يكتب للمذرذرة اليوم عن الدوشلية (2)
تعليم مُزدهرٌ .. في أبنية مُتهالكة..!
تعود نشأة المدرسة الإبتدائية اليتيمة في الدوشلية إلى سنة تأسيس القرية أو بعده بقليل؛ إذ أن إرادة السكان الصادقة في الإستقرار والتحضّر جعلتهم يقرّرون في صمود منقطع النظير أن يواجهوا التّحدّي، ويباشروا بأنفسهم إنشاء بنية تحتية تعليمية، وهو ما تكرّس من خلال قيامهم ببناء فصل واحد من أموالهم الخاصة، ليكون النواة الأولى لمشروع المدرسة المتكامل؛ الذي ظلت سلطات المقاطعة ومنتخبوها يبشّرونهم به منذ أيام إستقرارهم الأولى، وما زال يراوح مكانه حتى اليوم؛ إذ كان من الممكن أن يشمل هذا المشروع في حالة تنفيذه إعدادية وثانوية .. وربما جامعة .. لكن الواقع الذي حصل أمرٌمختلفٌ؛ إذ لم تتدخل السلطات المركزية ولا اللامركزية، لتُشيّد لهم مبانٍ لائقة، تقي تلاميذهم ومُعلّميهم الحرَّ والقرَّ؛ بل ظل الأمر متروكاً لمبادرات السكان وإمكانياتهم المادية، التي يُعدُّ تشييد المدرسة واحداً فقط من مظاهرها وتجلّياتها المختلفة، وعلى الرغم من ضعف أبنية فصول مدرسة الدوشلية وتهالكها، إلا أن إرادة القائمين عليها من مُعلّمين وآباء تلاميذ، إستطاعت أن تواجه التّحدي بحزم، وأن تحافظ على السُّمعة الطيّبة لهذه المدرسة، التي عُرفت منذ أيامها الأولى بتميّز تلاميذها، ووفرة معارفهم؛ إذ قلّما يلتحقون بعد تخرّجهم منها بإعداديات أو ثانويات أو معاهد إلا وظلوا مُتفوّقين فيها.
صحةٌ.. لا وجود لها..!
إذا كانت إرادة سكان قرية الدوشلية قد نجحت نوعاً ما في سدِّ فراغ تدخّل السلطات العمومية المفترض في مجال التعليم وتشييد أبنيته الضرورية، إلا أنها لم تستطع حتى الآن سدَّ هذا الفراغ في مجال الصحة وتوفير أبسط متطلبات العلاجات الأولية والخفيفة لأبسط الأمراض، ويبدو أن سبب إنعدام الخدمات الصحية الضرورية في هذه القرية حتى الآن، يعود في الأساس إلى ترك السكان هذا الملف لإرادة السلطات الإدارية ووعودها، وعدم قيامهم بمبادرة خاصة، لبناء مرفق صحي، وربما السبب الرئيسي في هذا "الإنتظار" هو ضعف الإمكانيات المادية للسكان، وعدم قدرتهم على تحمّل أعباء هذا المرفق الباهظة، رغم حاجتهم الشديدة له، مع أن السلطات الإدارية ومنتخبي مقاطعة المذرذرة ـ وهم المسئولون بحكم القانون عن هذه القرية ومشاكلها ـ لم يقطعوا آمال السكان وممثليهم في المجلس البلدي أبداً في هذا المجال .. بل ظلوا دوماً يردّدون لهم كلمتهم المشهورة، وهي: "الطبيب موجودٌ للذهاب إلى الدوشلية .. لكن المشكلة المطروحة أنه لا توجد فيها أبنية، ولا مُعدّات صحية لمزاولة عمله..!".
وقد بدأت قبل سنوات في الجزء الشمال الغربي من القرية، أعمال البناء فيما قيل ساعتها إنه نقطة صحية لهذه القرية، لكن تقاعس الدولة الموريتانية في مجال توفير الخدمات، وتفويضها الكامل لرجال أعمال كبار للتلاعب بهذا المرفق الحيوي الهام، جعلا بعض رجال الأعمال الكبار المعروفين، المقاولين لهذه النقاط الصحية يتلكّؤون في تعهّداتهم المالية للمقاولين المحليّين، وهو ما أدى إلى إيقاف بناء هذه النقاط الصحية من طرف عدد من المقاولين المحليين، وذلك إحتجاجاَ على ما قالوا إنه "تلاعب المتعهّد للمقاولين بعهوده، وعدم مراعاة خسائرهم الكبيرة الناتجة عن إرتفاع أسعار مواد البناء في فترة من الفترات"، لكن قُرًى عديدة حصلت في نقاطها الصحية نفس المشكلة التي عانت منها الدوشلية، لكن السكان تدخّلوا وتعهدوا للوسيط القائم بالعمل، بالتعويض الكامل له عن خسارته، وبعض القرى إستخدم نفوذه لدى السلطات العليا للتعويض للمقاولين المحليين حتى يُكملوا البناء .. أما سكان الدوشلية، فلم يتمكنوا بسبب الأعباء المادية الكبيرة التي تحمّلوها في بناء حنفية ثانية (وهي لم تكتمل بعد أيضاً) من تعويض وسيطهم حتى يُكمل لهم نقطتهم الصحية، كما لم يستخدموا نفوذهم لدى السلطات العليا لإنهاء هذه المشكلة .. ربما لأنه غير موجود .. أو لأنهم ما زالوا يصدّقون ـ أو بعضهم ـ الوعود البرّاقة لبعض ممثلي هذه السلطات، وهي الوعود المبشّرة دائماً بوجوب الإنتظار وعدم الإستعجال؛ لأن ساعة الفرج أصبحت قاب قوسين أو أدنى، وبحلولها المرتقب ستنقشع زوبعة الكابوس المُخيف الذي ظل يُؤرِق سكان هذه القرية مدة عقود، ألا وهو إنعدام الخدمات الصحية.
أبوبكر ولد إحميّد
أستاذ جامعي
هناك 8 تعليقات:
تقرير يأتي في وقته ومكانه، لأن المتصفح لهذه المدونة إذا لم يكن واحدًا من أهل المذرذرة الذين ترعرعوا فيها وعرفوها على مدى الحقب والسنين، سوف يظن حتمًا أن المذرذرة تنحصر في التاكلالت، ابير التورس والمحصر، مع أنني لاأدري ماذا تعني كلمة المحصر اليوم هل هو "احسي المحصر" ... أم يعني المذرذرة وهذه أكبر من أختها، لأن المذرذرة اليوم جل سكانها لم يكونوا يوما من أهل المحصر مابين اطلابين ، ادودنيقب و أولاد ديمان بأنواعهم بما فيهم أهل أكدلحس (نعم قبائل أولاد ديمان!!!!!!!) و لحراطين وهم الأغلب وغيرهم.
أعود لأقول بأنه من التضليل الإعلامي إظهار المدينة بهذا النوع (مقابلة حمدا) لأن أهل المذرذرة سوف لن يقبلوه.
لا ادري لما حصرتم الوزراة في التاكلالت وابير التورس ونسيتم او تناسيتم ان محمدن ول امبيرك رحمه الله كان وزيرا للثقافة من مجموعة اداشفغ الغنية باطرها ومثقفيها وكان نعم الرجل ومن سياسيي المقاطعة
واعتقد ان الامام ناصر الدين لم يكن من الائق التطرق لحركته بهذه الطريقة واصدار الشيخ حمدا لحكم كهذا بحقه اضعه بين قوسين
تم اهمال معظم السياسيين والفاعلين في المقاطعة وكانها لا ترتكز الا علي ابير التورس والتاكلالت فهناك رجال اعمال تكفلو بتوفير المعيشة لقراهم بادني التكاليف في النفرار لم تتطرقو اليهم مثل عبد الفتاح ول اشيخ احمد فال ولا الي سياسيين مثل محمد محمد صالح ومحمد فال عبد اللطيف
وهناك مجموعة اطلابين لم يتطرق الحديث الي سياسييهم
وكأن الشيخ حمدا يريد من اهل المذرذرة ان ينسو حلفهم في لوائح الخظرا والحمرا ضد اولاد احمد من دامان مع اطلابين فلم يتطرق الى اوّاه ول اوليد شيخ المقاطعة السابق
محمد سالم ول امخيطرات وزير من وزراء ول داداه لا ينبغي ان يقارن بوزراء ول الطايع وانما بنظرائه من وزراء ول داداه ولن يكون ادناهم
ومن المعروف عند الجميع ان اهل التاكلالت إذا رشحو احدا لمنصب المقاطعة فان اول المعارضين لهذا الترشيح سيكون حمدا ومجموعته واول الداعمين له هو مجموعة تشمشه التي اهملت المقابلة ذكرهم
تم اغفال المجموعات الفاعلة والنشيطة في تكند وكأن تكند ليست من المذرذرة
إن الجواب حول شخصيات سياسية نافذة في المقاطعة يفتقر إلى عددهم
فمثلا لم نرى من الأسماء المختار ولد أوفي ولا المختار ولد سيد أحمد ولا بونن ولد أشربف ولا محمدن ولد حبيب الرحمن ولا محمد ولد معاوية-وهو من هو- ولا أمربيه ربو ولد أبو مدين ولا باب ولد أحمد للديد وغيرهم كثير.
فكلنا يعرف أن باب ولد سيد الوزير السابق ونائب المذرذرة الحالي شخصية ذات وزن لايقدر على مستوى الولاية عموما والمقاطعة خاصة ولا سبيل إلى مقارنته مع غيره من بني جلدته وبدون أن أنسى الدور المهم والمسيطر لبونن ولد أشريف في بلدية تكنت.
ومنذو 1969 التاكلالت ليس لها وزيرا حتى 1991 حيث كان في هذه الفترة السيد حمدا وزيرا في حكومة ولد داداه،
إذن ما كانت التاكلالت أبدا تحظى بوزير من طرف الحكومات السابقة إلا نادرا ولا أبير التورس غير حمدا في السبعينات
فوزارة المذرذة منذو فترة طويلة كانت عند باب ولد سيد وهو يستحقها، كما أن القبائل الشمشوية من ألفغيين وبني ديمان، ويداليين ويدمسيين ويعقوبيين كلهم يمثل الآخر فحصول أحدهم على وزارة يعني حضور البقية إلا إذا كانوا لا بلتزموا بما ترك لهم الأوائل.
كما أن بلدية التاكلالت وبلدية ابير التورس من أصغر بلديتين في المقاطعة ولا يمكن إختزال المقاطعة فيهما خصوصاإذا تذكرنا بلدية تكنت التي تحتوي على عدد من السكان يقارب نصف سكان المقاطعة ونحن في عهد الديمقراطية و تعداد الأصوات.
تقرير ممتاز
ننتظر البقية
شكرا للدكتور أبوبكر وللمذرذرة اليوم
Je remercie le moderateur (qui est vraiment un moderateur) pour les corrections qu'il a faites gracieusement sur mon commentaire pour qu'il soit "moderé" . je lui rappelle seulement que c'etait pour un noble but, c'était juste pour susciter la réaction des bloggers pour que le blog soit un peu vivant car un blog sans commentaires c'est comme une vie sans âme. Donc il faut un peu plus de liberté pour que le blog attire plus de visiteurs, déjà je vous en félicite.
Malgré que je sais que trop de liberté tue la liberté.
تقرير جيد وجاد وموضوعي ويعكس الأوضاع التي يعيشها غالبية الفركان إلاأن صاحبه كان أولى به أن يضع همزة "يتلكّأون" على الواو بدل الألف ليكون فعلًا امصدق النسب. سيقول البعض كما قال أستاذنا الجليل محمد بيين عندما فرضت عليه الإدارة تدريس التربيه المدنيه وكان يكرهها فبدأ بأنواع السلطات مع صاحبها الشهير لمونتسكيوفأفسد إسمه فصحح له أفراد من القسم فاستشاط غضبًاوقال لهم " أِصل لكان القرآن يدنهم إسكموِل".
إلى ولد إمسيكه
نشكركم على تصحيح الخطأ المطبعي.
كما نشكركم على المشاركات القيّمة.
ونرحب بكم في المذرذرة اليوم.
مع التقدير
المذرذرة اليوم
moderateur) pour les corrections qu'il a faites gracieusement sur mon commentaire pour qu'il soit "moderé" . je lui rappelle seulement que c'etait pour un noble but, c'était juste pour susciter la réaction des bloggers pour que le blog soit un peu vivant car un blog sans commentaires c'est comme une vie sans âme. Donc il faut un peu plus de liberté pour que le blog attire plus de visiteurs, déjà je vous en félicite.
Malgré que je sais que trop de liberté tue la liberté
إرسال تعليق