غائبة أم مغيبة ؟؟
في مقاطعة المذرذرة، تزاحم المرأة الرجل في المجال التجارى، و تتبوأ مكانتها في مختلف الجوانب الإجتماعية الأخرى، خصوصا المتعلقة بوظائفها التى إنتدبها المجتمع لرعايتها، إلا أن دورها في المجال السياسي لا يزال دون المطلوب، حيث لم يسبق لأي إمرأة أن إنتخبت في موقع قيادي منذ بداية المسلسل الديمقراطى، بل إن دورها السياسي يكاد يكون منحصرا فى العمل بنشاط، من أجل تحقيق طموح الرجال.
ومع مصادقة المجلس العسكري، إبان المرحلة الإنتقالية، على منح المرأة 20 فى المئة من الترشحات في الإستحقاقات المحلية، ومع تشكيك البعض في قدرة المرأة في المذرذرة على إستثمار تلك النسبة لمصلحتها، فإن السؤال الأكثر إلحاحا هو، هل الحركة النسوية في مقاطعة المذرذرة غائبة أم مغيبة ؟؟
نساء تاجرات ... نساء جزارات ...
لقد شهدت مقاطعة المذرذرة حراكا نسويا غير مسبوق في بداية التسعينات، إلا أن ذاك الحراك سرعان ما بدأ يذبل بسبب غياب الدعم، وترك المرأة تواجه مصيرها بنفسها، ربما من أجل ترويضها، لتصبح أداة طيعة في يد الرجل، يستغلها لتحقيق مآربه وطموحاته السياسية، وهو ما كان بالفعل، حيث ما لبث ذاك الحراك أن تشتت وإنفرط عقد تلك الروابط والتعاونيات، بسبب الخلافات والضغوط السياسية.
وخلال السنوات الأخيرة، لعبت المرأة في المذرذرة دورا تجاريا لا يستهان به، وذلك من خلال الأنشطة المشتركة والتجمعات النسوية المختلفة، بل إن الظاهرة الأغرب خلال العامين الماضيين، كانت إنشاء تعاونية نسوية بمجهودات ذاتية لتسويق اللحوم، ولأول مرة ظهرت النساء الجزارات، ليضعن حدا لإحتكار الرجل لهذا المجال الحيوى، ورغم النظرة الغير مرضية التي ينظر بها المجتمع إلى الجزارات، ورغم أن وجودهن أدى إلى إرتفاع أسعار هذه المادة، فإنهن إستطعن أن يصبحن شريكا فاعلا إلى جانب الرجل الجزار.
نساء سياسيات ..
رغم الصورة الغير لائقة للحركة النسوية داخل المقاطعة، فإن قلة من نسائها إستطعن بعصامية ومثابرة نادرة أن يكتبن أسمائهن بأحرف من عرقهن، وينتصبن شاهدات على قدرة المرأة في المقاطعة على رفع التحدي إن هي فهمت حق الفهم الدور المنوط بها.
التقية بنت سيد .. رئيسة رابطة إتحاد نساء المذرذرة
التقي بنت سيد تم إختيارها رئيسة لتكتل نسوى جديد، وإلى جانب ذلك كانت هي أول مديرة مدرسة، يشهد الجميع على الدور البارز الذي لعبته وقدمت من خلاله صورة مشرفة، خدمة لحركة نسوية فاعلة لاغنى عنها.
التقية منت سيد إلتقيناها من أجل إبداء رأيها في السبل الكفيلة بتطوير الأداء النسوى في المقاطعة، والإجابة على سؤال ما إذا كانت المرأة غائبة أم مغيبة، فردت قائلة:
"بالنسبة لي أعتبر أن المرأة الموريتانية كانت مغيبة أو شبه مغيبة، لأنها كانت تمثل عن طريق الرجال "أزواج أو إخوة" والبقية يتم إختيارها خدمة لمصالح ذاتية، ولكن منذ بداية المرحلة الجديدة، بدأت المرأة سلسلة من التحركات التى لم تكن معهودة، إنطلقت منذ تجديد هياكل الحزب الجمهوري، حيث حاولت أن تمثل تمثيلا فاعلا، وإن لم تتمكن من ذلك، أما اليوم، فإن النساء بدأن يلعبن دورهن من خلال تشكيل تكتل نسوي، كانت له مشاركة فاعلة في كافة الأنشطة المقام بها على مستوى المقاطعة، وخاصة في حملة الدستور، كما أننا إتصلنا بالأحزاب السياسية في محاولة لتشكيل مكاتب نسوية إدراكا منا بأن المرأة نصف المجتمع وأن غالبية ذلك النصف ممثلة في المذرذرة، ولذلك فإنهن إذا ما إستطعن فرض آرائهن فلا أحد يمكنه الوقوف فى وجههن، فمثلا تكتل القوى الديمقراطية شكل مكتبا للنساء، وكذلك الحال بالنسبة للبديل و حاتم لديه مجموعة نسوية كبيرة، وقد قدمنا طلبات لبقية الأحزاب لإختيار نسبة 20 فى المئة المفروضة قانونيا، وأعتقد أن المرأة هنا نشطة ومثقفة، و يمكن أن تتبوأ المكانة اللائقة بها، في حال عدم الضغط عليها ..وننتظر المستقبل" .
المستشارة البلدية عيشة بنت عبد اللطيف
إحدى أكثر النساء فاعلية وشهرة في العمل السياسي داخل المقاطعة، ومن ضمن أول مستشارتين بلديتين، تم إنتخابهن في بلدية المذرذرة، عانت من السجن، حين إعتقلت سابقا، فيما بات يعرف بقضية جابه الله .
تتحدث بنت عبد اللطيف عن الحركة النسوية في مقاطعة المذرذرة، فتقول: "أعتبر أن المرأة حاضرة من خلال تعاونيات ورابطة نسوية فاعلة، والمرأة مشاركة في الأحزاب السياسية، وإن كانت مغيبة سابقا في ظل نظام يستخدم القبيلة التي لا تعتبر المرأة فاعلا فيها، أما اليوم فهي حاضرة، وأنا شخصيا لدي تجربة في ذلك، حيث أنا عضو المجلس الوطني لحزب التحالف الشعبى التقدمي، ونائبة لرئيس قسمه في المذرذرة، وسبق ترشحي لنائب عمدة، وأعترف أن ذلك الحزب يعطي أهمية للمرأة، فتلك اللائحة التي ترشحت، حصلت على مقعدين في المجلس البلدي، كان أحدهما للنساء، وهو ما يمثل نسبة 50 فى المئة .
أما بقية الأحزاب، فرغم أني لم أجد تمثيل نسوي فعال داخلها، فهي قادرة على ذلك، وأعتبر أن النساء هنا نخبة مهمشة، عندما تشرك في الرأي تستطيع أن تملأ الفراغ وزيادة، ونحن نتوقع أن تحصل المرأة على أكثر من النسبة المطلوبة، مع أننا نطالب بإشراك حقيقي للمرأة من طرف كافة الأحزاب، والمجتمع المدني، حفاظا على توازن وحيوية المجتمع.
رهان حقيقي...
ومع إقتراب موعد الإستحقاقات القادمة، فإن الناخب في المذرذرة، يراهن على حركة نسوية فاعلة قادرة على رفع التحدي، لعل المرأة تحقق ما أخفق الرجل في تحقيقة على أرض الواقع، في مقاطعة عانت كثيرا من غبن رجالها، وعجزهم عن إقناع الدولة بخدمتها على الأقل.
ومع مصادقة المجلس العسكري، إبان المرحلة الإنتقالية، على منح المرأة 20 فى المئة من الترشحات في الإستحقاقات المحلية، ومع تشكيك البعض في قدرة المرأة في المذرذرة على إستثمار تلك النسبة لمصلحتها، فإن السؤال الأكثر إلحاحا هو، هل الحركة النسوية في مقاطعة المذرذرة غائبة أم مغيبة ؟؟
نساء تاجرات ... نساء جزارات ...
لقد شهدت مقاطعة المذرذرة حراكا نسويا غير مسبوق في بداية التسعينات، إلا أن ذاك الحراك سرعان ما بدأ يذبل بسبب غياب الدعم، وترك المرأة تواجه مصيرها بنفسها، ربما من أجل ترويضها، لتصبح أداة طيعة في يد الرجل، يستغلها لتحقيق مآربه وطموحاته السياسية، وهو ما كان بالفعل، حيث ما لبث ذاك الحراك أن تشتت وإنفرط عقد تلك الروابط والتعاونيات، بسبب الخلافات والضغوط السياسية.
وخلال السنوات الأخيرة، لعبت المرأة في المذرذرة دورا تجاريا لا يستهان به، وذلك من خلال الأنشطة المشتركة والتجمعات النسوية المختلفة، بل إن الظاهرة الأغرب خلال العامين الماضيين، كانت إنشاء تعاونية نسوية بمجهودات ذاتية لتسويق اللحوم، ولأول مرة ظهرت النساء الجزارات، ليضعن حدا لإحتكار الرجل لهذا المجال الحيوى، ورغم النظرة الغير مرضية التي ينظر بها المجتمع إلى الجزارات، ورغم أن وجودهن أدى إلى إرتفاع أسعار هذه المادة، فإنهن إستطعن أن يصبحن شريكا فاعلا إلى جانب الرجل الجزار.
نساء سياسيات ..
رغم الصورة الغير لائقة للحركة النسوية داخل المقاطعة، فإن قلة من نسائها إستطعن بعصامية ومثابرة نادرة أن يكتبن أسمائهن بأحرف من عرقهن، وينتصبن شاهدات على قدرة المرأة في المقاطعة على رفع التحدي إن هي فهمت حق الفهم الدور المنوط بها.
التقية بنت سيد .. رئيسة رابطة إتحاد نساء المذرذرة
التقي بنت سيد تم إختيارها رئيسة لتكتل نسوى جديد، وإلى جانب ذلك كانت هي أول مديرة مدرسة، يشهد الجميع على الدور البارز الذي لعبته وقدمت من خلاله صورة مشرفة، خدمة لحركة نسوية فاعلة لاغنى عنها.
التقية منت سيد إلتقيناها من أجل إبداء رأيها في السبل الكفيلة بتطوير الأداء النسوى في المقاطعة، والإجابة على سؤال ما إذا كانت المرأة غائبة أم مغيبة، فردت قائلة:
"بالنسبة لي أعتبر أن المرأة الموريتانية كانت مغيبة أو شبه مغيبة، لأنها كانت تمثل عن طريق الرجال "أزواج أو إخوة" والبقية يتم إختيارها خدمة لمصالح ذاتية، ولكن منذ بداية المرحلة الجديدة، بدأت المرأة سلسلة من التحركات التى لم تكن معهودة، إنطلقت منذ تجديد هياكل الحزب الجمهوري، حيث حاولت أن تمثل تمثيلا فاعلا، وإن لم تتمكن من ذلك، أما اليوم، فإن النساء بدأن يلعبن دورهن من خلال تشكيل تكتل نسوي، كانت له مشاركة فاعلة في كافة الأنشطة المقام بها على مستوى المقاطعة، وخاصة في حملة الدستور، كما أننا إتصلنا بالأحزاب السياسية في محاولة لتشكيل مكاتب نسوية إدراكا منا بأن المرأة نصف المجتمع وأن غالبية ذلك النصف ممثلة في المذرذرة، ولذلك فإنهن إذا ما إستطعن فرض آرائهن فلا أحد يمكنه الوقوف فى وجههن، فمثلا تكتل القوى الديمقراطية شكل مكتبا للنساء، وكذلك الحال بالنسبة للبديل و حاتم لديه مجموعة نسوية كبيرة، وقد قدمنا طلبات لبقية الأحزاب لإختيار نسبة 20 فى المئة المفروضة قانونيا، وأعتقد أن المرأة هنا نشطة ومثقفة، و يمكن أن تتبوأ المكانة اللائقة بها، في حال عدم الضغط عليها ..وننتظر المستقبل" .
المستشارة البلدية عيشة بنت عبد اللطيف
إحدى أكثر النساء فاعلية وشهرة في العمل السياسي داخل المقاطعة، ومن ضمن أول مستشارتين بلديتين، تم إنتخابهن في بلدية المذرذرة، عانت من السجن، حين إعتقلت سابقا، فيما بات يعرف بقضية جابه الله .
تتحدث بنت عبد اللطيف عن الحركة النسوية في مقاطعة المذرذرة، فتقول: "أعتبر أن المرأة حاضرة من خلال تعاونيات ورابطة نسوية فاعلة، والمرأة مشاركة في الأحزاب السياسية، وإن كانت مغيبة سابقا في ظل نظام يستخدم القبيلة التي لا تعتبر المرأة فاعلا فيها، أما اليوم فهي حاضرة، وأنا شخصيا لدي تجربة في ذلك، حيث أنا عضو المجلس الوطني لحزب التحالف الشعبى التقدمي، ونائبة لرئيس قسمه في المذرذرة، وسبق ترشحي لنائب عمدة، وأعترف أن ذلك الحزب يعطي أهمية للمرأة، فتلك اللائحة التي ترشحت، حصلت على مقعدين في المجلس البلدي، كان أحدهما للنساء، وهو ما يمثل نسبة 50 فى المئة .
أما بقية الأحزاب، فرغم أني لم أجد تمثيل نسوي فعال داخلها، فهي قادرة على ذلك، وأعتبر أن النساء هنا نخبة مهمشة، عندما تشرك في الرأي تستطيع أن تملأ الفراغ وزيادة، ونحن نتوقع أن تحصل المرأة على أكثر من النسبة المطلوبة، مع أننا نطالب بإشراك حقيقي للمرأة من طرف كافة الأحزاب، والمجتمع المدني، حفاظا على توازن وحيوية المجتمع.
رهان حقيقي...
ومع إقتراب موعد الإستحقاقات القادمة، فإن الناخب في المذرذرة، يراهن على حركة نسوية فاعلة قادرة على رفع التحدي، لعل المرأة تحقق ما أخفق الرجل في تحقيقة على أرض الواقع، في مقاطعة عانت كثيرا من غبن رجالها، وعجزهم عن إقناع الدولة بخدمتها على الأقل.
تحقيق
إمام الدين ولد أحمدو
أرشيف2006
أرشيف2006
mederdratoday@gmail.com
هناك تعليق واحد:
تحقيق محترف
إرسال تعليق