أيام مع حبيب
الحسين ولد محنض
يكتب للمذرذرة اليوم
عندما تفقد الأمة عظماءها وهم في سن مبكرة يصبح الأمر فاجعة قوية، وعندما لا تتوفر مزايا الفقيد ومواهبه في أحد غيره تصبح الفاجعة أقوى..
لقد أنجبت مقاطعة المذرذرة أكبر عدد من العباقرة في البلاد مقارنة مع عدد السكان لكنها فقدت بالمقابل عددا من هؤلاء العباقرة وهم في سن مبكرة، ذوت أجسامهم كما تذوي الزهرة، ومن هؤلاء نذكر حبيبين فارقناهما في ظروف متقاربة هما المرحوم جمال ولد الحسن والمرحوم حبيب ولد محفوظ.
ورغم فراقهما ما تزال المذرذرة تعيش ذكرياتهما كأنهما لم يرحلا بعد، وما زال قبسهما ينير الطريق لكل أبناء البلاد الحالمين بالنبوغ والكبرياء..
لقد عرفت هذين الفقيدين عن قرب وأدركت أنهما مختلفين عنا بصورة كلية لأن الفضاء كل الفضاء لم يكن يملؤ محاجر عينيهما في حين كانت أبسط غيمة تحجب الشمس عنا نحن الأشخاص العاديين..
أما المرحوم حبيب فعاشرته وعايشته وعملت معه قرابة عقد من الزمن، فكنت أرى فيه في كل يوم حبيبا جديدا غير حبيب الأمس، حبيبا لغويا، حبيبا أديبا، حبيبا مؤرخا، حبيبا له في كل يوم لون خاص به من ألوان قوس قزح.
قلت له يوما من أيام خريف 1995 مخاطبا فيه حسه الإگيدي المرهف:
لله در حبيب لست موفيه
مقداره الفذ مهما قلته فيه
العبقرية فيه ليس ينكرها
شخص وحسن السجايا ليس ينفيه
وما تراني أبديه وأذكره
مما أراه تراه هو يخفيه
وليس ذاك بالأمر الغريب على
أبناء غور إگيدي أو فيافيه
جمعتني معه صحيفة البيان في آخر شهر من شهور سنة 1991، وكانت البيان حينها، ثم القلم بعد ذلك ابتداء من سنة 1993 قمة في الإبداع كأن لمسة حبيب السحرية كانت ترافق كل كتاباتنا في الجريدة..
كان كل أحد في الجريدة يقدم أفضل ما لديه كأن شخص حبيب يرافقه في أدائه، حتى إذا فارق حبيب الحياة ذبلت أقلامنا دون أن يعرف أي أحد منا سبب ذلك.
وعندما رحل حاولت أن أعرف ما هي ميزة حبيب التي صنعت عبقريته ونبوغه، فلم أتوصل إلى شيء لأن كل مزية من مزاياه كانت تبدو عند استعراضها على أنها تكفي لوحدها لخلق نبوغه، ويمكنني أن أقول بكل جراءة أن أسلوبه في التعاطي مع التواضع ودماثة الخلق لم يكونا أقل إبداعا وعبقرية من أسلوبه في التعاطي مع المعارف والأدب.
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
الأحد، 31 أكتوبر 2010
مسابقة لكويشيش فى الرماية
فاز مساء السبت فريق انواذيبو للرماية بكأس الدورة الأولي للولايات من مسابقة لكويشيش في الرماية.
وتمكن بطل هذه الدورة من تحطيم24 قنينة مقابل23 قنينة لأقرب مطارديه فريق تكانت.
وتم تنظيم هذه الدورة بإشراف من الأمين العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة احمد حامد ولد حمونى، وبمبادرة من رئيس جمعية اترارزة لترقية الرماية التقليدية الدكتور محمد الخامس ولد سيدى، وشاركت فيها فرق من جميع الولايات.
وحصل في هذه الدورة محمد ولد الطالب من ولاية تكانت على لقب افضل رام في المسابقة بتحطيمه لست قنينات.
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
فاز مساء السبت فريق انواذيبو للرماية بكأس الدورة الأولي للولايات من مسابقة لكويشيش في الرماية.
وتمكن بطل هذه الدورة من تحطيم24 قنينة مقابل23 قنينة لأقرب مطارديه فريق تكانت.
وتم تنظيم هذه الدورة بإشراف من الأمين العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة احمد حامد ولد حمونى، وبمبادرة من رئيس جمعية اترارزة لترقية الرماية التقليدية الدكتور محمد الخامس ولد سيدى، وشاركت فيها فرق من جميع الولايات.
وحصل في هذه الدورة محمد ولد الطالب من ولاية تكانت على لقب افضل رام في المسابقة بتحطيمه لست قنينات.
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
في رثاء المرحوم
بابا بن اخليل
صَرفُ الزمان يفرق الأحبابا
و يُباعدُ الأهلين و الأصحابا
و تصيرُ بعد عمارةٍ و حضارة
منهُ الديارُ بلاقِعاً و خرابا
صرفُ الزمان أصابنا بمصيبة
عمَّت فأعظم بالمُصاب مُصابا
بابُ التقى و الزهد والعلم الذي
أرْوَى به الطُلابَ فالطلابا
ندبٌ قفا سَنَن الهداية جاهدًا
و من الضلالة غلق الأبوابا
فَلْتسألنْ عنهُ الفُروعَ و أصْلَها
و لْتسألِ الأ شعار و الآدابا
لا أستطيعُ لكل ما قد حازه
عدًّا و لو ألفتُ فيهِ كتابا
كانت له جناتُ عدنٍ منزِلا
يلقى بها الأوتاد و الأقطابا
و أغاظ ربّي في ذويهِ عدُوهمْ
و أسرَّ ربّي فيهمُ الأحبابا
يَا أسْرةً رضع اليدالِي سِرَّهمْ
و بريقِهمْ لا نختشي الأوصابا
إني " أناديكمْ" و إني واثقٌ
أني سألقى للنداء جوابا
أناديكم" : إشارة إلى قول العلامة محمد فال بن محمذ "ببّها" : ناد الأمين بن باركلّ
عزالدين بن كراي بن أحمد يُورَ
(مرسيليا ـ فرنسا)
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
بابا بن اخليل
صَرفُ الزمان يفرق الأحبابا
و يُباعدُ الأهلين و الأصحابا
و تصيرُ بعد عمارةٍ و حضارة
منهُ الديارُ بلاقِعاً و خرابا
صرفُ الزمان أصابنا بمصيبة
عمَّت فأعظم بالمُصاب مُصابا
بابُ التقى و الزهد والعلم الذي
أرْوَى به الطُلابَ فالطلابا
ندبٌ قفا سَنَن الهداية جاهدًا
و من الضلالة غلق الأبوابا
فَلْتسألنْ عنهُ الفُروعَ و أصْلَها
و لْتسألِ الأ شعار و الآدابا
لا أستطيعُ لكل ما قد حازه
عدًّا و لو ألفتُ فيهِ كتابا
كانت له جناتُ عدنٍ منزِلا
يلقى بها الأوتاد و الأقطابا
و أغاظ ربّي في ذويهِ عدُوهمْ
و أسرَّ ربّي فيهمُ الأحبابا
يَا أسْرةً رضع اليدالِي سِرَّهمْ
و بريقِهمْ لا نختشي الأوصابا
إني " أناديكمْ" و إني واثقٌ
أني سألقى للنداء جوابا
أناديكم" : إشارة إلى قول العلامة محمد فال بن محمذ "ببّها" : ناد الأمين بن باركلّ
عزالدين بن كراي بن أحمد يُورَ
(مرسيليا ـ فرنسا)
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
السبت، 30 أكتوبر 2010
من موريتانيا إلى غزة..
رحلة محامٍ للوصول إلى موكليه
غزة- صفا
حقق المحامي الموريتاني "المامي أبابا" أمنيته بزيارة قطاع غزة ضمن قافلة شريان الحياة 5 التي دخلت القطاع الخميس الماضي، وتمكن لأول مرة من الالتقاء مع ضحايا الحصار والعدوان الإسرائيلي، وجهًا لوجه.
ويقول أبابا في حديثه لـ"صفا":"أنا رجل حر ومهنتي كمحامٍ تتطلب مني أن أزور موكلي في سجنه حتى أتأكد من خيوط القضية، وأنا أعد نفسي وكيلاً عن إخوتي في غزة أمام الرأي العالمي والمحلي، ولهذا جئت إليها". وصُدم أبابا الذي جاء إلى القطاع، بما استمع إليه من ذوي الأسرى والشهداء، وبآثار التدمير والقتل "التي بدت على الشوارع والمرافق وحتى وجوه الناس فيها".
ويضيف "لقد وصلت إلى غزة ولم أصدق أني سأرى ما رأيته، فأهل غزة إضافة للدمار الذي لحق بهم ممنوعون من التعمير، وهذا مخالف لكافة القوانين، لأن أية حرب يتم بعدها تعمير ما تم تدميره مباشرة، ومنع الاحتلال لهم يعد جريمة".
وتابع "لقد تزودت من أهل غزة بخيوط قضيتي التي أنوي أن أرفعها بالتعاون مع محامين عرب وفلسطينيين عبر المحاكم الدولية والمحلية، والأعظم أني مُنحت بالقوة والإيمان بعدالة هذه القضية، وسأزود الهيئة الوطنية للمحاميين في موريتانيا بجميع التفاصيل التي حصلت عليها".
ويعد أبابا أن الانتصار للأسرى الفلسطينيين حلمه الأكبر الذي يرغب في تحقيقه بقوة، مشيرًا إلى أن استماعه لمشاكل وقضايا الأسرى في مؤتمر أسرى فلسطين الدولي دفعه لجعل قضيتهم أولوية إجراءاته العملية بعد زيارته لغزة. وعُقد في غزة السبت مؤتمر أسرى فلسطين الدولي بمشاركة شخصيات ووفود عربية وإسلامية ودولية، حيث أوصى المشاركون بضرورة تحويل ملف الأسرى إلى ملف دولي ونقل قضيتهم إلى البعد العربي والإسلامي وصياغة رؤية لتحريرهم.
ويقول المحامي الموريتاني: "الأسرى مأساة حقيقية ومؤلمة، وقد رأيت القهر والألم في عيون أهلهم،ولهذا فحريتهم وانتصار قضيتهم هي حلمي، وسأقوم بتشخيص كل ملف أسير معذب، من أجل عرضها على القضاء المعني".
ويلفت أبابا إلى أنه سيقوم بتبني قضايا لأسرى فلسطينيين تعرضوا للتعذيب من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا استعداد الهيئةالكامل للانضمام إلى أي ملف يتعلق بالقضية الفلسطينية سواء بأسراها أو بأفرادها أمام جميع المحاكم الدولية.
ويضيف "بما أن موريتانيا موقعة على المواثيق المتعلقة بمنع التعذيب والجرائم ضد الإنسانية، فإن هذا يمكننا من الالتماس من القضاء الموريتاني من إصدار بطاقات اعتقال دولية ضد كل متورط بالتعذيب ضد الأسرى الفلسطينيين.
ويشدد على أن قضايا التعذيب التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيين تستوجب على الجميع محاكمة الاحتلال، وفتح قضايا ضد الأشخاص المتورطين من ارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، كونهم تنطبق عليهم المواصفات الموثقة في القوانين الدولية بذلك.
وبصفته رئيس بلدية "تكند" الموريتانية، فقد أبرم أبابا اتفاقية توأمة مع بلدية جباليا "النزلة" خلال زيارته إلى قطاع غزة.
ويقول: إن" هناك تقاربًا بين "تكند" وغزة في طبيعة أهلها ومستوى حياتهم، ولهذا أطمح لأن أنقل إليهم عبر إبرام التوأمة بما يعرف بالدبلوماسية الشعبية تعريفًا بالبلديات الفلسطينية وطبيعة أهل القرية التي ستكون توأمتهم، وأرجوا أن يكون ذلك سبيلاً لتعريف الناس بالخارج بها".
أما السبب الثاني الذي دفع أبابا إلى قطاع غزة فهو كما قال: "لأنني مسلم وأشعر بوجوب الوقوف إلى جانب المجاهدين في سبيل الله، وآمل أن أكون غزيًا في سبيل تحرير الأقصى".
وغادر أعضاء قافلة شريان الحياة 5 ظهر الأحد قطاع غزة عبر معبر رفح، بعد مشاركتهم في فعاليات وجولات عدة داخل القطاع، وإطلاعهم على الأوضاع المعيشية للسكان، وسط استقبال رسمي وشعبي حافل.
رحلة محامٍ للوصول إلى موكليه
غزة- صفا
حقق المحامي الموريتاني "المامي أبابا" أمنيته بزيارة قطاع غزة ضمن قافلة شريان الحياة 5 التي دخلت القطاع الخميس الماضي، وتمكن لأول مرة من الالتقاء مع ضحايا الحصار والعدوان الإسرائيلي، وجهًا لوجه.
ويقول أبابا في حديثه لـ"صفا":"أنا رجل حر ومهنتي كمحامٍ تتطلب مني أن أزور موكلي في سجنه حتى أتأكد من خيوط القضية، وأنا أعد نفسي وكيلاً عن إخوتي في غزة أمام الرأي العالمي والمحلي، ولهذا جئت إليها". وصُدم أبابا الذي جاء إلى القطاع، بما استمع إليه من ذوي الأسرى والشهداء، وبآثار التدمير والقتل "التي بدت على الشوارع والمرافق وحتى وجوه الناس فيها".
ويضيف "لقد وصلت إلى غزة ولم أصدق أني سأرى ما رأيته، فأهل غزة إضافة للدمار الذي لحق بهم ممنوعون من التعمير، وهذا مخالف لكافة القوانين، لأن أية حرب يتم بعدها تعمير ما تم تدميره مباشرة، ومنع الاحتلال لهم يعد جريمة".
وتابع "لقد تزودت من أهل غزة بخيوط قضيتي التي أنوي أن أرفعها بالتعاون مع محامين عرب وفلسطينيين عبر المحاكم الدولية والمحلية، والأعظم أني مُنحت بالقوة والإيمان بعدالة هذه القضية، وسأزود الهيئة الوطنية للمحاميين في موريتانيا بجميع التفاصيل التي حصلت عليها".
ويعد أبابا أن الانتصار للأسرى الفلسطينيين حلمه الأكبر الذي يرغب في تحقيقه بقوة، مشيرًا إلى أن استماعه لمشاكل وقضايا الأسرى في مؤتمر أسرى فلسطين الدولي دفعه لجعل قضيتهم أولوية إجراءاته العملية بعد زيارته لغزة. وعُقد في غزة السبت مؤتمر أسرى فلسطين الدولي بمشاركة شخصيات ووفود عربية وإسلامية ودولية، حيث أوصى المشاركون بضرورة تحويل ملف الأسرى إلى ملف دولي ونقل قضيتهم إلى البعد العربي والإسلامي وصياغة رؤية لتحريرهم.
ويقول المحامي الموريتاني: "الأسرى مأساة حقيقية ومؤلمة، وقد رأيت القهر والألم في عيون أهلهم،ولهذا فحريتهم وانتصار قضيتهم هي حلمي، وسأقوم بتشخيص كل ملف أسير معذب، من أجل عرضها على القضاء المعني".
ويلفت أبابا إلى أنه سيقوم بتبني قضايا لأسرى فلسطينيين تعرضوا للتعذيب من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا استعداد الهيئةالكامل للانضمام إلى أي ملف يتعلق بالقضية الفلسطينية سواء بأسراها أو بأفرادها أمام جميع المحاكم الدولية.
ويضيف "بما أن موريتانيا موقعة على المواثيق المتعلقة بمنع التعذيب والجرائم ضد الإنسانية، فإن هذا يمكننا من الالتماس من القضاء الموريتاني من إصدار بطاقات اعتقال دولية ضد كل متورط بالتعذيب ضد الأسرى الفلسطينيين.
ويشدد على أن قضايا التعذيب التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيين تستوجب على الجميع محاكمة الاحتلال، وفتح قضايا ضد الأشخاص المتورطين من ارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، كونهم تنطبق عليهم المواصفات الموثقة في القوانين الدولية بذلك.
وبصفته رئيس بلدية "تكند" الموريتانية، فقد أبرم أبابا اتفاقية توأمة مع بلدية جباليا "النزلة" خلال زيارته إلى قطاع غزة.
ويقول: إن" هناك تقاربًا بين "تكند" وغزة في طبيعة أهلها ومستوى حياتهم، ولهذا أطمح لأن أنقل إليهم عبر إبرام التوأمة بما يعرف بالدبلوماسية الشعبية تعريفًا بالبلديات الفلسطينية وطبيعة أهل القرية التي ستكون توأمتهم، وأرجوا أن يكون ذلك سبيلاً لتعريف الناس بالخارج بها".
أما السبب الثاني الذي دفع أبابا إلى قطاع غزة فهو كما قال: "لأنني مسلم وأشعر بوجوب الوقوف إلى جانب المجاهدين في سبيل الله، وآمل أن أكون غزيًا في سبيل تحرير الأقصى".
وغادر أعضاء قافلة شريان الحياة 5 ظهر الأحد قطاع غزة عبر معبر رفح، بعد مشاركتهم في فعاليات وجولات عدة داخل القطاع، وإطلاعهم على الأوضاع المعيشية للسكان، وسط استقبال رسمي وشعبي حافل.
Tel 2240979
إنتخاب الزميل أمربيه ولد الديد
عضوا فى تجمع ناشرى الصحف
أنتحب الزميل أمربيه ولد الديد، عضوا فى مكتب تجمع ناشري الصحافة المستقلة، خلال الجمعية العامة لاتحاد الناشرين الصحفيين المستقلين في موريتانيا التى عقدت يوم الخميس الماضى.
وقد تم انتخاب الزميل أمربيه ولد الديد ممثلا لوكالة نواكشوط للأنباء.
من جهة أخرى تم إنتخاب الزميل محمد فال ولد عمير مدير أسبوعية "لاتربين" الناطقة بالفرنسية، عضوا فى نفس التجمع.
ويعتبر الزميلان من أبرز الأقلام الصحفية فى موريتانيا، وينحدران من مقاطعة المذرذرة.
عضوا فى تجمع ناشرى الصحف
أنتحب الزميل أمربيه ولد الديد، عضوا فى مكتب تجمع ناشري الصحافة المستقلة، خلال الجمعية العامة لاتحاد الناشرين الصحفيين المستقلين في موريتانيا التى عقدت يوم الخميس الماضى.
وقد تم انتخاب الزميل أمربيه ولد الديد ممثلا لوكالة نواكشوط للأنباء.
من جهة أخرى تم إنتخاب الزميل محمد فال ولد عمير مدير أسبوعية "لاتربين" الناطقة بالفرنسية، عضوا فى نفس التجمع.
ويعتبر الزميلان من أبرز الأقلام الصحفية فى موريتانيا، وينحدران من مقاطعة المذرذرة.
Tel 2240979
الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010
المذرذره أيام طفولتي
المذرذرة اليوم تنفرد بنشر الترجمة
...
بقلم: محمد عبد الله بزيد صحفى بإذاعة موريتانيا
ترجمة: محمذن بابا ولد اشفغ مدير مكتب قناة الجزيرة
عندما كنت أزاول الدراسة في مدرسة "فولانفاه"Folanfant في بداية عقد الستينيات من القرن الماضي، كانت المذرذره بلدة وادعة يطيب قي ربوعها العيش.
كانت تمتد من الشمال إلى الجنوب عبر تل متوسط الارتفاع، تحيط بها مساحات خضراء واسعة شجرت بعناية فائقة وحميت بأسلاك حديدية شائكة.
وفي طرفها الشمالي كان حي "مدينه" médinaوهو نقطة عبور يومي للمسافرين إلى "احسي المحصر" عاصمة الإمارة التي استعارت منها الولاية اسمها. وفي هذا الحي الهادئ كان يقيم بعض أصدقاء الطفولة والدراسة ك"إبراهيم ديكو"، ذلك الغلام الخجول المسالم الذي أصبح فما بعد ضابط جمارك والمغفور لهما أخته "عيشه ديكو" و"محمدو جنك" الذي التحق بالجيش قبل وفاته.
وهناك أسماء ما تزال ترتبط في ذاكرتي ب"مدينه" منها أهل جلدي وقد أصبح ابنهم محمد، وهو صديق من عهد طويل، صحفيا ثم موظفا في المنظمة العالمية للزراعة FAO. ومنها مدير مدرسة سابق، السيد "سيني انجاي" وزوجته "دودو" ووالدتها "انجايا" وإخوتها "دودو" و"دمبا غالو" وبشير ولد جالاغي ومحمد جيل.
وما زلت أذكر "يمبا" Yembae، وهو رجل نحيف سريع الغضب كان يسكن عند أهل جالاغي. وكان مضرب المثل عند سكان المذرذره في الحرص على متابعة الإذاعات. فمذياعه يظل يتردد دون انقطاع بين محطات الاتحاد السوفيتي وإيران وفيتنام وهندرواس وأثيوبيا وكندا وتنزانيا وغيرها.
لم يكن "ينبا" يتكلم سوى الحسانية لكن الاستماع إلى الإذاعات كان بالنسبة له طريقة لإنعاش حصص الشاي اليومية التي كان يبدأها بعد الظهر ويواصلها غالبا حتى السحر.
وبعد اجتياز الأرض البور التي تفصل "مدينه" بباقي البلدة تواجه المار دور صغيرة من ألإسمنت بنيت بالأسلوب الاستعماري تحاصرها الكثبان الرملية وتكاد تعزلها عن المدينة وهي تستخدم مساكن متواضعة لبعض موظفي ووكلاء الدولة.
وأذكر أنني حملت أياما متتالية إلى إحدى هذه الدور الضيقة محفظة معلمي القديم السيد "سوماريه هاديمو" Soumaré Hadémou، وهو سونينكي من قرية "آر Arr " أصبح فيما بعد واحدا من أهل المذرذره الحقيقيين.
وقد التقيته عرضا في تكنت أعواما قليلة قبل وفاته فوجدته بشوشا لطيفا كما عهدته قبل ثلاثين سنة لم يكد يتغير. كان يحمل في يده كعادته قطعة من "الكولا" Cola ولم يكن قد فقد شيئا من روح الدعابة التي كانت تميزه.
بعد ذلك يبدأ حي الحرس وهو مكون من دور منخفضة من الطين تمرح أمامها طيلة اليوم ماعز شرسة ونهمة. كانت تعيش هناك بانسجام كامل أسر تنحدر من ولايتي آدرار وإينشيري البعيدتين: أهل الديك، أهل مكيه وأهل اهميمد. وكان لهم أطفال في سني يرتادون المدرسة بينهم: تاري وسيد أحمد والسيدة وآخرون نسيت أسماءهم.
وكانت السيدة بنت الديك فتاة لطيفة ومستقيمة لكنها كانت مشاغبة ومشاجرة ولم يكن أي فتى أو فتاة يجرؤ على استفزازها. وقد التقيتها في روصو عام 1986 بمناسبة زيارة الرئيس معاوية لولاية الترارزة فعرفتني فورا وتبادلنا الحديث مدة شاي حول ذكريات الصبا بإسهاب وعفوية كما يفعل عادة أصدقاء الدراسة عندما يتلاقون بعد طول فراق.
وقدمتني لزوجها، السيد سيدي محمد وكان يومها واليا للترارزة وقد اختفى للأسف بعد ذلك بأعوام في حادث طائرة غامض وقع أثناء رحلة بين نواذيبو والزويرات.
وغير بعيد ينتصب خزان المياه وهو أعلى قمة في المدينة الصغيرة. وكان يطل على حبس المذرذره وهو بناية كبيرة من الطين شيدت في نهاية العشرينيات وأقامت بها شخصيات مرموقة بينها الشاعر العالم امحمد ولد أحمد يوره. ولم يكن سجن هذه الشخصية الإكيدية الكبيرة نتيجة اقتراف جرم أو ارتكاب فعل مشين بل جاء إثر وشاية نسبت له أبيات شعر تحكي بتهكم وسخرية قصة أحد المستعمرين قتلته المقاومة فنقل جثمانه على ظهر ثور من شاطئ الأطلسي إلى المذرذره بطلب من الحاكم.
وقد أقام بهذا السجن عدة مرات أكبر لصوص القبلة في عقد الخمسينيات "الديقداق Deigdag" لأسباب تختلف بطبيعة الحال عن سبب إقامة امحمد.
ويفتح السجن على مخزن كبير من الحديد الثقيل لونه أخضر زيتوني تحفظ في داخله أسلحة وذخائر كتيبة الحرس.
وخلف السجن وبمحاذاة المساحات الخضراء المسيجة توجد بناية شيدت على طراز الدور الفاصلة بين "مدينه" وباقي البلدة. وهو منزل أعرفه جيدا ظل لسنوات متتالية مسكنا للسيدة خداجه بنت مولود وهي ممرضة تنحدر من مدينة بوتلميت المجاورة وتعتبر إحدى أولى القابلات في موريتانيا المستقلة.
وقد أقمت بهذه الدار مرارا نتيجة الصداقة التي كانت تربطني بابن أخت خداجة، أحمد مسكه ولد عبد الله، المعروف عند خاصته بذي القرنين، وبابنها الصغير المشاغب الشيخ التراد وبنتها مليكه.
وأذكر أن خداجة كانت امرأة أنيقة ومهذبة وكانت تتحدث الفرنسية بطلاقة. ولم يكن بيتها يخلو من الزوار وقد ظل عامرا بموائده الوفيرة وكؤوس الشاي المنعنع التي كانت تدار فيه حتى وقت متأخر من الليل. وكان البيت موعدا تحرص شخصيات مرموقة من مجتمع المذرذه في الستينيات على التلاقي فيه.
ففي صالون البيت المؤثث بإتقان كانت هذه الشخصيات تتجاذب أطراف الحديث وتتبادل النكات فتعلو الضحكات المرحة أو تخلد في استمتاع إلى لعب "البيلوت belote ". وأذكر من هذه الشخصيات أمير الترارزه حبيب ولد أحمد سالم رحمه الله وصديقه الحميم شيخ قبيلة تاشدبيت إطول عمره ولد احميد ومحمدو ولد عبد الله أحد تجار المذرذره المحترمين وأعمر ولد أعمر ولد اعلي وكيل ضرائب وابن عم الأمير.
وعلى بعد مائتي متر من خداجة كانت تسكن شخصية أخرى من شخصيات المدينة: "سيدي نيانغ Sidi Niang " ممرض بولاري قضى حياته المهنية كلها في المذرذره. كان الجميع يكن له الحب والاحترام. وكان الأطفال الذين لم يبلغوا بعد سن الختان يفرون منه كالطاعون وكان الأمر يسليه فيقول لهم مداعبا وقد قطب حاجبيه: "موعدنا المستوصف".
وقد عرفت لاحقا أن هذا الرجل ينحدر من كيهيدي Kaédi ومن حي "تولديه Touldé " بشكل خاص حيث يعيش حتى الآن أبناء عمومته، "دياغراف Diagraf " أي أمراء الفلان الذين يشرفون على تسيير الأراضي الزراعية.
أما امرأته "هاوه Hawa " فسيدة جسيمة فارعة القامة قليلة الكلام لا تخرج من بيتها إلا لماما فأغلب وقتها تستغرقه الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال وقطيع البقر.
ومقابل بيت سيدي نيانغ تقريبا تنتصب بناية البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية وهي دار ضخمة وواسعة كانت تستخدم في الوقت ذاته مكتبا ومقر إقامة لمسؤول البريد "علي جيارا Alioune Diara" الذي كانت خدمات البريد في عهده جيدة بل ممتازة.
كان بالإمكان حينئذ الاتصال بالهاتف بين المذرذره وبين مدن كثيرة في موريتانيا: بوتلميت، روصو، ألاك، بوغيه Boghé ، كيهيدي، امبوت، المجرية ومقطع لحجار مثالا لا حصرا. بل كان بالإمكان التحدث لأشخاص عبر الهاتف يقيمون في سين لوي Saint Louis ، رفيسكRufisque ، امبورMbour ، داكار، باريس، الخ.
وكان هناك عامل نسيت اسمه يسهر طيلة الوقت الذي تستغرقه المكالمة الهاتفية على إدارة آلة يدوية تنتج الطاقة اللازمة لتشغيل الهاتف.
أما البريد الوارد من داخل البلاد أو خارجها فكان يشرف على توزيعه دون كلل أو ملل وفق قواعد المهنة ساعي البريد: دهابو. وكان يسكن بيتا يحاذي المدخل الشمالي للمدرسة وكانت هوايته إصلاح أجهزة الإذاعة والساعات كلما سنح له وقت.
وكان يشرف ينفسه على توزيع بعض الجرائد الفرنسية على عدد من الموظفين العاملين في المذرذره: لوموند Le Monde ، لكنار أنشنيهLe Canard enchaîné ، باري ماتش Paris Match، لوبسرافاتير L’observateur، ليفيغارو Le Figaro ودوريات متخصصة كسيلسكسيون دي ريدرز la Sélection du Reader’s Digest وسيانس إي في Science et Vie .
ومن بين المشتركين في الجرائد والدوريات في حقبة الستينيات المرحوم ديالو محمد عقيد من أهل بوتلميت درَس بالمذرذره قبل أن يلتحق بالجيش، وأخوه المرحوم عبد الله ديالو معلم ومدير مدرسة وإداري لا يبارى قضى نحبه في حادث سير مرعب، و"سيلا آلي Sylla Alley" معلم فرنسية عقدوي لم أقف له من بعد على أثر و"هانري ريكيه Henry Riquet " آخر معلم جنسي الفرنسية بقي في مدرسة "فولانفاه" بعد الاستقلال.
وبالعودة إلى السيد عبد الله جيالو أو عبد الله ولد بلله كما يعرف عند أهل بوتلميت، أذكر أن أخاه إسحاق الذي لم أره من بعد وابن أخته محمد كونيهMohamed Koné الذي التقيته مرات قليلة قد زاولا بعضا من دراستهما في المذرذره وكانا على قدر كبير من دماثة الأخلاق.
وكانت تسكن غير بعيد من سيدي نيانغ شخصية أخرى من شخصيات المدينة: "ماديكيه فاي Madéké Faye"، رجل فارع القامة واسع الجبهة خفيض الصوت حاد النظر: نموذج خالص لمجتمع "السرير Sérére". وهو ينحدر من سنغال الأعماق وربما من الساحل الصغير، تلك المنطقة الرائعة التي ولد في ربوعها شاعر الزنوجية الرئيس ليبولد سيدار سينغورLéopold Sédar Senghor.
وقضى ماديكيه حياته وهو يجهد في الحفاظ على شبكة الهاتف بين المذرذره وبوتلميت وبين المذرذره وروصو. وكان عمله المضني يقتضي منه القيام بجولات متكررة على الجمال لتبديل أو إصلاح الأسلاك الهاتفية التي تفسدها عوامل الطبيعة أو نزوات أطفال بداة تعوزهم وسائل التسلية.
كان ماديكيه على درجة كبيرة من الاستقامة والتدين لا تفوته صلاة في المسجد وكان همه منحصرا في رعاية أبنائه وهم يناهزون العشرة: صيارSayar وواليWali وعبدهAbdou و"مادام Madame " والآخرين...
وإلى الشرق من هذه المجموعة من الدور تقع إقامة الحاكم المهيبة وهي بناية ضخمة يمكن أن نصفها بالقصر فيها عدة غرف واسعة يفتح بعضها على بعض.
ويبدو من خلال جدرانها السميكة والصلبة وما فيها من مستودعات وشرفات ومخازن مياه ومحارس ومغاسل ثياب وملحقات وأبواب حديدية ثقيلة أنها صممت أصلا لمقاومة الزمن وربما لمواجهة حصار طويل.
وإلى جانب هذا السور الحصين كان يوجد مكتب الحاكم: بناية قوية من الإسمنت يعمل فيها غالبا الحاكم وسكرتيره ووكيل الخزانة.
وفي الطرف الشمالي من فناء بيت الحاكم توجد دار الضيافة gîte d’étape : مبنى محتشم غير معروف لدى أغلب الناس. وحتى نهاية الستينيات كان بالإمكان الاستمتاع بالتفرج على ما يحويه من دواليب رتبت داخلها بإتقان أسرة قابلة للطي وأواني وملاءات وحشايا: أثاث ومعدات ورثت عن الإدارة الاستعمارية وخصصت لضيافة الموظفين القادمين في مهمات عمل.
وعندما نسلك الطريق الصغير المحاط بشجر "البروزوبيس Prosopis " الرابط بين مقر إقامة الحاكم وبين مركز المدينة فسنمر لا محالة أمام المركز الصحي القديم. وفيه تعمل إحدى أكثر الفرق الطبية الموريتانية كفاءة وتفانيا في العمل. كان سيدي نيانغ يشرف على المعاينات والعمليات الخفيفة بينما يختص جدو ولد يركيت Yargueitt في الحقن والعلاجات الصغيرة. وكانت خداجه بنت مولود تسهر على أمور الحمل والولادة أما رئيس المركز الصحي محمد جيل فيتولى استقبال المرضى وفرزهم.
وكان محمد جيل رجلا حسن الهيئة فارع القامة أنيقا وأبيا. كان سلطويا دون شك لكن مع استقامة واجتهاد وكرم وتدين. كان حسن الذوق في اللباس ويملك مجموعة من الأسلحة الجميلة وكان بطلا في الرماية. وكان مولعا بالعطور الجيدة ورحلات الصيد.
كنت أنزل ضيفا عليه أيام الأحد والعطل فتستقبلني بنته "الطفيله" وأبناؤه شيخاني ودمبه والمغفور له أحمد سالم استقبال الأخ والصديق. وكانت زوجته الأولى واسمها توتو إن لم تخني الذاكرة امرأة مميزة وسخية تأثر أهل المذرذه جميعا باختفائها المفاجئ.
وقد أصبح ابنه شيخاني محاميا ثم عمدة للمذرذرة، وهو زميل في الدراسة وصديق في
الطفولة لم تتح لي إلا نادرا فرص اللقاء به. ومن الغريب أن لقاءنا الأول والأخير منذ
غادرنا مدرسة "فولانفاه" تم عام 1995 في مدينة "ملن Melun " بفرنسا. كنا كلانا مدعوين لحضورحفل لتخليد توأمات بين مدن لم أعد أذكرها من الترارزة والبراكنة وبين مدينة "سينار" Nouvelle ville de Sénartالجديدة من محافظة "سين ومارن Seine et Marne ". وقد جاء هو بوصفه عمدة للمذرذره وجئت أنا ضمن وفد من تكنت.
وبجوار المستوصف مباشرة يقع المسجد الجامع: موئل للصلاة والتعبد. ومن بين معتاديه
علماء أجلاء قضوا نحبهم كلهم: أحمد سالم ولد بيباه (ححام) أحمد سالم ولد باكا، محمدو
ولد العالم، محمد بابا ولد النده، وباقي الجماعة.
كان المستوصف مقابلا لمخازن هي عبارة عن دور متواضعة ومغبرة تعلوها صفائح
حديدية مموجة يملكها حسب ما أظن محمدن ولد إفكو: رجل أعمال ثري من أهل
المذرذره. وأذكر أن محمدن كان رجلا حسن الهيئة فارع الطول له وجه كبير ولحية كثة
مرتبة بإحكام على الدوام. وهو يرتدي عادة دراريع من المظلع الفاخر وسراويل قطنية
سوداء وقمصان طويلة الأكمام.
وكنت أراه غالبا وراء مقود سيارته "الدي شفو Deux chevaux " يقطع الطريق المؤدية إلى مقر إقامة الحاكم وأعين الأطفال ترمقه باندهاش.
وخلف هذه المخازن كانت توجد مجموعة من الدور تقطن واحدة منها أسرة أهل أجون:
سيدينا وأخواته وبنت أخته اشريفه وهي صديقة وزميلة في الدراسة حظيت بلقائها قبل
سنوات بنواكشوط. وقد أصبحت أمينة مكتبة.
وعلى الجزء الموازي من الطريق كانت هناك دار كبيرة من الأسمنت يقال إن المرحوم
الشيخ سيداتي ولد الشيخ الطالب بويا هو من بناها. كان لها د رج خشن وأبواب خشبية
متهالكة. وكانت تسمى دار الأشياخ.
وكان من عادتي أن آتي إليها للعب "داري" وللتمرن مع أصدقاء على خربشة سخافات
تطفح بالأخطاء الإملائية والنحوية في المساحات الفارغة النادرة على جدرانها الشاحبة.
وإن نسيت فلن أنسى أن دار الأشياخ كانت نقطة التقاء يتداعى إليها كل مساء أطفال
المدينة حيث ينتظرون الساعات تلو الساعات وصول الشاحنات القادمة من روصو.
وكان يقود تلك الشاحنات وهي من مركة سيترويين citroen تي 46 T سواق مهرة: جيبي انجاي Djibi Ndiaye ، سك Seck ، مالك، ساليو Saliou ، سعد بوه، العيد، بوي نار Boy Nar، سويد أحد ولد اكريبلي ، ابيبيه ونسيت البقية...
وكانت ملكية أغلب هذه الشاحنات تعود لأسرة كبيرة من أهل المذرذره: أهل ابراهيم فال
وخاصة الأخوين: محمد عبد الحي وإفكو وقد بنيا ثروتهما من النقل البري.
وقد سافرت مرارا في هذه الشاحنات بين المذرذره وروصو وبشكل مجاني. وما زلت
أذكر القرى المتناثرة على جنب الطريق البالغ طوله نحو ستين كيلومترا: بوزبيله،
احسي عبده، الشرات، لكراع الأحمر، احسي أفلجيط، رش النيه، رش زمبتي، رش أهل
المرابط، الخمسان، بوندرينان.
كانت الشاحنات تنطلق غالبا في الصباح الباكر لتصل إلى روصو بين الثامنة والتاسعة
صباحا. وكانت تلاقي صعوبات في شق طريقها وسط نباتات كثيفة ووافرة. وكانت هذه
النباتات تتشكل في الجزء الشمالي من شجر القتاد (إيروار) والسيال (الطلح)
والسَـمـر(السدرة البيظه) والسدر. أما في الجزء الجنوبي فأنواع الأشجار المهيمنة هي:
المسيم (تيشط) والأراك (إفرشي) والبشام (آدرس) والأثل (الطرفه) والثمام (أم ركبه).
ولم يحدث ولو مرة واحدة أن فرض السيدان إفكو ولد ابراهيم فال وأخوه محمد عبد الحي
رحمه الله على هذا التلميذ المسكين دفع أجرة النقل. وفي الحقيقة لم يكونا يطلبان أي شيء
من أي أحد، فقد كانا يقنعان باستلام ما يقبل الركاب المترددون أن يعطوهما إياه لقاء
السفر. وكانا فعلا رجلين كريمين: والد وعم زميلي في الدراسة الداه ولد ابراهيم فال
الذي لم ألقه إلا نادرا وقد عمل في البنوك حسب ما علمت.
وأذكر صاحب شاحنة آخر من أهل المذرذره: تياه ولد أحمدو ابن عم لأهل ابراهيم فال.
وهو رجل متواضع وودود شبت النار في شاحنته لدى مخرج روصو قبالة خليج "باخ" بداية السبعينيات
يشق مركز مدينة المذرذره شارع رملي واسع مأهول جدا سحابة النهار وشبه خال طيلة
الليل. ويمتد هذا الشارع غربا حتى المساحات الخضراء المسيجة وتتناثر على جنبيه
الحوانيت بدء بتلك الدار المنخفضة ذات الفناء الداخلي الكبير التي تتناثر فيها على غير
نسق أو ترتيب مواد ومنتجات طازجة وحبوب مجلوبة من "شمامه" وبحيرة الركيز
والبوادي: الذرة البيضاء، الذرة الصفراء، الدخن، الفاصوليا، الهبيد، الفستق، الدهن،
القرب، الأسراج، المناسف، الجلود، الحبال، الخ.
إنه حانوت "يالي" أحد سكان المذرذره الأوائل وهو رجل متدين وحكيم ومضياف. ويالي هو والد صديق قديم وافاه أجله: أحمد سالم المعروف عند الخاصة ب"بيشاله" والدكتور عثمان ولد يالي أحد الأطباء الأوائل في موريتانيا المستقلة وعمر ولد يالي أحد رموز التحالف الشعبي التقدمي وله بنات نسيت أسماءهن.
ولجاره محمد سيديا ولد ابا دكان جيد التموين يعرض جميع أصناف البضائع بما فيها
أفضل العطور في تلك الفترة: "كيكي 44"، "ماتي غي"، "جولي سوار"، "نوستالجي"،
"أبانيته" و"دانكومه" وأكثر السجائر رواجا حينذاك: "كرافن آ"، "باستوس"، "كاميليا"، "غلواز" و"جيتان".
وكانت تنافسه متاجر ولد الجيلاني ومحمدو ولد حامدينو: والد اثنين من زملائي في
الدراسة: محمد والحسن، ومحمد عبد الحي ولد ابراهيم فال واعلي سالم ولد اعلي
والشريف بونا زوج لاله بنت ابريكه وسيداتي ولد المعلوم: والد الفتى المحبب والمسالم:
بلاه.
وقد التقيت بلاه على هامش المفوضات الموريتانية التي جرت في داكار عام 2008
وانتهت بحل الأزمة التي نشبت إثر الإطاحة بالرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله. وقد التقينا
عند واحد من معارفنا القديمة والودودة في المذرذره وهو السيد أحمد بزيد ولد البواه وكان
وقتها دبلوماسيا يخدم في سفارة موريتانيا بالسنغال.
وترافقت مع بلاه الذي كنت أراه لأول مرة منذ ربع قرن في طريق العودة من السنغال
إلى أن وصلنا إلى تكنت حيث قضينا يوما رائعا مع ذويه.
وإلى جانب حانوت سيداتي ولد معلوم كان يوجد دكان العجوز "المراكشي" وهو مغربي
حملته أقداره إلى المذرذره في عهد الاحتلال الفرنسي. وكان المراكشي يتاجر بالجلود
والصمغ العربي، يشتري بضاعته محليا بأسعار زهيدة ليبيعها بربح وافر للتجار اللبنانيين في السنغال.
ورغم إقامته الطويلة بين أهالي إيكيدي واختلاطه بمجتمع المذرذره في تلك الفترة، فلم
يستطاع التخلص من اللكنة الأعجمية التي تميز سكان مراكش تانسيفت الأحواز، كما ظل فك شفرة الثقافة المحلية المليئة بالإيحاءات مستعصيا عليه.
ولذلك كان سوء الفهم هو الطابع الغالب على علاقته بزبنائه وأكثرهم من أبناء عم صديقي
القديم: اعلي من رحال الذي لم ألتقه سوى مرة أو مرتين عن طريق الصدفة عند أصدقاء
مشتركين.
وعلى بعد مئات الأمتار من المراكشي كانت تعيش على هامش المجتمع تقريبا سيدة اسمها
"باسين" يزعم السكان أن لها قدرات خارقة.
وهناك أخيرا المتاجر الصغيرة وأصحابها هم: أحمد دال ولد بابدينا وبابا ولد الشيخ
وخيرات ودكاكين أبناء عمي المتواضعة المغفور لهم: محمد عبد الحي ولد النيه (النحي)
ومحمد الأمين ولد بشار وعمي ولد متالي ومحمد الأمين ولد المصطفي ودحود ولد
المصطفى.
وأمام هذه الحوانيت يتجمع عادة الحمالة الشجعان وأهمهم في تلك الفترة: ديابل، آمبوها،
الزايد ولد ابراهيم، بلخير، امبيريك ولد عبدوت، ابياه ...
وعلى هذا الشارع أيضا كانت توجد مخبزة علي ولد الصبار وهي مخبزة تصنع خبزا
أصفر براقا ناعما ولذيذا وقد كنت به مولعا. وكنت كأهل المذرذره أفضله كثيرا على
خبز اسويعيد وعلى الخبز الذي كان يصنعه رجل يدعى الصبار في مخبزة غير بعيدة من
حانوت الحسين ولد بلال الجولي. وعلي ولد الصبار هو والد ابراهيم: زميل في الدراسة
عمل فيما بعد في الدرك الوطني.
وكان يشق شمال وسط المدينة شارع مواز للشارع الرئيسي على حافته يقع حانوت كبير
للسيد أحمد ولد اظمين وهو تاجر من أهل آدرار. وقد أتى حريق على حانوته فتعاطف
معه أهل المذرذه في وثبة تضامن صادق ولا أذكر تفاصيل تلك المأساة نظرا لصغر سني
وقت وقوع الحادث.
وفي الحي الذي يشقه الشارع كانت تعيش أسر ثلاثة من حرس الغابات: أهل شنان الذين
لقي ابنهم المختار حتفه أثناء حرب الصحراء وهو أحد أصدقائي في الطفولة وكان قويا
وشجاعا، وأهل سيد أحمد: أسرة من آدرار وكانت بنتهم السالكة وابنهم لمهابه من زملائي
في الدراسة وأهل محمد سالم ولد زين الذين شرف ابنهم محمد عبد الله مدرسة "فولانفاه"
عندما حاز على المرتبة الأولى على المستوى الوطني في مسابقة دخول السنة الأولى من
الإعدادية عام 1965.
وبعد دراسات عليا في الاقتصاد اشتغل هذا الصديق النحيف الذي يتمتع بجرأة فائقة في
البنوك قبل أن يتحول إلى "التبتيب". وقد أفلحت بعسر أن أحافظ على التواصل مع هذا
"الأبله".
وعلى بعد خطوتين من حرس الغابات كانت تعيش اسرة "دمبه ديا" وكان والدها بناء إن
لم تخني الذاكرة.
وكان العجوز "دمبه دياDemba Dia" رجلا سخيا يلجأ إلى بيته محمد ولد بركة وباينيBayenni والنماه وادويدن Douéden وبنت المنها وهم صعاليك ومساكين لا حامي لهم يذرعون شوارع المذرذرة طيلة اليوم دون هدف محدد.
وعندما يبلغ منهم التعب مبلغه بعد مطاردات الأطفال الضارية والقاسية يلجأ هؤلاء
المشردون إلى أهل "دمبه ديا" فيجدون الحماية والمأوى والمأكل.
وفي الصف نفسه توجد دار "طار ديوب Tar Diop " الكبيرة. ولا أذكر والد "طار ديوب" الذي يقال إنه حارس غابات أصله من مدينة "سين لوي" بالسنغال، لكنني أعرف جيدا أعضاء أسرته: كن بوغلKen Bouguel وكيوه Kewa والمرحوم باي ديوب Baye Diop.
ووالدتهم واسمها "مضم" كانت صغيرة القامة نحيفة الجسم بشوشة وسخية. وكان من عادة
"مضم" تقديم الأكل لكل من يحضر إلى بيتها وقت الغداء: شحاذون وقرويون وحضريون
ومسافرون جاؤوا من السنغال المجاور أو من أصقاع أخر.
وكان جناح من بيت أهل "طار ديوب" بمثابة مكتب ومقر إقامة لقاضي المذرذره السيد
حامد ولد ببها.
ومن عتبة بيتهم كان بإمكان أهل "طار ديوب" أن يرقبوا حركة النساء اللائي يرتدن السوق
القريب حيث ينتظرهن الجزارون: أحمد سالم ولد الصبار وريحانة والمولود ولد آمغيرات
وبائع الخضروات الوحيد: بلال ولد اجيوري.
أما جنوب مركز المدينة فقد كان يشقه شارع ضيق ينطلق شرقا من مستوى دار سيدة
عجوز تعيش بمحاذاة طريق روصو تدعى عيشة متياره وهي زوج رجل يسمى امبارك
ولد بوحشيشه.
وعلى جنبي هذا الشارع شيدت مساكن تعود ملكيتها إلى أسر عريقة في المدينة: أهل
دهابو: ساعي البريد التي تحدثت عنه سابقا، وأهل معاوية وهم أبناء عم درَس والدهم
رحمه الله في أقصى شرق البلاد ثم في المذرذره والبير التورس قبل أن تتم ترقيته
مقتصدا. وهو والد الإداري ووزير الداخلية السابق محمد ولد معاوية.
وكان من بين جيران أهل معاوية ولي الله احماده ولد ابا وهو شخصية من أهل نيفرار، وأهل بابا سمكهBaba Samaké وكان ابنهم عمر سي الدبلوماسي الذي وافاه الأجل المحتوم صديقا لطيفا وزميل دراسة. وما زلت أذكر والدته خديجة وخاله العملاق "سيدي بيSidibé " الذي كنا نساومه في صناعة مقاذف الحجارة التي نصطاد بها الطيور، وخالتيه: زينب التي أصبحت ممرضة مساعدة في المركز الصحي بالمذرذره و"فيتا سمكه" حرم الدكتور عثمان ولد يالي.
وعلى بعد مائة متر من هنا كان يسكن أهل محمد ولد شداد، العجوز السالمة بنت أعمر لغنم
وزينب والدة صديقي: محم والنين، والناها وأحمد الجزار الفكاهي والداه الأخ غير الشقيق
وهو احد أصدقاء الطفولة القلائل الذين لم ينقطع بيني وبينهم حبل الوصال وقد اشتغل في
الجمارك.
بعد ذلك يأتي منزل أهل أحمد ولد عبد الله الفسيح وكان لوالدهم حانوت يفتح على الشارع.
وابنه عثمان: السيفر عند الخاصة هو زميل دراسة غاب عن ناظري وله ثلاث أخوات
وأخوان: اللوت حرم أحمد ولد ابراهيم فال والفقيدة مناه وعبد الله والأم والأخ الكبير
واسمه محمد إن لم تخني الذاكرة.
وغير بعيد يعيش في بيت صغير بناء ماهر ومسالم: محمد ولد غدالهGdala الذي انتهى الأمر بابنته فاطمة إلى العمل في الخزانة العامة.
أما جيران هذا البناء فهم أهل الميداح: الوالد الحكيم محمد، وزوجه التي نسيت اسمها، وبناته: عيشة ومروم وقد تزوجتا شخصيتين كبيرتين من الشرق الموريتاني، وماما التي اشتغلت في إذاعة موريتانيا، وفو والمعلومة وكانتا من رواد المدرسة.
وفي الجانب الآخر من الشارع يعيش أبناء عمهم أهل أحمدو ولد الميداح: الوالدة بنت أبنو والأطفال: محمد المعروف عند الخاصة بكحلوش وهو موسيقار موهوب وصديق حميم قضيت معه أوقات سعيدة وخضت وإياه مغامرات خارقة، ولبابه ومشالم ودوينه الذين رأيتهم يكبرون تحت عطف خاليهم: محمد ودودو.
وفي هذا الحي تعيش أسرتا اثنين من أصدقائي في الطفولة: رمظان ولد طهمان الذي أصبح ممرض دولة وقد سعدت بلقائه بعد ذلك ويركمه ولد آمبوها الذي لم تكتب لي رؤيته إلا نادرا.
فجدتا هذين الصديقين سيدتان لا يمكن لأي معاصر لتلك الفترة في المذرذره أن ينساهما: فاطمه بنت اسطوله، امرأة محببة يقال إنها كانت تصنع أحسن عيش في القبلة، واميمانه وهي جدة مرحة ومحسنة كانت فطائرها ذات الشكل المدور المرشوشة بإتقان بدقيق السكر أجمل هدية يمكن أن تقدم لطفل.
وكانت تسكن في هذا الحي سيدة أخرى لا تقل شهرة: اماشن التي كانت تنعش جميع الحفلات بطبلها الساحر وخطبها السردية العصماء.
وبالقرب من أهل أحمدو ولد الميداح يعيش أهل اجريفين: محمد وابنته مريم، وأهل اعلي ولد ميداح وكان والدهم اعلي الشخص الوحيد الذي يتجول في مدينة المذرذره على صهوة جواد، وأهل سيد أحمد وغيرهم ممن نسيت.
وفي الطرف الجنوبي من هذا الحي الآهل توجد دار أهل بلال ديولي الصغيرة: والدتهم التي لا يمكن أن تنسى، السالمة ذات الوجه البشوش التي خدمت أجيالا متعاقبة من تلاميذ القسم الداخلي، وابنتها الهاشمية التي خلفتها وابناها الكبيران: الحسن والحسين.
أما الحي الجنوبي الغربي فكان منطقة نفوذ أسر كبيرة لا تقل شهرة عن الأسر السابقة: أهل ححام وكان ابناه بيباه وجيد من أعز أصدقائي. وعرفت أيضا أخاهما بده، كانت له بضاعة من علم وكان ضعيف البنية وقد وافاه أجله المحتوم، وأخاهما الصغير محمذن بابا ولد أشفغ صحفي الجزيرة الموهوب والمشهور محليا أكثر بلقبه: امني.
ومن هذه الأسر أهل أحمد ولد ميداح: الوالد أحمد والد صديقي طفولتي: الرجاله الذي كان ينعته عبد الله ديالو بالتعنت ومحمد العاقل الرزين.
وبجوار أهل أحمد ولد الميداح المباشر كان يعيش المزارع دييري، وأهل يركيت: محمد التاجر، وجدو الممرض المساعد، ومحمذن فني الإذاعة وباقي أفراد الأسرة، فضلا عن أسر أهل الطالب جدو وأهل زيدون وأهل صلاحي وأهل اعلي وركان: محمد وزوجه مريم وهي امرأة بالغة التدين والبنية الصغيرة كمبان.
وعلى بعد نحو مائتي متر من أهل اعلي وركان يوجد منزل أهل أنمراي. وكان والدهم أنمراي رجلا عظيما يطفح بالنشاط والحيوية فهو حلاق المذرذره المعتمد وصاحب أجمل حديقة في المدينة ومؤذن المسجد والفني المشرف على منشآت ضخ المياه.
وغير بعيد جنوبا كان يقطن أهل البواه وقد عمل والدهم، الداه، سنوات طويلة مراقبا في مدرسة "فولانفاه"، أما ابنه دياه فقد أصبح فيما بعد ضابطا في الجيش الوطني. وكان في جوارهم أهل امَـن وكان ابنهم حدُو رحمه الله صديق طفولة وزميل دراسة.
أما الكود أو السهل المنخفض الذي يفصل بين المدينة وبين كثبان المذرذره البيضاء الأسطورية فيأوي مصالح المياه والغابات والبيطرة والمجزرة ومنشآت ضخ المياه والآبار: بئر المدينة وبئر المياه والغابات (حاسي أهل الصدر) وبئر بديوره.
وفي الكود كان يقيم صديق طفولة فقدت أثره: "إبنو انجاي Ibnou Ndiaye" نجل طبيب بيطري خدم في المذرذره في بداية الستينيات. وقد كان أطفال خلفه ولد حيبلتي الطبيب البيطري المنحدر من البراكنه زملاء في مدرسة "فولانفاه".
وكان الكود موئلا لأهل امبارك اللوصاي وأهل العالم وأسرة أصلها من بوتليت: أهل ممادي وكان والدهم أحمد حفار آبار وابنه إبراهيم زميل دراسة كتب لي أن أراه مرتين أو ثلاثا في نواكشوط في منتصف الثمانينيات.
دون تحضير مسبق ودون سبب وجيه عدت إلى المذرذره في بداية شهر أكتوبر 2010، فوجدتني أتسكع في الشوارع على غير هدى كما كان يفعل يوميا محمد ولد بركه وبايني والنماه ودويدن وبنت امنها. فعلى غرارهم جبت المدينة عرضا وطولا.
وأثناء تجوالي حاولت أن أرصد أدنى أثر لما عهدته من قبل: أزيز شاحنة تي 46، ضوضاء الأطفال وقد تداعوا إلى دار الأشياخ، رنين جرس مدرسة "فولانفاه"، صهيل فرس اعلي ولد الميداح، ضربات طبل اماشن، أذان أنمراي.... لقد كانت محاولاتي ضربا من العبث.
كانت المذرذرة الممتدة أمام قدمي غريبة عني تماما. والوجه المتجعد الذي كانت تعيده إلى مرآة سيارتي الداخلية لم يكن هو أيضا وجهي.
لقد تبدلت الأمور بعمق مع مرور الزمن: تغيرت المذرذه كثيرا وتغيرت أنا أيضا.
عدت أدراجي حائرا مضطربا وأسرعت الأوبة إلى نواكشوط.
ولم يبق لي سوى عزاء واحد: أن احمي بغيرة تلك الصورة الصادقة الحية والمرحة التي أحمل للمذرذره في قلبي، صورة المذرذره أيام طفولتي.
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
المذرذرة اليوم تنفرد بنشر الترجمة
...
بقلم: محمد عبد الله بزيد صحفى بإذاعة موريتانيا
ترجمة: محمذن بابا ولد اشفغ مدير مكتب قناة الجزيرة
عندما كنت أزاول الدراسة في مدرسة "فولانفاه"Folanfant في بداية عقد الستينيات من القرن الماضي، كانت المذرذره بلدة وادعة يطيب قي ربوعها العيش.
كانت تمتد من الشمال إلى الجنوب عبر تل متوسط الارتفاع، تحيط بها مساحات خضراء واسعة شجرت بعناية فائقة وحميت بأسلاك حديدية شائكة.
وفي طرفها الشمالي كان حي "مدينه" médinaوهو نقطة عبور يومي للمسافرين إلى "احسي المحصر" عاصمة الإمارة التي استعارت منها الولاية اسمها. وفي هذا الحي الهادئ كان يقيم بعض أصدقاء الطفولة والدراسة ك"إبراهيم ديكو"، ذلك الغلام الخجول المسالم الذي أصبح فما بعد ضابط جمارك والمغفور لهما أخته "عيشه ديكو" و"محمدو جنك" الذي التحق بالجيش قبل وفاته.
وهناك أسماء ما تزال ترتبط في ذاكرتي ب"مدينه" منها أهل جلدي وقد أصبح ابنهم محمد، وهو صديق من عهد طويل، صحفيا ثم موظفا في المنظمة العالمية للزراعة FAO. ومنها مدير مدرسة سابق، السيد "سيني انجاي" وزوجته "دودو" ووالدتها "انجايا" وإخوتها "دودو" و"دمبا غالو" وبشير ولد جالاغي ومحمد جيل.
وما زلت أذكر "يمبا" Yembae، وهو رجل نحيف سريع الغضب كان يسكن عند أهل جالاغي. وكان مضرب المثل عند سكان المذرذره في الحرص على متابعة الإذاعات. فمذياعه يظل يتردد دون انقطاع بين محطات الاتحاد السوفيتي وإيران وفيتنام وهندرواس وأثيوبيا وكندا وتنزانيا وغيرها.
لم يكن "ينبا" يتكلم سوى الحسانية لكن الاستماع إلى الإذاعات كان بالنسبة له طريقة لإنعاش حصص الشاي اليومية التي كان يبدأها بعد الظهر ويواصلها غالبا حتى السحر.
وبعد اجتياز الأرض البور التي تفصل "مدينه" بباقي البلدة تواجه المار دور صغيرة من ألإسمنت بنيت بالأسلوب الاستعماري تحاصرها الكثبان الرملية وتكاد تعزلها عن المدينة وهي تستخدم مساكن متواضعة لبعض موظفي ووكلاء الدولة.
وأذكر أنني حملت أياما متتالية إلى إحدى هذه الدور الضيقة محفظة معلمي القديم السيد "سوماريه هاديمو" Soumaré Hadémou، وهو سونينكي من قرية "آر Arr " أصبح فيما بعد واحدا من أهل المذرذره الحقيقيين.
وقد التقيته عرضا في تكنت أعواما قليلة قبل وفاته فوجدته بشوشا لطيفا كما عهدته قبل ثلاثين سنة لم يكد يتغير. كان يحمل في يده كعادته قطعة من "الكولا" Cola ولم يكن قد فقد شيئا من روح الدعابة التي كانت تميزه.
بعد ذلك يبدأ حي الحرس وهو مكون من دور منخفضة من الطين تمرح أمامها طيلة اليوم ماعز شرسة ونهمة. كانت تعيش هناك بانسجام كامل أسر تنحدر من ولايتي آدرار وإينشيري البعيدتين: أهل الديك، أهل مكيه وأهل اهميمد. وكان لهم أطفال في سني يرتادون المدرسة بينهم: تاري وسيد أحمد والسيدة وآخرون نسيت أسماءهم.
وكانت السيدة بنت الديك فتاة لطيفة ومستقيمة لكنها كانت مشاغبة ومشاجرة ولم يكن أي فتى أو فتاة يجرؤ على استفزازها. وقد التقيتها في روصو عام 1986 بمناسبة زيارة الرئيس معاوية لولاية الترارزة فعرفتني فورا وتبادلنا الحديث مدة شاي حول ذكريات الصبا بإسهاب وعفوية كما يفعل عادة أصدقاء الدراسة عندما يتلاقون بعد طول فراق.
وقدمتني لزوجها، السيد سيدي محمد وكان يومها واليا للترارزة وقد اختفى للأسف بعد ذلك بأعوام في حادث طائرة غامض وقع أثناء رحلة بين نواذيبو والزويرات.
وغير بعيد ينتصب خزان المياه وهو أعلى قمة في المدينة الصغيرة. وكان يطل على حبس المذرذره وهو بناية كبيرة من الطين شيدت في نهاية العشرينيات وأقامت بها شخصيات مرموقة بينها الشاعر العالم امحمد ولد أحمد يوره. ولم يكن سجن هذه الشخصية الإكيدية الكبيرة نتيجة اقتراف جرم أو ارتكاب فعل مشين بل جاء إثر وشاية نسبت له أبيات شعر تحكي بتهكم وسخرية قصة أحد المستعمرين قتلته المقاومة فنقل جثمانه على ظهر ثور من شاطئ الأطلسي إلى المذرذره بطلب من الحاكم.
وقد أقام بهذا السجن عدة مرات أكبر لصوص القبلة في عقد الخمسينيات "الديقداق Deigdag" لأسباب تختلف بطبيعة الحال عن سبب إقامة امحمد.
ويفتح السجن على مخزن كبير من الحديد الثقيل لونه أخضر زيتوني تحفظ في داخله أسلحة وذخائر كتيبة الحرس.
وخلف السجن وبمحاذاة المساحات الخضراء المسيجة توجد بناية شيدت على طراز الدور الفاصلة بين "مدينه" وباقي البلدة. وهو منزل أعرفه جيدا ظل لسنوات متتالية مسكنا للسيدة خداجه بنت مولود وهي ممرضة تنحدر من مدينة بوتلميت المجاورة وتعتبر إحدى أولى القابلات في موريتانيا المستقلة.
وقد أقمت بهذه الدار مرارا نتيجة الصداقة التي كانت تربطني بابن أخت خداجة، أحمد مسكه ولد عبد الله، المعروف عند خاصته بذي القرنين، وبابنها الصغير المشاغب الشيخ التراد وبنتها مليكه.
وأذكر أن خداجة كانت امرأة أنيقة ومهذبة وكانت تتحدث الفرنسية بطلاقة. ولم يكن بيتها يخلو من الزوار وقد ظل عامرا بموائده الوفيرة وكؤوس الشاي المنعنع التي كانت تدار فيه حتى وقت متأخر من الليل. وكان البيت موعدا تحرص شخصيات مرموقة من مجتمع المذرذه في الستينيات على التلاقي فيه.
ففي صالون البيت المؤثث بإتقان كانت هذه الشخصيات تتجاذب أطراف الحديث وتتبادل النكات فتعلو الضحكات المرحة أو تخلد في استمتاع إلى لعب "البيلوت belote ". وأذكر من هذه الشخصيات أمير الترارزه حبيب ولد أحمد سالم رحمه الله وصديقه الحميم شيخ قبيلة تاشدبيت إطول عمره ولد احميد ومحمدو ولد عبد الله أحد تجار المذرذره المحترمين وأعمر ولد أعمر ولد اعلي وكيل ضرائب وابن عم الأمير.
وعلى بعد مائتي متر من خداجة كانت تسكن شخصية أخرى من شخصيات المدينة: "سيدي نيانغ Sidi Niang " ممرض بولاري قضى حياته المهنية كلها في المذرذره. كان الجميع يكن له الحب والاحترام. وكان الأطفال الذين لم يبلغوا بعد سن الختان يفرون منه كالطاعون وكان الأمر يسليه فيقول لهم مداعبا وقد قطب حاجبيه: "موعدنا المستوصف".
وقد عرفت لاحقا أن هذا الرجل ينحدر من كيهيدي Kaédi ومن حي "تولديه Touldé " بشكل خاص حيث يعيش حتى الآن أبناء عمومته، "دياغراف Diagraf " أي أمراء الفلان الذين يشرفون على تسيير الأراضي الزراعية.
أما امرأته "هاوه Hawa " فسيدة جسيمة فارعة القامة قليلة الكلام لا تخرج من بيتها إلا لماما فأغلب وقتها تستغرقه الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال وقطيع البقر.
ومقابل بيت سيدي نيانغ تقريبا تنتصب بناية البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية وهي دار ضخمة وواسعة كانت تستخدم في الوقت ذاته مكتبا ومقر إقامة لمسؤول البريد "علي جيارا Alioune Diara" الذي كانت خدمات البريد في عهده جيدة بل ممتازة.
كان بالإمكان حينئذ الاتصال بالهاتف بين المذرذره وبين مدن كثيرة في موريتانيا: بوتلميت، روصو، ألاك، بوغيه Boghé ، كيهيدي، امبوت، المجرية ومقطع لحجار مثالا لا حصرا. بل كان بالإمكان التحدث لأشخاص عبر الهاتف يقيمون في سين لوي Saint Louis ، رفيسكRufisque ، امبورMbour ، داكار، باريس، الخ.
وكان هناك عامل نسيت اسمه يسهر طيلة الوقت الذي تستغرقه المكالمة الهاتفية على إدارة آلة يدوية تنتج الطاقة اللازمة لتشغيل الهاتف.
أما البريد الوارد من داخل البلاد أو خارجها فكان يشرف على توزيعه دون كلل أو ملل وفق قواعد المهنة ساعي البريد: دهابو. وكان يسكن بيتا يحاذي المدخل الشمالي للمدرسة وكانت هوايته إصلاح أجهزة الإذاعة والساعات كلما سنح له وقت.
وكان يشرف ينفسه على توزيع بعض الجرائد الفرنسية على عدد من الموظفين العاملين في المذرذره: لوموند Le Monde ، لكنار أنشنيهLe Canard enchaîné ، باري ماتش Paris Match، لوبسرافاتير L’observateur، ليفيغارو Le Figaro ودوريات متخصصة كسيلسكسيون دي ريدرز la Sélection du Reader’s Digest وسيانس إي في Science et Vie .
ومن بين المشتركين في الجرائد والدوريات في حقبة الستينيات المرحوم ديالو محمد عقيد من أهل بوتلميت درَس بالمذرذره قبل أن يلتحق بالجيش، وأخوه المرحوم عبد الله ديالو معلم ومدير مدرسة وإداري لا يبارى قضى نحبه في حادث سير مرعب، و"سيلا آلي Sylla Alley" معلم فرنسية عقدوي لم أقف له من بعد على أثر و"هانري ريكيه Henry Riquet " آخر معلم جنسي الفرنسية بقي في مدرسة "فولانفاه" بعد الاستقلال.
وبالعودة إلى السيد عبد الله جيالو أو عبد الله ولد بلله كما يعرف عند أهل بوتلميت، أذكر أن أخاه إسحاق الذي لم أره من بعد وابن أخته محمد كونيهMohamed Koné الذي التقيته مرات قليلة قد زاولا بعضا من دراستهما في المذرذره وكانا على قدر كبير من دماثة الأخلاق.
وكانت تسكن غير بعيد من سيدي نيانغ شخصية أخرى من شخصيات المدينة: "ماديكيه فاي Madéké Faye"، رجل فارع القامة واسع الجبهة خفيض الصوت حاد النظر: نموذج خالص لمجتمع "السرير Sérére". وهو ينحدر من سنغال الأعماق وربما من الساحل الصغير، تلك المنطقة الرائعة التي ولد في ربوعها شاعر الزنوجية الرئيس ليبولد سيدار سينغورLéopold Sédar Senghor.
وقضى ماديكيه حياته وهو يجهد في الحفاظ على شبكة الهاتف بين المذرذره وبوتلميت وبين المذرذره وروصو. وكان عمله المضني يقتضي منه القيام بجولات متكررة على الجمال لتبديل أو إصلاح الأسلاك الهاتفية التي تفسدها عوامل الطبيعة أو نزوات أطفال بداة تعوزهم وسائل التسلية.
كان ماديكيه على درجة كبيرة من الاستقامة والتدين لا تفوته صلاة في المسجد وكان همه منحصرا في رعاية أبنائه وهم يناهزون العشرة: صيارSayar وواليWali وعبدهAbdou و"مادام Madame " والآخرين...
وإلى الشرق من هذه المجموعة من الدور تقع إقامة الحاكم المهيبة وهي بناية ضخمة يمكن أن نصفها بالقصر فيها عدة غرف واسعة يفتح بعضها على بعض.
ويبدو من خلال جدرانها السميكة والصلبة وما فيها من مستودعات وشرفات ومخازن مياه ومحارس ومغاسل ثياب وملحقات وأبواب حديدية ثقيلة أنها صممت أصلا لمقاومة الزمن وربما لمواجهة حصار طويل.
وإلى جانب هذا السور الحصين كان يوجد مكتب الحاكم: بناية قوية من الإسمنت يعمل فيها غالبا الحاكم وسكرتيره ووكيل الخزانة.
وفي الطرف الشمالي من فناء بيت الحاكم توجد دار الضيافة gîte d’étape : مبنى محتشم غير معروف لدى أغلب الناس. وحتى نهاية الستينيات كان بالإمكان الاستمتاع بالتفرج على ما يحويه من دواليب رتبت داخلها بإتقان أسرة قابلة للطي وأواني وملاءات وحشايا: أثاث ومعدات ورثت عن الإدارة الاستعمارية وخصصت لضيافة الموظفين القادمين في مهمات عمل.
وعندما نسلك الطريق الصغير المحاط بشجر "البروزوبيس Prosopis " الرابط بين مقر إقامة الحاكم وبين مركز المدينة فسنمر لا محالة أمام المركز الصحي القديم. وفيه تعمل إحدى أكثر الفرق الطبية الموريتانية كفاءة وتفانيا في العمل. كان سيدي نيانغ يشرف على المعاينات والعمليات الخفيفة بينما يختص جدو ولد يركيت Yargueitt في الحقن والعلاجات الصغيرة. وكانت خداجه بنت مولود تسهر على أمور الحمل والولادة أما رئيس المركز الصحي محمد جيل فيتولى استقبال المرضى وفرزهم.
وكان محمد جيل رجلا حسن الهيئة فارع القامة أنيقا وأبيا. كان سلطويا دون شك لكن مع استقامة واجتهاد وكرم وتدين. كان حسن الذوق في اللباس ويملك مجموعة من الأسلحة الجميلة وكان بطلا في الرماية. وكان مولعا بالعطور الجيدة ورحلات الصيد.
كنت أنزل ضيفا عليه أيام الأحد والعطل فتستقبلني بنته "الطفيله" وأبناؤه شيخاني ودمبه والمغفور له أحمد سالم استقبال الأخ والصديق. وكانت زوجته الأولى واسمها توتو إن لم تخني الذاكرة امرأة مميزة وسخية تأثر أهل المذرذه جميعا باختفائها المفاجئ.
وقد أصبح ابنه شيخاني محاميا ثم عمدة للمذرذرة، وهو زميل في الدراسة وصديق في
الطفولة لم تتح لي إلا نادرا فرص اللقاء به. ومن الغريب أن لقاءنا الأول والأخير منذ
غادرنا مدرسة "فولانفاه" تم عام 1995 في مدينة "ملن Melun " بفرنسا. كنا كلانا مدعوين لحضورحفل لتخليد توأمات بين مدن لم أعد أذكرها من الترارزة والبراكنة وبين مدينة "سينار" Nouvelle ville de Sénartالجديدة من محافظة "سين ومارن Seine et Marne ". وقد جاء هو بوصفه عمدة للمذرذره وجئت أنا ضمن وفد من تكنت.
وبجوار المستوصف مباشرة يقع المسجد الجامع: موئل للصلاة والتعبد. ومن بين معتاديه
علماء أجلاء قضوا نحبهم كلهم: أحمد سالم ولد بيباه (ححام) أحمد سالم ولد باكا، محمدو
ولد العالم، محمد بابا ولد النده، وباقي الجماعة.
كان المستوصف مقابلا لمخازن هي عبارة عن دور متواضعة ومغبرة تعلوها صفائح
حديدية مموجة يملكها حسب ما أظن محمدن ولد إفكو: رجل أعمال ثري من أهل
المذرذره. وأذكر أن محمدن كان رجلا حسن الهيئة فارع الطول له وجه كبير ولحية كثة
مرتبة بإحكام على الدوام. وهو يرتدي عادة دراريع من المظلع الفاخر وسراويل قطنية
سوداء وقمصان طويلة الأكمام.
وكنت أراه غالبا وراء مقود سيارته "الدي شفو Deux chevaux " يقطع الطريق المؤدية إلى مقر إقامة الحاكم وأعين الأطفال ترمقه باندهاش.
وخلف هذه المخازن كانت توجد مجموعة من الدور تقطن واحدة منها أسرة أهل أجون:
سيدينا وأخواته وبنت أخته اشريفه وهي صديقة وزميلة في الدراسة حظيت بلقائها قبل
سنوات بنواكشوط. وقد أصبحت أمينة مكتبة.
وعلى الجزء الموازي من الطريق كانت هناك دار كبيرة من الأسمنت يقال إن المرحوم
الشيخ سيداتي ولد الشيخ الطالب بويا هو من بناها. كان لها د رج خشن وأبواب خشبية
متهالكة. وكانت تسمى دار الأشياخ.
وكان من عادتي أن آتي إليها للعب "داري" وللتمرن مع أصدقاء على خربشة سخافات
تطفح بالأخطاء الإملائية والنحوية في المساحات الفارغة النادرة على جدرانها الشاحبة.
وإن نسيت فلن أنسى أن دار الأشياخ كانت نقطة التقاء يتداعى إليها كل مساء أطفال
المدينة حيث ينتظرون الساعات تلو الساعات وصول الشاحنات القادمة من روصو.
وكان يقود تلك الشاحنات وهي من مركة سيترويين citroen تي 46 T سواق مهرة: جيبي انجاي Djibi Ndiaye ، سك Seck ، مالك، ساليو Saliou ، سعد بوه، العيد، بوي نار Boy Nar، سويد أحد ولد اكريبلي ، ابيبيه ونسيت البقية...
وكانت ملكية أغلب هذه الشاحنات تعود لأسرة كبيرة من أهل المذرذره: أهل ابراهيم فال
وخاصة الأخوين: محمد عبد الحي وإفكو وقد بنيا ثروتهما من النقل البري.
وقد سافرت مرارا في هذه الشاحنات بين المذرذره وروصو وبشكل مجاني. وما زلت
أذكر القرى المتناثرة على جنب الطريق البالغ طوله نحو ستين كيلومترا: بوزبيله،
احسي عبده، الشرات، لكراع الأحمر، احسي أفلجيط، رش النيه، رش زمبتي، رش أهل
المرابط، الخمسان، بوندرينان.
كانت الشاحنات تنطلق غالبا في الصباح الباكر لتصل إلى روصو بين الثامنة والتاسعة
صباحا. وكانت تلاقي صعوبات في شق طريقها وسط نباتات كثيفة ووافرة. وكانت هذه
النباتات تتشكل في الجزء الشمالي من شجر القتاد (إيروار) والسيال (الطلح)
والسَـمـر(السدرة البيظه) والسدر. أما في الجزء الجنوبي فأنواع الأشجار المهيمنة هي:
المسيم (تيشط) والأراك (إفرشي) والبشام (آدرس) والأثل (الطرفه) والثمام (أم ركبه).
ولم يحدث ولو مرة واحدة أن فرض السيدان إفكو ولد ابراهيم فال وأخوه محمد عبد الحي
رحمه الله على هذا التلميذ المسكين دفع أجرة النقل. وفي الحقيقة لم يكونا يطلبان أي شيء
من أي أحد، فقد كانا يقنعان باستلام ما يقبل الركاب المترددون أن يعطوهما إياه لقاء
السفر. وكانا فعلا رجلين كريمين: والد وعم زميلي في الدراسة الداه ولد ابراهيم فال
الذي لم ألقه إلا نادرا وقد عمل في البنوك حسب ما علمت.
وأذكر صاحب شاحنة آخر من أهل المذرذره: تياه ولد أحمدو ابن عم لأهل ابراهيم فال.
وهو رجل متواضع وودود شبت النار في شاحنته لدى مخرج روصو قبالة خليج "باخ" بداية السبعينيات
يشق مركز مدينة المذرذره شارع رملي واسع مأهول جدا سحابة النهار وشبه خال طيلة
الليل. ويمتد هذا الشارع غربا حتى المساحات الخضراء المسيجة وتتناثر على جنبيه
الحوانيت بدء بتلك الدار المنخفضة ذات الفناء الداخلي الكبير التي تتناثر فيها على غير
نسق أو ترتيب مواد ومنتجات طازجة وحبوب مجلوبة من "شمامه" وبحيرة الركيز
والبوادي: الذرة البيضاء، الذرة الصفراء، الدخن، الفاصوليا، الهبيد، الفستق، الدهن،
القرب، الأسراج، المناسف، الجلود، الحبال، الخ.
إنه حانوت "يالي" أحد سكان المذرذره الأوائل وهو رجل متدين وحكيم ومضياف. ويالي هو والد صديق قديم وافاه أجله: أحمد سالم المعروف عند الخاصة ب"بيشاله" والدكتور عثمان ولد يالي أحد الأطباء الأوائل في موريتانيا المستقلة وعمر ولد يالي أحد رموز التحالف الشعبي التقدمي وله بنات نسيت أسماءهن.
ولجاره محمد سيديا ولد ابا دكان جيد التموين يعرض جميع أصناف البضائع بما فيها
أفضل العطور في تلك الفترة: "كيكي 44"، "ماتي غي"، "جولي سوار"، "نوستالجي"،
"أبانيته" و"دانكومه" وأكثر السجائر رواجا حينذاك: "كرافن آ"، "باستوس"، "كاميليا"، "غلواز" و"جيتان".
وكانت تنافسه متاجر ولد الجيلاني ومحمدو ولد حامدينو: والد اثنين من زملائي في
الدراسة: محمد والحسن، ومحمد عبد الحي ولد ابراهيم فال واعلي سالم ولد اعلي
والشريف بونا زوج لاله بنت ابريكه وسيداتي ولد المعلوم: والد الفتى المحبب والمسالم:
بلاه.
وقد التقيت بلاه على هامش المفوضات الموريتانية التي جرت في داكار عام 2008
وانتهت بحل الأزمة التي نشبت إثر الإطاحة بالرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله. وقد التقينا
عند واحد من معارفنا القديمة والودودة في المذرذره وهو السيد أحمد بزيد ولد البواه وكان
وقتها دبلوماسيا يخدم في سفارة موريتانيا بالسنغال.
وترافقت مع بلاه الذي كنت أراه لأول مرة منذ ربع قرن في طريق العودة من السنغال
إلى أن وصلنا إلى تكنت حيث قضينا يوما رائعا مع ذويه.
وإلى جانب حانوت سيداتي ولد معلوم كان يوجد دكان العجوز "المراكشي" وهو مغربي
حملته أقداره إلى المذرذره في عهد الاحتلال الفرنسي. وكان المراكشي يتاجر بالجلود
والصمغ العربي، يشتري بضاعته محليا بأسعار زهيدة ليبيعها بربح وافر للتجار اللبنانيين في السنغال.
ورغم إقامته الطويلة بين أهالي إيكيدي واختلاطه بمجتمع المذرذره في تلك الفترة، فلم
يستطاع التخلص من اللكنة الأعجمية التي تميز سكان مراكش تانسيفت الأحواز، كما ظل فك شفرة الثقافة المحلية المليئة بالإيحاءات مستعصيا عليه.
ولذلك كان سوء الفهم هو الطابع الغالب على علاقته بزبنائه وأكثرهم من أبناء عم صديقي
القديم: اعلي من رحال الذي لم ألتقه سوى مرة أو مرتين عن طريق الصدفة عند أصدقاء
مشتركين.
وعلى بعد مئات الأمتار من المراكشي كانت تعيش على هامش المجتمع تقريبا سيدة اسمها
"باسين" يزعم السكان أن لها قدرات خارقة.
وهناك أخيرا المتاجر الصغيرة وأصحابها هم: أحمد دال ولد بابدينا وبابا ولد الشيخ
وخيرات ودكاكين أبناء عمي المتواضعة المغفور لهم: محمد عبد الحي ولد النيه (النحي)
ومحمد الأمين ولد بشار وعمي ولد متالي ومحمد الأمين ولد المصطفي ودحود ولد
المصطفى.
وأمام هذه الحوانيت يتجمع عادة الحمالة الشجعان وأهمهم في تلك الفترة: ديابل، آمبوها،
الزايد ولد ابراهيم، بلخير، امبيريك ولد عبدوت، ابياه ...
وعلى هذا الشارع أيضا كانت توجد مخبزة علي ولد الصبار وهي مخبزة تصنع خبزا
أصفر براقا ناعما ولذيذا وقد كنت به مولعا. وكنت كأهل المذرذره أفضله كثيرا على
خبز اسويعيد وعلى الخبز الذي كان يصنعه رجل يدعى الصبار في مخبزة غير بعيدة من
حانوت الحسين ولد بلال الجولي. وعلي ولد الصبار هو والد ابراهيم: زميل في الدراسة
عمل فيما بعد في الدرك الوطني.
وكان يشق شمال وسط المدينة شارع مواز للشارع الرئيسي على حافته يقع حانوت كبير
للسيد أحمد ولد اظمين وهو تاجر من أهل آدرار. وقد أتى حريق على حانوته فتعاطف
معه أهل المذرذه في وثبة تضامن صادق ولا أذكر تفاصيل تلك المأساة نظرا لصغر سني
وقت وقوع الحادث.
وفي الحي الذي يشقه الشارع كانت تعيش أسر ثلاثة من حرس الغابات: أهل شنان الذين
لقي ابنهم المختار حتفه أثناء حرب الصحراء وهو أحد أصدقائي في الطفولة وكان قويا
وشجاعا، وأهل سيد أحمد: أسرة من آدرار وكانت بنتهم السالكة وابنهم لمهابه من زملائي
في الدراسة وأهل محمد سالم ولد زين الذين شرف ابنهم محمد عبد الله مدرسة "فولانفاه"
عندما حاز على المرتبة الأولى على المستوى الوطني في مسابقة دخول السنة الأولى من
الإعدادية عام 1965.
وبعد دراسات عليا في الاقتصاد اشتغل هذا الصديق النحيف الذي يتمتع بجرأة فائقة في
البنوك قبل أن يتحول إلى "التبتيب". وقد أفلحت بعسر أن أحافظ على التواصل مع هذا
"الأبله".
وعلى بعد خطوتين من حرس الغابات كانت تعيش اسرة "دمبه ديا" وكان والدها بناء إن
لم تخني الذاكرة.
وكان العجوز "دمبه دياDemba Dia" رجلا سخيا يلجأ إلى بيته محمد ولد بركة وباينيBayenni والنماه وادويدن Douéden وبنت المنها وهم صعاليك ومساكين لا حامي لهم يذرعون شوارع المذرذرة طيلة اليوم دون هدف محدد.
وعندما يبلغ منهم التعب مبلغه بعد مطاردات الأطفال الضارية والقاسية يلجأ هؤلاء
المشردون إلى أهل "دمبه ديا" فيجدون الحماية والمأوى والمأكل.
وفي الصف نفسه توجد دار "طار ديوب Tar Diop " الكبيرة. ولا أذكر والد "طار ديوب" الذي يقال إنه حارس غابات أصله من مدينة "سين لوي" بالسنغال، لكنني أعرف جيدا أعضاء أسرته: كن بوغلKen Bouguel وكيوه Kewa والمرحوم باي ديوب Baye Diop.
ووالدتهم واسمها "مضم" كانت صغيرة القامة نحيفة الجسم بشوشة وسخية. وكان من عادة
"مضم" تقديم الأكل لكل من يحضر إلى بيتها وقت الغداء: شحاذون وقرويون وحضريون
ومسافرون جاؤوا من السنغال المجاور أو من أصقاع أخر.
وكان جناح من بيت أهل "طار ديوب" بمثابة مكتب ومقر إقامة لقاضي المذرذره السيد
حامد ولد ببها.
ومن عتبة بيتهم كان بإمكان أهل "طار ديوب" أن يرقبوا حركة النساء اللائي يرتدن السوق
القريب حيث ينتظرهن الجزارون: أحمد سالم ولد الصبار وريحانة والمولود ولد آمغيرات
وبائع الخضروات الوحيد: بلال ولد اجيوري.
أما جنوب مركز المدينة فقد كان يشقه شارع ضيق ينطلق شرقا من مستوى دار سيدة
عجوز تعيش بمحاذاة طريق روصو تدعى عيشة متياره وهي زوج رجل يسمى امبارك
ولد بوحشيشه.
وعلى جنبي هذا الشارع شيدت مساكن تعود ملكيتها إلى أسر عريقة في المدينة: أهل
دهابو: ساعي البريد التي تحدثت عنه سابقا، وأهل معاوية وهم أبناء عم درَس والدهم
رحمه الله في أقصى شرق البلاد ثم في المذرذره والبير التورس قبل أن تتم ترقيته
مقتصدا. وهو والد الإداري ووزير الداخلية السابق محمد ولد معاوية.
وكان من بين جيران أهل معاوية ولي الله احماده ولد ابا وهو شخصية من أهل نيفرار، وأهل بابا سمكهBaba Samaké وكان ابنهم عمر سي الدبلوماسي الذي وافاه الأجل المحتوم صديقا لطيفا وزميل دراسة. وما زلت أذكر والدته خديجة وخاله العملاق "سيدي بيSidibé " الذي كنا نساومه في صناعة مقاذف الحجارة التي نصطاد بها الطيور، وخالتيه: زينب التي أصبحت ممرضة مساعدة في المركز الصحي بالمذرذره و"فيتا سمكه" حرم الدكتور عثمان ولد يالي.
وعلى بعد مائة متر من هنا كان يسكن أهل محمد ولد شداد، العجوز السالمة بنت أعمر لغنم
وزينب والدة صديقي: محم والنين، والناها وأحمد الجزار الفكاهي والداه الأخ غير الشقيق
وهو احد أصدقاء الطفولة القلائل الذين لم ينقطع بيني وبينهم حبل الوصال وقد اشتغل في
الجمارك.
بعد ذلك يأتي منزل أهل أحمد ولد عبد الله الفسيح وكان لوالدهم حانوت يفتح على الشارع.
وابنه عثمان: السيفر عند الخاصة هو زميل دراسة غاب عن ناظري وله ثلاث أخوات
وأخوان: اللوت حرم أحمد ولد ابراهيم فال والفقيدة مناه وعبد الله والأم والأخ الكبير
واسمه محمد إن لم تخني الذاكرة.
وغير بعيد يعيش في بيت صغير بناء ماهر ومسالم: محمد ولد غدالهGdala الذي انتهى الأمر بابنته فاطمة إلى العمل في الخزانة العامة.
أما جيران هذا البناء فهم أهل الميداح: الوالد الحكيم محمد، وزوجه التي نسيت اسمها، وبناته: عيشة ومروم وقد تزوجتا شخصيتين كبيرتين من الشرق الموريتاني، وماما التي اشتغلت في إذاعة موريتانيا، وفو والمعلومة وكانتا من رواد المدرسة.
وفي الجانب الآخر من الشارع يعيش أبناء عمهم أهل أحمدو ولد الميداح: الوالدة بنت أبنو والأطفال: محمد المعروف عند الخاصة بكحلوش وهو موسيقار موهوب وصديق حميم قضيت معه أوقات سعيدة وخضت وإياه مغامرات خارقة، ولبابه ومشالم ودوينه الذين رأيتهم يكبرون تحت عطف خاليهم: محمد ودودو.
وفي هذا الحي تعيش أسرتا اثنين من أصدقائي في الطفولة: رمظان ولد طهمان الذي أصبح ممرض دولة وقد سعدت بلقائه بعد ذلك ويركمه ولد آمبوها الذي لم تكتب لي رؤيته إلا نادرا.
فجدتا هذين الصديقين سيدتان لا يمكن لأي معاصر لتلك الفترة في المذرذره أن ينساهما: فاطمه بنت اسطوله، امرأة محببة يقال إنها كانت تصنع أحسن عيش في القبلة، واميمانه وهي جدة مرحة ومحسنة كانت فطائرها ذات الشكل المدور المرشوشة بإتقان بدقيق السكر أجمل هدية يمكن أن تقدم لطفل.
وكانت تسكن في هذا الحي سيدة أخرى لا تقل شهرة: اماشن التي كانت تنعش جميع الحفلات بطبلها الساحر وخطبها السردية العصماء.
وبالقرب من أهل أحمدو ولد الميداح يعيش أهل اجريفين: محمد وابنته مريم، وأهل اعلي ولد ميداح وكان والدهم اعلي الشخص الوحيد الذي يتجول في مدينة المذرذره على صهوة جواد، وأهل سيد أحمد وغيرهم ممن نسيت.
وفي الطرف الجنوبي من هذا الحي الآهل توجد دار أهل بلال ديولي الصغيرة: والدتهم التي لا يمكن أن تنسى، السالمة ذات الوجه البشوش التي خدمت أجيالا متعاقبة من تلاميذ القسم الداخلي، وابنتها الهاشمية التي خلفتها وابناها الكبيران: الحسن والحسين.
أما الحي الجنوبي الغربي فكان منطقة نفوذ أسر كبيرة لا تقل شهرة عن الأسر السابقة: أهل ححام وكان ابناه بيباه وجيد من أعز أصدقائي. وعرفت أيضا أخاهما بده، كانت له بضاعة من علم وكان ضعيف البنية وقد وافاه أجله المحتوم، وأخاهما الصغير محمذن بابا ولد أشفغ صحفي الجزيرة الموهوب والمشهور محليا أكثر بلقبه: امني.
ومن هذه الأسر أهل أحمد ولد ميداح: الوالد أحمد والد صديقي طفولتي: الرجاله الذي كان ينعته عبد الله ديالو بالتعنت ومحمد العاقل الرزين.
وبجوار أهل أحمد ولد الميداح المباشر كان يعيش المزارع دييري، وأهل يركيت: محمد التاجر، وجدو الممرض المساعد، ومحمذن فني الإذاعة وباقي أفراد الأسرة، فضلا عن أسر أهل الطالب جدو وأهل زيدون وأهل صلاحي وأهل اعلي وركان: محمد وزوجه مريم وهي امرأة بالغة التدين والبنية الصغيرة كمبان.
وعلى بعد نحو مائتي متر من أهل اعلي وركان يوجد منزل أهل أنمراي. وكان والدهم أنمراي رجلا عظيما يطفح بالنشاط والحيوية فهو حلاق المذرذره المعتمد وصاحب أجمل حديقة في المدينة ومؤذن المسجد والفني المشرف على منشآت ضخ المياه.
وغير بعيد جنوبا كان يقطن أهل البواه وقد عمل والدهم، الداه، سنوات طويلة مراقبا في مدرسة "فولانفاه"، أما ابنه دياه فقد أصبح فيما بعد ضابطا في الجيش الوطني. وكان في جوارهم أهل امَـن وكان ابنهم حدُو رحمه الله صديق طفولة وزميل دراسة.
أما الكود أو السهل المنخفض الذي يفصل بين المدينة وبين كثبان المذرذره البيضاء الأسطورية فيأوي مصالح المياه والغابات والبيطرة والمجزرة ومنشآت ضخ المياه والآبار: بئر المدينة وبئر المياه والغابات (حاسي أهل الصدر) وبئر بديوره.
وفي الكود كان يقيم صديق طفولة فقدت أثره: "إبنو انجاي Ibnou Ndiaye" نجل طبيب بيطري خدم في المذرذره في بداية الستينيات. وقد كان أطفال خلفه ولد حيبلتي الطبيب البيطري المنحدر من البراكنه زملاء في مدرسة "فولانفاه".
وكان الكود موئلا لأهل امبارك اللوصاي وأهل العالم وأسرة أصلها من بوتليت: أهل ممادي وكان والدهم أحمد حفار آبار وابنه إبراهيم زميل دراسة كتب لي أن أراه مرتين أو ثلاثا في نواكشوط في منتصف الثمانينيات.
دون تحضير مسبق ودون سبب وجيه عدت إلى المذرذره في بداية شهر أكتوبر 2010، فوجدتني أتسكع في الشوارع على غير هدى كما كان يفعل يوميا محمد ولد بركه وبايني والنماه ودويدن وبنت امنها. فعلى غرارهم جبت المدينة عرضا وطولا.
وأثناء تجوالي حاولت أن أرصد أدنى أثر لما عهدته من قبل: أزيز شاحنة تي 46، ضوضاء الأطفال وقد تداعوا إلى دار الأشياخ، رنين جرس مدرسة "فولانفاه"، صهيل فرس اعلي ولد الميداح، ضربات طبل اماشن، أذان أنمراي.... لقد كانت محاولاتي ضربا من العبث.
كانت المذرذرة الممتدة أمام قدمي غريبة عني تماما. والوجه المتجعد الذي كانت تعيده إلى مرآة سيارتي الداخلية لم يكن هو أيضا وجهي.
لقد تبدلت الأمور بعمق مع مرور الزمن: تغيرت المذرذه كثيرا وتغيرت أنا أيضا.
عدت أدراجي حائرا مضطربا وأسرعت الأوبة إلى نواكشوط.
ولم يبق لي سوى عزاء واحد: أن احمي بغيرة تلك الصورة الصادقة الحية والمرحة التي أحمل للمذرذره في قلبي، صورة المذرذره أيام طفولتي.
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
إصدار جديد
قام الباحث الموريتاني المقيم في نيويورك الأستاذ صالح ولدأحمدّو ولد احميِّد(صاحب الصورة) بترجمة كتاب(الهجمة المضادة للحملة الصليبية)، لمؤلفه محمد محمود ولد محمدو وزير الخارجية الموريتاني السابق.
يذكر أن أحمد صالح ولد أحميّد ينحدر من قرية ابير التورس بمقاطعة المذرذرة.
قام الباحث الموريتاني المقيم في نيويورك الأستاذ صالح ولدأحمدّو ولد احميِّد(صاحب الصورة) بترجمة كتاب(الهجمة المضادة للحملة الصليبية)، لمؤلفه محمد محمود ولد محمدو وزير الخارجية الموريتاني السابق.
يذكر أن أحمد صالح ولد أحميّد ينحدر من قرية ابير التورس بمقاطعة المذرذرة.
ويمكنكم قراءة العرض الذى كتبه المفكر محمد بن المختار الشنقيطي فى موقع الجزيرة نت، على الرابط التالى:
http://aljazeera.net/NR/exeres/2F3161A5-9827-41F3-B081-6D7F22E3709B.htm
عن الكتاب
http://aljazeera.net/NR/exeres/2F3161A5-9827-41F3-B081-6D7F22E3709B.htm
عن الكتاب
عنوان الكتاب هو: "الهجمة المضادة للحملة الصليبية: جذور وتداعيات الحادي عشر من سبتمبر" و ومؤلفه أستاذ عربي حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية، عمل أستاذا بجامعة هارفرد وأدار أحد المعاهد البحثية فيها. (اعتمد الكتاب أكثر من 100 كتاب كمراجع، أكثر من 400 مقال صحفي، و 12 فيلما وثائقيا، وكانت هذه المراجع بخمس لغات: العربية، الفرنسية، الإنجليزية، الإسبانية، الألمانية، وكان من أكثر الكتب مبيعا بفرنسا وتمت إعادة طباعته). ويتعرض الكاتب في الجزء الثاني إلى "صدام الحضارات"، إذْ أن المؤلف قد قام شخصيا بمحاورة صمويل هنتغتون حول هذه النظرية. كما أنه يدافع فيه باستماتة ضد ما تروج له بعض النخب الثقافية والسياسية في الغرب من آراء لحجب التظلمات التي يعبر عنها العرب والمسلمون والتشويش عليها لطمسها.
ملخص لكتاب "الهجمة المضادة للحملة الصليبية: جذور وتداعيات الحادي عشر من سبتمبر" في يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 "استيقظت" أمريكا "التي كانت غارقة في الصناعات الترفيهية" على وقْعِ هجمات – وُصفتْ بالـ"حدث الجَلَل"- شنَّها شُبان شرق أوسطيون، بأسلوب استعراضي لم يسبق له مثيل في التاريخ، واستهدفت تلك الهجمات رمز القوة الأمريكية بشقيها المالي والعسكري. لكنْ، ماذا نعرفه عن هذه الهجمات بعد مرور ما يُقارب عِقْدا من الزمن عليها؟ كيف تمتْ، بدْء من وضع تصور لها، إلى التخطيط لها، وتنفيذها؟ هل لا يزال بعض المشتركين فيها، ماكثين في الولايات المتحدة، دون علْمها؟ ما هو دور المخابرات الإسرائيلية فيها؟ كيف كانت ردة الفعل الفورية للإدارة الأمريكية، وكيف خططتْ فيما بعْد للرد عليها؟ وأخيرا،هلْ كان ذلك إيذانا بـ"تفْعيل" صدام الحضارات؟
يعكف المؤلف في هذا الكتاب على إعطاء إجابات دقيقة، نابعة من دراسة وتقص حصيفين لما تم قبل العملية وبَعْدها، فيقوم بالكشف عن خفايا وأسرار ما حدث بأسلوب "هوليودي" آسر. كما أنه يقوم بتسليط الضوْء على الحدث لسبر أغواره، والكشف عن ما يحمل في ثناياه من أبْعاد ومضامين متعددة، ويعرض للتداعيات اللاحقة له على المستويين الداخلي في الولايات المتحدة، وعلى مستوى العلاقات ما بين الولايات المتحدة والغرب من جهة، والشرق العربي-الإسلامي من جهة أخرى. فالكاتب – الذي حظي شخصيا بمحاورة صمويل هنتغتون حول نظرية "صراع الحضارات" – يغوص في الأعماق ليستخرج لنا المكنونات السياسية والتاريخية للحدث، وكيف يتم وضعه في السياق الذي يتنزل فيه، ويخلص إلى أن الهجمات كانت بمثابة "الثمن" الذي "دفعته" الولايات المتحدة جراء سياساتها الجائرة في حق العالم العربي-الإسلامي، وهي تدخل في سياق عداء تاريخي يطبع العلاقة ما بين الإثنيْن.
ملخص لكتاب "الهجمة المضادة للحملة الصليبية: جذور وتداعيات الحادي عشر من سبتمبر" في يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 "استيقظت" أمريكا "التي كانت غارقة في الصناعات الترفيهية" على وقْعِ هجمات – وُصفتْ بالـ"حدث الجَلَل"- شنَّها شُبان شرق أوسطيون، بأسلوب استعراضي لم يسبق له مثيل في التاريخ، واستهدفت تلك الهجمات رمز القوة الأمريكية بشقيها المالي والعسكري. لكنْ، ماذا نعرفه عن هذه الهجمات بعد مرور ما يُقارب عِقْدا من الزمن عليها؟ كيف تمتْ، بدْء من وضع تصور لها، إلى التخطيط لها، وتنفيذها؟ هل لا يزال بعض المشتركين فيها، ماكثين في الولايات المتحدة، دون علْمها؟ ما هو دور المخابرات الإسرائيلية فيها؟ كيف كانت ردة الفعل الفورية للإدارة الأمريكية، وكيف خططتْ فيما بعْد للرد عليها؟ وأخيرا،هلْ كان ذلك إيذانا بـ"تفْعيل" صدام الحضارات؟
يعكف المؤلف في هذا الكتاب على إعطاء إجابات دقيقة، نابعة من دراسة وتقص حصيفين لما تم قبل العملية وبَعْدها، فيقوم بالكشف عن خفايا وأسرار ما حدث بأسلوب "هوليودي" آسر. كما أنه يقوم بتسليط الضوْء على الحدث لسبر أغواره، والكشف عن ما يحمل في ثناياه من أبْعاد ومضامين متعددة، ويعرض للتداعيات اللاحقة له على المستويين الداخلي في الولايات المتحدة، وعلى مستوى العلاقات ما بين الولايات المتحدة والغرب من جهة، والشرق العربي-الإسلامي من جهة أخرى. فالكاتب – الذي حظي شخصيا بمحاورة صمويل هنتغتون حول نظرية "صراع الحضارات" – يغوص في الأعماق ليستخرج لنا المكنونات السياسية والتاريخية للحدث، وكيف يتم وضعه في السياق الذي يتنزل فيه، ويخلص إلى أن الهجمات كانت بمثابة "الثمن" الذي "دفعته" الولايات المتحدة جراء سياساتها الجائرة في حق العالم العربي-الإسلامي، وهي تدخل في سياق عداء تاريخي يطبع العلاقة ما بين الإثنيْن.
عن المؤلف
مُحَمَّدْ مَحْمُودْ وَلدْ مُحَمَّدُ ؛ باحث، حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية. تقلد مناصب أكاديمية مرموقة. فقد شغل منصب المدير المساعد لبرنامج السياسات الإنسانية والبحث في النزاعات بجامعة "هارفرد"، مدير البحث بالمجلس الدولي لسياسات حقوق الإنسان بجنيف، وعملا باحثا بمعهد "رالف بنتش" للأمم المتحدة بمدينة نيويورك . صدرت له كتب عديدة، من ضمنها: "فهم تنظيم القاعدة: التحولات في طبيعة الحرب" (لندنْ، 2007)، "العراق وحرب الخليج الثانية- بناء الدولة وأمن النظام" (سانْ افْرانسيسكو، 1988). كما نُشِرَتْ له، كذلك، أبحاث وكتابات في صحف عريقة، منْ بينها: "نيويورك تايمز"، "شيكاغو هرلد تربيون"، صحيفة "لوموند دبلوماتيك" الفرنسية، ودورية الأبحاث القانونية بجامعة هارفرد. فالمؤلف الذي يُعدّ من طليعة الباحثين في الغرب، يتحدث أربع لغات: الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، والعربية.
mederdratoday@gmail.com
مُحَمَّدْ مَحْمُودْ وَلدْ مُحَمَّدُ ؛ باحث، حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية. تقلد مناصب أكاديمية مرموقة. فقد شغل منصب المدير المساعد لبرنامج السياسات الإنسانية والبحث في النزاعات بجامعة "هارفرد"، مدير البحث بالمجلس الدولي لسياسات حقوق الإنسان بجنيف، وعملا باحثا بمعهد "رالف بنتش" للأمم المتحدة بمدينة نيويورك . صدرت له كتب عديدة، من ضمنها: "فهم تنظيم القاعدة: التحولات في طبيعة الحرب" (لندنْ، 2007)، "العراق وحرب الخليج الثانية- بناء الدولة وأمن النظام" (سانْ افْرانسيسكو، 1988). كما نُشِرَتْ له، كذلك، أبحاث وكتابات في صحف عريقة، منْ بينها: "نيويورك تايمز"، "شيكاغو هرلد تربيون"، صحيفة "لوموند دبلوماتيك" الفرنسية، ودورية الأبحاث القانونية بجامعة هارفرد. فالمؤلف الذي يُعدّ من طليعة الباحثين في الغرب، يتحدث أربع لغات: الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، والعربية.
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
الاثنين، 25 أكتوبر 2010
رسالة للمذرذرة اليوم
من أسرة اهل السيد بابا
إطلعت على التعزية التي نشرتم على مدونتكم الرائدة، بمناسبة رحيل الوالد (السيد بابا ول اخليل)، وبهذه المناسبة ونيابة عن الأسرة، يطيب لي أن أقدم لكم جزيل الشكر وتمنياتي لكم بمزيد من النجاح والتألق، كما اشكر من خلالكم كل الذين تجشّموا عناء السفر لتقديم التعازي، والذين قدّموها عبر الهاتف، أو أرسلوها عبر البريد الالكتروني، والذين قدموها شعرا أو نثرا، وجميع الذين وقفوا معنا في هذا الوقت الخاص.
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أقرأ أبياتا متفرقة من قصيدة كتبها المرحوم في رثاء القاضي حامد ول ببها في الثمانينات، فلعلها تناسب الموقف:
أفراح ذ الدهر لا تنفك مصحوبهْ
بفقد محبوبٍ اَو فقدان محبوبهْ
في كل ءان تهز الارض فاجعة
منها قلوب أولي الألباب مكروبهْ
دكت شوامخ دكا من تزلزلها
بالفاجعات وما في ذاك أكذوبهْ
لما فشي نعي قاضي القطر فانقلبت
به القلوب من الإغماء مغلوبهْ
قلبي أصابته من حزن ومن جزع
رغم التكتم بالآلام غيبوبهْ
إلي أن يقول:
يحْجون أنـيَ لم أشعر بذا ألما
علمتَ شيئا وأشيا عنك محجوبهْ
من يطلق الفكر في تصريف خالقه
طورا لطور يرى في ذاك أعجوبهْ
حاذيتُ أسلوب نفسي في تأثرها
والنفس تسلك للمسلوب أسلوبهْ
ماالعمر إن طال أو إن كان ذا قصر
إلا دقائق لا تزداد مكتوبهْ
وكل نفس وإن طالت سلامتها
يوما فلابد منها الروح مسلوبهْ
إلي أن يقول:
فالملجأ الصبر للرحمن إن له
عند الإله أجورا غير محسوبهْ
لو لم يك الصبر مفتاحا لجنته
ما ألهم الصبر في بلواه أيوبهْ
إنا لله وإنا إليه راجعون
أحمد ولد السيد بابا
woulbbah@yahoo.fr
mederdratoday@gmail.com
من أسرة اهل السيد بابا
إطلعت على التعزية التي نشرتم على مدونتكم الرائدة، بمناسبة رحيل الوالد (السيد بابا ول اخليل)، وبهذه المناسبة ونيابة عن الأسرة، يطيب لي أن أقدم لكم جزيل الشكر وتمنياتي لكم بمزيد من النجاح والتألق، كما اشكر من خلالكم كل الذين تجشّموا عناء السفر لتقديم التعازي، والذين قدّموها عبر الهاتف، أو أرسلوها عبر البريد الالكتروني، والذين قدموها شعرا أو نثرا، وجميع الذين وقفوا معنا في هذا الوقت الخاص.
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أقرأ أبياتا متفرقة من قصيدة كتبها المرحوم في رثاء القاضي حامد ول ببها في الثمانينات، فلعلها تناسب الموقف:
أفراح ذ الدهر لا تنفك مصحوبهْ
بفقد محبوبٍ اَو فقدان محبوبهْ
في كل ءان تهز الارض فاجعة
منها قلوب أولي الألباب مكروبهْ
دكت شوامخ دكا من تزلزلها
بالفاجعات وما في ذاك أكذوبهْ
لما فشي نعي قاضي القطر فانقلبت
به القلوب من الإغماء مغلوبهْ
قلبي أصابته من حزن ومن جزع
رغم التكتم بالآلام غيبوبهْ
إلي أن يقول:
يحْجون أنـيَ لم أشعر بذا ألما
علمتَ شيئا وأشيا عنك محجوبهْ
من يطلق الفكر في تصريف خالقه
طورا لطور يرى في ذاك أعجوبهْ
حاذيتُ أسلوب نفسي في تأثرها
والنفس تسلك للمسلوب أسلوبهْ
ماالعمر إن طال أو إن كان ذا قصر
إلا دقائق لا تزداد مكتوبهْ
وكل نفس وإن طالت سلامتها
يوما فلابد منها الروح مسلوبهْ
إلي أن يقول:
فالملجأ الصبر للرحمن إن له
عند الإله أجورا غير محسوبهْ
لو لم يك الصبر مفتاحا لجنته
ما ألهم الصبر في بلواه أيوبهْ
إنا لله وإنا إليه راجعون
أحمد ولد السيد بابا
woulbbah@yahoo.fr
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
الأحد، 24 أكتوبر 2010
:Mohamed abdallahi bazeid ecrit
La Mederdra de mon enfance
Du temps où j’y fréquentais l’Ecole Folantant, au début des années soixante du siècle dernier, Mederdra était une petite bourgade paisible où il faisait bon de vivre
Enserrée entre de grandes fourrières, des périmètres boisés soigneusement protégés par des fils barbelés, elle s’étirait du nord au sud sur une colline de moyenne altitude.
Coté nord, il y avait Médina, un quartier périphérique, point de passage quotidien des voyageurs se rendant à Hssey El Mahsar, le fief de l’émirat qui a donné son nom à la région.
C’est un quartier tranquille où résidaient certains amis d’enfance et promotionnaires : Brahim Dicko, un garçon timide et sans histoire devenu par la suite un officier de la douane et les regrettés Aicha Dicko, sa soeur et Mohamedou Dieng qui, lui, a fait l’armée.
Je me souviens de quelques noms qui, dans ma mémoire, sont restés synonymes de Médina : c’est le cas d’Ehel Jelledi dont le fils, Mohamed, devenu journaliste puis fonctionnaire de la FAO, est un ami de longue date, d’un ancien directeur d’école, Monsieur Seyni Ndiaye et de son épouse Dadou, de Ndiaya, la mère de Dadou, de Demba Gallo, de Béchir Ould Dialagui et de Mohamed Jules.
Je me souviens aussi d’un homme chétif et coléreux qui vivait chez Ehel Dialagui, Monsieur Yembea.
De tous les mederdrois il était le seul auditeur assidu qui suivait les radiodiffusions d’Union Soviétique, d’Iran, du Viêtnam, du Honduras, d’Ethiopie, du Canada, de Tanzanie et de plusieurs autres contrées du monde.
C’était une manière pour Monsieur Yembea, qui ne parlait d’autre langue que le hassania, de meubler ses interminables séances de thé qui commençaient généralement en fin d’après midi et se poursuivaient jusqu’à l’aube.
Passé le terrain vague qui séparait Médina du reste de la ville on tombait inévitablement sur de petites maisons en dur de style colonial.
Croulants sous le poids des dunes et presque coupées de la ville elles servaient de logements précaires à quelques fonctionnaires et agents de l’Etat.
Je me rappelle avoir déposé, quelques jours de suite, dans les locaux exigus de l’une de ces demeures, le sac de Monsieur Soumaré Hadémou, l’un de mes anciens enseignants, un soninké du village de Arr, devenu par la suite, un mederdrois à part entière.
Je l’ai croisé à Tiguent, quelques années avant sa mort. Il n’avait pas changé. Le même bout d’homme affable et courtois que j’avais connu il y a trente ans.
Il tenait à la main, comme à son habitude, un morceau de cola et n’avait rien perdu de son goût pour la causerie.
Vient ensuite la cité des gardes cercles, des maisons basses en banco devant lesquelles traînaient à longueur de la journée des chèvres voraces et belliqueuses.
Là, vivaient, en parfaite harmonie, quelques familles issues des régions lointaines de l’Adrar et de l’Inchiri : Ehel Eddick, Ehel Mogueye, Ehel Hmoymod…
Elles avaient des enfants de mon âge qui fréquentaient l’école : Tari, Sidahmed, Siyda et d’autres dont j’ai oublié les noms.
Siyda mint Eddick était une fille gentille, correcte mais turbulente et bagarreuse.
Pas un garçon, pas une fille n’osait la provoquer.
Je l’ai rencontrée en 1986 à Rosso à l’occasion de la visite du Président Maaouiya au Trarza.
Elle m’a reconnu tout de suite. Nous avons évoqué, l’espace d’un thé, des souvenirs d’enfance, parlé de tout et de rien comme le font généralement des promotionnaires qui se rencontrent après une longue séparation.
Elle m’a présenté à son mari, Monsieur Sidi Mohamed qui était alors gouverneur du Trarza et qui, malheureusement, a trouvé la mort quelques années plus tard dans un mystérieux crash d’avion entre Nouadhibou et Zouératt.
Un peu plus loin, il y avait le château d’eau, le plus haut sommet de la petite ville.
Il dominait largement la prison de Mederdra, une grosse bâtisse en banco, érigée à la fin des années vingt et qui dit-on a abrité d’illustres hôtes dont le savant poète Mhamed O. Ahmed Youra.
L’histoire de l’emprisonnement de cette éminente personnalité de l’Iguidi est le fruit, non pas d’un quelconque crime ou délit, mais d’une délation lui attribuant un poème qui décrit dans des détails ironiques et plaisants le transport, à la demande du Résident, de la cote atlantique à Mederdra, d’un colon abattu par la résistance.
Le plus grand brigand d’El Guebla des années cinquante, Deigdag (le démolisseur), a fait plusieurs séjours dans cette prison pour des raisons différentes, bien entendu, de celles de Mhamed.
La prison ouvrait sur un grand magasin en fer massif, de couleur vert olive, à l’intérieur duquel étaient stockées les armes et les minutions du peloton de la garde.
Derrière la prison, bien adossée à la fourrière, se trouvait une bâtisse du même style que celles qui se dressent entre Médina et la ville.
Cette maison là je la connais bien. Elle fut pendant des années la résidence de Madame Khadaja mint Moloud, une infirmière, originaire de la ville voisine de Boutilimitt et l’une des premières accoucheuses de la Mauritanie indépendante.
L’amitié qui me liait à son neveu, Ahmed Miske O. Abdallahi, El Qarneini pour les intimes, à son jeune et turbulent fils, Tourad, et à sa fille Mouleika m’a amené à séjourner chez elle à plusieurs reprises.
Je garde de Khadaja l’image d’une femme élégante et raffinée et qui, de surcroît, parlait un français impeccable.
Sa maison ne désemplissait jamais. On y servait des menus copieux et du thé à la menthe jusqu’à une heure tardive de la nuit.
Des personnalités bien en vue, de la société mederdroise des années soixante, ne rataient pas une occasion de se retrouver chez Khadaja.
Dans son salon, richement meublé, elles entamaient aussitôt une interminable causerie ponctuée de rires joyeux et de plaisanteries ou s’installaient confortablement pour jouer une partie de belote.
Parmi ces personnalités j’ai en mémoire le défunt émir du Trarza Hbib Ould Ahmed Salem, le Chef Général des Tachedbitt et intime ami de l’émir, Itawal Oumrou Ould Hmoyed, un respectable commerçant de Mederdra, Mohamedou Ould Abdallahi, un agent du fisc et cousin de l’émir, Amar Ould Amar Ould Ely.
A deux cent mètres de chez Khadaja vivait un autre personnage de la ville : Monsieur Sidi Niang, un infirmier halpoular, qui a fait toute sa carrière à Mederdra.
Tout le monde l’aimait bien et le respectait. Les enfants non circoncis, eux, le fuyaient comme la peste et cela l’amusait beaucoup. « Je vous attends au dispensaire » leur disait- il souvent en fronçant les sourcils.
Cet homme, je l’ai appris plus tard, est originaire de Kaédi, plus précisément du vieux quartier de Touldé où vivent encore ses cousins germains, des Diagraf c’est-à-dire des princes peulh ayant en charge la gestion des terres de culture.
Sa femme Hawa est une dame corpulente, élancée et peu bavarde. Elle sortait rarement de chez elle trop absorbée par le ménage, la vaisselle et l’entretien d’un beau troupeau de vaches et d’une grande sa basse cour.
Presque en face du domaine de Sidi Niang, il y avait le bâtiment des PTT, une maison imposante et aérée qui servait à la fois de bureau et de résidence au percepteur de l’Administration des Postes, Télégraphes et Téléphones, Monsieur Alioune Diarra.
Du temps où ce dernier dirigeait le service de la poste, tout allait bien, très bien d’ailleurs.
C’est ainsi qu’on pouvait téléphoner à loisir de Mederdra à de nombreuses villes de la Mauritanie : Boutilimitt, Rosso, Aleg, Boghé, Kaédi, Mbout, Moudjéria, Magta Lahjar et j’en passe.
Mieux, on pouvait joindre des correspondants installés à Saint Louis, Rufisque, Mbour, Louga, Dakar, Paris, etc.
Un manœuvre, dont j’ai oublié le nom, prenait le soin de tourner une manivelle, tout le temps que durait la communication, pour produire l’énergie nécessaire au dispositif téléphonique.
Le courrier en provenance de l’intérieur et de l’extérieur du pays était distribué, dans les règles de l’art, par le facteur de la ville, l’infatigable Dahabou.
Ce dernier habitait une maison située à l’entrée nord de l’école et avait comme passion la réparation, quand le temps le lui permettait, de postes radio et de montres.
C’est lui en personne qui se chargeait de la distribution, à un certain nombre de fonctionnaires en poste à Mederdra, de journaux français: le Monde, le Canard enchaîné, Paris Match, l’Observateur, le Figaro et de revues spécialisées : la Sélection du Reader’s Digest et Science et Vie.
Parmi les abonnés, aux journaux et revues des années soixante, on retrouve Monsieur Diallo Mohamed, le défunt colonel de Boutilimitt qui a enseigné à Mederdra avant d’intégrer l’armée, son frère, feu Abdallahi Diallo, un instituteur, un directeur d’école et un administrateur hors pair, mort dans un stupide accident de voiture, Monsieur Sylla Alley, un ancien moniteur de français dont j’ai perdu la trace, Monsieur Henry Riquet, le dernier instituteur de nationalité française resté à l’Ecole Folanfant, après l’indépendance.
Pour en revenir à Monsieur Abdallahi Diallo, Abdallahi Ould Balla pour les boutilimittois, je me souviens que son jeune frère, Ishac, que je n’ai plus revu et son neveu, Mohamed Koné, que j’ai eu l’occasion de rencontrer à de rares occasions ont fait une partie de leur scolarité à Mederdra. Des garçons bien éduqués.
Une autre personnalité de la ville, Monsieur Madéké Faye vivait non loin du domicile de Sidi Niang.
C’est un homme de haute taille, le front large, la voix grave, le regard perçant, un pur produit de la communauté sérère.
Il est originaire du Sénégal profond, probablement de la petite cote, cette région magnifique qui a vu naître le chantre de la négritude, le Président Léopold Sédar Senghor.
Toute sa vie, Monsieur Madéké s’est employé à maintenir en état de marche le réseau téléphonique Mederdra- Boutilimitt et Mederdra- Rosso.
Ce travail pénible l’amenait à effectuer de fréquentes tournées, à dos de chameau, pour remettre en place ou changer les fils téléphoniques endommagés suite aux intempéries ou aux caprices d’une horde d’enfants nomades en mal de distraction.
D’une intégrité morale et d’une piété sans borne, Madéké faisait toutes ses prières à la mosquée et n’avait d’autre souci que l’entretien de sa progéniture, plus d’une dizaine d’enfants: Sayar, wali, Abdou, « Madame » et les autres.
A l’est de ce pâté de maisons se trouvait l’imposante résidence du Commandant.
C’est un bâtiment gigantesque, un palais peut-on dire, comprenant plusieurs chambres spacieuses qui communiquent les unes avec les autres.
Avec ses murs épais et solides, ses magasins, ses terrasses, ses réserves d’eau, ses guérites, sa buanderie, ses dépendances et ses lourdes portes en fer elle a été construite pour résister au temps et probablement à un siège prolongé de la résistance.
En face de cette muraille imprenable il y avait le bureau du Résident, un solide bâtiment en dur où travaillaient généralement le Commandant, son secrétaire et l’agent spécial.
A l’extrémité nord de la cour du Commandant se dresse le gîte d’étape, une bâtisse discrète et peu connue du public.
Jusqu’à la fin des années soixante on pouvait admirer, soigneusement rangés dans ses placards, des lits pliants, de la vaisselle, de la draperie et des matelas, toute une logistique héritée de l’administration coloniale et destinée à l’hébergement des fonctionnaires en mission.
En empruntant la petite artère bordée de gros prosopis qui relie la résidence du Commandant au centre ville, on passe inéluctablement devant le vieux poste de santé.
Là travaillaient l’une des équipes médicales les plus expérimentées et les plus dévouées que la Mauritanie ait jamais connue.
Les opérations bénignes et le suivi des malades en observation étaient du ressort de Sidi Niang, l’administration des piqûres et les petits soins revenaient à Jiddou Ould Yargueit, le suivi des grossesses et les accouchements étaient assurés par Khadaja mint Moloud, l’accueil et le tri des patients revenaient au chef du centre médical, Monsieur Mohamed Jules.
Ce dernier était un bel homme de haute taille, galant et fier, un personnage un peu autoritaire certes mais droit, consciencieux, généreux et très bon musulman.
Il s’habillait avec goût, possédait une très belle collection d’armes et était un champion du tir à la cible.
Mohamed Jules aimait passionnément les jolis parfums et les parties chasse.
Je descendais chez lui le dimanche et les jours fériés où sa grande fille, Tfeila, et ses fils : Cheikhani, Demba et feu Ahmed Salem m’accueillaient toujours en ami et en frère.
Sa première épouse, Toutou, c’est son nom si je ne m’abuse, était une femme remarquable et généreuse dont la disparition subite avait émue tous les Mederdrois.
Son fils, Cheikhani Jules, qui est devenu plus tard avocat puis maire de Mederdra est un promotionnaire et ami d’enfance que j’ai rarement eu l’occasion de rencontrer.
Curieusement, notre première et dernière rencontre, depuis la fin de notre scolarité à l’école Folanfant, a eu lieu en 1995 à… Melun, en Ile de France.
Tous deux nous étions invités à assister à des festivités commémorant je ne sais plus quel anniversaire du jumelage de certaines villes du Trarza et du Brakna avec des communes de la Nouvelle ville de Sénart, en Seine et Marne.
Il était là en tant que maire de Mederdra, j’y étais en tant que membre de la délégation de Tiguent.
Juste à coté du dispensaire se trouvait la grande mosquée, un lieu de prière et de piété où l’on pouvait rencontrer à l’époque d’éminents érudits, aujourd’hui disparus :Ahmed Salem Ould Beibah (Haham), Ahmed Salem Ould Bagaa, Mohamedou Ould Alem, Mohamed Baba Ould Enneda et le reste de la djemaa.
Le dispensaire faisait face à des magasins, de modestes maisons poussiéreuses recouvertes de tôles ondulées appartenant, je crois, à Mohameden Ould Ivekou, un riche homme d’affaires mederdrois.
Mohameden, je m’en souviens encore, était un bel homme, de haute taille, avec un grand visage et une barbe fournie mais toujours soigneusement taillée.
Il avait l’habitude de porter d’amples boubous de Bazin riche, des pantalons noirs de cotonnade et des chemises longues manches.
Je le voyais souvent au volant de sa "Deux Chevaux" parcourant l’artère menant à la résidence du Commandant, sous l’œil émerveillé des enfants.
Derrière ces magasins il y avait un pâté de maisons où résidait la famille d’Ehel Ejiwane : Sidina, ses sœurs et sa nièce Chreive, une amie et promotionnaire que j’ai eu l’occasion de rencontrer il y a quelques années à Nouakchott. Elle était devenue bibliothécaire.
Du coté opposé de la rue il y avait une grande maison en dur construite, aux dires des gens, par feu Cheikh Sidati Ould Cheikh Taleb Bouya.
Elle était munie d’escaliers grossiers et de portes en bois délabrées. On l’appelait Dar Lechyakh.
J’avais l’habitude de venir y jouer à « ma maison » ou de m’exercer, avec des amis, à griffonner des absurdités truffées de fautes d’orthographe et de fautes grammaticales, sur les rares surfaces encore vierges de ses murs délavés.
La maison de Lechyakh était aussi, j’allais l’oublier, un coin vers lequel déferlaient en fin d’après midi tous les jeunes enfants de la ville.
Les gamins restaient là des heures et des heures à attendre l’arrivée des camions en provenance de Rosso.
Au volant de ces camions T 46, de marque Citroën, il y avait d’intrépides chauffeurs : Djibi Ndiaye, Seck, Malik, Saliou, Saad Bouh, El Id, Boy Nar, Soued Ahmed Lekreibolli, Boibih et j’en oublie.
La plupart de ces grosses voitures appartenait à une grande famille de Mederdra : Ehel Brahim Vall, principalement aux frères Mohamed Abdel Hay et Ivekou, des hommes qui ont fait fortune dans le transport terrestre.
J’ai fait plusieurs fois la navette Mederdra Rosso dans ces camions, gratuitement cela s’entend.
Je me souviens très bien des villages situés sur ce parcours long de soixante kilomètres : Bouzbeila, Hssey Abdou, Charatt, Lekraa Lahmar, Ehssey Evellejitt, Rach Enneye, Rach Zembotti ? Rach Ehel Lemrabott, El Khoussane et Boundreynaya.
Les camions partaient généralement le matin de bonne heure et arrivaient à Rosso entre huit et neuf heures.
Ils éprouvaient beaucoup de mal à se frayer un passage au milieu d’une végétation riche et abondante.
Cette dernière était composée, dans sa partie nord, d’acacias Sénégal (Eirwar), d’acacias raddiana (Ettalh), d’acacias nilotica (Essadra El Beidha) et de Zizuphus muratinianas (Esder).
Dans sa partie sud, les essences forestières dominantes étaient les balanités aegyptiaca (Teychott), le salvadora percica (Iverchi), le cammiphora africana (Adress), le tamarix gallica (Ettarva) et bien entendu d’immenses espaces recouverts de panicum turgidum (oumourkba).
Pas une seule fois messieurs Ivekou Ould Brahim Vall et son frère disparu, Mohamed Abdel Hay, n’ont exigé du pauvre élève que j’étais le payement du transport.
D’ailleurs ils ne réclamaient jamais rien à personne se contentant d’empocher tout bonnement ce que les passagers scrupuleux consentaient à leur donner en contrepartie du voyage. Des âmes généreuses, le père et l’oncle de mon promotionnaire Dah Ould Brahim Vall.
J’ai rarement rencontré ce dernier qui, d’après ce que j’en sais, a fait carrière dans les banques.
Je me souviens d’un autre camionneur de Mederdra, monsieur Teyah Ould Ahmedou, un homme modeste et courtois, un cousin d’Ehel Brahim Vall dont le camion a pris feu, à la sortie de Rosso, juste en face du marigot de Bakh, au début des années soixante dix.
Le centre ville de Mederdra est traversé par une rue spacieuse et sableuse, très animée le jour, quasi déserte le soir et qui se prolongeait à l’ouest jusqu'à la fourrière.
Des deux cotés de cette rue se trouvaient les commerces : une maison basse donnant sur une grande cour intérieure où étaient disposés, pêle-mêle des articles, des produits frais et des céréales venant de la chemama, du lac Rkiz et de la campagne : sorgho, maïs, petit mil, haricot, pastèque, arachide, beurre, outres, tans, vans, peaux, cordes, etc.
C’est la boutique du vieux Yali, un mederdrois de la première heure, un homme pieux, sage et hospitalier.
Yali est le père d’un vieil ami aujourd’hui disparu, Ahmed Salem, Beichala pour les intimes, du docteur Ethmane Ould Yali, l’un des premiers médecins de la Mauritanie indépendante, de Omar Ould Yali, l’une des figures emblématiques de l’APP et de grandes filles dont j’ai oublié les noms.
Son voisin, Mohamed Sidia Ould Bah, avait une échoppe bien garnie où l’on pouvait se procurer toute sortes de marchandises y compris les meilleurs parfums de l’époque : Kiki 44, Maty Guèye, Joli soir, Nostalgie, Habanita, Dankoma et les cigarettes en vogue : Craven ״A״, Bastos, Camélia, Gauloises et Gitanes.
Elle rivalisait avec les commerces tenus par Ould Jeilani, Mohamedou Ould Hamdinou dont les fils Mohamed et El Hassène font partie de mes promotionnaires, Mohamed Abdel Hay Ould Brahim Vall, Ely Salem Ould Ely, le Chérif Bouna, le mari de Lalla mint Braika et Sidati Ould Maloum, le père d’un garçon adorable et sans histoire, Boullah.
J’ai rencontré ce dernier à Dakar en 2008, en marge des négociations mauritano mauritaniennes ayant abouti au dénouement de la crise née du renversement du Président Sidi Ould Cheikh Abdallahi.
Nous nous sommes retrouvés chez une vieille et sympathique connaissance de Mederdra, Monsieur Ahmed Bazeid Ould Bowah, un diplomate alors en poste à l’ambassade de Mauritanie au Sénégal.
Avec Boullah, que je n’avais pas revu depuis un quart de siècle, j’ai effectué le voyage retour du Sénégal jusqu’à Tiguent où nous avons passé ensemble une excellente journée parmi les siens.
A proximité de la boutique de Sidaty Ould Maloum, se trouvait un commerce tenu par le vieux El Marrakchi, un marocain qui a atterri à Mederdra au temps de l’occupation française.
El Marrakchi s’adonnait au commerce des peaux et de la gomme arabique, des produits qu’il achetait localement à vil prix et revendait avantageusement à des libanais installés au Sénégal.
Son long séjour dans l’Iguidi et ses contacts quotidiens avec la société mederdroise d’antan ne l’ont pas aidé à perdre l’accent de la région de Marrakech Tensift El Haouz ni à s’approprier quelques rudiments de l’indéchiffrable culture locale.
Nombreux étaient les malentendus qui le mettaient aux prises avec sa clientèle, constituée dans sa majorité des cousins de mon vieil ami Elim Erra Hal que j’ai revu par hasard, deux à trois fois depuis notre séparation, chez des amis communs.
A quelques centaines de mètres d’El Marrakchi vivait, presque en marge de la société, une dame répondant au nom de Bassine et à laquelle la population prêtait des pouvoirs surnaturels.
Il y avait enfin les commerces modestes, ceux d’Ahmedal Ould Babeddina, de Baba Ould Cheikh, de Kheiratt et les petites échoppes de mes défunts cousins : Mohamed Abdel Hay ould Nih (Nahay), Mohamed Lemine O. Béchar, Ammi ould Moutali, Mohamed Lemine ould Moustapha, Dahoud ould Moustapha.
Devant ces petites boutiques se rassemblaient souvent les braves manœuvres de l’époque : Djabel, Ambouha, Zayed Ould Brahim, Belkheir, Mboyrik Ould Abdout, Ebboyah et le reste du groupe.
C’est sur cette rue que se trouvait aussi le four de monsieur Alioune Ould Sabar, un four qui fabriquait un pain doré, croustillant et savoureux. J’en raffolais.
Comme moi, les mederdrois le préféraient de loin au pain de Monsieur Soué id et à celui qui était fabriqué par un certain Sabar dans un four situé non loin de la boutique d’El Houssein Ould Bilal Diouli.
Alioune Ould Sabar est le père d’un promotionnaire qui a fait carrière dans la gendarmerie nationale, Brahim.
Le nord du centre ville était traversé par une artère parallèle à la rue principale. En bordure de celle-ci il y avait une grande boutique tenue par un commerçant de l’Adrar, Monsieur Ahmed Ould Dhmine.
L’incendie de sa boutique, intervenue alors que j’étais très jeune pour me rappeler des détails et des circonstances de ce sinistre, avait soulevé un grand élan de solidarité et de sympathie parmi les mederdrois.
Dans le quartier donnant sur cette rue vivaient trois familles de gardes forestiers : Ehel Chenane dont le fils, Moktar, un ami d’enfance robuste et courageux, a trouvé la mort dans la guerre du Sahara - Ehel SidAmed, une famille de l’Adrar, leur fille Salka est une promotionnaire ainsi que son frère Lemhaba – Ehel Mohamed Salem Ould Zein dont le fils, Mohamed Abdallahi, a honoré l’école Folanfant en obtenant, en 1965, le rang de premier de la Mauritanie aux épreuves du concours d’entrée en sixième.
Après des études supérieures en économie, cet ami d’enfance chétif mais d’une étonnante témérité a travaillé dans les banques avant de se reconvertir dans le tiéb-tiéb. J’ai réussi, non sans peine, à maintenir le contact avec cet imbécile.
A deux pas des forestiers vivait la famille d’Ehel Demba Dia dont le père était maçon, si mes souvenirs sont bons.
Le vieux Demba Dia était un homme généreux chez qui se réfugiaient : Mohamed Ould Barka, Bayenni, Ennoummah, Deweiden et Mint Emmon’Ha, de pauvres hères sans défense qui sillonnaient les rues de Mederdra, à longueur de la journée, sans but précis.
Lorsqu’ils n’en pouvaient plus de la traque acharnée et impitoyable des enfants les fugitifs se rendaient aussitôt chez Demba Dia où ils trouvaient protection, gîte et couvert.
Dans le même alignement se trouvait la grande concession des Tar Diop.
Je ne me souviens pas du père des Tar Diop qui, dit-on, était un forestier, originaire de la vieille ville de Saint Louis du Sénégal mais je connais par contre les membres de sa famille : Ken Bouguel, Kewa et feu Bay Diop.
Leur mère « Madame », c’est son nom, était une femme de petite taille, mince, débordante de joie et généreuse.
A l’heure du déjeuner, « Madame » avait l’habitude de servir à manger à toutes les personnes qui se trouvaient dans sa maison : des mendiants, des campagnards, des citadins, des voyageurs venus du Sénégal voisin et d’ailleurs.
Une aile de la maison des Tar Diop servait à la fois de bureau et de résidence au cadi de Mederdra, Monsieur Hamed Ould Bebaha.
Du seuil de leur maison les Tar Diop pouvaient voir le va et vient des femmes se rendant au marché tout proche.
Là les attendaient les bouchers Ahmed Salem Ould Sabar, Rayhana, Moloud Ould Amgheiratt et l’unique vendeur de légumes Bilal Ould Diouéri.
Le sud du centre ville était traversé par une autre rue étroite qui prenait naissance, à l’Est, au niveau de la maison d’une vieille dame vivant en bordure de la route de Rosso, Aicha Motiara, l’épouse d’un certain Mbarek Ould Bouhchicha.
Etaient construites en bordure de cette rue des habitations appartenant à de vieilles familles de la ville : Ehel Dahabou, le facteur dont j’ai déjà parlé - Ehel Maaouiya, des cousins dont le père, feu Ahmedou Yeslem a enseigné dans l’extrême Est du pays puis à Mederdra et à Boér Toress avant d’être promu économe.
C’est le père de l’administrateur et ancien ministre de l’intérieur Mohamed Ould Maaouiya.
Les Ehel Maaouiya avaient pour voisins un saint homme, le vieux Hmada, une personnalité de Nievrar et Ehel Baba Samaké dont le fils Omar Sy, un diplomate disparu, était un ami agréable et un promotionnaire.
Je me souviens de sa mère Khadijetou, de son oncle, le géant Sidibé, l’homme avec qui nous avions l’habitude de marchander la confection de redoutables lance pierres, de ses tantes : Zeinebou, devenue par la suite aide infirmière au poste de santé de Mederdra et Foyta Samaké, l’épouse du docteur Ethmane Ould Yali.
A cent mètres de là habitaient les Ehel Mohamed Ould Chedad, la vieille Salma mint Amar Leghnem, Zeinebou, la mère de mes amis Maham et de Ennine, Naha, Ahmed, le boucher farceur, Dah, leur demi frère, l’un des rares amis d’enfance avec lequel j’ai gardé le contact et qui a fait carrière dans la douane.
Suivait ensuite le vaste domaine d’Ehel Ahmed Ould Abdallahi dont le père tenait une boutique sur la rue. Son fils, Ethmane, Esseyver pour les intimes, est un promotionnaire que j’ai perdu de vue. Il avait des sœurs et des frères : Ellout, l’épouse d’Ahmed Ould Brahim Vall, Monnah qui n’est plus, Abdallahi, Khadijetou et un grand frère répondant, si je ne me trompe, au nom de Mohamed.
Un peu plus loin vivait, dans une petite maison, un maçon chevronné et sans histoire: Mohamed Ould Gdala dont la fille, Fatimetou, a fini par travailler au trésor public.
Les voisins de ce maçon étaient Ehel Meidah : le vieux et sage Mhamed, sa femme dont j’ai oublié le nom et ses filles : Aicha et Mroum qui ont épousé de grandes personnalités de l’Est mauritanien, Mama, qui a fait sa carrière à Radio Mauritanie, Fou et Malouma qui ont fréquenté l’école.
De l’autre coté de la rue vivaient leurs cousins, Ehel Ahmedou Ould Meidah : la mère, Mint Ebnou et les enfants : Mohamed, Kahlouch pour les intimes, un parfait musicien et ami de longue date avec lequel j’ai partagé des moments agréables et des aventures inouïes, Loubaba, Mechalem et Doueina que j’ai vu grandir sous la bienveillance de leurs oncles : Mohamed et Doudou.
Dans ce même quartier résidaient en permanence les familles de deux amis d’enfance Ramdhan Ould Tahman, devenu infirmier d’Etat et que j’ai eu le plaisir de revoir et Yargouma Ould Ambouha que j’ai revu à de rares occasions.
Les grands-mères de ces derniers sont des dames qu’aucun mederdrois de ma génération ne peut oublier : Vatma mint Stoula, une femme adorable dont on disait qu’elle préparait le meilleur gâteau du Trarza, Moimana, une grand mère gaie et charitable dont les beignets, de forme arrondie et soigneusement saupoudrés de sucre fin, étaient le plus beau cadeau que l’on pouvait offrir à un enfant.
Une autre mederdroise non moins célèbre vivait dans ce quartier : Emmachen, une dame dont le tam-tam envoûtant et les longues tirades narratives étaient de toutes les cérémonies.
Dans le prolongement d’Ehel Ahmedou Ould Meidah vivaient Ehel Jreivine : Mohamed et sa fille Marieme –- Ehel Ely Ould Meidah, leur père Ely était le seul mederdrois à traverser la ville à dos de cheval - Ehel Sid Ahmed et j’en oublie d’autres.
A la limite sud de ce quartier peuplé se trouvait la petite concession d’Ehel Bilal Diouli : l’inoubliable et douce Salma, leur mère qui a vu défiler de nombreuses générations d’élèves internes, sa fille El Hachmiya qui lui a succédé, ses grands fils El Hassène et El Housseine.
Le quartier Sud Ouest était le fief de grandes familles de Mederdra tout aussi réputées que les premières: Ehel Haham dont les fils Beibah et Jeyid étaient de grands amis.
J’ai connu aussi leur grand frère Bedde, un érudit de santé fragile hélas disparu et leur jeune frère Mohameden Baba Ould Etfagha, le talentueux journaliste d’Aljazeera, plus connu localement sous son pseudonyme Emmeni – Ehel Ahmed Ould Meidah, le vieux Ahmed, le père de mes amis d’enfance : Rajala, celui-là même que Abdallahi Diallo taxait de faire le gros dos et le très sérieux et raisonnable Mohamed.
Dans le voisinage immédiat d’Ehel Ahmed Ould Meidah vivaient le vieux Diouéri, un agriculteur - Ehel Yargueit : Mohamed, le commerçant, Jiddou, l’aide infirmier, Mohamedhen, le technicien de Radio et le reste de la famille – Ehel Taleb Jiddou – Ehel Zeidoune – Ehel Sellahi - Ehel Ely Warakane : Mohamed, son épouse Marième, une femme d’une remarquable piété et leur fillette, la toute petite Koumbane.
A quelques encablures d’Ehel Ely Warakane se trouvait le domaine d’Ehel Enemray dont le père Enemray, un grand homme débordant d’énergie et de vitalité était le coiffeur attitré de Mederdra, le propriétaire du plus beau jardin de la ville, le muezzin de la mosquée et le technicien en charge du sondage.
Plus au sud étaient installés Ehel Bowah dont le père Dah a servi de longues années comme surveillant à l’école Folanfant et dont le fils Diyah est devenu plus tard un officier de l’armée nationale – Ehel Emmène dont le fils Haddou, qui n’est plus de ce monde, était un ami et un promotionnaire.
Le Gowd ou la vallée, cette dépression qui sépare la ville des légendaires dunes blanches de Mederdra, abritait le service des eaux et forêts et celui de l’élevage, l’abattoir, le sondage, les puits : celui de la ville, le puits des eaux et forêts (hassi Ehel Esdar) et le puits de Bedioura.
C’est dans le Gowd que résidait l’un de mes amis d’enfance que j’ai perdu de vue, Ibnou Ndiaye, le fils d’un vétérinaire qui a servi à Mederdra au début des années soixante.
Les enfants de son successeur, Monsieur Ould Haibelti, un vétérinaire originaire du Brakna, ont fréquenté en même temps que moi l’école Folanfant.
Le Gowd était enfin le domaine d’Ehel Mbarek Ellawssay, d’Ehel El Alem et d’une famille originaire de Boutilimitt, Ehel Mamady dont le père, Ahmed, était puisatier.
Son fils Brahim est un promotionnaire et ami d’enfance que j’ai revu deux ou trois fois à Nouakchott au milieu des années quatre vingt.
Sans aucune préparation et sans raison valable je suis retourné à Mederdra au début du mois d’octobre 2010.
J’ai flâné sans but précis dans les ruelles, exactement comme le faisaient chaque jour Mohamed Ould Barka, Bayenni, Ennoummah, Deweiden et Mint Emmon’Ha. Comme eux, j’ai sillonné la ville de long en large.
Pendant ma traversée je me suis mis à guetter le moindre signe familier : le vrombissement d’un camion T46, le brouhaha des enfants se rendant à la maison de Lechyakh, le tintement de la cloche de l’école Folanfant, le hennissement du cheval d’Ely Ould Meidah, le battement du tam-tam de Emmachen, l’appel à la prière d’Enemray…Peine perdue.
La Mederdra qui s’étendait à mes pieds m’était complètement étrangère.
Le visage ratatiné que me renvoyait le rétroviseur intérieur de mon véhicule n’était pas le mien non plus.
Quelque chose de profond s’est produit avec le passage du temps : Mederdra a beaucoup changé. Moi aussi.
Désemparé et secoué dans mon for intérieur, j’ai fait demi tour et suis rentré précipitamment à Nouakchott.
Comme consolation il me reste une chose : préserver jalousement, intacte, l’image vivante et joyeuse de la Mederdra que je porte dans mon cœur, l’image de la Mederdra de mon enfance.
Mohamed Abdallahi Bazeid
Octobre 2010
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
Enserrée entre de grandes fourrières, des périmètres boisés soigneusement protégés par des fils barbelés, elle s’étirait du nord au sud sur une colline de moyenne altitude.
Coté nord, il y avait Médina, un quartier périphérique, point de passage quotidien des voyageurs se rendant à Hssey El Mahsar, le fief de l’émirat qui a donné son nom à la région.
C’est un quartier tranquille où résidaient certains amis d’enfance et promotionnaires : Brahim Dicko, un garçon timide et sans histoire devenu par la suite un officier de la douane et les regrettés Aicha Dicko, sa soeur et Mohamedou Dieng qui, lui, a fait l’armée.
Je me souviens de quelques noms qui, dans ma mémoire, sont restés synonymes de Médina : c’est le cas d’Ehel Jelledi dont le fils, Mohamed, devenu journaliste puis fonctionnaire de la FAO, est un ami de longue date, d’un ancien directeur d’école, Monsieur Seyni Ndiaye et de son épouse Dadou, de Ndiaya, la mère de Dadou, de Demba Gallo, de Béchir Ould Dialagui et de Mohamed Jules.
Je me souviens aussi d’un homme chétif et coléreux qui vivait chez Ehel Dialagui, Monsieur Yembea.
De tous les mederdrois il était le seul auditeur assidu qui suivait les radiodiffusions d’Union Soviétique, d’Iran, du Viêtnam, du Honduras, d’Ethiopie, du Canada, de Tanzanie et de plusieurs autres contrées du monde.
C’était une manière pour Monsieur Yembea, qui ne parlait d’autre langue que le hassania, de meubler ses interminables séances de thé qui commençaient généralement en fin d’après midi et se poursuivaient jusqu’à l’aube.
Passé le terrain vague qui séparait Médina du reste de la ville on tombait inévitablement sur de petites maisons en dur de style colonial.
Croulants sous le poids des dunes et presque coupées de la ville elles servaient de logements précaires à quelques fonctionnaires et agents de l’Etat.
Je me rappelle avoir déposé, quelques jours de suite, dans les locaux exigus de l’une de ces demeures, le sac de Monsieur Soumaré Hadémou, l’un de mes anciens enseignants, un soninké du village de Arr, devenu par la suite, un mederdrois à part entière.
Je l’ai croisé à Tiguent, quelques années avant sa mort. Il n’avait pas changé. Le même bout d’homme affable et courtois que j’avais connu il y a trente ans.
Il tenait à la main, comme à son habitude, un morceau de cola et n’avait rien perdu de son goût pour la causerie.
Vient ensuite la cité des gardes cercles, des maisons basses en banco devant lesquelles traînaient à longueur de la journée des chèvres voraces et belliqueuses.
Là, vivaient, en parfaite harmonie, quelques familles issues des régions lointaines de l’Adrar et de l’Inchiri : Ehel Eddick, Ehel Mogueye, Ehel Hmoymod…
Elles avaient des enfants de mon âge qui fréquentaient l’école : Tari, Sidahmed, Siyda et d’autres dont j’ai oublié les noms.
Siyda mint Eddick était une fille gentille, correcte mais turbulente et bagarreuse.
Pas un garçon, pas une fille n’osait la provoquer.
Je l’ai rencontrée en 1986 à Rosso à l’occasion de la visite du Président Maaouiya au Trarza.
Elle m’a reconnu tout de suite. Nous avons évoqué, l’espace d’un thé, des souvenirs d’enfance, parlé de tout et de rien comme le font généralement des promotionnaires qui se rencontrent après une longue séparation.
Elle m’a présenté à son mari, Monsieur Sidi Mohamed qui était alors gouverneur du Trarza et qui, malheureusement, a trouvé la mort quelques années plus tard dans un mystérieux crash d’avion entre Nouadhibou et Zouératt.
Un peu plus loin, il y avait le château d’eau, le plus haut sommet de la petite ville.
Il dominait largement la prison de Mederdra, une grosse bâtisse en banco, érigée à la fin des années vingt et qui dit-on a abrité d’illustres hôtes dont le savant poète Mhamed O. Ahmed Youra.
L’histoire de l’emprisonnement de cette éminente personnalité de l’Iguidi est le fruit, non pas d’un quelconque crime ou délit, mais d’une délation lui attribuant un poème qui décrit dans des détails ironiques et plaisants le transport, à la demande du Résident, de la cote atlantique à Mederdra, d’un colon abattu par la résistance.
Le plus grand brigand d’El Guebla des années cinquante, Deigdag (le démolisseur), a fait plusieurs séjours dans cette prison pour des raisons différentes, bien entendu, de celles de Mhamed.
La prison ouvrait sur un grand magasin en fer massif, de couleur vert olive, à l’intérieur duquel étaient stockées les armes et les minutions du peloton de la garde.
Derrière la prison, bien adossée à la fourrière, se trouvait une bâtisse du même style que celles qui se dressent entre Médina et la ville.
Cette maison là je la connais bien. Elle fut pendant des années la résidence de Madame Khadaja mint Moloud, une infirmière, originaire de la ville voisine de Boutilimitt et l’une des premières accoucheuses de la Mauritanie indépendante.
L’amitié qui me liait à son neveu, Ahmed Miske O. Abdallahi, El Qarneini pour les intimes, à son jeune et turbulent fils, Tourad, et à sa fille Mouleika m’a amené à séjourner chez elle à plusieurs reprises.
Je garde de Khadaja l’image d’une femme élégante et raffinée et qui, de surcroît, parlait un français impeccable.
Sa maison ne désemplissait jamais. On y servait des menus copieux et du thé à la menthe jusqu’à une heure tardive de la nuit.
Des personnalités bien en vue, de la société mederdroise des années soixante, ne rataient pas une occasion de se retrouver chez Khadaja.
Dans son salon, richement meublé, elles entamaient aussitôt une interminable causerie ponctuée de rires joyeux et de plaisanteries ou s’installaient confortablement pour jouer une partie de belote.
Parmi ces personnalités j’ai en mémoire le défunt émir du Trarza Hbib Ould Ahmed Salem, le Chef Général des Tachedbitt et intime ami de l’émir, Itawal Oumrou Ould Hmoyed, un respectable commerçant de Mederdra, Mohamedou Ould Abdallahi, un agent du fisc et cousin de l’émir, Amar Ould Amar Ould Ely.
A deux cent mètres de chez Khadaja vivait un autre personnage de la ville : Monsieur Sidi Niang, un infirmier halpoular, qui a fait toute sa carrière à Mederdra.
Tout le monde l’aimait bien et le respectait. Les enfants non circoncis, eux, le fuyaient comme la peste et cela l’amusait beaucoup. « Je vous attends au dispensaire » leur disait- il souvent en fronçant les sourcils.
Cet homme, je l’ai appris plus tard, est originaire de Kaédi, plus précisément du vieux quartier de Touldé où vivent encore ses cousins germains, des Diagraf c’est-à-dire des princes peulh ayant en charge la gestion des terres de culture.
Sa femme Hawa est une dame corpulente, élancée et peu bavarde. Elle sortait rarement de chez elle trop absorbée par le ménage, la vaisselle et l’entretien d’un beau troupeau de vaches et d’une grande sa basse cour.
Presque en face du domaine de Sidi Niang, il y avait le bâtiment des PTT, une maison imposante et aérée qui servait à la fois de bureau et de résidence au percepteur de l’Administration des Postes, Télégraphes et Téléphones, Monsieur Alioune Diarra.
Du temps où ce dernier dirigeait le service de la poste, tout allait bien, très bien d’ailleurs.
C’est ainsi qu’on pouvait téléphoner à loisir de Mederdra à de nombreuses villes de la Mauritanie : Boutilimitt, Rosso, Aleg, Boghé, Kaédi, Mbout, Moudjéria, Magta Lahjar et j’en passe.
Mieux, on pouvait joindre des correspondants installés à Saint Louis, Rufisque, Mbour, Louga, Dakar, Paris, etc.
Un manœuvre, dont j’ai oublié le nom, prenait le soin de tourner une manivelle, tout le temps que durait la communication, pour produire l’énergie nécessaire au dispositif téléphonique.
Le courrier en provenance de l’intérieur et de l’extérieur du pays était distribué, dans les règles de l’art, par le facteur de la ville, l’infatigable Dahabou.
Ce dernier habitait une maison située à l’entrée nord de l’école et avait comme passion la réparation, quand le temps le lui permettait, de postes radio et de montres.
C’est lui en personne qui se chargeait de la distribution, à un certain nombre de fonctionnaires en poste à Mederdra, de journaux français: le Monde, le Canard enchaîné, Paris Match, l’Observateur, le Figaro et de revues spécialisées : la Sélection du Reader’s Digest et Science et Vie.
Parmi les abonnés, aux journaux et revues des années soixante, on retrouve Monsieur Diallo Mohamed, le défunt colonel de Boutilimitt qui a enseigné à Mederdra avant d’intégrer l’armée, son frère, feu Abdallahi Diallo, un instituteur, un directeur d’école et un administrateur hors pair, mort dans un stupide accident de voiture, Monsieur Sylla Alley, un ancien moniteur de français dont j’ai perdu la trace, Monsieur Henry Riquet, le dernier instituteur de nationalité française resté à l’Ecole Folanfant, après l’indépendance.
Pour en revenir à Monsieur Abdallahi Diallo, Abdallahi Ould Balla pour les boutilimittois, je me souviens que son jeune frère, Ishac, que je n’ai plus revu et son neveu, Mohamed Koné, que j’ai eu l’occasion de rencontrer à de rares occasions ont fait une partie de leur scolarité à Mederdra. Des garçons bien éduqués.
Une autre personnalité de la ville, Monsieur Madéké Faye vivait non loin du domicile de Sidi Niang.
C’est un homme de haute taille, le front large, la voix grave, le regard perçant, un pur produit de la communauté sérère.
Il est originaire du Sénégal profond, probablement de la petite cote, cette région magnifique qui a vu naître le chantre de la négritude, le Président Léopold Sédar Senghor.
Toute sa vie, Monsieur Madéké s’est employé à maintenir en état de marche le réseau téléphonique Mederdra- Boutilimitt et Mederdra- Rosso.
Ce travail pénible l’amenait à effectuer de fréquentes tournées, à dos de chameau, pour remettre en place ou changer les fils téléphoniques endommagés suite aux intempéries ou aux caprices d’une horde d’enfants nomades en mal de distraction.
D’une intégrité morale et d’une piété sans borne, Madéké faisait toutes ses prières à la mosquée et n’avait d’autre souci que l’entretien de sa progéniture, plus d’une dizaine d’enfants: Sayar, wali, Abdou, « Madame » et les autres.
A l’est de ce pâté de maisons se trouvait l’imposante résidence du Commandant.
C’est un bâtiment gigantesque, un palais peut-on dire, comprenant plusieurs chambres spacieuses qui communiquent les unes avec les autres.
Avec ses murs épais et solides, ses magasins, ses terrasses, ses réserves d’eau, ses guérites, sa buanderie, ses dépendances et ses lourdes portes en fer elle a été construite pour résister au temps et probablement à un siège prolongé de la résistance.
En face de cette muraille imprenable il y avait le bureau du Résident, un solide bâtiment en dur où travaillaient généralement le Commandant, son secrétaire et l’agent spécial.
A l’extrémité nord de la cour du Commandant se dresse le gîte d’étape, une bâtisse discrète et peu connue du public.
Jusqu’à la fin des années soixante on pouvait admirer, soigneusement rangés dans ses placards, des lits pliants, de la vaisselle, de la draperie et des matelas, toute une logistique héritée de l’administration coloniale et destinée à l’hébergement des fonctionnaires en mission.
En empruntant la petite artère bordée de gros prosopis qui relie la résidence du Commandant au centre ville, on passe inéluctablement devant le vieux poste de santé.
Là travaillaient l’une des équipes médicales les plus expérimentées et les plus dévouées que la Mauritanie ait jamais connue.
Les opérations bénignes et le suivi des malades en observation étaient du ressort de Sidi Niang, l’administration des piqûres et les petits soins revenaient à Jiddou Ould Yargueit, le suivi des grossesses et les accouchements étaient assurés par Khadaja mint Moloud, l’accueil et le tri des patients revenaient au chef du centre médical, Monsieur Mohamed Jules.
Ce dernier était un bel homme de haute taille, galant et fier, un personnage un peu autoritaire certes mais droit, consciencieux, généreux et très bon musulman.
Il s’habillait avec goût, possédait une très belle collection d’armes et était un champion du tir à la cible.
Mohamed Jules aimait passionnément les jolis parfums et les parties chasse.
Je descendais chez lui le dimanche et les jours fériés où sa grande fille, Tfeila, et ses fils : Cheikhani, Demba et feu Ahmed Salem m’accueillaient toujours en ami et en frère.
Sa première épouse, Toutou, c’est son nom si je ne m’abuse, était une femme remarquable et généreuse dont la disparition subite avait émue tous les Mederdrois.
Son fils, Cheikhani Jules, qui est devenu plus tard avocat puis maire de Mederdra est un promotionnaire et ami d’enfance que j’ai rarement eu l’occasion de rencontrer.
Curieusement, notre première et dernière rencontre, depuis la fin de notre scolarité à l’école Folanfant, a eu lieu en 1995 à… Melun, en Ile de France.
Tous deux nous étions invités à assister à des festivités commémorant je ne sais plus quel anniversaire du jumelage de certaines villes du Trarza et du Brakna avec des communes de la Nouvelle ville de Sénart, en Seine et Marne.
Il était là en tant que maire de Mederdra, j’y étais en tant que membre de la délégation de Tiguent.
Juste à coté du dispensaire se trouvait la grande mosquée, un lieu de prière et de piété où l’on pouvait rencontrer à l’époque d’éminents érudits, aujourd’hui disparus :Ahmed Salem Ould Beibah (Haham), Ahmed Salem Ould Bagaa, Mohamedou Ould Alem, Mohamed Baba Ould Enneda et le reste de la djemaa.
Le dispensaire faisait face à des magasins, de modestes maisons poussiéreuses recouvertes de tôles ondulées appartenant, je crois, à Mohameden Ould Ivekou, un riche homme d’affaires mederdrois.
Mohameden, je m’en souviens encore, était un bel homme, de haute taille, avec un grand visage et une barbe fournie mais toujours soigneusement taillée.
Il avait l’habitude de porter d’amples boubous de Bazin riche, des pantalons noirs de cotonnade et des chemises longues manches.
Je le voyais souvent au volant de sa "Deux Chevaux" parcourant l’artère menant à la résidence du Commandant, sous l’œil émerveillé des enfants.
Derrière ces magasins il y avait un pâté de maisons où résidait la famille d’Ehel Ejiwane : Sidina, ses sœurs et sa nièce Chreive, une amie et promotionnaire que j’ai eu l’occasion de rencontrer il y a quelques années à Nouakchott. Elle était devenue bibliothécaire.
Du coté opposé de la rue il y avait une grande maison en dur construite, aux dires des gens, par feu Cheikh Sidati Ould Cheikh Taleb Bouya.
Elle était munie d’escaliers grossiers et de portes en bois délabrées. On l’appelait Dar Lechyakh.
J’avais l’habitude de venir y jouer à « ma maison » ou de m’exercer, avec des amis, à griffonner des absurdités truffées de fautes d’orthographe et de fautes grammaticales, sur les rares surfaces encore vierges de ses murs délavés.
La maison de Lechyakh était aussi, j’allais l’oublier, un coin vers lequel déferlaient en fin d’après midi tous les jeunes enfants de la ville.
Les gamins restaient là des heures et des heures à attendre l’arrivée des camions en provenance de Rosso.
Au volant de ces camions T 46, de marque Citroën, il y avait d’intrépides chauffeurs : Djibi Ndiaye, Seck, Malik, Saliou, Saad Bouh, El Id, Boy Nar, Soued Ahmed Lekreibolli, Boibih et j’en oublie.
La plupart de ces grosses voitures appartenait à une grande famille de Mederdra : Ehel Brahim Vall, principalement aux frères Mohamed Abdel Hay et Ivekou, des hommes qui ont fait fortune dans le transport terrestre.
J’ai fait plusieurs fois la navette Mederdra Rosso dans ces camions, gratuitement cela s’entend.
Je me souviens très bien des villages situés sur ce parcours long de soixante kilomètres : Bouzbeila, Hssey Abdou, Charatt, Lekraa Lahmar, Ehssey Evellejitt, Rach Enneye, Rach Zembotti ? Rach Ehel Lemrabott, El Khoussane et Boundreynaya.
Les camions partaient généralement le matin de bonne heure et arrivaient à Rosso entre huit et neuf heures.
Ils éprouvaient beaucoup de mal à se frayer un passage au milieu d’une végétation riche et abondante.
Cette dernière était composée, dans sa partie nord, d’acacias Sénégal (Eirwar), d’acacias raddiana (Ettalh), d’acacias nilotica (Essadra El Beidha) et de Zizuphus muratinianas (Esder).
Dans sa partie sud, les essences forestières dominantes étaient les balanités aegyptiaca (Teychott), le salvadora percica (Iverchi), le cammiphora africana (Adress), le tamarix gallica (Ettarva) et bien entendu d’immenses espaces recouverts de panicum turgidum (oumourkba).
Pas une seule fois messieurs Ivekou Ould Brahim Vall et son frère disparu, Mohamed Abdel Hay, n’ont exigé du pauvre élève que j’étais le payement du transport.
D’ailleurs ils ne réclamaient jamais rien à personne se contentant d’empocher tout bonnement ce que les passagers scrupuleux consentaient à leur donner en contrepartie du voyage. Des âmes généreuses, le père et l’oncle de mon promotionnaire Dah Ould Brahim Vall.
J’ai rarement rencontré ce dernier qui, d’après ce que j’en sais, a fait carrière dans les banques.
Je me souviens d’un autre camionneur de Mederdra, monsieur Teyah Ould Ahmedou, un homme modeste et courtois, un cousin d’Ehel Brahim Vall dont le camion a pris feu, à la sortie de Rosso, juste en face du marigot de Bakh, au début des années soixante dix.
Le centre ville de Mederdra est traversé par une rue spacieuse et sableuse, très animée le jour, quasi déserte le soir et qui se prolongeait à l’ouest jusqu'à la fourrière.
Des deux cotés de cette rue se trouvaient les commerces : une maison basse donnant sur une grande cour intérieure où étaient disposés, pêle-mêle des articles, des produits frais et des céréales venant de la chemama, du lac Rkiz et de la campagne : sorgho, maïs, petit mil, haricot, pastèque, arachide, beurre, outres, tans, vans, peaux, cordes, etc.
C’est la boutique du vieux Yali, un mederdrois de la première heure, un homme pieux, sage et hospitalier.
Yali est le père d’un vieil ami aujourd’hui disparu, Ahmed Salem, Beichala pour les intimes, du docteur Ethmane Ould Yali, l’un des premiers médecins de la Mauritanie indépendante, de Omar Ould Yali, l’une des figures emblématiques de l’APP et de grandes filles dont j’ai oublié les noms.
Son voisin, Mohamed Sidia Ould Bah, avait une échoppe bien garnie où l’on pouvait se procurer toute sortes de marchandises y compris les meilleurs parfums de l’époque : Kiki 44, Maty Guèye, Joli soir, Nostalgie, Habanita, Dankoma et les cigarettes en vogue : Craven ״A״, Bastos, Camélia, Gauloises et Gitanes.
Elle rivalisait avec les commerces tenus par Ould Jeilani, Mohamedou Ould Hamdinou dont les fils Mohamed et El Hassène font partie de mes promotionnaires, Mohamed Abdel Hay Ould Brahim Vall, Ely Salem Ould Ely, le Chérif Bouna, le mari de Lalla mint Braika et Sidati Ould Maloum, le père d’un garçon adorable et sans histoire, Boullah.
J’ai rencontré ce dernier à Dakar en 2008, en marge des négociations mauritano mauritaniennes ayant abouti au dénouement de la crise née du renversement du Président Sidi Ould Cheikh Abdallahi.
Nous nous sommes retrouvés chez une vieille et sympathique connaissance de Mederdra, Monsieur Ahmed Bazeid Ould Bowah, un diplomate alors en poste à l’ambassade de Mauritanie au Sénégal.
Avec Boullah, que je n’avais pas revu depuis un quart de siècle, j’ai effectué le voyage retour du Sénégal jusqu’à Tiguent où nous avons passé ensemble une excellente journée parmi les siens.
A proximité de la boutique de Sidaty Ould Maloum, se trouvait un commerce tenu par le vieux El Marrakchi, un marocain qui a atterri à Mederdra au temps de l’occupation française.
El Marrakchi s’adonnait au commerce des peaux et de la gomme arabique, des produits qu’il achetait localement à vil prix et revendait avantageusement à des libanais installés au Sénégal.
Son long séjour dans l’Iguidi et ses contacts quotidiens avec la société mederdroise d’antan ne l’ont pas aidé à perdre l’accent de la région de Marrakech Tensift El Haouz ni à s’approprier quelques rudiments de l’indéchiffrable culture locale.
Nombreux étaient les malentendus qui le mettaient aux prises avec sa clientèle, constituée dans sa majorité des cousins de mon vieil ami Elim Erra Hal que j’ai revu par hasard, deux à trois fois depuis notre séparation, chez des amis communs.
A quelques centaines de mètres d’El Marrakchi vivait, presque en marge de la société, une dame répondant au nom de Bassine et à laquelle la population prêtait des pouvoirs surnaturels.
Il y avait enfin les commerces modestes, ceux d’Ahmedal Ould Babeddina, de Baba Ould Cheikh, de Kheiratt et les petites échoppes de mes défunts cousins : Mohamed Abdel Hay ould Nih (Nahay), Mohamed Lemine O. Béchar, Ammi ould Moutali, Mohamed Lemine ould Moustapha, Dahoud ould Moustapha.
Devant ces petites boutiques se rassemblaient souvent les braves manœuvres de l’époque : Djabel, Ambouha, Zayed Ould Brahim, Belkheir, Mboyrik Ould Abdout, Ebboyah et le reste du groupe.
C’est sur cette rue que se trouvait aussi le four de monsieur Alioune Ould Sabar, un four qui fabriquait un pain doré, croustillant et savoureux. J’en raffolais.
Comme moi, les mederdrois le préféraient de loin au pain de Monsieur Soué id et à celui qui était fabriqué par un certain Sabar dans un four situé non loin de la boutique d’El Houssein Ould Bilal Diouli.
Alioune Ould Sabar est le père d’un promotionnaire qui a fait carrière dans la gendarmerie nationale, Brahim.
Le nord du centre ville était traversé par une artère parallèle à la rue principale. En bordure de celle-ci il y avait une grande boutique tenue par un commerçant de l’Adrar, Monsieur Ahmed Ould Dhmine.
L’incendie de sa boutique, intervenue alors que j’étais très jeune pour me rappeler des détails et des circonstances de ce sinistre, avait soulevé un grand élan de solidarité et de sympathie parmi les mederdrois.
Dans le quartier donnant sur cette rue vivaient trois familles de gardes forestiers : Ehel Chenane dont le fils, Moktar, un ami d’enfance robuste et courageux, a trouvé la mort dans la guerre du Sahara - Ehel SidAmed, une famille de l’Adrar, leur fille Salka est une promotionnaire ainsi que son frère Lemhaba – Ehel Mohamed Salem Ould Zein dont le fils, Mohamed Abdallahi, a honoré l’école Folanfant en obtenant, en 1965, le rang de premier de la Mauritanie aux épreuves du concours d’entrée en sixième.
Après des études supérieures en économie, cet ami d’enfance chétif mais d’une étonnante témérité a travaillé dans les banques avant de se reconvertir dans le tiéb-tiéb. J’ai réussi, non sans peine, à maintenir le contact avec cet imbécile.
A deux pas des forestiers vivait la famille d’Ehel Demba Dia dont le père était maçon, si mes souvenirs sont bons.
Le vieux Demba Dia était un homme généreux chez qui se réfugiaient : Mohamed Ould Barka, Bayenni, Ennoummah, Deweiden et Mint Emmon’Ha, de pauvres hères sans défense qui sillonnaient les rues de Mederdra, à longueur de la journée, sans but précis.
Lorsqu’ils n’en pouvaient plus de la traque acharnée et impitoyable des enfants les fugitifs se rendaient aussitôt chez Demba Dia où ils trouvaient protection, gîte et couvert.
Dans le même alignement se trouvait la grande concession des Tar Diop.
Je ne me souviens pas du père des Tar Diop qui, dit-on, était un forestier, originaire de la vieille ville de Saint Louis du Sénégal mais je connais par contre les membres de sa famille : Ken Bouguel, Kewa et feu Bay Diop.
Leur mère « Madame », c’est son nom, était une femme de petite taille, mince, débordante de joie et généreuse.
A l’heure du déjeuner, « Madame » avait l’habitude de servir à manger à toutes les personnes qui se trouvaient dans sa maison : des mendiants, des campagnards, des citadins, des voyageurs venus du Sénégal voisin et d’ailleurs.
Une aile de la maison des Tar Diop servait à la fois de bureau et de résidence au cadi de Mederdra, Monsieur Hamed Ould Bebaha.
Du seuil de leur maison les Tar Diop pouvaient voir le va et vient des femmes se rendant au marché tout proche.
Là les attendaient les bouchers Ahmed Salem Ould Sabar, Rayhana, Moloud Ould Amgheiratt et l’unique vendeur de légumes Bilal Ould Diouéri.
Le sud du centre ville était traversé par une autre rue étroite qui prenait naissance, à l’Est, au niveau de la maison d’une vieille dame vivant en bordure de la route de Rosso, Aicha Motiara, l’épouse d’un certain Mbarek Ould Bouhchicha.
Etaient construites en bordure de cette rue des habitations appartenant à de vieilles familles de la ville : Ehel Dahabou, le facteur dont j’ai déjà parlé - Ehel Maaouiya, des cousins dont le père, feu Ahmedou Yeslem a enseigné dans l’extrême Est du pays puis à Mederdra et à Boér Toress avant d’être promu économe.
C’est le père de l’administrateur et ancien ministre de l’intérieur Mohamed Ould Maaouiya.
Les Ehel Maaouiya avaient pour voisins un saint homme, le vieux Hmada, une personnalité de Nievrar et Ehel Baba Samaké dont le fils Omar Sy, un diplomate disparu, était un ami agréable et un promotionnaire.
Je me souviens de sa mère Khadijetou, de son oncle, le géant Sidibé, l’homme avec qui nous avions l’habitude de marchander la confection de redoutables lance pierres, de ses tantes : Zeinebou, devenue par la suite aide infirmière au poste de santé de Mederdra et Foyta Samaké, l’épouse du docteur Ethmane Ould Yali.
A cent mètres de là habitaient les Ehel Mohamed Ould Chedad, la vieille Salma mint Amar Leghnem, Zeinebou, la mère de mes amis Maham et de Ennine, Naha, Ahmed, le boucher farceur, Dah, leur demi frère, l’un des rares amis d’enfance avec lequel j’ai gardé le contact et qui a fait carrière dans la douane.
Suivait ensuite le vaste domaine d’Ehel Ahmed Ould Abdallahi dont le père tenait une boutique sur la rue. Son fils, Ethmane, Esseyver pour les intimes, est un promotionnaire que j’ai perdu de vue. Il avait des sœurs et des frères : Ellout, l’épouse d’Ahmed Ould Brahim Vall, Monnah qui n’est plus, Abdallahi, Khadijetou et un grand frère répondant, si je ne me trompe, au nom de Mohamed.
Un peu plus loin vivait, dans une petite maison, un maçon chevronné et sans histoire: Mohamed Ould Gdala dont la fille, Fatimetou, a fini par travailler au trésor public.
Les voisins de ce maçon étaient Ehel Meidah : le vieux et sage Mhamed, sa femme dont j’ai oublié le nom et ses filles : Aicha et Mroum qui ont épousé de grandes personnalités de l’Est mauritanien, Mama, qui a fait sa carrière à Radio Mauritanie, Fou et Malouma qui ont fréquenté l’école.
De l’autre coté de la rue vivaient leurs cousins, Ehel Ahmedou Ould Meidah : la mère, Mint Ebnou et les enfants : Mohamed, Kahlouch pour les intimes, un parfait musicien et ami de longue date avec lequel j’ai partagé des moments agréables et des aventures inouïes, Loubaba, Mechalem et Doueina que j’ai vu grandir sous la bienveillance de leurs oncles : Mohamed et Doudou.
Dans ce même quartier résidaient en permanence les familles de deux amis d’enfance Ramdhan Ould Tahman, devenu infirmier d’Etat et que j’ai eu le plaisir de revoir et Yargouma Ould Ambouha que j’ai revu à de rares occasions.
Les grands-mères de ces derniers sont des dames qu’aucun mederdrois de ma génération ne peut oublier : Vatma mint Stoula, une femme adorable dont on disait qu’elle préparait le meilleur gâteau du Trarza, Moimana, une grand mère gaie et charitable dont les beignets, de forme arrondie et soigneusement saupoudrés de sucre fin, étaient le plus beau cadeau que l’on pouvait offrir à un enfant.
Une autre mederdroise non moins célèbre vivait dans ce quartier : Emmachen, une dame dont le tam-tam envoûtant et les longues tirades narratives étaient de toutes les cérémonies.
Dans le prolongement d’Ehel Ahmedou Ould Meidah vivaient Ehel Jreivine : Mohamed et sa fille Marieme –- Ehel Ely Ould Meidah, leur père Ely était le seul mederdrois à traverser la ville à dos de cheval - Ehel Sid Ahmed et j’en oublie d’autres.
A la limite sud de ce quartier peuplé se trouvait la petite concession d’Ehel Bilal Diouli : l’inoubliable et douce Salma, leur mère qui a vu défiler de nombreuses générations d’élèves internes, sa fille El Hachmiya qui lui a succédé, ses grands fils El Hassène et El Housseine.
Le quartier Sud Ouest était le fief de grandes familles de Mederdra tout aussi réputées que les premières: Ehel Haham dont les fils Beibah et Jeyid étaient de grands amis.
J’ai connu aussi leur grand frère Bedde, un érudit de santé fragile hélas disparu et leur jeune frère Mohameden Baba Ould Etfagha, le talentueux journaliste d’Aljazeera, plus connu localement sous son pseudonyme Emmeni – Ehel Ahmed Ould Meidah, le vieux Ahmed, le père de mes amis d’enfance : Rajala, celui-là même que Abdallahi Diallo taxait de faire le gros dos et le très sérieux et raisonnable Mohamed.
Dans le voisinage immédiat d’Ehel Ahmed Ould Meidah vivaient le vieux Diouéri, un agriculteur - Ehel Yargueit : Mohamed, le commerçant, Jiddou, l’aide infirmier, Mohamedhen, le technicien de Radio et le reste de la famille – Ehel Taleb Jiddou – Ehel Zeidoune – Ehel Sellahi - Ehel Ely Warakane : Mohamed, son épouse Marième, une femme d’une remarquable piété et leur fillette, la toute petite Koumbane.
A quelques encablures d’Ehel Ely Warakane se trouvait le domaine d’Ehel Enemray dont le père Enemray, un grand homme débordant d’énergie et de vitalité était le coiffeur attitré de Mederdra, le propriétaire du plus beau jardin de la ville, le muezzin de la mosquée et le technicien en charge du sondage.
Plus au sud étaient installés Ehel Bowah dont le père Dah a servi de longues années comme surveillant à l’école Folanfant et dont le fils Diyah est devenu plus tard un officier de l’armée nationale – Ehel Emmène dont le fils Haddou, qui n’est plus de ce monde, était un ami et un promotionnaire.
Le Gowd ou la vallée, cette dépression qui sépare la ville des légendaires dunes blanches de Mederdra, abritait le service des eaux et forêts et celui de l’élevage, l’abattoir, le sondage, les puits : celui de la ville, le puits des eaux et forêts (hassi Ehel Esdar) et le puits de Bedioura.
C’est dans le Gowd que résidait l’un de mes amis d’enfance que j’ai perdu de vue, Ibnou Ndiaye, le fils d’un vétérinaire qui a servi à Mederdra au début des années soixante.
Les enfants de son successeur, Monsieur Ould Haibelti, un vétérinaire originaire du Brakna, ont fréquenté en même temps que moi l’école Folanfant.
Le Gowd était enfin le domaine d’Ehel Mbarek Ellawssay, d’Ehel El Alem et d’une famille originaire de Boutilimitt, Ehel Mamady dont le père, Ahmed, était puisatier.
Son fils Brahim est un promotionnaire et ami d’enfance que j’ai revu deux ou trois fois à Nouakchott au milieu des années quatre vingt.
Sans aucune préparation et sans raison valable je suis retourné à Mederdra au début du mois d’octobre 2010.
J’ai flâné sans but précis dans les ruelles, exactement comme le faisaient chaque jour Mohamed Ould Barka, Bayenni, Ennoummah, Deweiden et Mint Emmon’Ha. Comme eux, j’ai sillonné la ville de long en large.
Pendant ma traversée je me suis mis à guetter le moindre signe familier : le vrombissement d’un camion T46, le brouhaha des enfants se rendant à la maison de Lechyakh, le tintement de la cloche de l’école Folanfant, le hennissement du cheval d’Ely Ould Meidah, le battement du tam-tam de Emmachen, l’appel à la prière d’Enemray…Peine perdue.
La Mederdra qui s’étendait à mes pieds m’était complètement étrangère.
Le visage ratatiné que me renvoyait le rétroviseur intérieur de mon véhicule n’était pas le mien non plus.
Quelque chose de profond s’est produit avec le passage du temps : Mederdra a beaucoup changé. Moi aussi.
Désemparé et secoué dans mon for intérieur, j’ai fait demi tour et suis rentré précipitamment à Nouakchott.
Comme consolation il me reste une chose : préserver jalousement, intacte, l’image vivante et joyeuse de la Mederdra que je porte dans mon cœur, l’image de la Mederdra de mon enfance.
Mohamed Abdallahi Bazeid
Octobre 2010
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
محمد فال ولد بومبيرد
يكتب للمذرذرة اليوم
(4)
وضعية لمعلمين
والمشكلة حسب رأيي أنهم لم يدركوا أن المجتمع وقف ضدهم بجميع مكوناته الاجتماعية، وبدأ بمهاجمتهم وصب اللعنات عليهم في الوقت الذي يدب الخلاف بينهم وتتفشى الصراعات بينهم، وتلك الصراعات التي تمت تغذيتها من طرف المجتمع حتى تتسع الهوة بينهم جميعا، ناهيك أن الطمع والجشع وحب التقرب من الآخر للكثير منهم هو الآخر ساهم في ما آلت إليه ظروفهم.
هذا بالإضافة إلى اختلاف مدارسهم وثقافاتهم، الشيء الذي نتجت عنه أشياء كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر، عدم التفاهم فيما بينهم وانعدام الثقة وتفاوت المستويات الفكرية وتفاوت الولاء للقبائل، فمنهم من لا يزال يرى أنه فعلا ملك لقبيلته ولا يمكنه التصرف بدون استشارتها، ومنهم من يرى أنه فعلا حر الأصل ومواطن يتمتع بما يتمتع به كافة المواطنين، ولا يقبل لأحد التصرف فيه وكأنه ملك له أو جزء من ميراثه.
ناهيك عن أن المجتمع يحاول دائما أن يفضل بعضهم على الآخر ويقنعهم بذلك حتى تتجسد فوارق اجتماعية أخرى بينهم.
وهذا يلتمسه الشخص العادي عند الاجتماع معهم في مناسباتهم السياسية والمهنية، بحيث يجد أن هذا الصانع مشبع بأفكار مفادها أنه أفضل اجتماعيا من غيره لأنه وبكل بساطة من القبيلة الفلانية ولا يحق لأي صانع أن يقوده أو يرأسه، متجاهلا أن المجتمع لا يفرق بينهم، فكلهم منبوذون وكلهم مسحوقون وكلهم مرفوضون، وهذا من وجهة نظري معوق للتآخي والتآزر والتفاهم.
فالكثير منهم لا يدرك بأن مصيرهم واحد سواء الآتي منهم من الجنوب والآتي من الغرب ومن الشمال والجنوب، كلهم من الناحية الاجتماعية في خندق واحد سواء منهم من قبل أم لم يقبل، ونظرة المجتمع لهم عامة وليست خاصة.
ناهيك عن أن المثقف منهم يرفض الجلوس معهم والتحدث معهم في شؤونهم الاجتماعية والسياسية بل ويغضب عند رؤيتهم فهم فئة أحاطت بها البلاوى من كل جانب حتى أبناؤها، أفلاذ أكبادها يرفضونها، أما أطرهم النخبة الذين من المفترض أن يؤطروهم ويتآزروا معهم ويساعدوهم فحدث ولا حرج ،فأبوابهم موصدة أمامهم حتى أنك تجدهم يخجلون عندما تذكر الأسماء، وتجدهم مع علية القوم يؤثرونهم ويتقربون منهم لعل ذلك يشفع لهم ويصنفوا بأنهم لم يعودوا صناعا بل أطرا أكفاء، متجاهلين بأن المجتمع لا يرحم وبأن الفوارق الاجتماعية لن تقبل لهم وحدهم نيل أي مكانة اجتماعية دون ذويهم، وأن شهاداتهم العالمية لا تعني للمجتمع الكثير، فالمجتمع له خصوصيته والفوارق الاجتماعية تعالج بطرق أخرى وبتضحيات أخرى غير التقرب من الجلاد والابتعاد عن الضحية.
هذا بالإضافة إلى ظاهرة التخلف، فهذه الشريحة تعتبر متخلفة ثقافيا مما جعلها غير مؤهلة لفهم الوضعية الاجتماعية التي آلت إليها في هذا المجتمع.
ولم يعطوا للعلم والتعلم ما يستحقه وخاصة العلوم العصرية وركزوا على أشياء أخرى كالمتاجرة والتصنيع اليدوي التقليدي وأشياء أخرى لغرض مادي بحت.
وكرسوا كل أوقاتهم لهذا النوع من العمل، وبالتالي لم يبق للعلم والمعرفة وقت كثير الشيء الذي أبقاهم متخلفين ثقافيا.
وهذا ما جعلهم يختلفون كثيرا ومن الصعب عليهم التوافق والتآخي والتآزر، لأنهم وبكل بساطة متخلفون.
فتجد سوقا متخصصا لهم وحدهم بكامله وتعجز أن تجد اثنين منهم متفقين في الرؤى والطرح، لكن تجد كل واحد منهم يكره الآخر بل ويمقته أحيانا، ويرجوا له كل الشر، وهذه حقيقة مرة لكنها قائمة.
فشبابهم المفترض أن يكون فوق التحديات ومسئول هو الآخر مكبل لأنه متخلف ثقافيا وحضاريا لدرجة أنه أصبح غير صالح لتبوأ مسؤوليات عامة ولو في تنظيماتهم النقابية والمهنية البسيطة.
أما الشيوخ منهم فقد مزقتهم المصالح والخلافات والنزاعات في أمور أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها أشياء ثانوية وغير مهمة مثل التنظيمات المهنية الضيقة، كالمناصب في المكاتب التقليدية، المعارض الدولية، وأشياء من هذا النوع، ناهيك عن أنهم يخافون من شبابهم المثقف ولا يثقون بهم على الإطلاق، ويرون أنهم لم يأتوا لمساعدتهم إنما أتوا لسحب البساط من تحتهم ورميهم في سلة المهملات، وهذا ما جعلهم في حرب دائمة معهم، واقع مرير يصعب السكوت عليه ويصعب معالجته، وساهم بشكل كبير في تكريس تلك النظرة الإزدرائية التي ينظر بها المجتمع إليهم وجسدها واقعهم المعاش يوميا وعلاقاتهم بعضهم ببعض.
فهم اليوم مقسمون إلى فئات كثيرة:
1- فمنهم المحبط من وضعيتهم لأنه بذل جهودا كثيرة في إخراجهم من هذه الوضعية المزرية وضحى بالغالي والنفيس ووجد نفسه عاجزا عن إنجاز أي شيء.
2- ومنهم الحائر والمستغرب من شريحة اجتماعية تجمعها المكانة الاجتماعية والمهنية والدينية، وهي عاجزة تمام العجز عن التفاهم والتآخي والتراحم.
3- ومنهم المتفرج كأن الأمر لا يعنيه وغير معني به ولا يهمه ولا يمكنه أن يساهم في توعية أهله أن العالم اليوم عالم تكتلات والمصلحة العامة لكل فئات المجتمع تتطلب التآخي والتراحم بين الفئة الواحدة من المجتمع وبينها وباقي فئات ومكونات المجتمع الأخرى.
4- ومنهم المنسحب الذي يدعي أنه لا ينتمي إلى هذه الشريحة ويدعوا نفسه إلى فئات أخرى من المجتمع أكثر قبولا، وهذا النوع لا يحظى بكثير من الاحترام من طرف الصناع أنفسهم ولا ينتظر منه الكثير.
5- ومنهم المضحي بوقته وماله من أجل أن تخرج هذه الفئة المهمة من المجتمع من نفق التباغض والتحاسد والخلافات إلى جو التآخي والمحبة والاحترام المتبادل.
وهذا لعمري هدف ينشده الجميع ولا يمكنه أن يتحقق إلا بتضافر كل الجهود، كل حسب مستواه، فالمثقف من هذه الشريحة يتحمل الدور الكبير، فعليه أن يكرس وقته في تأطير مجتمعه المنتمي إليه والممزق اجتماعيا وسياسيا حتى يدرك أن التلاحم والتآخي والمحبة هم الوسيلة الوحيدة لنيل احترام وتقدير الغير، وتبوأ المكانة الاجتماعية والسياسية اللائقة في المجتمع وفي الدولة.
فإذا نظرنا إلى الوضعية السياسية للصناع اليوم من حيث المناصب السياسية في الدولة ندرك أنها معدومة بحيث لا يمكنك أن تجد من هذه الشريحة الكبيرة والمجذرة في المجتمع والمليئة بالكفاءات والشهادات العالية أية مناصب عالية في الدولة، فلا وجود لهم في الحكومات المتعاقبة ولا تحت قبة البرلمان ولا الإدارات المهمة، ولا يمكن أن تجد منهم واليا ولا والية ولا حاكما ولا حاكمة ولا حتى رئيس مصلحة وكأن الأمر لا يعنيهم أو لا يحق لهم وخبرتهم الطويلة في مختلف التخصصات لا قيمة لها، وهذا لعمري ظلم وتغييب لا مثيل له على الإطلاق.
فهم فئة اجتماعية تمثل ركيزة معتبرة من المجتمع ولا تنقصهم الكفاءات فمنهم الدكاترة والمهندسون وأصحاب الشهادات العالية وهم مخلصون لدولتهم، لكن المعوق الوحيد لهم هو أن المكانة السياسية اللائقة في الدولة لا تعطى بالمجان وتحتاج إلى تضحيات، وهم بعيدون كل البعد عن هذه التضحيات، فهم مختلفون وعاجزون عن توحيد الرأي الذي يجمعهم، مما جعل القائمين على الدولة لا يولون لهم اهتماما من حيث المناصب المقسمة في كثير من الأحيان على فئات المجتمع كل حسب دوره السياسي والاجتماعي.
وإذا نظرنا إليهم من الناحية الاجتماعية فستجدهم عاجزين اجتماعيا عن تبوأ المكانة الاجتماعية اللائقة بهم وبدورهم المحوري في هذا المجتمع وبتضحياتهم، الكثيرة من خدمة للمجتمع والسبب هو أنهم على اختلاف دائم فيما بينهم ولا يدركون أن هذا الخلاف القائم بينهم هو خلاف مقصود ومفتعل من طرف أطراف خارجية ويغذى دائما عندما يتطلب الأمر ذلك.
حتى إنك إذا ما نظرت إليهم من الناحية المهنية فستجدهم عاجزين بل مغلوبين على أمرهم، وإطارهم القانوني الذي من المفترض أن يكون الجامع المانع للمهنيين منهم والمتخصصين منهم أصبح إطار تفرقة وإطار خلاف بينهم لأنه وبكل بساطة لا يخدمهم بل يخدم مصلحة فئات أخرى من المجتمع تحت ذريعة (المهن العصرية) التي هي في الغالب من إنتاجهم بمعنى أن نسبة 90% من الأعمال الحرفية من تخصصاتهم وتدار من طرفهم وهم اليوم مقصيون من مصدر القرار في الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف ومن الاتحاديات الجهوية، وخاصة اتحادية نواكشوط المدارة من طرف آخر لا علاقة له إطلاقا بما يسمى بقطاع الصناعة التقليدية والحرف.
وبالتالي يكون الصانع الموريتاني المهني الذي يمثل نسبة 95% من منتسبي الغرفة معزولا ولا دور له على الإطلاق في عملية التسيير ولا حتى الاستشارة، والأموال الكثيرة التي تأتي باسمه من طرف الممولين الدوليين المهتمين بالقطاع تكدس وتكرس لأشياء أخرى وهذا لعمري هو ما جعل القطاع في تراجع دائم.
وعلى العموم فإنه يمكن القول إلى إن هذه الوضعية المزرية للقطاع وأهله راجعة إلى ضبابية الرؤية السياسية للدولة فيما يتعلق بتطوير وتثمين هذا القطاع الحيوي من قطاعات الدولة.
هذا بالإضافة إلى الخلافات بين القائمين والفاعلين والمهنيين من الصناع أنفسهم، مما أتاح الفرصة لأطراف أخرى لا علاقة لهم بالصناعة التقليدية لا ثقافيا ولا اجتماعيا ولا مهنيا بالسيطرة الكاملة على جميع المناصب القيادية في هذه التنظيمات المهنية.
وأصبح الصانع هو الضحية ولا دور له على الإطلاق، والغريب في الأمر أنه هو الذي ساهم في إقصائه بنفسه من حيث لا يدري.
وهذا كما أشرت آنفا راجع إلى ضعف المستوى الثقافي والسياسي للقائمين على هذه الحرف التقليدية والعصرية وامتناعهم عن القبول بالمثقفين منهم ذوي الكفاءة والقدرة على المساهمة الفعالة وفهم الأمور فهما صحيحا.
وانطلاقا مما سبق ذكره في الجزء الأول من هذا البحث من معاناة هذه الشريحة الاجتماعية والظلم الحاصل لها من طرف المجتمع والقادة السياسيين في هذا البلد والتمييز والاحتقار والإقصاء والغبن السياسي.
وما تعانيه مهنيا من الوزارات ذات الوصاية من تغييب واستحقاق وتهميش، هذه المعاناة التي قد لا يراها غير المكتوي بنارها والتي تحتاج إلى إرادة صادقة لإزالتها أو على الأقل التخفيف من وطأتها على هذه الفئة من هذا المجتمع.
لكنه وفي هذا المقام ولقناعتنا الراسخة بأن المسؤولية عن هذا الواقع مسؤولية الجميع، فهي مسؤولية مزدوجة يتحمل كل من الصانع والمجتمع والدولة جزءه منها.
وعليه فإننا نرى أنه من الضروري التحلي ببعض المسلكيات لكل من الصانع نفسه والمجتمع من جهة والدولة من جهة أخرى.
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
يكتب للمذرذرة اليوم
(4)
وضعية لمعلمين
والمشكلة حسب رأيي أنهم لم يدركوا أن المجتمع وقف ضدهم بجميع مكوناته الاجتماعية، وبدأ بمهاجمتهم وصب اللعنات عليهم في الوقت الذي يدب الخلاف بينهم وتتفشى الصراعات بينهم، وتلك الصراعات التي تمت تغذيتها من طرف المجتمع حتى تتسع الهوة بينهم جميعا، ناهيك أن الطمع والجشع وحب التقرب من الآخر للكثير منهم هو الآخر ساهم في ما آلت إليه ظروفهم.
هذا بالإضافة إلى اختلاف مدارسهم وثقافاتهم، الشيء الذي نتجت عنه أشياء كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر، عدم التفاهم فيما بينهم وانعدام الثقة وتفاوت المستويات الفكرية وتفاوت الولاء للقبائل، فمنهم من لا يزال يرى أنه فعلا ملك لقبيلته ولا يمكنه التصرف بدون استشارتها، ومنهم من يرى أنه فعلا حر الأصل ومواطن يتمتع بما يتمتع به كافة المواطنين، ولا يقبل لأحد التصرف فيه وكأنه ملك له أو جزء من ميراثه.
ناهيك عن أن المجتمع يحاول دائما أن يفضل بعضهم على الآخر ويقنعهم بذلك حتى تتجسد فوارق اجتماعية أخرى بينهم.
وهذا يلتمسه الشخص العادي عند الاجتماع معهم في مناسباتهم السياسية والمهنية، بحيث يجد أن هذا الصانع مشبع بأفكار مفادها أنه أفضل اجتماعيا من غيره لأنه وبكل بساطة من القبيلة الفلانية ولا يحق لأي صانع أن يقوده أو يرأسه، متجاهلا أن المجتمع لا يفرق بينهم، فكلهم منبوذون وكلهم مسحوقون وكلهم مرفوضون، وهذا من وجهة نظري معوق للتآخي والتآزر والتفاهم.
فالكثير منهم لا يدرك بأن مصيرهم واحد سواء الآتي منهم من الجنوب والآتي من الغرب ومن الشمال والجنوب، كلهم من الناحية الاجتماعية في خندق واحد سواء منهم من قبل أم لم يقبل، ونظرة المجتمع لهم عامة وليست خاصة.
ناهيك عن أن المثقف منهم يرفض الجلوس معهم والتحدث معهم في شؤونهم الاجتماعية والسياسية بل ويغضب عند رؤيتهم فهم فئة أحاطت بها البلاوى من كل جانب حتى أبناؤها، أفلاذ أكبادها يرفضونها، أما أطرهم النخبة الذين من المفترض أن يؤطروهم ويتآزروا معهم ويساعدوهم فحدث ولا حرج ،فأبوابهم موصدة أمامهم حتى أنك تجدهم يخجلون عندما تذكر الأسماء، وتجدهم مع علية القوم يؤثرونهم ويتقربون منهم لعل ذلك يشفع لهم ويصنفوا بأنهم لم يعودوا صناعا بل أطرا أكفاء، متجاهلين بأن المجتمع لا يرحم وبأن الفوارق الاجتماعية لن تقبل لهم وحدهم نيل أي مكانة اجتماعية دون ذويهم، وأن شهاداتهم العالمية لا تعني للمجتمع الكثير، فالمجتمع له خصوصيته والفوارق الاجتماعية تعالج بطرق أخرى وبتضحيات أخرى غير التقرب من الجلاد والابتعاد عن الضحية.
هذا بالإضافة إلى ظاهرة التخلف، فهذه الشريحة تعتبر متخلفة ثقافيا مما جعلها غير مؤهلة لفهم الوضعية الاجتماعية التي آلت إليها في هذا المجتمع.
ولم يعطوا للعلم والتعلم ما يستحقه وخاصة العلوم العصرية وركزوا على أشياء أخرى كالمتاجرة والتصنيع اليدوي التقليدي وأشياء أخرى لغرض مادي بحت.
وكرسوا كل أوقاتهم لهذا النوع من العمل، وبالتالي لم يبق للعلم والمعرفة وقت كثير الشيء الذي أبقاهم متخلفين ثقافيا.
وهذا ما جعلهم يختلفون كثيرا ومن الصعب عليهم التوافق والتآخي والتآزر، لأنهم وبكل بساطة متخلفون.
فتجد سوقا متخصصا لهم وحدهم بكامله وتعجز أن تجد اثنين منهم متفقين في الرؤى والطرح، لكن تجد كل واحد منهم يكره الآخر بل ويمقته أحيانا، ويرجوا له كل الشر، وهذه حقيقة مرة لكنها قائمة.
فشبابهم المفترض أن يكون فوق التحديات ومسئول هو الآخر مكبل لأنه متخلف ثقافيا وحضاريا لدرجة أنه أصبح غير صالح لتبوأ مسؤوليات عامة ولو في تنظيماتهم النقابية والمهنية البسيطة.
أما الشيوخ منهم فقد مزقتهم المصالح والخلافات والنزاعات في أمور أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها أشياء ثانوية وغير مهمة مثل التنظيمات المهنية الضيقة، كالمناصب في المكاتب التقليدية، المعارض الدولية، وأشياء من هذا النوع، ناهيك عن أنهم يخافون من شبابهم المثقف ولا يثقون بهم على الإطلاق، ويرون أنهم لم يأتوا لمساعدتهم إنما أتوا لسحب البساط من تحتهم ورميهم في سلة المهملات، وهذا ما جعلهم في حرب دائمة معهم، واقع مرير يصعب السكوت عليه ويصعب معالجته، وساهم بشكل كبير في تكريس تلك النظرة الإزدرائية التي ينظر بها المجتمع إليهم وجسدها واقعهم المعاش يوميا وعلاقاتهم بعضهم ببعض.
فهم اليوم مقسمون إلى فئات كثيرة:
1- فمنهم المحبط من وضعيتهم لأنه بذل جهودا كثيرة في إخراجهم من هذه الوضعية المزرية وضحى بالغالي والنفيس ووجد نفسه عاجزا عن إنجاز أي شيء.
2- ومنهم الحائر والمستغرب من شريحة اجتماعية تجمعها المكانة الاجتماعية والمهنية والدينية، وهي عاجزة تمام العجز عن التفاهم والتآخي والتراحم.
3- ومنهم المتفرج كأن الأمر لا يعنيه وغير معني به ولا يهمه ولا يمكنه أن يساهم في توعية أهله أن العالم اليوم عالم تكتلات والمصلحة العامة لكل فئات المجتمع تتطلب التآخي والتراحم بين الفئة الواحدة من المجتمع وبينها وباقي فئات ومكونات المجتمع الأخرى.
4- ومنهم المنسحب الذي يدعي أنه لا ينتمي إلى هذه الشريحة ويدعوا نفسه إلى فئات أخرى من المجتمع أكثر قبولا، وهذا النوع لا يحظى بكثير من الاحترام من طرف الصناع أنفسهم ولا ينتظر منه الكثير.
5- ومنهم المضحي بوقته وماله من أجل أن تخرج هذه الفئة المهمة من المجتمع من نفق التباغض والتحاسد والخلافات إلى جو التآخي والمحبة والاحترام المتبادل.
وهذا لعمري هدف ينشده الجميع ولا يمكنه أن يتحقق إلا بتضافر كل الجهود، كل حسب مستواه، فالمثقف من هذه الشريحة يتحمل الدور الكبير، فعليه أن يكرس وقته في تأطير مجتمعه المنتمي إليه والممزق اجتماعيا وسياسيا حتى يدرك أن التلاحم والتآخي والمحبة هم الوسيلة الوحيدة لنيل احترام وتقدير الغير، وتبوأ المكانة الاجتماعية والسياسية اللائقة في المجتمع وفي الدولة.
فإذا نظرنا إلى الوضعية السياسية للصناع اليوم من حيث المناصب السياسية في الدولة ندرك أنها معدومة بحيث لا يمكنك أن تجد من هذه الشريحة الكبيرة والمجذرة في المجتمع والمليئة بالكفاءات والشهادات العالية أية مناصب عالية في الدولة، فلا وجود لهم في الحكومات المتعاقبة ولا تحت قبة البرلمان ولا الإدارات المهمة، ولا يمكن أن تجد منهم واليا ولا والية ولا حاكما ولا حاكمة ولا حتى رئيس مصلحة وكأن الأمر لا يعنيهم أو لا يحق لهم وخبرتهم الطويلة في مختلف التخصصات لا قيمة لها، وهذا لعمري ظلم وتغييب لا مثيل له على الإطلاق.
فهم فئة اجتماعية تمثل ركيزة معتبرة من المجتمع ولا تنقصهم الكفاءات فمنهم الدكاترة والمهندسون وأصحاب الشهادات العالية وهم مخلصون لدولتهم، لكن المعوق الوحيد لهم هو أن المكانة السياسية اللائقة في الدولة لا تعطى بالمجان وتحتاج إلى تضحيات، وهم بعيدون كل البعد عن هذه التضحيات، فهم مختلفون وعاجزون عن توحيد الرأي الذي يجمعهم، مما جعل القائمين على الدولة لا يولون لهم اهتماما من حيث المناصب المقسمة في كثير من الأحيان على فئات المجتمع كل حسب دوره السياسي والاجتماعي.
وإذا نظرنا إليهم من الناحية الاجتماعية فستجدهم عاجزين اجتماعيا عن تبوأ المكانة الاجتماعية اللائقة بهم وبدورهم المحوري في هذا المجتمع وبتضحياتهم، الكثيرة من خدمة للمجتمع والسبب هو أنهم على اختلاف دائم فيما بينهم ولا يدركون أن هذا الخلاف القائم بينهم هو خلاف مقصود ومفتعل من طرف أطراف خارجية ويغذى دائما عندما يتطلب الأمر ذلك.
حتى إنك إذا ما نظرت إليهم من الناحية المهنية فستجدهم عاجزين بل مغلوبين على أمرهم، وإطارهم القانوني الذي من المفترض أن يكون الجامع المانع للمهنيين منهم والمتخصصين منهم أصبح إطار تفرقة وإطار خلاف بينهم لأنه وبكل بساطة لا يخدمهم بل يخدم مصلحة فئات أخرى من المجتمع تحت ذريعة (المهن العصرية) التي هي في الغالب من إنتاجهم بمعنى أن نسبة 90% من الأعمال الحرفية من تخصصاتهم وتدار من طرفهم وهم اليوم مقصيون من مصدر القرار في الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف ومن الاتحاديات الجهوية، وخاصة اتحادية نواكشوط المدارة من طرف آخر لا علاقة له إطلاقا بما يسمى بقطاع الصناعة التقليدية والحرف.
وبالتالي يكون الصانع الموريتاني المهني الذي يمثل نسبة 95% من منتسبي الغرفة معزولا ولا دور له على الإطلاق في عملية التسيير ولا حتى الاستشارة، والأموال الكثيرة التي تأتي باسمه من طرف الممولين الدوليين المهتمين بالقطاع تكدس وتكرس لأشياء أخرى وهذا لعمري هو ما جعل القطاع في تراجع دائم.
وعلى العموم فإنه يمكن القول إلى إن هذه الوضعية المزرية للقطاع وأهله راجعة إلى ضبابية الرؤية السياسية للدولة فيما يتعلق بتطوير وتثمين هذا القطاع الحيوي من قطاعات الدولة.
هذا بالإضافة إلى الخلافات بين القائمين والفاعلين والمهنيين من الصناع أنفسهم، مما أتاح الفرصة لأطراف أخرى لا علاقة لهم بالصناعة التقليدية لا ثقافيا ولا اجتماعيا ولا مهنيا بالسيطرة الكاملة على جميع المناصب القيادية في هذه التنظيمات المهنية.
وأصبح الصانع هو الضحية ولا دور له على الإطلاق، والغريب في الأمر أنه هو الذي ساهم في إقصائه بنفسه من حيث لا يدري.
وهذا كما أشرت آنفا راجع إلى ضعف المستوى الثقافي والسياسي للقائمين على هذه الحرف التقليدية والعصرية وامتناعهم عن القبول بالمثقفين منهم ذوي الكفاءة والقدرة على المساهمة الفعالة وفهم الأمور فهما صحيحا.
وانطلاقا مما سبق ذكره في الجزء الأول من هذا البحث من معاناة هذه الشريحة الاجتماعية والظلم الحاصل لها من طرف المجتمع والقادة السياسيين في هذا البلد والتمييز والاحتقار والإقصاء والغبن السياسي.
وما تعانيه مهنيا من الوزارات ذات الوصاية من تغييب واستحقاق وتهميش، هذه المعاناة التي قد لا يراها غير المكتوي بنارها والتي تحتاج إلى إرادة صادقة لإزالتها أو على الأقل التخفيف من وطأتها على هذه الفئة من هذا المجتمع.
لكنه وفي هذا المقام ولقناعتنا الراسخة بأن المسؤولية عن هذا الواقع مسؤولية الجميع، فهي مسؤولية مزدوجة يتحمل كل من الصانع والمجتمع والدولة جزءه منها.
وعليه فإننا نرى أنه من الضروري التحلي ببعض المسلكيات لكل من الصانع نفسه والمجتمع من جهة والدولة من جهة أخرى.
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
توأمة مع بلدية فلسطينية
علمت المذرذرة اليوم من مصادر فى الوفد الموريتانى المشارك فى قافلة شريان الحياة5، أن بلدية تكند التابعة لمقاطعة المذرذرة وقعت مساء أمس السبت 23-10-2010 توأمة مع بلدية "جباليا النزلة" التابعة لقطاع غزة.
علمت المذرذرة اليوم من مصادر فى الوفد الموريتانى المشارك فى قافلة شريان الحياة5، أن بلدية تكند التابعة لمقاطعة المذرذرة وقعت مساء أمس السبت 23-10-2010 توأمة مع بلدية "جباليا النزلة" التابعة لقطاع غزة.
ووقع التوأمة عن تكند عمدتها السيد المامي بن أباب عضو الوفد الموريتاني المقيم بغزة، وعن جباليا رئيس بلديتها الأستاذ عصام جودة.
mederdratoday@gmail.com
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
السبت، 23 أكتوبر 2010
متفوقون فى مسابقة الطب
علمت المذرذرة اليوم من مصادر مطلعة أن ثلاثة دكاترة ينحدرون من مقاطعة المذرذرة، نجحوا فى أول مسابقة وطنية لاكتتاب أساتذة مبرزين في بعض الاختصاصات الطبية، ليكونوا ضمن الطاقم التربوي لكلية الطب فى موريتانيا.
وقد نجح في هذه المسابقة 17 طبيبا في 13 تخصصا من الأطباء المشاركين في المسابقة، التي نظمت في نواكشوط قبل أسابيع بإشراف طاقم من أساتذة أخصائيين عالميين.
وفيما يلي لائحة أبناء المذرذرة الثلاث الناجحين فى هذه المسابقة حسب تخصصاتهم:
- التخدير والانعاش/ الأساتذة: محمد ولد سيد احمد ومحمد ولد ببها
- علم التشريح المرضي: الأستاذ ناصر الدين ولد محمد بابا
..
علمت المذرذرة اليوم من مصادر مطلعة أن ثلاثة دكاترة ينحدرون من مقاطعة المذرذرة، نجحوا فى أول مسابقة وطنية لاكتتاب أساتذة مبرزين في بعض الاختصاصات الطبية، ليكونوا ضمن الطاقم التربوي لكلية الطب فى موريتانيا.
وقد نجح في هذه المسابقة 17 طبيبا في 13 تخصصا من الأطباء المشاركين في المسابقة، التي نظمت في نواكشوط قبل أسابيع بإشراف طاقم من أساتذة أخصائيين عالميين.
وفيما يلي لائحة أبناء المذرذرة الثلاث الناجحين فى هذه المسابقة حسب تخصصاتهم:
- التخدير والانعاش/ الأساتذة: محمد ولد سيد احمد ومحمد ولد ببها
- علم التشريح المرضي: الأستاذ ناصر الدين ولد محمد بابا
..
وتتقدم المذرذرة اليوم بأصدق التهانى إلى أساتذتنا المتفوقين، متمنية لهم مستقبلا ناجحا ومتميزا فى مهنهم الجديدة.
mederdratoday@gmail.com
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
الجمعة، 22 أكتوبر 2010
إلى الدكتور أحمدُ ولد اجريفين
دع النار تأكل بعضها
وحدي أفخر بأني أول من آمن بك من الصبيان والرجال مبدعا من العيار الكبير, وهنا لا أعلق على موضوع كهذا الموضوع بغير قصة العلامة محمذن ولد محمد فال (أميي) حين تداول بعض الأحكام مع جلسائه من العلماء وبعد جدال عميق اكفهرت فيه وجوه بعض القوم تواضعت جبروت المجادلين وتبينت رجحان ما ذهب إليه القاضي في أحكامه, وغير بعيد من القوم كانت تجلس جدتنا رحمها الله, وإذا بها تنادي العلامة "اميي" ليرفع رأسه إليها وحين فعل قالت له بالحسانية "ما اطر شي" (أي لا جديد), ولعل حدة ذكائك تريحني من شرح تلك القصة وإيحاءاتها.
ولأن فخامة قلمي لا ترغب في مطاردة الأشباح فإني أنصحك – وعهدي بك الناصح الأمين- أن لا تحاول إفراغ جعبة ثقافتك المليئة في العراء مهما كثر أبناء الخط وبناته وآباؤه وأمهاته.
أكتب بحرية واعلم أن كل ما تكتب سيكون مأدبة فكرية وثقافية وأدبية لا تصلح إلا لأذهان النخبة ولن يكون باستطاعة غير النخبة التعامل معها.
دع القافلة تسير والكلاب تنبح, فالتعامل مع خفافيش الظلام بالرد والتعليق هو الهادي (..) إلى التردي والانحطاط رغم أنك محصن ما شاء الله ولا قوة إلا بالله, وقل للذين يريدون الصخب كما قال نزار:
يا شام يا شام ما في جعبتي "صخب" *** أستغفر الشعر أن يستجدي "الصخبا"
ثم ثق بأنك لست بدعا ممن وهب الله لهم نعمة الثقافة والمعرفة وأتاح لها لسان حسود, قال الشاعر:
وإذا أراد الله نشـــــــر فضيلة *** طويت أتـاح لها لســــــان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت*** ما كان يعرف طيب عرف العود
وقديما قال الناصح وليس ناصح "الخط"
واصبر على مضض الحســـــــــــــــود فإن صبرك قاتله
فالنـــــــــــــار تأكل بعضها ********* إن لم تجد مــا تأكه
إبق نسرا من نسور العلا وحلق في فضاء الله مع أقرانك ودع العقارب والخفافيش والقطط الجائعة في مستنقعاتها الآسنة ومرابضها العفنة واحمد الله على أن صرت هدفا لها, ولا تنس قول المعري:
إذا وصــف الطـائيَّ بـالبـــخل مــادرٌ *** وعــيّر قسـاً بالفهــــــــــــــاهـة بـاقل
وقـال السـهى للشـمس أنــــت خفـيـة *** وقـال الدجي للصبح لونك حــــــائل
وطاولت الأرضُ السمـــــــاءَ سفاهةً *** وفاخرت الشهبَ الحصى والجنـــادل
فيــا مـوت زر إن الحيــــاة ذميمـة *** ويـا نفس جـدي إن دهـرك هازل
عبيداَ ولد إبراهيم
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
دع النار تأكل بعضها
وحدي أفخر بأني أول من آمن بك من الصبيان والرجال مبدعا من العيار الكبير, وهنا لا أعلق على موضوع كهذا الموضوع بغير قصة العلامة محمذن ولد محمد فال (أميي) حين تداول بعض الأحكام مع جلسائه من العلماء وبعد جدال عميق اكفهرت فيه وجوه بعض القوم تواضعت جبروت المجادلين وتبينت رجحان ما ذهب إليه القاضي في أحكامه, وغير بعيد من القوم كانت تجلس جدتنا رحمها الله, وإذا بها تنادي العلامة "اميي" ليرفع رأسه إليها وحين فعل قالت له بالحسانية "ما اطر شي" (أي لا جديد), ولعل حدة ذكائك تريحني من شرح تلك القصة وإيحاءاتها.
ولأن فخامة قلمي لا ترغب في مطاردة الأشباح فإني أنصحك – وعهدي بك الناصح الأمين- أن لا تحاول إفراغ جعبة ثقافتك المليئة في العراء مهما كثر أبناء الخط وبناته وآباؤه وأمهاته.
أكتب بحرية واعلم أن كل ما تكتب سيكون مأدبة فكرية وثقافية وأدبية لا تصلح إلا لأذهان النخبة ولن يكون باستطاعة غير النخبة التعامل معها.
دع القافلة تسير والكلاب تنبح, فالتعامل مع خفافيش الظلام بالرد والتعليق هو الهادي (..) إلى التردي والانحطاط رغم أنك محصن ما شاء الله ولا قوة إلا بالله, وقل للذين يريدون الصخب كما قال نزار:
يا شام يا شام ما في جعبتي "صخب" *** أستغفر الشعر أن يستجدي "الصخبا"
ثم ثق بأنك لست بدعا ممن وهب الله لهم نعمة الثقافة والمعرفة وأتاح لها لسان حسود, قال الشاعر:
وإذا أراد الله نشـــــــر فضيلة *** طويت أتـاح لها لســــــان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت*** ما كان يعرف طيب عرف العود
وقديما قال الناصح وليس ناصح "الخط"
واصبر على مضض الحســـــــــــــــود فإن صبرك قاتله
فالنـــــــــــــار تأكل بعضها ********* إن لم تجد مــا تأكه
إبق نسرا من نسور العلا وحلق في فضاء الله مع أقرانك ودع العقارب والخفافيش والقطط الجائعة في مستنقعاتها الآسنة ومرابضها العفنة واحمد الله على أن صرت هدفا لها, ولا تنس قول المعري:
إذا وصــف الطـائيَّ بـالبـــخل مــادرٌ *** وعــيّر قسـاً بالفهــــــــــــــاهـة بـاقل
وقـال السـهى للشـمس أنــــت خفـيـة *** وقـال الدجي للصبح لونك حــــــائل
وطاولت الأرضُ السمـــــــاءَ سفاهةً *** وفاخرت الشهبَ الحصى والجنـــادل
فيــا مـوت زر إن الحيــــاة ذميمـة *** ويـا نفس جـدي إن دهـرك هازل
عبيداَ ولد إبراهيم
mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979
الخميس، 21 أكتوبر 2010
رحيل أحد أعلام المنطقة
أعلن فى المذرذرة عن وفاة العالم والشاعر المعروف السيد بابا ولد أخليل.
..
ويعتبر السيد بابا، أحد أبرز الأوجه فى مقاطعة المذرذرذة، حيث عمل مدرسا فى عدة قرى من مقاطعة المذرذرة، وقد ترك بصمات واضحة فى مختلف الميادين التى إهتم بها.
وبهذه المناسبة تتقدم المذرذرة اليوم بتعازيها القلبية إلى كل سكان المقاطعة، راجية للفقيد الرحمة والغفران ولذويه الصبر والسلوان..وإنا لله وإنا إليه راجعون.
..
وتفتح المذرذرة اليوم صفحاتها أمام أبناء المقاطعة لتقديم تعازيهم فى هذا المصاب الجلل.
أعلن فى المذرذرة عن وفاة العالم والشاعر المعروف السيد بابا ولد أخليل.
..
ويعتبر السيد بابا، أحد أبرز الأوجه فى مقاطعة المذرذرذة، حيث عمل مدرسا فى عدة قرى من مقاطعة المذرذرة، وقد ترك بصمات واضحة فى مختلف الميادين التى إهتم بها.
وبهذه المناسبة تتقدم المذرذرة اليوم بتعازيها القلبية إلى كل سكان المقاطعة، راجية للفقيد الرحمة والغفران ولذويه الصبر والسلوان..وإنا لله وإنا إليه راجعون.
..
وتفتح المذرذرة اليوم صفحاتها أمام أبناء المقاطعة لتقديم تعازيهم فى هذا المصاب الجلل.
Tel 2240979