المولود ولد بوبي
في مقابلة مع المذرذرة اليوم

المولود ولد بوبى من مواليد المذرذرة سنة 1953، عضو منظمة نجدة العبيد، يؤكد أنه نذر نفسه للدفاع عن قضايا حقوق الإنسان، وأنه ماض فى ذلك الإتجاه مهما كلفه من ثمن.
المذرذرة اليوم وفى ضمن مواضيع تنشرها عن خمسينية الإستقلال، وما الذى تغير فى المذرذرة خلال الخمسينية المنصرمة، التقت المولود ولد بوبى، فكان لنا معه الحوار التالى:

المذرذرة اليوم: ماذا عن وضعية حقوق الإنسان فى مدينة المذرذرة، وهل تعتقد أن العبودية لاتزال تمارس فى مقاطعة المذرذرة ؟

المولود: المذرذرة لاتزال توجد فيها أنواع مختلفة من العبودية، فهناك العبودية المنزلية، فأبناء هذه الطبقة يعملون مجانا فى البيوت، وهناك العبودية المعنوية فلا حقوق للعبيد، وهناك العبودية العقارية المتمثلة فى منع العبيد من الحصول على القطع الأرضية، وهناك العبودية الوظيفية، فالعبيد لايقبل توظيفهم فى وظائف محترمة تغنيهم عن أسيادهم، وهناك العبودية الإجتماعية التى تعطى للسيد كل الحق فى التصرف فى العبيد وتدجينهم سياسيا، وهناك العبودية السياسية حيث يقوم الأسياد من "البيظان" بتسجيل عبيدهم والتحكم فى إختياراتهم لضمان الأغلبية، وذلك هو الحاجز امام إنتخاب اي عمدة أو نائب أو شيخ من هذه الطبقة التى تمثل الأغلبية، لدرجة أن البعض يرفض إلصاق صور مسعود ولد بلخير على المنازل وفى الساحات ويعتبر ذلك تصرفا مرفوضا، وحتى الأنشطة الرسمية الهامة لاتقام إلا فى الأماكن التى يسكنها النبلاء واتحدى من يثبت خلاف ذلك.
منطقة الكود فى المذرذرة تعانى التهميش، حتى التعاونيات قبل حكم الرئيس السابق سيدى ولد الشيخ عبد الله كان ملاكها من البيظان، ولايوجد مكتب إلا وهم المشرفون عليه. فهناك من يتاجرون بالقطع الأرضية الصالحة للسكن فى نفس الوقت الذى يوجد عشرات الفقراء من هذه الطبقة الممنوعين من حقهم فى قطعة واحدة يسكنون فيها.
ومن ينظر إلى منطقة الكود، الناس البائسة، والمشاريع المعدومة، يدرك حجم المأساة والممارسات المنافية لحقوق الإنسان، لدرجة ان البعض كان يعيق الزراعة المطرية، ويقول أهل المذرذرة لاحق لهم فيها وذلك من أجل منع وعرقلة الأنشطة المتواضعة التى يستفيد منها أبناء هذه الطبقة.

المذرذرة اليوم: فى 28 من نوفمبر القادم تحل الذكرى الخمسين لعيد الإستقلال الوطنى، ما الذى تغير فى ظروف هذه الشريحة التى تتتحدث عنها ؟

المولود: لم يتغير أي شيئ يذكر بقدرما زاد الخوف وتضاعفت الممارسات اللآإنسانية، العبيد لايزالون يسمون العبيد حتى أنهم يسمون عبيد أهل أفلان، لايطلقون على آبائهم، وأنا أعرف أحد أقربائى الذى ينادونه ولد أكريكيب، وهذا خطير جدا.
لايزال المنطق السائد يفرض هذه الممارسات ويقولون "بتزبوت" من لم يطع اسياده.
كل أبناء هذه الشريحة ممنوعين من حقهم فى الترشح وتولى مناصب إنتخابية، قد يقول قائل إن عمدة المذرذرة ينتمى إلى هذه الشريحة، وهو يشكك حتى فى ذلك الإنتماء، وهذا العمدة فاز بتحالف مع القوى المعارضة.
ولذلك فأكد أن التغيير محدود جدا، ويكاد دور الدولة يكون معدوما، ولذلك أعتقد أن وضع حقوق الإنسان يزداد إستفحالا ومن يكذب ذلك ما عليه سوى العودة إلى الوضعية البائسة فى الكود.

المذرذرة اليوم: الوقائع تفند هذا الطرح، فالبعض يقول إن أبناء هذه الشريحة شأنهم شان أبناء الطبقات الأخرى، يمارسون دورهم السياسى بحرية ويتوزعون على مختلف الأحزاب السياسية ولهم دورهم المؤثر خصوصا فى الحزب الموالى للسلطة عادة ؟

المولود: من يتحدثون عن هذا يجانبون الصواب، فالذين ينشطون إلى جانب السلطة ويكذبون ما نقول، هم مجموعة من العملاء التى لم تستفد شيئا.
سالم ولد همد عامل بناء "مصوه" لم يعين ولم تتم ترقيته، وسمت قال لى إنه إعتزل السياسية وقد كان موظفا وتقاعد وقد تساويت معه وأنا الذى قضيت عمرى فى المعارضة.
عمدة المذرذرة الحالى الذى لا أعرف إن كان يحسب نفسه من هذه الشريحة، كان وصوله لمنصب عمدة المذرذرة بدعم منا جميعا فى مواجهة سيده، واعتقد انه شاب مثقف ولديه وظيفة، إلا أننى اجزم أنه لم يغير شيئا فى المذرذرة، والمواطنون لايرتاحون لعمله ومن يكذب ذلك فأنا مستعد لمواجهته.

المذرذرة اليوم: هل سيدفعكم هذا الواقع الذى تحدثتم عنه إلى تشكيل مكتب لمنظمة نجدة العبيد فى مقاطعة المذرذرة؟

المولود: هذا أمر يتعلق بمنسقية المنظمة على مستوى نواكشوط فهي التى تقرر ما تراه مناسبا.

mederdratoday@gmail.com

Tel 2240979