نظم فرع حلب لنقابة المهندسين السوريين قبل أيام أمسية أدبية شارك فيها عدد من شعراء حلب وكتابها، كما حضرها جمهور من الأدباء والكتاب والمهندسين، وقد استهل الشاعر السوري الكبير المهندس محمد بشير دحدوح (النابغة الرندي) حديثه في هذه الأمسية بالثناء علي الشاعر الشنقيطي محمد ولد احمد يوره، معبرا عن إعجابه الشديد بالتجربة الشعرية الفريدة لهذا الشاعر العظيم وبالشعر الموريتاني عموما واصفا إياه بالأصالة والتميز، ثم أضاف قائلا:" اليوم سوف أنشدكم أبياتا لهذا الشاعر سمعتها من صديقي الشاعر الدكتور الشيخ احمد دومان الموريتاني، هذه الأبيات لم اسمع ما هو أكثر منها توجعا وتأوها وقد أطربتني وأدهشتني كما أطربت وأدهشت كل من سمعها من شعراء الشهباء وفتحت شهيتنا الشعرية لمعارضتها وسأعرض عليكم هده الأبيات مع بعض المعارضات وقد أسميتها "الأيَّـاتْ".
يقول الشاعر الموريتاني محمد احمد يوره المتوفي في ثلاثينيات القرن الماضي مخاطباً المدْرُوُمْ وهو موضع ببلاد شنقيط (موريتانيا):
على الربعِ بالمدرومِ أيِّـهْ وحيِّهِ = = وإن كان لا يدري جواب المؤيِّهِ
وقفتُ به جذلانَ نفس كأنما = = وقفت على ليلاهُ فيهِ وميِّـهوقلت لخلٍّ طالما قد صحبتُه = = وأفردته من بين فتيان حيِّهِ
أعنّي بصوبِ الدمع من بعد صونِهِ = = ونشرِ سرير السرِّ من بعد طيِّهِ
فما أنتُ خلُّ المرءِ في حال رشدهِ = = إذا أنتَ لستَ الخلَّ في حالِ غَيِّهِ
فقال شاعر الشهباء محمد هلال فخرو:
تحاملتُ عصراً نحو أطراف حيِّهِ = = أسائلُ عن ليلاه فيه ومَيِّهِ
لقد كانتا ترباً لمن قد فقدتُـهُ = = لعلَّ لدى إحداهما علمَ حيِّهِ
فقال لي الصبيانُ : ليلى تُوفيتْ = = ومَيَّةُ في قاع الرشاد وغَّيِّهِ
فما تبتغي ..؟ قلتُ السلامةَ والهدى = = وسِرتُ شجيَّ الحلقِ من بعد ريِّهِ
يكاد يرى الراؤون وقعَ جوابهم = = فقد بانَ فوق الوجه آثارُ كَـيِّهِ
يحقُّ لمثلي أن يدلِّـهَهُ الهوى= = ويعرِضَ عن أزياءَ ليستْ كزِيِّهِ
فيا شاعرَ المدرومِ شعرُكَ قاتلي = = فأيِّهْ .. فما أسمعتَ غيرَ المؤيِّهِ
أما الشاعر الموريتاني الدكتور الشيخ أحمد دومان فقد قال :
رويتُ حمى المدروم مثلَ أُخيِّهِ = = بدمعي فما أوفيته حقَّ رَيِّهِ
فخاطبني طيفٌ لحسناءَ قائلاً = = أتبكي على المدروم يا ابنِ أُبَيِّـهِ
فقلتُ لها من أنتِ .؟ هل تعرفينه ؟ = = ولم تدري عن ليلاه شيئاً ومّيِّهِ
فقالتْ : أنا من أبرؤ العشقَ والهوى = = وأثني ذراعَ الشوق من بعدِ لّيِّهِ
فقلتُ: وجرحُ القلب بالأيِّ نازفاً = = كجرحِ فتى المدروم في يوم غّيِّهِ
فقالت : إذاً فالكيُّ .. قلتُ : لربما = = فليس يرجَّى البرءُ إلا بكيِّهِ
فقالتْ: لأنت الخلُّ في الرُّشدِ والغوى = = فأيِّهِ على المدروم يا شيخ أيِّهِ
أما النابغة الرندي فهذه مساهمته:
على ذكرِ أربابِ الودادِ فأيِّهِ = = وإن كان لم يسمعْكَ غيرُ المؤيِّهِ
عسى حرقةُ الأيَّـات تُرسلُ نسمةً = = فتحملَ من طيب الهوى ونديِّهِ
ومنْ لم تكنْ ليلاهُ بلسمَ جرحِهِ = = فليس له بُرءٌ بأعطافِ ميِّهِ
فيا نخلةَ المدروم سعفكِ شاهدٌ = = غداةَ دعا المختارَ من أهل حيِّهِ
ويا ظبيةَ المدروم طرفُك ساهمٌ = = ذروفٌ على صبح الفتى وعَشيِّهِ
وهمسِ صبايا الحي في كل خلوةٍ = = ونشرِ شَغاف السِّرِّ من بعد طيِّهِ
فيا سادراً في اللومِ ..حسبُك مرةً = = فما لك بالحسونُ من بعدِ رمْيِهِ
فلن يستبينَ الرُّشدَ فاقد خِلَّـه = = ولن يهتدي للحقِّ راكبُ غَيِّهِ
فهذا أخو الشهباءِ أيَّـهَ والهاً = = على فقد تربِ الودِّ وابنِ أُخيُّهِ
ففاح رطيب الشعر بالفقد روعةً = = كما فاح عودُ الرَّندِ طيباً بشيِّهِ
فيا شاعرَ المدرومِ أيِّـهْ على الحمى = = ويا شاعرَ الشهباءِ للتِّربِ أيِّهِ
وأخيرا نشير إلي أن أبيات محمد ولد احمد يوره الآنفة الذكر قد أصبحت ذائعة الصيت و متداولة بين الشعراء والنقاد في مدينة حلب الشهباء، وهي المدينة السورية العريقة والمعروفة بذائقة أهلها الفنية والأدبية العالية، كما أعادت لفت الانتباه إلى عظمة الشعر الموريتاني الذي لازال مجهولا لدي فئة عريضة من الإخوة في المشرق العربي .
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
Tel 2240979
هناك 12 تعليقًا:
اعل ابريد
شكراً علي هذا الخبر و إن كان لا ينبغي أن يسبقكم لنقله غيرُكم. و علي كل حال فليست هذه أول مرة يطرب فيها أدباءالمشرق لشعر امحمد لحمديورَ، فقد أخبرني من أخبره المؤرخ و الأديب الكبير المختار بن حامدن أنه كان ذات يوم بصحبة بعض الأدباء اللبنانيين يتناشدان الأشعار فأسْمعه المختارالكثير من الشعر الموريتاني، فقال الاديب اللبناني : لم أسمعْ في اللذي أنشدتني شعرًا رقيقًا. ففكر المختار برهة ثم تذكر قطعة امحمد لحمديورَ الشهيرة :
أتمسك دمع العــين و هو ذروف
و تامن مكر البين و هو مــخوف
تكلم منا البعض و البعض ســاكت
غداة افترقنا و الوداع صــنوف
فآلت بنا الأحوال آخر وقــــفة
إلي كلمات ما لهن حــــــروف
حلفتُ يمينا لستُ فيها بحانث
لأني بعقبي الحانثين عروف
لإن وقف الدمع الذي كان جاريا
لثم أمورٌ ما لهن وقُـــــــوف
فما إن أنْهي المختارُ إنشادها حتي فارق الرجل صوابه و جعل يستنشدها مرارًا و مرارًا و يكررها قارئا الروي بالفاء المشرقية "الرقيقة"، و "الرقيقة" هنا صفةٌ كاشفةٌ، إذْ ليس في نطق الفاء عند العرب إلا وجهٌ واحدٌ. أما الفاء التي يقرأ بها الكثير من الموريتانيين فهي إما من باب اللكنة أو العجمة. و لا أريد أن يذهب بنا علم مخارج الحروف بعيدًا.
و قد التقي مرة الأديب الكبير أحمدو بن عبد القادر بالشاعر السوري الراحل نزار قباني فأنشده هذا الأخير قصيدته التي يقول فيها "إن الحروف تموت حين تُقال"، فما كان من أحمدو إلا أن قال له لقد أتي شاعرنا، يعني امحمد، بهذا المعني بأسلوب أكثر جزالة حين قال : "إلي كلماتٍ ما لهن حروفُ"، فقال نزار : هذا الذي أردنا فأخطأناه.
ما أحسن هذه القطعة التي لن أُعارضها فموالاةُ الأولياء أحزمُ من معارضتهم.
vous n'etes pas à jour cet article est deja publué depuis long temps sur pliseurs sites.
mais c'est pas grave peut etre il y a qui n'ont pas encore le vu.
والله الاَ وخيرت اكبيره
شاعر رومانسي مبدع ..
في الحقيقة امحمد لم يترك في موريتانيا قريحة مثل قريحته
والنص الذي أعجب الاخوة الشاميين وان كان جيدا ليس أجود ماجادت به هذه القريحة الفذة
فالقطعة الفائية التي اورد المعلق ان المختار حامدن انشدها للبنانيين في غاية الروعة حذ على سبيل المثال
ايانوبتي عند الهويدج
سقى النخلات الاء
ايا نخلتي لورين
اطعت العواذل خوف الجفا
الخ المقطوعات
وأدبه الشعبي لا يقل جودة عن ادبه الفصيح وله عدة اطلع تعد من امهات لبتيت وطلعتان اوثلاثة تصنف في نمط الأدب حسب تصنيف ول مكي وهو نوع نادر ويطلق عليه السهل الممتنع
الحمد لله جل انتاجه مجموع واغلبه محفوظ لقرب لغته وايصال فكرته الى العامة
يجعله م المختار ول اباه رائد المدرسة الشعبية في الشعر الموريتاني
ما أحسن هذه القطعة التي لن أُعارضها فموالاةُ الأولياء أحزمُ من معارضتهم.
ياهذا المعارضة هنا ليست معناه المعاداة والكره هو فقط ان تنسج ابياتا على روي وبحر هذه الابيات وانت حر في الغرض اقترح عليك ان تجعله مدحا للولي امحمد مثلا او تنويها بارضك موريتانيا او غير ذلك من الاغراض الشريفة
اما انا فاتقاعس عن معارضتها لانني لايمكن ان اقول ما يمكن ان يقترب منها
وهنا اظن اني اكثر موضوعية منك
تصحيح : لمْ تكن وفاة امحمد في ثلاثينيات القرن الماضي، و إنما كانت في بداية عشرينياته و بالتحديد سنة 1922 و قد دُفن في "الميمون" حيث جده العلامة الشاعر :محمذن بن أحمدْ بن العاقل، و أعمامه الأعلام : التاهْ و سيد المين و بَبَّها و عبد الله. وقد أشار امحمد إلي دفنه في الميمون علي وجه المكاشفة حين قال :
خَلِيلَي غــــدرٌ أن تُـجاز المرابعُ
و لمْ يصنــعِ المُشتاقُ ما هوَ صانعُ
فعُوجا عَلي "لاشُـوشَ" نبكِ رُبـــوعَه
و إلاَّ فَفِي الميمونِ ذلك واسِـــــعُ
صحيح امحمد توفي في شوال سنة 1340 وذلك بين شهري مايو ويونيه سنة 1922
ومعارضات الجماعة باردة بالنسبة للنص الأصلي.
والأخ الذي قال إنه لا يعارض الأولياء استسغتُ تعليقه جدا لأن توريته كانت جميلة ولم أفهم من كلامه إلا أنه يعلم المراد بالمعارضة جيدا ولكنه يشير إلى أن المعارضات لم تكن على المستوى.
المعارضة التي يقصدهاالمعلق ليست كما فهمت يا صاحب التعليق رقم6فهي تورية جميلة عبر من خلالهاالمعلق عن اعجابه بالنص الاصلي وعدم رضاه عن النصوص المعارضة ,وانت يا صاحب التعليق يظهر انك لست من سكان المنطقة فانت ساذج الي حدماوانصحك بعدم الكتابة في هذا النوع من المواقع الذي تطبعه جهويته الخاصة والتي قد تستعصي علي سكان الكثير من المناطق الاخري.
المعارضة التي يقصدهاالمعلق ليست كما فهمت يا صاحب التعليق رقم6فهي تورية جميلة عبر من خلالهاالمعلق عن اعجابه بالنص الاصلي وعدم رضاه عن النصوص المعارضة ,وانت يا صاحب التعليق يظهر انك لست من سكان المنطقة فانت ساذج الي حدماوانصحك بعدم الكتابة في هذا النوع من المواقع الذي تطبعه جهويته الخاصة والتي قد تستعصي علي سكان الكثير من المناطق الاخري.
هذ بعد ال كتب الا انت ول فهم زاد الا انت
انت الا تقرأ وتفيسر امع راصك
هذا ماه تورية والاعاد تورية ماشفن مرشحها
الاانحان كانك تشرحون مرة اخر
إرسال تعليق