية ــ نقطة المبروك الصحية ـــــ نقطة المشكور الصحية ــ نقطة ابيرالتورس الصحية ــ نقطة أيشاي الصحية ــ نقطة التاكلالت الصحية ــ نقطة المبروك2 الصحية ـ نقطة التوفيق الصحية.
وحسب تقرير عن الحالة العامة للدائرة الصحية بمقاطعة المذرذرة -حصلنا علي نسخة منه- موجه إلى وزير الصحة والشؤون الإجتماعية، فإن البناية الصحية التي تم تشييدها في الخمسينيات من القرن الماضي بالمذرذرة، بناية عتيقة لم يسبق لها أن إستفادت من أي ترميم، وقد تضررت بشكل أساسي ( تشققات في الجدران، وثقوب في السقوف) .
وتتكون تلك البناية من 12 غرفة، 4 مغطاة بالإسمنت المسلح و 8 بالصفيح، ضف إلى ذلك مايعانيه هذا المركز من نقص حاد في الوسائل والتجهيزات الضرورية، حيث تنعدم أبسط مقومات الكشف الطبي السليم، مع غياب سيارة إسعاف فى المقاطعة بأكملها، إذ لا تملك الدائرة الصحية سوى سيارة واحدة صغيرة من نوع "نيسان"، لا يمكن الإستفادة منها، وهو ما فرض على المواطنين الإعتماد على مجهوداتهم الذاتية المتواضعة في نقل مرضاهم خارج المقاطعة.
ولا تبدو الوضعية أكثر إشراقا فى باقي النقاط الصحية التابعة لبلديات المقاطعة، حيث يعتبر التقرير المذكور أن النقطتان الصحيتان الموجودتان في كل من " تكند" و "التوفيق" بحاجة ماسة إلى ترميم بناياتها، كما أن النقطتان الصحيتان الموجودتان في كل من "التاكلالت" و" النمجاط" بحاجة إلى التجهيزات الطبية والأثاث اللازم.
ويؤكد التقرير الموجه إلى وزير الصحة، الحاجة الماسة إلى الطاقم الطبي المناسب، إذ لا يوجد ممرض دولة في كل من " تكند " و" المبروك2 " و" التاكلالت " رغم كونها نقاط صحية هامة، تستقبل عشرات المواطنين، وقل نفس الشيء بالنسبة لنقطة "التوفيق" الصحية، والتي تحتاج زيادة على ذلك إلى ممرضة لتغطية النشاطات الصحية الخاصة بالأمومة والطفولة.
المواطنون .. الثقة في المركز الصحي معدومة :
المواطنون في مقاطعة المذرذرة لا يخفون إستياءهم وإشمئزازهم من الوضعية السيئة التي يوجد فيها المركز الصحي، وهو ما تسبب في هجران غالبيتهم له، وعدم الثقة في عماله، خصوصا أن قلة منهم تحسن القراءة والكتابة، على حد تعبير أحد المواطنين، ويضيف: "الغالبية اكتتبوا من الشارع، ليكن ممرضات في المذرذرة، لايمكن لأي أحد، وتحت أي ضغط أن يبرر لماذا أكتتبن"، اللهم إلا إذا كان من باب الإعتماد على أصحاب التجارب في المجال الطبي، يقول أحدهم ساخرا، ويرى الشاب "أحمد ولد حارود" أن المشكلة لا تكمن في الطبيب الرئيس فى المقاطعة، الذي سبق له العمل في عدة مراكز صحية، أظهر فيها براعة نادرة، بل المشكلة الأساس في فقدان الوسائل الضرورية المشجعة على العمل، وإنعدام الطاقم الطبي المناسب.
و لاتخفى غالبية النساء الحوامل من رواد المركز الصحي، تخوفهم من معالجة الممرضات الموجودات في المركز لهن، نظرا للوضعية الغير لائقة التي يعاملن بها المرضى، وكثيرا ما تحوم شائعات حول كثير منهن، تتهمهن بالتسبب في حالات خطيرة، نتيجة لمغامرات غير محمودة العواقب فقد مواطنون أبرياء أرواحهم بسببها.
المواطنون .. الثقة في المركز الصحي معدومة :
المواطنون في مقاطعة المذرذرة لا يخفون إستياءهم وإشمئزازهم من الوضعية السيئة التي يوجد فيها المركز الصحي، وهو ما تسبب في هجران غالبيتهم له، وعدم الثقة في عماله، خصوصا أن قلة منهم تحسن القراءة والكتابة، على حد تعبير أحد المواطنين، ويضيف: "الغالبية اكتتبوا من الشارع، ليكن ممرضات في المذرذرة، لايمكن لأي أحد، وتحت أي ضغط أن يبرر لماذا أكتتبن"، اللهم إلا إذا كان من باب الإعتماد على أصحاب التجارب في المجال الطبي، يقول أحدهم ساخرا، ويرى الشاب "أحمد ولد حارود" أن المشكلة لا تكمن في الطبيب الرئيس فى المقاطعة، الذي سبق له العمل في عدة مراكز صحية، أظهر فيها براعة نادرة، بل المشكلة الأساس في فقدان الوسائل الضرورية المشجعة على العمل، وإنعدام الطاقم الطبي المناسب.
و لاتخفى غالبية النساء الحوامل من رواد المركز الصحي، تخوفهم من معالجة الممرضات الموجودات في المركز لهن، نظرا للوضعية الغير لائقة التي يعاملن بها المرضى، وكثيرا ما تحوم شائعات حول كثير منهن، تتهمهن بالتسبب في حالات خطيرة، نتيجة لمغامرات غير محمودة العواقب فقد مواطنون أبرياء أرواحهم بسببها.
عند ما يستحيل الواقع:
في مشهد فريد من نوعه إختلط فيه الواقع بالخيال، والمعقول باللامعقول، يؤكد مواطنون أن ممرضات داخل المركز الصحي في المذرذرة، كثيرا ما ينصحن مرضاهم بالتوجه إلى مشعوذين علّهم ينجحوا فيما أخفقن هن فيه، بل إن ممرضات أنفسهن يتعاملن مع هؤلاء المشعوذين، في عناق لا يبدو طبيعيا ( تعاويذ و مشروبات ملوثة وملابس ملطخة وتمائم قذرة)" منظر مقرف لكن ما باليد حيلة عندما يستحيل الواقع، لا بد من تجربة المستحيل".
وشهد شاهد من أهلها:
"مريم بنت المختار" قابلة بمركز المذرذرة الصحي، فى مقابلة مع القابلة الوحيدة المتخصصة داخل المركز الصحي في المذرذرة، أكدت على المشاكل الجمة التي تحول دون القيام بعملها، وتقول شاهدة على الوضع: "المشاكل التي نعاني منها أساسا تتعلق بإنعدام الكهرباء، لأنها ضرورية بالنسبة لعملنا، حيث يستحيل العمل في الليل، كما أن هذه الوضعية نتج عنها إرتفاع درجة الحرارة داخل المركز، نتيجة لإنعدام أجهزة تكييف، فكثيرا ما تحصل مشاكل مع النساء اللواتي يشكون من حرارة الغرف، كما أننا نعاني من نقص الأدوية الضرورية للعمل، بالإضافة إلى فقدان الكثير من الأدوية المناسبة، كذلك تعاني النساء الزائرات للمركز من عدم وجود مداومة أو فرقة دائمة في المستشفى، بسبب إنعدام وجود مكان لتجمّع الممرضات، أو حتى قاعة حراسة داخل المركز الصحي، فعلى اللوائح توجد مداومة، لكن لا يمكن المداومة في المركز نتيجة لوضعيته الصعبة، لا توجد حراسة، الأبواب مفتوحة دائما، ولذلك لا يمكن البقاء لفترات متأخرة من الليل، هناك مشكلة أخرى تتمثل في نقص الطاقم الطبي الضرورى للقيام بالعمل على أحسن وجه، فيضطر الشخص الواحد للقيام بعدة مهام، ونتيجة لكل ذلك لا يسعنا إلا أن نطالب بكهربة المركز الصحي، وإيجاد الطاقم الطبي المناسب، من أجل القيام بالعمل علي أحسن وجه".
في مشهد فريد من نوعه إختلط فيه الواقع بالخيال، والمعقول باللامعقول، يؤكد مواطنون أن ممرضات داخل المركز الصحي في المذرذرة، كثيرا ما ينصحن مرضاهم بالتوجه إلى مشعوذين علّهم ينجحوا فيما أخفقن هن فيه، بل إن ممرضات أنفسهن يتعاملن مع هؤلاء المشعوذين، في عناق لا يبدو طبيعيا ( تعاويذ و مشروبات ملوثة وملابس ملطخة وتمائم قذرة)" منظر مقرف لكن ما باليد حيلة عندما يستحيل الواقع، لا بد من تجربة المستحيل".
وشهد شاهد من أهلها:
"مريم بنت المختار" قابلة بمركز المذرذرة الصحي، فى مقابلة مع القابلة الوحيدة المتخصصة داخل المركز الصحي في المذرذرة، أكدت على المشاكل الجمة التي تحول دون القيام بعملها، وتقول شاهدة على الوضع: "المشاكل التي نعاني منها أساسا تتعلق بإنعدام الكهرباء، لأنها ضرورية بالنسبة لعملنا، حيث يستحيل العمل في الليل، كما أن هذه الوضعية نتج عنها إرتفاع درجة الحرارة داخل المركز، نتيجة لإنعدام أجهزة تكييف، فكثيرا ما تحصل مشاكل مع النساء اللواتي يشكون من حرارة الغرف، كما أننا نعاني من نقص الأدوية الضرورية للعمل، بالإضافة إلى فقدان الكثير من الأدوية المناسبة، كذلك تعاني النساء الزائرات للمركز من عدم وجود مداومة أو فرقة دائمة في المستشفى، بسبب إنعدام وجود مكان لتجمّع الممرضات، أو حتى قاعة حراسة داخل المركز الصحي، فعلى اللوائح توجد مداومة، لكن لا يمكن المداومة في المركز نتيجة لوضعيته الصعبة، لا توجد حراسة، الأبواب مفتوحة دائما، ولذلك لا يمكن البقاء لفترات متأخرة من الليل، هناك مشكلة أخرى تتمثل في نقص الطاقم الطبي الضرورى للقيام بالعمل على أحسن وجه، فيضطر الشخص الواحد للقيام بعدة مهام، ونتيجة لكل ذلك لا يسعنا إلا أن نطالب بكهربة المركز الصحي، وإيجاد الطاقم الطبي المناسب، من أجل القيام بالعمل علي أحسن وجه".
تحقيق
إمام الدين ولد أحمدو
إرشيف 2006
mederdratoday@gmail.com