طريق الآلام ..
رغم إنعدام الطرق المعبدة مابين مختلف القرى والحواضر في داخل موريتانيا ورداءة المعبد منها، إلا أن بعض الطرق لها صيت سيئ تطبق شهرته الآفاق وتشكل مجال تندر لا ينتهي بين المسافرين وسائقي سيارات النقل، وحسب تجربتي فقد كان أول سؤال طرحته على مرافقي بعد تعارفنا، هو كيف هي الطريق؟ فبدأ في سرد صعوباتها، وكيف أنه يعانى آلاما في مختلف مفاصل عظامه رغم أنه في أواسط عقده الثالث، وبعد دقائق إرتشفنا خلالها ثلاثة كؤوس من الشاي، بدأت الرحلة من بلدية "تكنت" التي تعتبر أقرب نقطة يمر بها طريق معبد قادم من نواكشوط، بدأت الرحلة حوالي الساعة التاسعة صباحا باتجاه المذرذرة التي تقع في منتصف الطريق مابين"تكنت" و"اركيز"، ورغم فظاعة الطريق بسبب الحفر، فقد حمدت الله علي أن سخر لي بساط الريح -المتمثل في السيارة رباعية الدفع التي تقلني- قياسا إلي سيارات النقل المتعارف عليها محليا بـ"النيكابات".
بعد حوالي الساعة من السير، نصفها على الأقل أمضيناه في الهواء، دخلنا المذرذرة مكملين بذلك نصف المسافة التي فهمت فيما بعد أنها مجرد تحمية، حيث شكل بقية الطريق المتوجه إلى اركيز مرورا ب"التاكلالت"، "وأفجّار"، و"إنعيمات"، تجربة يضيق القاموس اللغوي عن وصفها، فالطريق الأصلي الذي كان يربط ما بين المذرذرة وإركيز، كان طريقا صحراويا محضا، لكن السلطات ربما ارتأت أن رفاه سكان المنطقة يقتضى بناء طريق جديد، حيث عمدت إلي التعاقد مع أحد الخصوصيين من أجل تعبيد ذلك الطريق، فكان الإنجاز أسوء من الطريق الأصلي، حيث عمد المتعهد إلى إنجاز طريق معبد بالطين – ربما بإتفاق مع السلطات- غير مكتمل لتوقفه عند قرية "الجابر"، ولعدم إمكانية إستخدامه خلال فصل الأمطار، لأنه زلق ولإستحالة ذلك خلال الفصول الأخرى، بسبب التقعرات والحفر وزحف الرمال ومئات الحمير الأهلية السائبة التي جعلت منه مرتعا لها.
أحمد ولد محمدو
مدير تحرير أخبار نواكشوط
mederdratoday@gmail.com
هناك 5 تعليقات:
معالجة ممتازة تستحق التقدير والإعجاب.
شكرا
هنيئا للمذرذرة اليوم باستمالتها لكبار الكتاب فى البلد.
معالجة جيدة نرجو أن تكون بداية أمل لطريق اللآلام.
ولد محمدو مدير جريدة الجواسيس،أنتوم أفيسدين تتعاملون مع إمام الدين وأحمد،خلية الجواسيس وأعضاء مفوضية أخبارنواكشوط المقربين
إرسال تعليق