محاولة لرسم أبعاد المفهوم
(4)
وكان من أخلاقهم أن يتخلى الشخص عن رغباته، ويحمل ما يشق عليه نزولا عند رغبة الآخرين، وحفاظا على الوئام، وكان ذلك من أمارات العقل والحكمة عندهم، ولهم في ذلك قصص كثيرة.
ومما يرمي به أهل ثقافة استدمين، رؤية الفضل على الغير، وهذا ينافي ماشاع عندهم من التواضع والمدارات وإحترام الفاضل و المفضول.
ولست ـ في هذه الثرثرة ـ بصدد ذكر جميع ما يرمى به استدمين، وردّه إلا أنني أنبّه القارئ على الفرق الذي ينبغي أن يكون نصب عين كل واحد منا، بين استدمين كظاهرة إجتماعية قائمة على الدين والمروءة والحكمة، وبين تصرفات بعض الأفراد من أبناء المجتمع المستدمن، فكما لا يجوز أن تلصق السرقة مثلا بالإسلام وهو الذي حرمها ورتب عليها الحد الزاجر بحجة ارتكاب بعض من ينتسب للإسلام لها، لايجوز أن نلصق بعض الأمور المستقبحة شرعا وطبعا باستدمين، بحجة إرتكاب بعض الأفراد لها على وجه الندور بالمقارنة مع ما عليه جمهور المجتمع.
وإن كان ما لابد منه من مآخذة استدمين بجميع ما يصدر من أبنائه "مما ليس مستدمنا" فلا يخفى على أحد أن هناك عوامل مؤثرة تمنع من بقاء المجتمع على نسق واحد، منها النمو الديموغرافي وما يترتب عليه من تعدد الثقافات واختلاف المشارب وتمايز الطباع، وما اقتضته الحكمة من نزول الخلف عن مقام السلف، وطول العهد بالأطروحات الأولى التي حددت معالم الظاهرة، مما يؤدي إلى التساهل في شأنها وإلى هذا أشار محمذن بن أحمد بن العاقل بالبيت الذي ضمّنه في أبيات:
شيم مرت الليالي عليها
والليالي قليلة الإنصاف
وقد أوسع الشيخ محمد المامي بن البخاري مجتمعه الشمشوي عذرا وإنصافا بعد لوم إيجابي وإستنهاض للهمم .. حين قال:
ألم تر أننا نفر قليل
ونعدل إن وزنا الأكثرينا
فإما لوذعي أو خطيب
وإما عالم جمع الفنونا
وإما سيد سمح السجايا
ومنا دون ذلك يعذرونا
كما في الناس كلهم عذير
وليس من الرجال مهذبونا
.......
ونعلم أنه سينام جد
كما نامت جدود الأولينا
وأن لا شيء إلا الله باق
وأن الدهر يفني منجنونا
ومما يرمي به أهل ثقافة استدمين، رؤية الفضل على الغير، وهذا ينافي ماشاع عندهم من التواضع والمدارات وإحترام الفاضل و المفضول.
ولست ـ في هذه الثرثرة ـ بصدد ذكر جميع ما يرمى به استدمين، وردّه إلا أنني أنبّه القارئ على الفرق الذي ينبغي أن يكون نصب عين كل واحد منا، بين استدمين كظاهرة إجتماعية قائمة على الدين والمروءة والحكمة، وبين تصرفات بعض الأفراد من أبناء المجتمع المستدمن، فكما لا يجوز أن تلصق السرقة مثلا بالإسلام وهو الذي حرمها ورتب عليها الحد الزاجر بحجة ارتكاب بعض من ينتسب للإسلام لها، لايجوز أن نلصق بعض الأمور المستقبحة شرعا وطبعا باستدمين، بحجة إرتكاب بعض الأفراد لها على وجه الندور بالمقارنة مع ما عليه جمهور المجتمع.
وإن كان ما لابد منه من مآخذة استدمين بجميع ما يصدر من أبنائه "مما ليس مستدمنا" فلا يخفى على أحد أن هناك عوامل مؤثرة تمنع من بقاء المجتمع على نسق واحد، منها النمو الديموغرافي وما يترتب عليه من تعدد الثقافات واختلاف المشارب وتمايز الطباع، وما اقتضته الحكمة من نزول الخلف عن مقام السلف، وطول العهد بالأطروحات الأولى التي حددت معالم الظاهرة، مما يؤدي إلى التساهل في شأنها وإلى هذا أشار محمذن بن أحمد بن العاقل بالبيت الذي ضمّنه في أبيات:
شيم مرت الليالي عليها
والليالي قليلة الإنصاف
وقد أوسع الشيخ محمد المامي بن البخاري مجتمعه الشمشوي عذرا وإنصافا بعد لوم إيجابي وإستنهاض للهمم .. حين قال:
ألم تر أننا نفر قليل
ونعدل إن وزنا الأكثرينا
فإما لوذعي أو خطيب
وإما عالم جمع الفنونا
وإما سيد سمح السجايا
ومنا دون ذلك يعذرونا
كما في الناس كلهم عذير
وليس من الرجال مهذبونا
.......
ونعلم أنه سينام جد
كما نامت جدود الأولينا
وأن لا شيء إلا الله باق
وأن الدهر يفني منجنونا
كاتب يكتم اسمه
mederdratoday@gmail.com
كان من الاولى ان تكتب الكلمة الاخيرة من ابيات الشيخ محمد المامي هكذا: "منجنونا" وليس من جنونا مفرقة ولكن لعل ذلك خطأ مطبعي يعذر صاحبه اذا تنبه له.
ردحذفالمذرذرة اليومmahi 3alma eb 3id almara le 8 mars w tekrim etavilat!!
ردحذفهذا الشعر زين
ردحذفشكرا للمذرذرة اليوم على هذا النوع من إحياء التراث
ردحذفاستدمين انكام عنو
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأود أن أعطي فكرةتاريخية وواضحة عن استدمين ولا اقول الديمين:فالخمس نشمشه القادمون من تارودانت وسكنوا مدة من الزمن في المدلش ورزقهم الله 25 شاباوذهبوا بعد ذلك إلى كثيب أكننت حيث شكلوا حلف تشمشه المعروف .فالقارئ للتاريخ يعرف معرفة لا لبس فيها أنهم اتحدوا على خمس قضايا تبدأ ب:
ردحذف-الصبر على الطاعة-الصبر عن المعصية-الصبر عما في أيدي الناس-الصبر على هموم الدنيا-الصبرعلى الاخلاق الحميدة فبدأوا دورهم التاريخي ليأخذوا مكانا غير مسبوق بين القبائل الزاوية المرابطية التي سبقتهم لموريتانيا بأربعة قرون وقبائل بني حسان القادمة في ذلك الوقت.فمتازوا بعدم قبول المغرم لأي كان وكونوا مجتمعا خاصا بهم بعد يمينهم على قوله تعالى :وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا ... لتطبيق ماورد في سورة الفرقان كاملا.فحافظوا على هذه الشيم انظر رسالة التوصية المجددة لقيم تشمشه للشيخ محمد اليدالي، وكان يقال مشمشي او غير مشمشي ةنظرا أن جزء أولاد ديمان من القسم الفاضلة هي الرئاسة أصبح منذ زمن يقال مستدمن وغير مستدمن بدلا من مشمشس وغير مشمشي، ولا يسعتي إلا أن أذكر القسم الفاضلة لبقية قبائل تشمشه: الصلاح: للألفغيين، الكرم:أهل باركلل، الأخلاق: لليداليين ،العلم : لليعقوبيين وليس استدمين من نتائج شر ببه وليس ضعفا، فلمغافرة أولاد أحمد من دامان الأمراء يعرفون على مر التاريخ بإكرامهم للقبائل نشمشه وحمايتهم لهم.وفي النهاية أأكد أن هذه القبائل كانت تعرف بزوايا الشمش وذلك لكونها لا تخضع لأي كان إقرأ التاريخ.
تعليق: سيد باب
كلمة أفليح أولاد ديمان لا نعرفها في التاريخ المحلي وهي ليست متداولة في إكيدي إسئل التاريخ،بل هي كلمة متداولة في الشرق الموريتاني وليست من كلامنا المألوف أبدا وهي تدل على خفة مستخدمها إن لم نقل سذاجته أو نوع من التعاطي الهزلي في غير محله
ردحذفسيدي باب
هذا مهم جدا ولكن الأهم أن نعرف من هو الكاتب، لأن المؤلف تطلب منه أربع في بداية التأليف، لم نجد منها واحدة في هذه الكتابات المتواصلة والجميلة، لقد أعجبني بعض التعاليق، وكان غاية في الطرافة، والبعض الآخر... (عرف بعضه وأعرض عن بعض)
ردحذفوما الدهر إلا منجنونا بأهله وما صاحب الحاجات إلا معذبا
ردحذفوالله لقد أعجبنتي الصورة، لأنها تعبر عن عدم الوضوح، فقد كانت في منتهى الدلالة على الموضوع، وليت الكاتب جاء بصورة سوداء فاحمة ومظلمة حتى يعبر تعبيرا كاملا عن ذلك العالم الذي لا يفهمه إلا هله.
ردحذفمبادئ بني ديمان
ردحذفالحگ ماينگالْ و الكذب احرام
مالاهي يخْسرْ شِ ويلا اخسرْشِ ما اخْسرْ ش
إلِّ گالْ إل فاخلاگ ما يبگ فأخلاگُ ش
لمرو تعگب الصبر