سنوات عدة وهم يلعنون الظلام
سكان المذرذرة يستفيدون من خدمات الكهرباء "الناقصة"
"أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام"، إحدى المسلمات المتعارف عليها بين السواد الأعظم من المتفائلين الحالمين بغد أفضل، لكن الأمر بطبيعة الحال يبدو مختلفا لدى ساكنة مدينة المذرذرة وهم يعيشون السنوات الماضية تحت وطأة الظلام الدامس، إذ تعودوا أكثر أن يلعنون الظلام، وربما يلعنون من تقاعس في مد يد العون لهم ليستفيدوا من خدمات الكهرباء التي طال انتظارها كثيرا، ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، وفي الوقت الذي يعاني فيه سكان العاصمة نواكشوط من رداءة الخدمات والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي على مدار الساعة، فقد أصبح بمقدور سكان مدينة المذرذرة اليوم التباهي بتلك الخدمات التي حرموا منها برهة من الزمن، حدث ذلك عندما انطلق بعد سنتين من التأخير العمل بمشروع إنارة مدينة المذرذرة والذي سيمكن مواطني تلك المدينة من الاستفادة من خدمات حرموا منها طيلة الفترة التي مرت من أعمارهم، ولئن كان هذا المشروع لم تكتمل به فرحة مختلف أحياء وساكنة المدينة فان الاعتقاد السائد لدى هؤلاء المواطنين هو أن ما لا يدرك كله لا يترك جله.
هذه ورقة تحاول تقديم لمحة عن انطلاقة هذا المشروع الهام.
المواطنون والخوف من المجهول..؟َََ
هذا المشروع الذي قد يكون فاتحة خير على سكان هذه المدينة يتم إنجازه من قبل الوكالة الوطنية لكهربة المدن الريفية "أدير"، وذلك ضمن مشروع إنارة ست مدن في ولايتي آدرار واترارزه بكلفة إجمالية بلغت 960 مليون أوقية، وكان مدير الوكالة الوطنية لكهربة المدن الريفية قد صرح في وقت سابق أن كهربة هذه المدن التي تعتمد على الزراعة بنسبة كبيرة ستغير من الواقع الاقتصادي لها حيث أنها ستسهم في خفض تكاليف سحب مياه الشرب والمياه المستخدمة في الري والتي تتم حاليا عبر مضخات تستخدم الوقود المستورد بأثمان باهظة، مشيرا في الوقت نفسه أن كهربة الريف لم تتجاوز حتى الآن 3% الأمر الذي يتطلب بذل مجهود كبير حتى تتم تغطية أغلب المناطق الريفية.
مدينة المذرذرة شهدت حراكا مستمرا في إطار التعامل مع هذا المشروع الهام حيث أقبل المواطنون على اقتناء الثلاجات وأجهزة التلفاز بشكل منقطع النظير،وهو تصرف يفسر التعامل اللاعقلاني الذي تعود ساكنة المقاطعة أن يستقبلوا به كل جديد كما حدث مع الهاتف الثابت على حد وصف أحد المواطنين الذين أعربت غالبيتهم عن سعادتها بهذا المشروع الذي انتظروه كثيرا، حيث سيساهم في حل مشاكل كثيرة في مقدمتها ادخار المواد الغذائية والتي كثيرا ما تتعرض للتلف خصوصا في فصل الصيف، كما سيسهم هذا المشروع في إيجاد مراكز طبية فعالة ـالمذرذرة بحاجة إليهاـ بالإضافة إلى فتح صيدليات يحتاجها المواطنون بشكل ملح،أضف إلى ذلك أن خدمات الانترنت والفاكس نوعا من الترف الذي لا يفكر المواطنون كثيرا فيه، ولذلك فهم لا يخفون فرحتهم بهذا الإنجاز، وان كانت تلك الفرحة لا تمنعهم من أن يطالبوا بمزيد من تحسين الخدمات وتعميم هذا المشروع ليعم مختلف أجزاء المدينة، كما أنه يتوقف يوميا لمدة تصل لستة ساعات، وهو ما تبدي منه المواطنة مريم العاملة في سوق المدينة تخوفها إذ ترى أن أجهزة التبريد التي تم اقتناؤها من طرف المحلات التجارية لا يمكن أن تصمد أمام الإنقطاعات المستمرة لتيار الكهرباء، وتضيف قائلة نحن سنتعاون مع ساكنة الأجزاء التي لم تصلها الكهرباء، حتى تحصل على حقها في هذه الخدمات التي عملنا جميعا من أجل جلبها لمدينتنا وترى أن أي مشروع هام كمشروع كهربة المذرذرة قد يبدأ ناقصا لكنه مع الوقت ستتم تكملة النواقص ومراجعة الأخطاء التي ربما تظهر هنا أو هناك، وهو نفس الرأي الذي تذهب إليه زميلتها العاملة في نفس السوق والتي تطالب بتعاون مختلف الجهات المعنية والأطر لكي يتم استغلال هذا المشروع على أحسن ما يرام، ولكي نتمكن من أن يستمر هذا المشروع ويتحسن في المستقبل.
عقدة "الوفاء".. !!!
سكان مقاطعة المذرذرة الذين عانوا كثيرا بسبب الطريق الرابط بين تكند والمذرذرة والذي اتفق على تسميته جورا بطريق الوفاء، حيث لا شيء فيه يوحى بذلك، يتمنون أن يسلك هذا المشروع طريقا مغايرا لسابقه وأن يكون بمثابة عودة الأمل الذي يعتبره البعض قد تلاشى كما يتلاشى الآن الطريق الرابط بين تكند والمذرذرة، وهم بذلك يذكرون السلطات المعنية ـوالذكرى تنفع المؤمنين ـ أن يلتزموا وفاءا بتعهداتهم لكي لا تكون الليلة كالبارحة، فالمواطن فى المذرذرة قد سئم وعود عرقوب ـ وما أكثرها ـ.
سكان المذرذرة يستفيدون من خدمات الكهرباء "الناقصة"
"أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام"، إحدى المسلمات المتعارف عليها بين السواد الأعظم من المتفائلين الحالمين بغد أفضل، لكن الأمر بطبيعة الحال يبدو مختلفا لدى ساكنة مدينة المذرذرة وهم يعيشون السنوات الماضية تحت وطأة الظلام الدامس، إذ تعودوا أكثر أن يلعنون الظلام، وربما يلعنون من تقاعس في مد يد العون لهم ليستفيدوا من خدمات الكهرباء التي طال انتظارها كثيرا، ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، وفي الوقت الذي يعاني فيه سكان العاصمة نواكشوط من رداءة الخدمات والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي على مدار الساعة، فقد أصبح بمقدور سكان مدينة المذرذرة اليوم التباهي بتلك الخدمات التي حرموا منها برهة من الزمن، حدث ذلك عندما انطلق بعد سنتين من التأخير العمل بمشروع إنارة مدينة المذرذرة والذي سيمكن مواطني تلك المدينة من الاستفادة من خدمات حرموا منها طيلة الفترة التي مرت من أعمارهم، ولئن كان هذا المشروع لم تكتمل به فرحة مختلف أحياء وساكنة المدينة فان الاعتقاد السائد لدى هؤلاء المواطنين هو أن ما لا يدرك كله لا يترك جله.
هذه ورقة تحاول تقديم لمحة عن انطلاقة هذا المشروع الهام.
المواطنون والخوف من المجهول..؟َََ
هذا المشروع الذي قد يكون فاتحة خير على سكان هذه المدينة يتم إنجازه من قبل الوكالة الوطنية لكهربة المدن الريفية "أدير"، وذلك ضمن مشروع إنارة ست مدن في ولايتي آدرار واترارزه بكلفة إجمالية بلغت 960 مليون أوقية، وكان مدير الوكالة الوطنية لكهربة المدن الريفية قد صرح في وقت سابق أن كهربة هذه المدن التي تعتمد على الزراعة بنسبة كبيرة ستغير من الواقع الاقتصادي لها حيث أنها ستسهم في خفض تكاليف سحب مياه الشرب والمياه المستخدمة في الري والتي تتم حاليا عبر مضخات تستخدم الوقود المستورد بأثمان باهظة، مشيرا في الوقت نفسه أن كهربة الريف لم تتجاوز حتى الآن 3% الأمر الذي يتطلب بذل مجهود كبير حتى تتم تغطية أغلب المناطق الريفية.
مدينة المذرذرة شهدت حراكا مستمرا في إطار التعامل مع هذا المشروع الهام حيث أقبل المواطنون على اقتناء الثلاجات وأجهزة التلفاز بشكل منقطع النظير،وهو تصرف يفسر التعامل اللاعقلاني الذي تعود ساكنة المقاطعة أن يستقبلوا به كل جديد كما حدث مع الهاتف الثابت على حد وصف أحد المواطنين الذين أعربت غالبيتهم عن سعادتها بهذا المشروع الذي انتظروه كثيرا، حيث سيساهم في حل مشاكل كثيرة في مقدمتها ادخار المواد الغذائية والتي كثيرا ما تتعرض للتلف خصوصا في فصل الصيف، كما سيسهم هذا المشروع في إيجاد مراكز طبية فعالة ـالمذرذرة بحاجة إليهاـ بالإضافة إلى فتح صيدليات يحتاجها المواطنون بشكل ملح،أضف إلى ذلك أن خدمات الانترنت والفاكس نوعا من الترف الذي لا يفكر المواطنون كثيرا فيه، ولذلك فهم لا يخفون فرحتهم بهذا الإنجاز، وان كانت تلك الفرحة لا تمنعهم من أن يطالبوا بمزيد من تحسين الخدمات وتعميم هذا المشروع ليعم مختلف أجزاء المدينة، كما أنه يتوقف يوميا لمدة تصل لستة ساعات، وهو ما تبدي منه المواطنة مريم العاملة في سوق المدينة تخوفها إذ ترى أن أجهزة التبريد التي تم اقتناؤها من طرف المحلات التجارية لا يمكن أن تصمد أمام الإنقطاعات المستمرة لتيار الكهرباء، وتضيف قائلة نحن سنتعاون مع ساكنة الأجزاء التي لم تصلها الكهرباء، حتى تحصل على حقها في هذه الخدمات التي عملنا جميعا من أجل جلبها لمدينتنا وترى أن أي مشروع هام كمشروع كهربة المذرذرة قد يبدأ ناقصا لكنه مع الوقت ستتم تكملة النواقص ومراجعة الأخطاء التي ربما تظهر هنا أو هناك، وهو نفس الرأي الذي تذهب إليه زميلتها العاملة في نفس السوق والتي تطالب بتعاون مختلف الجهات المعنية والأطر لكي يتم استغلال هذا المشروع على أحسن ما يرام، ولكي نتمكن من أن يستمر هذا المشروع ويتحسن في المستقبل.
عقدة "الوفاء".. !!!
سكان مقاطعة المذرذرة الذين عانوا كثيرا بسبب الطريق الرابط بين تكند والمذرذرة والذي اتفق على تسميته جورا بطريق الوفاء، حيث لا شيء فيه يوحى بذلك، يتمنون أن يسلك هذا المشروع طريقا مغايرا لسابقه وأن يكون بمثابة عودة الأمل الذي يعتبره البعض قد تلاشى كما يتلاشى الآن الطريق الرابط بين تكند والمذرذرة، وهم بذلك يذكرون السلطات المعنية ـوالذكرى تنفع المؤمنين ـ أن يلتزموا وفاءا بتعهداتهم لكي لا تكون الليلة كالبارحة، فالمواطن فى المذرذرة قد سئم وعود عرقوب ـ وما أكثرها ـ.
إمام الدين ولد أحمدو
كاتب صحفي
المذرذرة اليوم
المذرذرة اليوم
هناك 3 تعليقات:
متى سيبدأ التفكير في كهربة البلديات التابعة أي الخط التاكلالت إبير التورس إذا كانت كهربة عاصمة المقاطعة لم تكتمل بعد ؟!
عام كوم و اكعد
عام كوم و اكعد
إرسال تعليق