لن أكون كاذبا حين أقول بصريح العبارة، بمرفوعها صوتا، أن جل الأعمال المسرحية التي قدمتها كانت تنتسب لفلسطين بجنسية العمل، بروحه ، بذروة الفعل الدرامي فيه ، لماذا ؟ لأن فلسطين تسكن مني الوريد، لأن فلسطين أرض لم تطأها قدماي، لكنني عن ظهر قلب أحفظ أسماء شوارعها، أعرف سحنات وجوه أبطالها، أرضعتني نساؤها، يسكنني عشق الإنتساب لكل فصيل مجاهد فيها، وأطمح لأن أتزوج إحدى جميلاتها..
فلسطين عنوان تاريخنا، فاصل غير قصير من فواصل الشموخ العربي الممتد من الخليج المنبطح، إلى المحيط الصامت صمت القبور..
فلسطين أرض الرجال، وتاريخنا العربي المبجل الذي يسير في رابعة النهار ليؤكد لنا أنه فارع القامة مهيب الطلعة، بهيها ، وأننا أقزام في زمن الانكسارات،
فلسطين تاجنا المرصع بالماس، عنوان بطولاتنا وملاحمنا الخالدة خلود أهرامات مصر التي أذلها رسميوها.
أيها الأحرار الصامدون في غزة لا تيأسوا ولا تهنوا فأنتم تقاتلون بإسم أمة خاتم الأنبياء وخير المرسلين محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، أنتم بشارة هذا الزمان، وتاريخنا العربي الطامح لتجديد دمائه.
لتسامحنا فلسطين فأرض الرجال "شنقيط" أريد لها أن تكون ذليلة ترتبط بعلاقات مشينة مع مومس صلعاء منتوفة الكرامة إسمها "إسرائيل "، لكنها علاقة يرفضها الموريتانيون عن بكرة أبيهم ، ولو كان الأمر بيد الشعب الموريتاني لأخرج الصهاينة من بيتهم الأجرب بنواكشوط في عز الظهيرة، ولما لامتنا في ذلك لومة لائم..
لتسامحنا غزة .. ففينا أبورغال، ومنا أبوجهل، وبيننا عرقوب .. لكننا ننتسب إلى أمة برغم الآه تنتصر، ننتسب إلى أمة لن تبيع عزة نهديها، وإن تحولت كل شوارعنا إلى مزارع وماخورات لقادتنا العرب الذين لا يحسنون غير التخاذل.
هذه تحية من أرض الشمس والنخل والدراعة، نقول فيها علنا أن باسقات نخلنا التي لها طلع نضيد مهداة إليكم بما فيها من التمر خير الثمرات، وأن جبالنا الراسيات بحجارتها ملك لكم فألقوا بها على رأس هبل، حجارة من سجيل لا تبقي ولا تذر، وموعدنا وإياكم خالدات الجنات التي وعد الله بها المؤمنين، ولأعدائنا ومن والاهم نارا تلظى يجرّون فيها على وجوههم، وهم يرفلون في لباس من سقر، ونحن نردد استمتاعا بما يلقون .. لكم الخزي والعار .. لشهدائنا الرحمة والغفران .. وللعملاء والمنبطحين والخونة الخزي والذل والهوان ..
بون ولد إميده
رئيس إتحاد المسرحيين الموريتانيين
هناك 3 تعليقات:
روح ثائرة وأسلوب جميل ..
انا لعليها من الشاهدين
انا لعليها من الشاهدين
إرسال تعليق