القاضي سيلوم ولد المزروف
في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم
(1)

المذرذرة اليوم: كيف تعرّفون "استدمين"؟

القاضى سيلوم: تعريفى لستدمين هو أنه "سبلت حد أبعقل" .. هذا هو التعريف المحلي، وحين نذهب أبعد من ذلك، أقول إنه التحلّي بالأخلاق الحميدة، وأنه لايخص جهة ولا قبيلة، إنه أخلاق حميدة يتحلّى بها الشخص، إلا أنه فى الآونة الأخيرة كثر إستخدامه سلبا وإيجابا .. يستعمل سلبا حين يقول البعض "ذاك ظرك أمن أستدمين" .. "خلّون من ذاك أمن استدمين"، كما يستعمل إيجابا "ذيك الكلمه بعد مدّيمن" .. إذا كانت فى محلّها، أو "ذيك الحركه مديمن" ..
أذكر أنه كان لي زميل محترم أحبه، طلب مني أن أدرّسه الدّيمين، فقلت له انتم تستعملون الديمين بمفهومين، مفهوم سلبي، وآخر إيجابى، وكل ذلك موجود، فالمفهوم السلبي يمثّله الشخص "المشّكرف ويحمحم"، وحين يسأل عن شي، يقول "أثر" .. "حكلّ" .. "أهيه" .. دون ادنى وضوح .. وهذا فعلا سلبي، والدّيمين الإيجابى -قلت له- هو فهم المقاصد بسرعة، والإستجابة لمقتضياتها بسهولة، وبعد حديثي مع زميلي، لقيت محمد عبد الله ولد الحسن رحمة الله عليه، -وكان يقول لي دائما- "انت مانك ديماني" .. وهونوع من حسن الخلق، ومعنى ذلك "مانك مدّيمن" بشكل حرفي- فقلت له أنا "ماني مدّيمن"، ولكني عرّفت الدّيمين لزميل لي، وحين حكيت له الحكاية .. قال لي: فعلا .. هذا هو تعريف الدّيمين.
فمثلا، إذا دعونا لمائدة .. ورغبنا في حضور بعض الأشخاص .. وفهموا ذلك، واستجابوا دون الوقوع في الحرج او الحاجة للإلحاح .. فهذا مثال لفهم المقاصد والإستجابة لمقتضياتها بسهولة، كما عرّفه أحدهم بأنه "سبلت حد ابعقل" .. وعرّفه أحدهم بأنه "إلبوكيه" أي اللباقة .. "ما أيكوم ياسر حت" ولكن يؤدي المقصد.

المذرذرة اليوم: هل كان "استدمين" موجودا قبل شرببه؟

القاضى سيلوم: هو ما دام أخلاق فاضلة مستوحاة من أخلاق الصحابة، التى هي مستوحاة من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، نقول إنه كان موجودا منذ بداية الرسالة وإلى اليوم، وهذا ما يدّعيه أصحابه .. يدّعون أنه من أخلاق الصحابة، المقتبسة من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، ويدّعون أن آية "عرّف بعضه وأعرض عن بعض" دالة عليه، وتذكّرت الآن قصة سعيد بن زيد رضي الله عنه .. قال إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، شهد لعشرة بالجنة ..عدّ من العشرة تسعة وسكت .. قالوا من العاشر، -وكانت له كنيتان احداهما طيبة "مطابقه"، والأخرى "أبو الأعور"، فقال لهم .. لعلّه أبو الأعور، فكان لابد له من التبليغ .. لكنه لم يتسرّع فى عدّ نفسه مباشرة .. ولكن حين سئل، كان لابد له من تبليغ الحديث كاملا.

المذرذرة اليوم: ينظر البعض إلى "استدمين" على أنه ركام من السلبية والضعف؟

القاضى سيلوم: حين نتفق على تعريفه .. نفهم أن تعريفه ينطلق من الأخلاق الحميدة.

المذرذرة اليوم: ماذا عن علاقات أولاد ديمان فيما بينهم ؟ وعلاقاتهم بالقبائل الأخرى؟

القاضى سيلوم: علاقاتهم فيما بينهم عادية وطبيعية .. وكذلك مع جيرانهم، ولعل السائل يلاحظ خلافات فقهية دائمة .. تختلف فيها وجهات نظر العلماء، وينتهي ذلك بأبحاث وخلافات، ولكن ذلك لا أسميه خلافا .. أعنى من الناحية الثقافية التي لدي بعض الإطلاع عليها .. طبعا يختلفون، وذلك سنة من السنن، لأن الصحابة الذين نقلوا عن شخص واحد يختلفون.

المذرذرة اليوم: بالنسبة لعلاقتكم بالعلماء المحليين .. هل شهدت بعض الخلافات والمساجلات الفقهية؟

القاضى سيلوم: لا علم لي بها -الحمد لله- من طرفي.

المذرذرة اليوم: تحدّث البعض عن خلاف فقهى بينكم وبين الشيخ محنض باب ولد أمين؟

القاضي سيلوم: "أح .. ذاك ما تشتد أخبار".

أجرى المقابلة

أحمد فال ولد آيّاه