يكتب للمذرذرة اليوم عن الدوشلية (1)
قرية الدَّوشليَّة .. تنميةٌ مُتعثِّرةٌ.. وإصرارٌ على الصُّمود والبقاء..!
تقع قرية "الدوشلية"، ثاني أكبر القرى ببلدية "التاكلالت" بعد قرية التاكلالت، في أقصى الشمال الغربي لما كان يُعرف قديماً بمنطقة "إيكيدي"، وتبعد عن المذرذره بحوالي 40 كيلومتراً ناحية الشمالية، ومن التاكلالت حوالي 30 كلمتراً من جهة الشمال الغربي، وتحدُّها من الغرب "تنيخلف" و"بقّاس"، ومن الجنوب الغربي "انيفرار"، ومن الشرق "انتيمركاي"، ومن الشمال الغربي "آمنيكير". ويبلغ عدد سكانها حوالي 1200 نسمة تقريباً.
وتُعيد بعض الروايات الشفوية المتداولة سبب تسمية هذه القرية بـ"الدوشلية" إلى أن من قام بحفر بئرها الأصلية رجل من قبيلة "إِيدَيْشِلِّ" المعروفة؛ إذ نُسبت إليه، فسُميت بـ"الدوشلية"، وذلك في خمسينيات القرن الماضي، قبل أن تستقرّ في مركزها الحالي بدءاً من العام 1981 من القرن نفسه.
نشأةٌ فرضتها الظروف..!
لا تقف أي أسباب موضوعية، سواء كانت إقتصادية أو سياسية، وراء نشأة قرية الدوشلية في موقعها الحالي؛ بل إن السبب الرئيسي الذي نعتقد أنه أدى إلى إستقرار سكان هذه القرية في موقعهم الحالي يعود إلى ظروف الجفاف الحادِّ الذي عرفته المنطقة عموماً في سبعينيات القرن الماضي؛ الأمر الذي أجبر السكان على الإستقرار فيها، وذلك حفاظاً منهم على بقية مواشيهم التي نجت بأعجوبة من موجة الجفاف الشديد، راضين من الغنيمة بالإياب، ومُفضّلين البقاء ومواجهة الأمر الواقع على تَرحال لا تُحصى أتعابه، ولا تُضمن نتائجه. واقعٌ ثابتٌ.. رغم المُتّغيّرات..!
لم تعرف قرية الدوشلية منذ نشأتها قبل حوالي ثلاثة عقود أيّ استفادة تُذكر من مشاريع التنمية التي أعلنت عنها الحكومات المتعاقبة على موريتانيا، وظلت تنحصر إستفادتها في الوعود البرّاقة التي يُطلقها ـ عادة ـ بسخاء مُنتخَبو المقاطعة، ومُمتهنُو السياسة فيها؛ لاسيّما في فترات الحملات الإنتخابية، هذا طبعاً إذا استثنينا الحنفيّة الوحيدة التي إستفادتها القرية من مشروع المياه القروية الذي أنجزته اليابان في نهاية العام 1995.أما مشاريع التنمية الأخرى، من قبيل الخدمات الصحية، وبناء مشاريع تنموية حقيقية، تعليمية، أو زراعية أو غير ذلك، فتلك من المصطلحات الشائعة والمعروفة في الخطابات السياسية لمنتخبي المقاطعة، الذين لا يتذكرون هذه القرية "المنسيّة" إلا عندما تحاصرهم الإنتخابات.. أما السكان فقد سئموا الوعود "الموسمية" التي إقتنعوا أخيراً أنها هي حظهم؛ إذ أصبحوا لا يثقون فيها؛ بل قرّروا في صُمودٍ يشوبُه اليأس، مواجهة واقعهم الصعب، والعزوف عن إستجداء سُلطاتٍ "إنتهازية"، مَلُّوا وعودها الكاذبة، التي "لا تُسمن ولا تُغني من جوع".
أبوبكر ولد إحميّد
أستاذ جامعي
هناك 8 تعليقات:
تقرير ممتاز ..
وكم تبعد الدوشلية من الصين ؟
عدم إستفادة الدوشلية لا تعني إستفادة بقية القرى خاصة قرية التاكلالت
الكل في الهوى سواء
الدكتور أبوبكر ولد إحميّد وجه معروف من أوجه تواصل الدوشلية
الرجاء من المذرذرة اليوم تقديم الكتّاب بشكل كامل دائما
إلى متابع
شكرا على التعليق.
المذرذرة اليوم، تهتم بإنتاج ومساهمات أبناء المقاطعة، ولاتهتم بخلفياتهم السياسية مهما كانت.
مع التقدير
المذرذرة اليوم
المذرذرة اليوم، تهتم بإنتاج ومساهمات أبناء المقاطعة، ولاتهتم بخلفياتهم السياسية مهما كانت.
بلى قد وقع بعض ذالك.
تقرير يأتي في وقته ومكانه، لأن المتصفح لهذه المدونة إذا لم يكن واحدًا من أهل المذرذرة الذين ترعرعوا فيها وعرفوها على مدى الحقب والسنين، سوف يظن حتمًا أن المذرذرة تنحصر في التاكلالت، ابير التورس والمحصر، مع أنني لاأدري ماذا تعني كلمة المحصر اليوم هل هو "احسي المحصر" ... أم يعني المذرذرة وهذه أكبر من أختها، لأن المذرذرة اليوم جل سكانها لم يكونوا يوما من أهل المحصر مابين اطلابين ، ادودنيقب و أولاد ديمان بأنواعهم بما فيهم أهل أكدلحس (نعم قبائل أولاد ديمان!!!!!!!) و لحراطين وهم الأغلب وغيرهم.
أعود لأقول بأنه من التضليل الإعلامي إظهار المدينة بهذا النوع (مقابلة حمدا) لأن أهل المذرذرة سوف لن يقبلوه.
الدوشلية اقريه امعيدله يقير عودان مافيه مسجد اجديد ماه حك واسو ايعود ذاك ماه مديمن فم مسجد اجديد واكبير بانيتو جمعية الخير الإخوانية
إرسال تعليق