مدوّن من نوع آخر
ثلاجته .. دفتر تدوين
حين فقد أعز شخصين في أسرته، هاله الموقف، ومع ذالك بدأت هوايتة في تدوين كل حدث مهما كانت قيمته أو معانيه، رحيل من كان يهفو إلى حضنه، أورثه حب التدوين، وبات بين أهله ومعارفه، مدون الأحداث والعارف بتاريخ الراحلين عن هذه الدنيا.
في العام 1987 بدأت أولى محاولاته التدوينية، وزاده إهتمام الناس بهوايته هذه تمسكا بها، فأصبحت تتصدر إهتماماته، وتثير في نفسه رغبة جامحة في مواصلة فعل قلّ وجود المهتمين به، أو الراغبين فيه، رغم ما للتدوين من أهمية في المحافظة على الذكريات، حلوة كانت أو مرة.
شغفه بالتدوين إضطره إلى إستعماله ثلاجته بواجهاتها الثلاث، على أنها صفحات في مذكرته التي دون فيها قضايا لا يجمع بينها إلا أنها تدوّن منه على ثلاجة مرة، وعلى مقتنيات مكتبية مرات أخر.
قضيته أثارت اللغط، وإنقسم الناس بين معجب بها، وغير مكترث أو واع بقيمتها وأهميتها، ورغم ذلك وإلى هذه اللحظة، ما زال هذا المدون يستحضر الذكريات والتواريخ، ويصنع من كل شيء دفترا وكتابا للتأريخ.
التدوين الغريب
مستبشرا وضاحكا، يجلس المختار ولد الخضر، المولود سنة 1967 في مدينة المذرذرة، وهو يجمع شتات أفكاره، ويبحث عن طريقة لممارسة فعل تتشظى معه ذاته، فيبدع أيّما إبداع، المختار ولد الخضر القاطن في الميناء في حي مكة1 يعتبر أن عمله هذا هواية محبذة، فيها من السحر ما يدفعه لممارستها دون البحث في الطريقة التي معها أو بها يتعامل الناس، رغم غرابتها، ويبين أنه منذ العام 1987 وهي تنمو ويجد فيها من المتعة ما يدفعه للمواصلة رغم مطبّات الطريق، وبيّن المختار أنه بعمله في المعهد الموريتاني للبحث العلمي، وجد ما يدفعه أيضا لممارسة فعل التدوين هذا.
المختار ولد الخضر يؤكد أن إهتمامه بممارسة التدوين، جاء رغبة منه في أن يكون مستقبلا، مؤرخا، ولأنه يرى أن توثيق الأحداث التاريخية أمر مهم، مضيفا أنه يدوّن العديد من المناسبات المهمة على المستوى الدولي، كإغتيال الرئيس الراحل الحريري، الذي إعتبره من بين الأحداث التاريخية التي أولتها وسائل الإعلام العربية والدولية الكثير من الإهتمام، مما بوّءه مكانة خاصة في قلبه، معتبرا أنه بعمله في مجال التدوين بات قبلة السائلين عن تواريخ وأحداث مهمة، خاصة بين أبناء قريته، لأن عمله في هذا المجال سمح للكثيرين بالتعرف على تاريخ حدث مهم في حياتهم، ما كان لهم أن يعرفوا تاريخه لولا إهتمامه هو به.
وأضاف رغم أنه لم يحصل على أي إهتمام من لدن الجهات الرسمية، إلا أنه عازم على المواصلة في عمله هذا، معتبرا أن موريتانيا أرض العلماء والأتقياء، لديها من الأحداث التاريخية ما يستحق أن يتوقف عنده المؤرخون والمهتمون بالتدوين، ذلك أن الحدث أيا كان لا يمكن أن يجد قيمته أو أهميته إلا بتدوينه، لأن التدوين فرصة للأجيال القادمة، لكي تتعرف أكثر على ثقافتها وعلى تاريخها وأهم الأحداث التي غيّرت مسار تاريخها.
المختار ولد الخضر يعتبر من ناحية أخرى أن غياب الإهتمام بأصحاب المواهب في شتى المجالات، أمور من بين أخرى ساهمت في بعض الوقت في تثبيط همته، قياسا إلى أن هوايته هذه تحتاج لمن يبعث فيها الحياة من خلال التشجيع، ولو كان معنويا، لأن في ذلك تعبيرا -حسب ولد الخضر- عن قيمة هذه العملية وأهميتها، مضيفا أن إصراره على ممارسة هوايته -حتى ولو كان ذلك على حساب جمال بعض أدواته المنزلية- أمر يعبّر عن مدى حبه لهذه الهواية، ورغبته الجامحة في أن تصبح مهنة للكثيرين.
المختار ولد الخضر، كان يتمنى أن يتجاوز الإهتمام بهوايته، البسطاء من المواطنين، إلى أصحاب النفوذ، لأنهم القادرون على الإستثمار في مثل هكذا عمل، قائلا أن تدوينه على مختلف الآلات المنزلية فكرة رائعة طالما حبذها العديدون، وتمنوا أن يتم جمعها في مكان، حتى تكون مزارا للمهتمين بالقضايا الغريبة.
بون ولد إميده
رئيس إتحاد المسرحيين
هناك تعليقان (2):
موضوع متميز وكاتب صحفى اكثر تميزا..شكرا بون وشكرا للمذرذرة اليوم على نقل كتابات بون
gharib
إرسال تعليق