في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم
الدولة، الرق، المرأة
المذرذرة اليوم: نقل عنكم قولكم إن أيام السيبة، وأيام الإستعمار، كانت أقل سوءا من أيام الدولة الحديثة؟
الشيخ حمدا: بدون شك، وسأعطيك ثلاث أمثلة، الأول: هو أن حدود موريتانيا القديمة لم يكن بمقدور أي أحد دخولها، لا من الجنوب من الأفارقة غير الموريتانيين، ولامن العرب في الشمال، هذه هي السيادة الكبرى، إذا كانت الدولة المركزية لم توجد فإن الإمارات ظلت تحمي الحدود.
الشيء الثاني أن القضاء كان سيد الموقف، ما قاله القاضي ماض، وكان الشيخ الضعيف الذي يرتجف وليست له نظارات ولا يمكنه الكتابه بيده، يكتب كلمات متعرّجة، لا تعقّب بعد ذلك، معنى ذلك أن مظهر العدالة والسيادة في الحدود كان مصونا، وهناك البنية الداخلية التي كانت فيها أعراف متبادلة بين الأسر الكبيرة، بين الأمراء في ما بينهم، كانوا يجتمعون للأمور التي فيها نزاع ويقومون بحلها، كانت هناك توازنات.
المذرذرة اليوم: هل ترون أن الأسس التي بنيت عليها الدولة الموريتانية كانت سليمة؟ وكيف تختصرون الخمسين سنة الماضية من عمر الدولة؟
الشيخ حمدا: موريتانيا القديمة بعد محاولة المرابطين لم تعرف نظاما مركزيا، ومع الأسف كان أول درس لتقديم النظام المركزي كان الدرس الفرنسي، كان هناك إحتمال أن تكون هناك إمارات مستقلة، وكان هناك إحتمال وجود كونفدرالية بين الإمارات، وكان هناك إحتمال أن تسيطر إحدى الإمارات على الأمور.
المذرذرة اليوم: كان من الممكن أن تولد الإمارات العربية الموريتانية؟
الشيخ حمدا: كان من الممكن، هذه إحتمالات، إلا أن الذي وقع أن المستعمر جاء وإحتل البلاد وسيطر عليها ووضعها في بوتقة واحدة موحدة، ما هي النتيجة من ذلك؟ النتيجة الإيجابية هي إنشاء وحدة، لكنها وحدة بميلاد غير موفق، ولدت على قانون يبتعد عن الإسلام، وعلى ثقافة تبتعد عن العربية، وتقاليد تبتعد عن تقاليد الدولة الإسلامية التي لم تعرف ولم تعش، وأسجل هنا أن الموريتانيين، مسلمون كأفراد لكنهم لم يعرفوا إسلاما "إجتماعيا" وهذا خطير جدا ولا تزال آثاره بادية، ووقع أن الدولة الحديثة التي ولدت، ويمكن القول إنها لم تولد بالفعل قبل السبعينيات، وولدت مشوهة وعلى أيدي الفرنسيين، وكان أقرب الناس إليهم هم الأوصياء الشرعيون لمتابعة نفس النهج، فكان هناك ترجمانيون أو "إمالزن"، وهناك الجنود أو "كوميات" وهناك "الخدام" أو "كارصوهات" الذين كانوا في القصر الرئاسي، هؤلاء كانوا هم أقرب الناس للحاكم الفرنسي، وكانوا أكثر الذين يثق فيهم الحاكم الفرنسي، ويمكن أن يسلمهم السلطة، وأذكر أن المجموعة الأولى وعلى رأسها المؤسس المختار ولد داداه، كانت طيبة وأرادت خيرا، لكن لم يكن في الإمكان أبدع مما كان، موريتانيا لم تولد من إرادة موريتانيا، وإنما ولدت من إرادة فرنسا، في قرار ديكولى للتخلص من أثقال إفريقيا السلبية، لأن موريتانيا لماذا تم إحتلالها؟ هل تم إحتلالها للإستفادة منها؟ هل تم إحتلالها للسيطرة الحضارية؟ طبعا يمكن أن يظهر هذا بعد ذلك، لكن القصد من إحتلال موريتانيا أصلا كان هو تكوين جسر مؤن لمرور الفرنسيين مابين حوض البحر الأبيض وإفريقيا السوداء التي توجد فيها المزارع وفيها هي الأخرى ثروة زراعية وبشرية، إذا إحتلالنا لم يكن إحتلال عن قصد، ولذا ماذا ترك لنا المستعمر؟ لاشيء.
المذرذرة اليوم: البعض يتحدث عن دمار بني المجتمع التقليدية قبل التمكن من بناء بنى مدنية عصرية مما يفسر أزمات المجتمع الموريتاني الراهنة، هل هذا صحيح ؟
الشيخ حمدا: بدون شك، هناك فراغ، نحن لم نعرف الدولة الإسلامية، ولم نعش مرحلة الدولة الغربية في تنظيمها، إذا معنى ذلك أن هناك فراغ كبير ظل قائما حتى في أذهاننا.
المذرذرة اليوم: تتحدث بعض المنظمات الحقوقية وخاصة "نجدة العبيد" عن وجود حالات إستعباد في المذرذرة، خاصة في منطقة "أيشّايه" التابعة لبلدية إبير التورس، ماهي حقيقة ذالك ؟ وهل أصول العبودية في موريتانيا شرعية أم غير شرعية؟
الشيخ حمدا: أولا أود القول بأن قضية العبودية ليست محظورا، هي ظاهرة إنسانية عرفتها كل البشرية، وأول من عرفها هو الإمبراطوريات الرومانية والفارسية، واليابانية، كل العالم كان يعاني نوعا من الرق، والرق الخطير هو الذي يملك أصحابه الموت والحياة، وكان سوق الرقيق الذي أنشأه الغرب في دكار، والذي مازال مكانه موجودا حتى الآن في "كورو"، معنى هذا أن الغرب كان المستعمر الأكبر الذي شجع الإسترقاق، وأذكر بالمناسبة أن "ناصر الدين" إمام حرب "شرببه" قام بمساعي للقضاء على جلب العبيد وتخليصهم من تلك العملية، حيث نظّم مسيرة على ضفاف نهر السنغال للقضاء على سوق الرقيق، على هذه النخاسة الخطيرة جدا، والتي وإن كانت سلبية، فقد بدأت تعطي نتائج إيجابية منها أن الأفارقة حصلوا على موقع في أمريكا لا أدل عليه من رئاسة "أوباما" الحالية، فهي ثمرة من ثمرات تلك السوق.
المذرذرة اليوم: الرق الموجود في موريتانيا، هل له أصول شرعية أصلا؟
الشيخ حمدا: لماذا يكون الرقيق شرعيا ؟ الأصل في الناس الحرية، هذا هو موقف الشرع، لايجوز الإسترقاق إلا بعد ثبوت أسباب الرق الشرعي، والأسباب الشرعية هي أن تقع حرب بيننا مع العدو (الكفار) فنحن بين ثلاث خيارات هي المن والفداء والإسترقاق، والأفضل هو المنّ ويجوز الفداء، ويجوز الإسترقاق، والإسترقاق اليوم ، أي الرق الجماعي أخطر من الرق الفردي، وتمثله سيطرة المستعمرين، هذا رق جماعي، ولايزال يسيطر علينا الغرب حتى الآن، رق جماعي يفرض حضارته، العولمة رق أكبر، إذا معنى ذلك أنهم يشكون من رق فردي عاشته بعض بلادنا، ويتناسون أن بلاط الروم كان يسود فيه الرق، رق الموت والحياة.. أمرغير سهل.
المذرذرة اليوم: الإمام أحمدو ولد لمرابط إنتقد في خطبة جمعة ماضية، تولّي المرأة للولاية العامة، والبعض قال إنه يقصد السيدات اللواتي تم توزيرهن في الحكومة الجديدة، خاصة منت مكناس في وزارة الخارجية، ماهو رأيكم في توزير النساء، خاصة في وزارات مثل وزارة الخارجية؟
الشيخ حمدا: أولا لم أسمع كلام أحمدو لأعرف ما قال، ثانيا أتذكر أن أهم كتاب يرجع له في وظائف الدولة هو كتاب الأحكام السلطانية للماوردى، هذا الكتاب الذي أقوم بتلخيصه أنا وعز الدين ولد كرّاي من أجل أن ندخل في الساحة فقه السلطة الذي يجهله الناس، لأنه نوع من الأمية عند محاظرنا أنهم لايعرفون معنى الدولة، وهنا أود أن أذكر أن هناك نمطان من الوزارات، وزارة التفويض، ووزارة التنفيذ، فوزارة التنفيذ جائزة حتى للكافر، فيجوز أن يكون وزير التنفيذ كافرا، والمرجع هو الأحكام السلطانية للماوردي، ووزارة التنفيذ تعني فقط تنفيذ السياسة العامة للدولة، ولاتأتي بأفكار من تلقاء نفسها، والدولة اليوم، التفويض فيها لم يعد موجودا، معنى ذاك أنه لا يوجود سوى وزارات تنفيذ.
المذرذرة اليوم: يعني أنه يجوز للمرأة أن تصبح وزيرة ؟
الشيخ حمدا: بدون شك، وسأعطيك ثلاث أمثلة، الأول: هو أن حدود موريتانيا القديمة لم يكن بمقدور أي أحد دخولها، لا من الجنوب من الأفارقة غير الموريتانيين، ولامن العرب في الشمال، هذه هي السيادة الكبرى، إذا كانت الدولة المركزية لم توجد فإن الإمارات ظلت تحمي الحدود.
الشيء الثاني أن القضاء كان سيد الموقف، ما قاله القاضي ماض، وكان الشيخ الضعيف الذي يرتجف وليست له نظارات ولا يمكنه الكتابه بيده، يكتب كلمات متعرّجة، لا تعقّب بعد ذلك، معنى ذلك أن مظهر العدالة والسيادة في الحدود كان مصونا، وهناك البنية الداخلية التي كانت فيها أعراف متبادلة بين الأسر الكبيرة، بين الأمراء في ما بينهم، كانوا يجتمعون للأمور التي فيها نزاع ويقومون بحلها، كانت هناك توازنات.
المذرذرة اليوم: هل ترون أن الأسس التي بنيت عليها الدولة الموريتانية كانت سليمة؟ وكيف تختصرون الخمسين سنة الماضية من عمر الدولة؟
الشيخ حمدا: موريتانيا القديمة بعد محاولة المرابطين لم تعرف نظاما مركزيا، ومع الأسف كان أول درس لتقديم النظام المركزي كان الدرس الفرنسي، كان هناك إحتمال أن تكون هناك إمارات مستقلة، وكان هناك إحتمال وجود كونفدرالية بين الإمارات، وكان هناك إحتمال أن تسيطر إحدى الإمارات على الأمور.
المذرذرة اليوم: كان من الممكن أن تولد الإمارات العربية الموريتانية؟
الشيخ حمدا: كان من الممكن، هذه إحتمالات، إلا أن الذي وقع أن المستعمر جاء وإحتل البلاد وسيطر عليها ووضعها في بوتقة واحدة موحدة، ما هي النتيجة من ذلك؟ النتيجة الإيجابية هي إنشاء وحدة، لكنها وحدة بميلاد غير موفق، ولدت على قانون يبتعد عن الإسلام، وعلى ثقافة تبتعد عن العربية، وتقاليد تبتعد عن تقاليد الدولة الإسلامية التي لم تعرف ولم تعش، وأسجل هنا أن الموريتانيين، مسلمون كأفراد لكنهم لم يعرفوا إسلاما "إجتماعيا" وهذا خطير جدا ولا تزال آثاره بادية، ووقع أن الدولة الحديثة التي ولدت، ويمكن القول إنها لم تولد بالفعل قبل السبعينيات، وولدت مشوهة وعلى أيدي الفرنسيين، وكان أقرب الناس إليهم هم الأوصياء الشرعيون لمتابعة نفس النهج، فكان هناك ترجمانيون أو "إمالزن"، وهناك الجنود أو "كوميات" وهناك "الخدام" أو "كارصوهات" الذين كانوا في القصر الرئاسي، هؤلاء كانوا هم أقرب الناس للحاكم الفرنسي، وكانوا أكثر الذين يثق فيهم الحاكم الفرنسي، ويمكن أن يسلمهم السلطة، وأذكر أن المجموعة الأولى وعلى رأسها المؤسس المختار ولد داداه، كانت طيبة وأرادت خيرا، لكن لم يكن في الإمكان أبدع مما كان، موريتانيا لم تولد من إرادة موريتانيا، وإنما ولدت من إرادة فرنسا، في قرار ديكولى للتخلص من أثقال إفريقيا السلبية، لأن موريتانيا لماذا تم إحتلالها؟ هل تم إحتلالها للإستفادة منها؟ هل تم إحتلالها للسيطرة الحضارية؟ طبعا يمكن أن يظهر هذا بعد ذلك، لكن القصد من إحتلال موريتانيا أصلا كان هو تكوين جسر مؤن لمرور الفرنسيين مابين حوض البحر الأبيض وإفريقيا السوداء التي توجد فيها المزارع وفيها هي الأخرى ثروة زراعية وبشرية، إذا إحتلالنا لم يكن إحتلال عن قصد، ولذا ماذا ترك لنا المستعمر؟ لاشيء.
المذرذرة اليوم: البعض يتحدث عن دمار بني المجتمع التقليدية قبل التمكن من بناء بنى مدنية عصرية مما يفسر أزمات المجتمع الموريتاني الراهنة، هل هذا صحيح ؟
الشيخ حمدا: بدون شك، هناك فراغ، نحن لم نعرف الدولة الإسلامية، ولم نعش مرحلة الدولة الغربية في تنظيمها، إذا معنى ذلك أن هناك فراغ كبير ظل قائما حتى في أذهاننا.
المذرذرة اليوم: تتحدث بعض المنظمات الحقوقية وخاصة "نجدة العبيد" عن وجود حالات إستعباد في المذرذرة، خاصة في منطقة "أيشّايه" التابعة لبلدية إبير التورس، ماهي حقيقة ذالك ؟ وهل أصول العبودية في موريتانيا شرعية أم غير شرعية؟
الشيخ حمدا: أولا أود القول بأن قضية العبودية ليست محظورا، هي ظاهرة إنسانية عرفتها كل البشرية، وأول من عرفها هو الإمبراطوريات الرومانية والفارسية، واليابانية، كل العالم كان يعاني نوعا من الرق، والرق الخطير هو الذي يملك أصحابه الموت والحياة، وكان سوق الرقيق الذي أنشأه الغرب في دكار، والذي مازال مكانه موجودا حتى الآن في "كورو"، معنى هذا أن الغرب كان المستعمر الأكبر الذي شجع الإسترقاق، وأذكر بالمناسبة أن "ناصر الدين" إمام حرب "شرببه" قام بمساعي للقضاء على جلب العبيد وتخليصهم من تلك العملية، حيث نظّم مسيرة على ضفاف نهر السنغال للقضاء على سوق الرقيق، على هذه النخاسة الخطيرة جدا، والتي وإن كانت سلبية، فقد بدأت تعطي نتائج إيجابية منها أن الأفارقة حصلوا على موقع في أمريكا لا أدل عليه من رئاسة "أوباما" الحالية، فهي ثمرة من ثمرات تلك السوق.
المذرذرة اليوم: الرق الموجود في موريتانيا، هل له أصول شرعية أصلا؟
الشيخ حمدا: لماذا يكون الرقيق شرعيا ؟ الأصل في الناس الحرية، هذا هو موقف الشرع، لايجوز الإسترقاق إلا بعد ثبوت أسباب الرق الشرعي، والأسباب الشرعية هي أن تقع حرب بيننا مع العدو (الكفار) فنحن بين ثلاث خيارات هي المن والفداء والإسترقاق، والأفضل هو المنّ ويجوز الفداء، ويجوز الإسترقاق، والإسترقاق اليوم ، أي الرق الجماعي أخطر من الرق الفردي، وتمثله سيطرة المستعمرين، هذا رق جماعي، ولايزال يسيطر علينا الغرب حتى الآن، رق جماعي يفرض حضارته، العولمة رق أكبر، إذا معنى ذلك أنهم يشكون من رق فردي عاشته بعض بلادنا، ويتناسون أن بلاط الروم كان يسود فيه الرق، رق الموت والحياة.. أمرغير سهل.
المذرذرة اليوم: الإمام أحمدو ولد لمرابط إنتقد في خطبة جمعة ماضية، تولّي المرأة للولاية العامة، والبعض قال إنه يقصد السيدات اللواتي تم توزيرهن في الحكومة الجديدة، خاصة منت مكناس في وزارة الخارجية، ماهو رأيكم في توزير النساء، خاصة في وزارات مثل وزارة الخارجية؟
الشيخ حمدا: أولا لم أسمع كلام أحمدو لأعرف ما قال، ثانيا أتذكر أن أهم كتاب يرجع له في وظائف الدولة هو كتاب الأحكام السلطانية للماوردى، هذا الكتاب الذي أقوم بتلخيصه أنا وعز الدين ولد كرّاي من أجل أن ندخل في الساحة فقه السلطة الذي يجهله الناس، لأنه نوع من الأمية عند محاظرنا أنهم لايعرفون معنى الدولة، وهنا أود أن أذكر أن هناك نمطان من الوزارات، وزارة التفويض، ووزارة التنفيذ، فوزارة التنفيذ جائزة حتى للكافر، فيجوز أن يكون وزير التنفيذ كافرا، والمرجع هو الأحكام السلطانية للماوردي، ووزارة التنفيذ تعني فقط تنفيذ السياسة العامة للدولة، ولاتأتي بأفكار من تلقاء نفسها، والدولة اليوم، التفويض فيها لم يعد موجودا، معنى ذاك أنه لا يوجود سوى وزارات تنفيذ.
المذرذرة اليوم: يعني أنه يجوز للمرأة أن تصبح وزيرة ؟
الشيخ حمدا: يجوز حتى للكافر أن يصبح وزيرا
.............
أجرى المقابلة
أحمد فال ولد آيّاه
يجوز للكافر أن يصبح وزيرا ؟!
ردحذفسياسة بدون ثوابت
ردحذفالبديل عن الديموقراطية هو الدكتاتورية
ردحذف