محمد ولد حمدو
يكتب للمذرذره اليوم
ذات يوم وقبل نحو عامين اكتشفت مدونة المذرذرة اليوم، وقعت عليها عيني صدفة في عالم الشبكة العنكبوتبة المترامي الاطراف. كانت مفاجأة سعيدة أن أجد موقعا يحمل اسم مدينتي التي احتضنت سنوات طفولتي.
تصورت وأنا في غربتي البعيدة، أن موقع "المذرذرة اليوم" سيكون بالنسبة لي نافذة مفتوحة على واقع المدينة، والقرى الكثيرة المتناثرة في محيطها، يعرف بهذه المدينة الصامدة على أبواب " اكيدي" ، حاضنة أمجاد هذه المنطقة، التي تمتد في التاريخ الحي، أكثر مما تمتد في الجغرافيا الصماء، فقد كانت لها أدوار محلية وووطنية بعيدة الأثر، على الأقل منذ أربعة قرون، قبل أن تصبح "الصنكة"، وريثة اخروفة، ويحط بها المستعمرون الفرنسيون الرحال، ويبقوا بها عقودا من الزمن، مما أتاح لها أن تضطلع بأدوار مشهودة في الحياة الوطنية، مع ارهاصات الدولة الحديثة وفجر الاستقلال.
تصورت أن "المذرذرة اليوم" ستكون صلة الوصل بين المذرذرة وأبنائها، في مهاجرهم المختلفة داخل البلاد وخارجها، تلك كانت ملامح من تصوراتي، حين وقع بصري أول مرة على الموقع.
وبعد ثلاث سنوات من ظهور الموقع، يسعدني أن أهنئ القائمين عليه، تقديرا لما بذلوه من جهود مشكورة في التعريف بالمذرذرة، ونقل اخبارها، وخلق اطار اعلامي محلي يجمع أهل المدينة، وأحييهم خاصة على صمودهم في ظروف صعبة لا تكون في أغلب الاحيان الى دانب من يمارسون أي نوع من النشاط الاعلامي.
أعتقد أن الأجيال ستذكر الى الابد لهؤلاء الشباب، الذين خاضوا التجربة على صعوبتها، ريادتهم وتجشمهم مصاعب الابحار بسفينة " المذرذرة اليوم" في بحار وأنهار المنزلقات التي تحيط عادة بالعمل الاعلامي، أحرى اذا كان في منطقة يحسب فيها للكلمة ألف حساب وحساب.
وفي تصوري أن الموقع، نجح في تشكيل صورة عن المذرذرة، قد لا تكون الصورة التي نطمح جميعا – نحن والقائمون على الموقع - الى تشكيلها عن هذه المدينة، وتاريخها العلمي والسياسي والاجتماعي، وثراء مخزونها وتنوعه، واسهاماتها الكبيرة في الحياة في ولاية اترارزة، وفي البلاد بصورة عامة.
ويكفي "المذرذرة اليوم" أنها افسحت المجال لطرق بعض القضايا المسكوت عنها حتى على المستوى الوطني الواسع ، فقد أفردت - على سبيل المثال - صفحات واسعة لسجال ثري ومفيد وبناء فتحه أخي وصديقي محمد فال ولد بومبيرد حول واقع الصناع التقليديين.
وهذه سابقة لا تجرؤعليها عادة المواقع المحلية، لكنها لا تستغرب من موقع يحمل اسم قلعة من قلاع التنوير في البلاد، كانت كذلك منذ أيام حركة ناصر الدين، والعلاقات التي أرساها أمراء اترارزة بحكام الضفة الاخرى لنهر السنغال، ومعاهداتهم مع طلائع الاوربيين مما أسهم في تأخير الاحتلال الفعلي للبلاد نصف قرن على الأقل.
أسعدني أن يكون ذلك السجال على صفحات الموقع، بدل أن يكون أبناء المذرذرة، مضطرين للدذهاب الى مواقع نواكشوط، لنشر أفكارهم ورؤاهم، بكل حرية وتسامح.
كما أسعدني أن أرى اقلاما متميزة، من أبناء المذرذرة، يتحفون الموقع بمقالاتهم الرائعة، وأسعدني أكثر أن أحس بنوع من الرابط يتشكل بين هؤلاء الكتاب ومدينتهم، التي لم تعد مشاغل الحياة – للأسف - تسمح لهم بالارتباط الجسدي بها، على النحو الذي يرغبون.
لكن لا أريد أن تنسيني فرحة الذكرى الثالثة، لميلاد موقعنا العزيز، والثناء المستحق على الاخوة المشرفين عليه، أن أهمس في آذانهم ببضع ملاحظات لاتفسد للود قضية، وقد تكون مما ينفع في تعبيد درب الموقع نحو غد أفضل:
أولا:
تطمح نفسي أن أرى موقعا للمقاطعة كلها، من شرقها الى غربها، ومن جنوبها الى شمالها، لا أن يشعر أي من أبناء المقاطعة بأن الموقع لا يمثله، ولا أتصور أن أي تقصير حتى الان قد يتبادر الى الذهن بهذا الشان راجع الى الطاقم الذي أبدى قدرا من حسن النية في التعامل مع الواقع المحلي.
وأعتقد أن توسيع مجال تغطية الموقع، الذي هومفتاح ذلك، يتطلب مجهودا أكبر، من الذي بذله الطاقم حتى الآن، رغم أهميته.
ثانيا:
أتصور أن موقعا محليا لا يمكن أن ينافس في السبق الصحافي بمفهومه التقليدي، وانما يمكن أن ينافس في شيئ آخر وهو اظهار الخصوصية المحلية، وأعتقد أن المذرذرة المدينة، والفضاء الجغرافي والتاريخي أرضية خصبة لذلك، فيمكن أن يمنح الموقع شيئا من اهتمامه للمواد التاريخية والتراثية، والاستطلاعات والمقابلات التوثيقية، وغيرها من المضامين التي يمكن أن تعطي صورة أفضل عن المذرذرة.
وكم سيكون المتابعون سعداء، لو طالعوا مواد من هذا القبيل، تتناول أعلام المقاطعة، من علماء وأمراء وشعراء و حكماء، ورموز شغلوا الناس، وتركوا بصماتهم في حياة هذا الجزء من البلاد.
ويمكن أن يشمل أي مجهود من هذا القبيل المعالم التاريخية والطبيعية للمذرذرة – المدينة والمقاطعة على حد سواء - وميزاتها الثقافية، وأهم محطات تاريخها، وهذه مسؤولية الجميع، حتى لا نظلم الإخوة في الموقع، لأن أمرا كهذا في غاية الصعوبة، ويتطلب طاقما كبيرا ومتعدد الإختصاصات.
ولكن على القائمين على الموقع أن يجدوا في الطلب، وبامكانهم الاستعانة بآخرين من أبناء المقاطعة، حتى يثروا هذا الجانب من اهتماماتهم.
ثالثا:
في تصوري الشخصي أن المذرذرة فضاء واسع، من الظلم أن نحصره في الاطار الاداري الضيق، فقبل أن تظهر البنيات الادارية التي استحدثت بعد الاستقلال، كانت المذرذرة تغطي أجزاء واسعة من أراضي مقاطعتي اركيز وواد الناكة، واقتطع التقسيم الاداري الذي لا يكون عادلا دائما، هذه الاجزاء التي ما زالت في نظر الكثيرين امتدادا للمذرذرة، كما هوحال مناطق واسعة في شمامة وبرويت وتلك الواقعة بين مدينتي اركيز والمذرذرة، وكذلك الأجزاء الشمالية من "اكيدي" التي ألحقت بقدرة قادر بمقاطعة واد الناكة.
رابعا:
يمكن أن يكون الموقع أكثر ثراء، اذا أفسح المجال لتحقيقات واسعة عن ظروف الحياة في المذرذرة، بدل الاكتفاء بخدمة إخبارية قد لا يفهم غير المتتبعين سياقها العام، ولا تؤدي على الأغلب دور التحسيس، الذي يجب أن يكون من أول أهداف إعلاميي المقاطعة، من خلال منبر محلي ك" المذرذرة اليوم".
هذه ملاحظات أسوقها لنرفع من أداء هذا الموقع الذي ملأ فراغا كبيرا، ونحن في أمس الحاجة، لكي يستمر ويتطور ويتسع اشعاعه، خدمة لقيم أهل المذرذرة، ومن أجل غد أفصل لسكانها، وهي ملاحظات قد ينطق على من يسوقها " اللي ماه في الفتنة رجيل".
وفي الاخير أملي كبير في سعة صدور أهل "المذرذرة اليوم" و "برود صناعيهم" ، وإلا لما كانت لدي الجرأة، لأفسد عليهم فرحة الاحتفال، بالذكرى الثالثة لمولد هذا الصرح الإعلامي المحلي، الموفق بإذن الله ببضع كلمات أرسلها من بعيد.
..
أتمنى للجميع التوفيق، ول"لمذرذرة اليوم" كل التوسع والتمكين.
وفقنا الله وإياكم، وسدد خطانا جميعا
إلى الأمام في خدمة المذرذرة
وفقنا الله وإياكم، وسدد خطانا جميعا
إلى الأمام في خدمة المذرذرة
هناك 29 تعليقًا:
طهران اعلين عن احسي ولد اعلي زين ؟
اتبانو لاهي تكثر اخباركم
كتابتك رائعة ونقدك بناء وسليم وانا اتفق معك في رئيتك فحبذا لو كان الكل مثلك كما اطلب منك ان تساعدنا بنشر كل ما تعرفه عن هذه المقاطعة من اجل تعريف لالقارئ بها,
طهران ساحل المذرذرة وشرق الملزم على طريق تكند المذرذرة وتسكنها اساسا مجموعة ادودنيقب وتبث منها قناة العالم الفضائية ..
مقال مركز ورائع وينم عن ان كاتبه اعلامي محترف ومذرذري متمعدن
c bien
C'EST EXTRA ORDINAIRE....FORMIDABLE QUE LES FILS DE MEDRDRA SE RAPPELLE D'ELLE
DU COURAGE A MEDRDRA TODAYS ET A MON ELEVE PERDU KAH........
MARAHBA BE EHL ELMEDRDRA LLI MAL HOUM LAAD
KAH CHHALAK WE CHHAL ELKHILTA
KAMLINE.................
لقد طرقت يا هذا نقاط مهمة.
اخي العزيز
اخي العزيز
هذا المقال رائع واحاط بكل جوانب الموضوع ولا غرو ان ياتي من اعلامي متمرس بحجمك
اما في ما يخص التعاليق الجانبية فلا اظن انها تشغل البال ......لجواد الا عن شي طرش
مع التحية
حد يعرف التراب
ردا على آمنير نبغي نعرف الملزم هو اللي آش.........؟
انا كتبت تعليق وصادره القائمون على الدونة
احتج على ذلك واعتقد انه ليس اجمل ماتبدا به سنتها الثالثة
حد ما يبغي تغشمي نبغي نعرف اهل طهران هاذ منهوم
J'ETAIT VICTIME DE CENSURE ....JE PROTESTE
ENERGIQUEMENT......................
انا اعتقد ان هذه السنة الثالثة ان تكون مناسبة للنقد وللاحتفال ولكن الاهم ان يساهم كتاب المذرذرة جميعا في التعريف بالمذرذرة ونشر تاريخها ويبدا ذلك بنشره اولا في المدونة
وهنا ادعو الاخوة الكتاب وخاصة صاحب المقال ان يسهموا في ذلك خاصة ان عيد الاستقلال على الابواب وبامكان الكتاب ان ينشروا بالمناسبة شيئا من تاريخ وثقافة المدينة في الموقع بالمناسبة
كذلك اود منكم انتم اهل المذرذرة اليوم ان تقدموا لنا كتابكم فانا مثلا اعرف ان محمد ولد حمدو صحافي من اهل الدار البيظة كان في التلفزة الموريتاينة وهو الان في قناة العالم بطهران حسب مقال لي احد الاصدقاء مع اني لم اكن اعرف ذلك فانا لم اره منذ فترة طويلة...................
ولكنني لا اعرف عنه بمافيه الكفاية ....عن شهاداته ومستواه العلمي و المناصب التي كان فيها وهذا شيئ مهم لنتعرف على ابناء المذرذرة اكثر
MON AMI KAH
BONJOUR
JE TE FELICITE POUR TON ARTICLE .....C'ETAIT EXCELLENT...BIEN REDIGE ET PLEIN DE REMARQUES PERTINENETES....C'EST COMME VA LE JOURNALISME OU JAMAIS
مرحبا باهل المذرذرة الاولين اللي مالهم لعد ...مرحبا حت ووخيرت ...ما نصيب عن المذرذرة اليوم اللي فكدت اهل الدشر بروسهم .... وعدلتهم بعد باط يعرف هوم منهوم
ردا علي العالية منت احمدسالم
محمدولدحمدو واحد من اهل الدار البيظه وخريج معهد الصحافة في تونس اشغل عدة وظائف فالتلفزة الموريتاننة اوظرك افقناة العالم متزوج اوعند اطفال ذاك اسمعتيه
ماسمعني الفاللي...
انا لم اسال عن محمد ولد حمدو فهو فانا اعرفه منذ كان صغيرا من ايام ان جمعتنا الابتدائية ولكني ضربت به مثلا فقط ولم اكن اريد يفهم كلامي فهم اهل بوتلميت. فان كلامي عن اخرين يكتبون لكم ولا يكون لي الشرف من قبل بالتعرف عليهم... اهل الصنكة انتوم ما كنت ذ كيفكم بعد... الاخبار فاش؟
ان بعد ولاني مقيس ما نبغي كثرت الاخبار ...شي كافيت الكتبة اللا كافيت الكتبة وشي ماهي كافيت حد اشوف ذاك اللي يعدل فيه... التعاليق يالله اتم في حدود الاخلاق والقيم و"اتكيدي".... مانالل الا سول حد عن حد الل اكد حد يعطيه اخبارو على بشور ما بانت بل التركيبة ....وهاذ ماه اكبر من كد.... مندر كان هاذ كافي والل ما؟
هل هي صدفة ان يكتب اكاه وامربيه مقالاتهم متوالين.... ام الامر منسق؟
نبغي الجواب اللا من حد يعرف شي لذاك؟
هو اكاه اللا يسكت زمن طويل ويكتب لنا مقال امال؟
نختيروه اكثرنا من لكتبة العاد اكد ولاهي ظارت بشي.....
نعرف عن طهران بعيد يغير ما بعيد شي على الوتات والطيايير والانترنت
اكاه انت فم؟
JE VOUS EN MERDE VOUS ET VOS COMMENTAIRES....CE DE N'INPORTE QUOI?
QUELLE NIVEAU ?
IL FAUT FAIRE DES CRITIQUES OU TAISEZ VOUS.......METTEZ 5 SUR VOS BOUCHES.....COUSEZ LES.
CHIAO
لفكايع لايخلك....
BRAVO LES COMMENTATEURS...ZERO LES ECRIVAINS.HHHHHHHHHHHHHH
JE DEMANDE A NOS ECRIVAINS DE NOUS ECRIR DES ARTICLES SUR LEURS POINTS DE VUE RELATIFS AUX DEVELOPPEMENT DE MEDRDRA
C'EST PLUS INPORTANTS QUE LES COMMENTAIRES VIDE,NULES ET PARFOIS RETROGRADE.
SALAM
رادا علي العالية منت احمدسالم
فهم اهل بوتيلميت الا هو فهم اهل المذرذرة لاتنفكع ذلاجوغ واران امسكرينك
ابفهم اهل بوتلميت
فارغ شغلكم كاملين كبارا وصغارا اسمحوا لي اني انقولها لكم
انا ذ الايام شفت اهل المذرذرة ذوك اللي حك حك.... اتكاتي وارغيز .... وتمحصير واستدمين امللي ....شفا مللي تلباك الامور وتكبارهم
ونختبر انكول لاهل المذرذرة اليوم عتهم ماكانوا صايبين عن ذ الكوم اللي بعد كاع وحلولهم هذا الناس فشي
وعد كل امع صباحاية نكوم نجري شور الموقع نفتح ندور نشوف الجديد في التعليقات
شكرا لكم يا اهل المذرذرة وشكرا لصديقي محمد و لباقي الكتاب الذين لست على معرفة كافية بهم مقارنة به
تحياتي
إرسال تعليق