عندما يتحول الفن إلى أداة سياسية رخيصة
إدومو ولد بمباي يكتب للمذرذرة اليوم عن الفن والسياسة
ظل الفن أداة للتعبير عن المشاعر، إيجابية كانت أو سلبية، كما وظف في التعبير عن الرأي والموقف السياسي والإجتماعي، كما وظّف في التعبير عن الأشواق والحنين والحب والتوسل والدعاء والابتهال، وأمتد الغناء إلى التعبير السياسي والاجتماعي متمثلا في الأغاني الإحتجاجية، مثل أغاني الراب وأغاني النقد السياسي اللاذع، وهنا نتذكر بكل إحترام وطرب مجموعة ناس الغيوان المغربية والتي ناضلت بشراسة أيام ما عرف بسنوات الجمر في المغرب حيث وصلت الإغتيالات السياسية والإعتقالات والإختطاف ذروتها، فأنبثقت ناس الغيوان من ضواحي الدار البيضاء لتغني "فين غادي بينا خويا" وأغنية "مهمومة هذه الدنيا"... الخ
نتذكر أيضا بإحترام شديد وإعجاب أداء دريد لحام (قوّار)، في أغاني سياسية أو مقاطع في مسرحياته السياسية الناقدة والمعبرة مثل أغانيه في مسرحيتي "ضيعة تشرين" و"شقائق النعمان"،
لقد ظل الفن والغناء منه على وجه الخصوص وسيلة توصيل رسائل ذات مضامين متنوعة ومختلفة، لكن الخلود والبقاء لا يرافق إلا ماكان منه ذى مضمون فني راقي وماكان منه تعبيرا صادقا عن واقع أو عن رأي الجماهير و مشاعرها الصادقة،
وعندنا، كان الغناء حاضرا وبقوة لأسباب إستثنائية أعتقد أن ظروف "العيش" فرضتها فهو والشعر هما وسيلتي التعبير المتاحتين في غياب السينما والصحف وبقية منابر التعبير التي أتيحت لغيرنا، عندنا كان الغناء متنفسا للعشاق وللغرباء وللمديح والفخر.
مرّت سنين بعد الإستقلال وتأسيس" الدولة " ولازلنا نذكر أغاني الإستقلال الخالدة رغم قلة الأغاني الوطنية في موروثنا الفني حد الندرة،ثم جاءت التعددية فظهر الغناء السياسي من جديد وثم توظيفه في الدعاية الإنتخابية والسياسية الحزبية فكانت "نحتاج عبقر كيفك يا أحمد" للمعلومة، وظهرت "معاوية من مثله سيد" ديم، و"الخير جان بمجيكم" ديم، وكلها جمعت بين رداءة المعاني والشحنة الحزبية الكبيرة والضعف الفني، فأستحقت النسيان،
يذكر للمعلومة أنها فنانة ذات مبدأ، أو الفنانة الوحيدة عندنا حسب علمي التي يمكن أن تصنف كفنانة ملتزمة (لا أقصد اللإلتزام بالشعائر الدينية وإنما أقصد المفهوم الفني للكلمة).
إستمعت بإشمئزاز ل"الأغنية" التي نسبت للمغنية ديم بنت آب، وصدمت من مستوى الإنحطاط والركاكة التي طبعت كلمات وأنغام وألحان المقطع المذكور، لدرجة أني بت أشك في القدرات العقلية للفنانة التي غنت المقطع، "إن صح فعلا أنها غنته"،
في الواقع مبعث القرف لدي لاعلاقة له بالإنتماء السياسي فأنا لم أقتنع ولو للحظة بفريق وبرنامج الرئيس سيد ولد الشيخ عبد الله، وكنت أشعر بالإهانة والغضب من تصرفات زوجته، ولكنه يمثل نتيجة تجربة ديموقراطية كانت هي الإنجاز الأهم على المستوى السياسي الذي تحقق بعد الإستقلال، كما أن وسائل التعبير كانت مفتوحة أيامها للتعبير عن الرفض والإحتجاج والنقد والتوجيه، وهذا شيئ بات مختفيا في أيام العسكر السوداء هذه، مبعثه إذن ليس سياسيا وإنما أخلاقيا .
لقد نحى طاقم عزيز الدعائي منحى أقل ما يمكن وصفه به أنه رخيص وينم عن ذوق فاسد ومنحرف، تجلى في تسخير وسائل الإعلام الرسمية المملوكة لكل الموريتانيين، آلة للتمجيد والدعاية، لقد شعرت بالخزي والشفقة عليهم وأنا أتابع أسكتشاتهم التي تسخر من الرئيس سيد والتي ينتمي هذا المقطع بجدارة للونها الرديئ والغير أخلاقي،
موجة أغاني "الهشك بشك" كما أصطلح على تسميتها ظهرت كتعبير أمين عن تردي الذائقة الفنية لفنانين دأبوا على مخاطبة الغرائز والجسد عندما أفلسوا ثقافيا وفكريا فعجزوا عن مخاطبة الروح والعقل، لكن موجة العري-كليب هذه أخذت عندنا طابعا آخر فرضه الرفض القاطع للمجتمع لهذا اللون من الإغراء فتبنى فنانوا "الهشك بشك" والحفلات والأعراس نهج الشتائم والتشهير والصراع السياسي، فترى مغني أو مغنية يهاجم ويمدح نفس الرجل السياسي حسب موقعه السياسي أو موقع غريمه السياسي.
إدومو ولد بمباي
نتذكر أيضا بإحترام شديد وإعجاب أداء دريد لحام (قوّار)، في أغاني سياسية أو مقاطع في مسرحياته السياسية الناقدة والمعبرة مثل أغانيه في مسرحيتي "ضيعة تشرين" و"شقائق النعمان"،
لقد ظل الفن والغناء منه على وجه الخصوص وسيلة توصيل رسائل ذات مضامين متنوعة ومختلفة، لكن الخلود والبقاء لا يرافق إلا ماكان منه ذى مضمون فني راقي وماكان منه تعبيرا صادقا عن واقع أو عن رأي الجماهير و مشاعرها الصادقة،
وعندنا، كان الغناء حاضرا وبقوة لأسباب إستثنائية أعتقد أن ظروف "العيش" فرضتها فهو والشعر هما وسيلتي التعبير المتاحتين في غياب السينما والصحف وبقية منابر التعبير التي أتيحت لغيرنا، عندنا كان الغناء متنفسا للعشاق وللغرباء وللمديح والفخر.
مرّت سنين بعد الإستقلال وتأسيس" الدولة " ولازلنا نذكر أغاني الإستقلال الخالدة رغم قلة الأغاني الوطنية في موروثنا الفني حد الندرة،ثم جاءت التعددية فظهر الغناء السياسي من جديد وثم توظيفه في الدعاية الإنتخابية والسياسية الحزبية فكانت "نحتاج عبقر كيفك يا أحمد" للمعلومة، وظهرت "معاوية من مثله سيد" ديم، و"الخير جان بمجيكم" ديم، وكلها جمعت بين رداءة المعاني والشحنة الحزبية الكبيرة والضعف الفني، فأستحقت النسيان،
يذكر للمعلومة أنها فنانة ذات مبدأ، أو الفنانة الوحيدة عندنا حسب علمي التي يمكن أن تصنف كفنانة ملتزمة (لا أقصد اللإلتزام بالشعائر الدينية وإنما أقصد المفهوم الفني للكلمة).
إستمعت بإشمئزاز ل"الأغنية" التي نسبت للمغنية ديم بنت آب، وصدمت من مستوى الإنحطاط والركاكة التي طبعت كلمات وأنغام وألحان المقطع المذكور، لدرجة أني بت أشك في القدرات العقلية للفنانة التي غنت المقطع، "إن صح فعلا أنها غنته"،
في الواقع مبعث القرف لدي لاعلاقة له بالإنتماء السياسي فأنا لم أقتنع ولو للحظة بفريق وبرنامج الرئيس سيد ولد الشيخ عبد الله، وكنت أشعر بالإهانة والغضب من تصرفات زوجته، ولكنه يمثل نتيجة تجربة ديموقراطية كانت هي الإنجاز الأهم على المستوى السياسي الذي تحقق بعد الإستقلال، كما أن وسائل التعبير كانت مفتوحة أيامها للتعبير عن الرفض والإحتجاج والنقد والتوجيه، وهذا شيئ بات مختفيا في أيام العسكر السوداء هذه، مبعثه إذن ليس سياسيا وإنما أخلاقيا .
لقد نحى طاقم عزيز الدعائي منحى أقل ما يمكن وصفه به أنه رخيص وينم عن ذوق فاسد ومنحرف، تجلى في تسخير وسائل الإعلام الرسمية المملوكة لكل الموريتانيين، آلة للتمجيد والدعاية، لقد شعرت بالخزي والشفقة عليهم وأنا أتابع أسكتشاتهم التي تسخر من الرئيس سيد والتي ينتمي هذا المقطع بجدارة للونها الرديئ والغير أخلاقي،
موجة أغاني "الهشك بشك" كما أصطلح على تسميتها ظهرت كتعبير أمين عن تردي الذائقة الفنية لفنانين دأبوا على مخاطبة الغرائز والجسد عندما أفلسوا ثقافيا وفكريا فعجزوا عن مخاطبة الروح والعقل، لكن موجة العري-كليب هذه أخذت عندنا طابعا آخر فرضه الرفض القاطع للمجتمع لهذا اللون من الإغراء فتبنى فنانوا "الهشك بشك" والحفلات والأعراس نهج الشتائم والتشهير والصراع السياسي، فترى مغني أو مغنية يهاجم ويمدح نفس الرجل السياسي حسب موقعه السياسي أو موقع غريمه السياسي.
إدومو ولد بمباي
هناك 6 تعليقات:
مقال محترم ..
يحسب للمعلومة بنت الميداح مبدئيتها، وتحسب عليها حزبيتها الضيقة.
مقال ينم عن ثقافة فنية واسعة ووعي سياسي ناضج..
شكرا إدومو
الفن مصدر متعة، ووسيلة تعبير راقي
يجب على الفن أن لا يسقط في وحل الدعاية الرخيصة واللاأخلاقية
السبب الرئيسي لسقوط الفن هو الجشع وحب المال والسطحية وغياب الوعي..
يحسب للمعلومة كدالك انها من اكثر الفنانات احتشاما في اللباس كما انها تحضر دائما الي دروس التربيةوالارشادونتمني ان يكون دالك بداية الالتزام التام ان شاء الله
إرسال تعليق