الجمعة، 19 نوفمبر 2010

عذرا حاكم جدر المحكن
إنها لحوم الفقراء


"رب السجن أحب إلي من مايدعوننى إليه" ..


لاشك ان الآية الكريمة كانت تتردد على شفاه الإخوة الأفاضل، فاعلي الخير، وهم يساقون إلى سجن روصو بأوامر من حاكم مركز جدر المحكن الإدارى، بعد أن رفضوا "ربط" بعض الأضاحي التى جلبوها لرسم البسمة على شفاه الفقراء يوم العيد، امام بيته.


لم يستطع حاكم جدر المحكن أن "ينفع" اهل جدر المحكن، وعجز كعادة السلطات المحلية فى هذا البلد ان يعالج المشاكل الكثيرة المتراكمة لسكان مقاطعته، فعزم على الأقل ان "يضر" الفقراء، فيمنع الأيادى البيضاء لمنظمات خيرية ألفت الفقراء وألفوها.

أوقف حاكم جدر المحكن ممثل جمعية العون المباشر فى روصو، مصرا على حصته من "أكباش الفقراء" .. فى تصرف يعبر عن درجة كبيرة من السادية، كنا نظن -نحن على الأقل- المخدوعون بخطاب الحرب على الفساد والمفسدين، أن زمنها ولّى، وفوق ذلك أن الفقراء انتصروا على الطغاة والجبابرة يوم أدلوا بأصواتهم لرئيس يحلو له أن يتسمّى برئيس الفقراء، أملا فى أن يكبح على الأقل جماح الطغاة الذين طالما سلّطوا سياطهم وآياديهم الملطّخة، لتنهش "لحوم الفقراء" .. ولكن هيهات، فالفقراء فى هذا المنكب البرزخي كلما ظنوا أن حليمة هجرت عادتها القديمة، وأن العود بدأ يستقيم، تبيّن أن كل ذلك سراب بقيعة، حتى وإن تلقّب رئيسه بإسم رئيس الفقراء، وادّعى الإنحياز إليهم والدفاع عن حقوقهم، عاد ولاّته وحكّامه ليسومونهم سوء العذاب، لدرجة لم تعد معها المنظمات الخيرية -التى ظلت طيلة السنوات الماضية نعم العون للفقير والمحتاج- بمقدورها فعل ذلك.

فمن يعرف الإخوة المعتقلين -بأمر رسمى من حاكم جدر المحكن- يدرك أنه ارتكب جرما فى حق الفقراء، واساء لصورة رئيس الفقراء فى أذهان شعبه.

فالإخوة المعتقلون هم من يستحقون حقيقة لا إدعاءا الإتصاف بصفة أبو الفقراء وأم الفقراء، و رئيس الفقراء، ومطعم الفقراء، ومدّرس الفقراء.

من أطعم المسكين ؟ لايريد جزاء ولاشكورا "إنما نطعمكم لوجه الله"، من علّم الجاهل ووقف إلى جانب المريض المعوز .. من يسهر على رعاية الأخلاق فى مجتمع أفسده قادته، ومن إليهم أوكلت مهمة رعاية الإخلاق.

أسئلة لايستحق الفقير والجاهل والمتشرّد فى روصو كبير عناء للإجابة عليها، تلك الإجابة التى لم يستطع حاكم جدر المحكن ان يستسيغها، فسعى جاهدا إلى إطفاء النور، وحجب الشمس عن أولئك الفقراء، لدرجة تجعل فقراء روصو يستغربون تصرّف حاكم جدر المحكن (نائب حاكم روصو)، متسائلين .. إلى متى يظل هذا الحاكم فوق القانون ؟

يتصرّف وكأنه دولة داخل الدولة ؟ .. وكأنه لم يسمع قط عن الحرب على الفساد، وبقية المعزوفة التى تردّد على مسامعنا صباح مساء ..

فحاكم جدر المحكن هو نفسه الذى أعطى أوامر -رسمية قبل اشهر- للأساتذة بضرورة الغش للتلاميذ فى مسابقة الحصول على شهادة ختم الدروس الإعدادية ..

وهو الذى طالب بحصته فى "كباش الفقراء".. وحين لم يمكّن من ذلك أعطى أوامره بسجن إمام مسجد، ومستشار بلدي، ومهندس زراعى، ليؤكد استخفافه بكل هؤلاء، ولكي يمنع الفقراء اللحم واللبن الذين جادت بهما أيادى بيض صباح العيد،

وهو الذي .. وهو الذي .. وهو الذي ..

يارئيس الفقراء ؟ أين أنت من هؤلاء ؟ .. إلى من تكل الفقراء ؟ .. إلى حاكم طاغية يمنعهم حقوقهم، ويسيئ لمن أطعمهم وعلمهم ؟؟؟ .. إلى من تكلهم .. إلى من يريد حصته قبلهم .. إلى من يستأثر بحقوقهم، ويسجن خيارهم .. إلى من يزاحمهم حتى فى لحومهم ؟؟؟!!!

ماذا تقول لأفراخ بذى مرخ
ثقب الحواصل لاماء ولاشجر
ألقيت كاسيهم فى قعر مظلمة..

أيها الحاكم، لوكنت تعرف من سجنت، لأدركت ببساطة ان السجن احب إليهم من ماتدعوهم إليه .. وأن تضحيتهم التى شجّعتهم على خدمة الفقراء، وتعليم الفقراء، وتوفير اللحوم للفقراء -ولو ضايقهم الأغنياء- جعلتهم لا يتساهلوا فى تأدية المهمة، لأنهم يدركون عظم المسؤولية، وحجم الأمانة التى لاتبالي فى تضييعها ..

فعلى رسلك ياحاكم رئيس الفقراء، على أرض الفقراء فى جدر المحكن .. فاللحم حصرا للفقراء.

بقي لى أن أشير إلى أننا أمام أمرين لاثالث لهما ..

إما أن يكون رئيس الفقراء، الذى أوكل إليكم مهمة خدمة شعبه، يجهل تصرفتاكم فى "لحوم الفقراء"، وقد ابلغناه .. اللهم فأشهد،

وإما أن يكون على علم بها وتغاضى عنها وضيّع "لحوم الفقراء" فجر عيد "اللحم"، فتلك مصيبة.

إمام الدين ولد أحمدو

رئيس تحرير المذرذرة اليوم

mederdratoday@gmail.com
Tel 2240979

هناك 6 تعليقات:

  1. غير معرف20 نوفمبر, 2010

    شكرا امام الدين شكرا على المبادئ وعلى التحدي

    ردحذف
  2. غير معرف21 نوفمبر, 2010

    واضح ومسبوك أيضا

    ردحذف
  3. غير معرف21 نوفمبر, 2010

    لم اكن اعرف انك بهذا المستوي الخطابي وانك تهتم بالفقراء الي هذه الدرجة ولاينقص من ذالك انهم اقارب لك فظلم الاقارب اشد واري انك كسبت قيمة معنوية لا باس بها يجعل ادامه عافي.

    ردحذف
  4. غير معرف21 نوفمبر, 2010

    je pense Monsieur, que tu t'acharnes dans une affaire qui n'est pas encore élucidée . dess ne


    On comprend bien que tu entreprends des travaux de bien faisance mais il reste illogique, qu'on t'emprisonne a cause de cette vertu
    monsieur serieuement ou tu es un nouveau KHADAR

    En tout la sourate de la Caverne nous fait le recit de la rencontre entre le prohéte moussa et le prophete el khadar paix sur eux cela nous rappelle ton affaire avec le prefet de jider el mouhghen c'est la seule similitude
    portée a notre connaissance
    wa hacha lillahi

    ردحذف
  5. غير معرف22 نوفمبر, 2010

    امام الدين الرجاء اصلاح كتابة الأية التي اوردت من سورة يوسف

    مما يدعوننى إليه، وليست : من ما

    ردحذف
  6. غير معرف22 نوفمبر, 2010

    M&medin walahi alla eski ya9er faut pas oublier ankom zamagto al7Akim min al7am yawm al3id we da yavga3 ana lokant 7akem ve balo ala kant lahi na7bass zaylova we awlad bayog we sokan eddiva kamlin ,,,7Ad ouzamag min al7Am yawm al3id jarima ,,mamedin merciii we latayt atzamg ahil alm5zan min al7Am yawm al"id loool

    ردحذف