أود في البداية أن أشكر القائمين على مدونة المذرذرة اليوم، على شجاعتهم وجرأتهم في إطلاق شرارة البداية لجهد إنساني يحتاج إلى الكثير من التفكير والتصميم، هم فعلا أشخاص دفعتهم غيرتهم وحبهم للمذرذرة إلى رفع التحدي ومغالبة القدر الأزلي لهذه المدينة بأن تظل دوما معزولة ومنسية، كما أن شجاعتهم تتمثل أساسا في قدرتهم على مواجهة إكراهات إجتماعية وسياسية ضاغطة أحيانا، وغير ودية أحيانا أخرى.
وبالفعل فقد أصبح لهذه المدونة عشاق وكتاب يشغلون حيزا معتبرا من الإهتمام لدى أبناء هذه المقاطعة .. سواء المقيمين في الخارج أو الذين يعيشون في الوطن.
لقد أصبحت المادة الإعلامية لهذه المدونة تعكس وبجلاء أن إهتمام أبناء المذرذرة بها قوي وفعّال .. وترجم ذلك بواسطة مقالات مختلفة عالجت مواضيع مختلفة وصيغت صياغات مختلفة .. وعلى العموم لست في منزلة ثقافية أو علمية تجعلني قادرا على غربلتها .. ولكنها على الأقل تبدو من بعيد مقبولة إلى حد ما.
ولكن المثير للدهشة هو أن معظم هذه المقالات أو الإسهامات كانت في الغالب أسيرة لمنهج وصفي، يصف ولا يشخّص، ويسافر بنا إلى الوراء بدل الجرأة على رؤية المستقبل وفك طلاسم الحاضر، صحيح أن الحقيقة مرّة .. كما يقال دوما .. والأمرّ منها على ما يبدو هو تشخيصها ومحاولة إيجاد حلول لما نعاني من مشاكل وإكراهات.
إن أغلب تلك المقالات هي مادة إعلامية رائعة ولكنها شاعرية جدا وعاطفية إلى حد بعيد، فالحديث دوما عن طفولة منسية .. وأطلال مدرسة .. أو عن ذكريات مع هذا المدرّس .. واليوم الأول في المدرسة الإبتدائية .. ووصف أسواق المذرذرة وشوارعها، وكأن المذرذرة مدينة جرفها الطوفان، أو حطّمها وجعلها تختفي منذ 2000 قبل الميلاد، إن المذرذرة مدينة قائمة بذاتها وشوارعها .. ليست سرا من أسرار الأمن القومي، وهي حسب علمي مفتوحة أمام الناظرين .. وهي تحتاج إلى الترميم والبناء والتطوير .. وآخر ما تحتاج إليه هو وصفها وذكر تفاصيلها الدقيقة .. فقط من أجل الوصف.
كما أن الحديث عن مدارس المذرذرة لا يجب أن يتمحور أساسا حول نوادر المعلّمين وصفاتهم وسلوكياتهم بصيغة الحنين والولع للماضي، فالمدرسة تحتاج لمن يجلب طاولات جديدة ومقررات صيغت بعد العام 2000 ومدرّسين أكفاء.
أما المدرّس سواء كان معلما أو أستاذا فهو لا يحتاج إلى من يذكّره بصورة المعلّم في الثمانينات .. رجل خمسيني يحمل سوطا أو عصا أو آلة تعذيب أخرى .. وينظّم حلقات تعذيب جماعية من أجل إجبار الطلاب البؤساء على حفظ قصيدة أو حلّ مشكلة حسابية .. فهو لا يحتاج إلى من يذكّره بتلك الفترة، لأنه ببساطة لا يريد ولا يحتاج أيضا إلى التذكير ما دام يعيش في نفس الظروف، والمدرّس من أكثر الناس تضحية في مجتمعنا، ورغم تضحياته الجسام، يكافأ دوما من طرفنا بالنكت والإهمال، وبراتب ميكروسكوبي يلفظ أنفاسه قبل منتصف الشهر.
ولعل إحدى المجالات المهمة التي لم تتطرق لها مختلف المقالات الواردة في المدونة هي الصعوبات الإقتصادية الجمّة التي يعيشها المواطن العادي، الذي لا يزال يعيش روتين ونمط حياة الآباء والأجداد .. وكان من الأحرى بهؤلاء المتعلّمين والأكادميين من أبناء المذرذرة الذين يبعثون بمقالات وإسهامات أدبية من مختلف بقاع العالم، أن يتناولوا هذه المشاكل وأن يحاولوا إبتكار حلول وتطبيق نماذج حتى ولو كان ذلك في إطار نظري.
أما عن باقي المشاكل التي تهمّ السكان، والتي كان على أبناء المذرذرة أن يهتموا بها في مقالاتهم .. بدءا من النقل الذي يحتاج للتنظيم والأنسنة، ونحن هنا لا نبالغ في طلباتنا، فنحن لا نريد أن يسافر الشخص على مقعد بدون مشاركة من معزاة أو كبش أو قنينة غاز نتنة الرائحة، أو فوق أكياس دقيق، من فوقها لهيب الشمس .. فكل ما نريده هو التوفيق بين أسعار معقولة وخدمة مقبولة.
كما أن هؤلاء الكتّاب كان بإستطاعتهم تشخيص الواقع الرياضي للمذرذرة، والتي كان دوريّها الرياضي جذّابا ورائعا، والآن تحوّل إلى مباراة "سومو" بين القبائل والأسر والأعراق، وفقد بريقه، فقد أصبح من الضروري إعادة تقييم لهذا الدوري، وتحريره من ثالوث مقيت يهدده في الصميم "القبائل والسياسة وغياب الضوابط التنظيمية" لقد أصبح من الضروري وضع معايير صارمة وواضحة لإنشاء فريق، وضرورة أن يكون مختلطا عرقيا وقبليا، فخوض دوري بستة فرق منظمة تمثل الجميع خير من خوض دوري بعشرين فريقا تدق فيها طبول الحرب بين القبائل والأعراق، وتكون ساحة للبغضاء والمهاترات.
أما عن التعاون الجماعي، والتضامن الإجتماعي، فقد بدأ يخفت ويختفي إلى غير رجعة، وتحوّلت محاولات إحيائه إلى محاولات يائسة، فقد أصبح كل شيء مسيّسا إلى حد بعيد.
أما عن وضعية المذرذرة السياحية، أو بالأحرى قدرتها على جذب الزوار .. فهي أيضا تحتاج إلى مزيد من التشخيص ومضاعفة الجهود، وعلى الجميع أن يتيقّن أن جلب هؤلاء الزوّار الأجانب، لا يجب أن يقتصر على التقاط صور مع "النصارى"، وكأنهم "هنود العالم الجديد، والرجل الأبيض"، فالهدف هو الحصول على مورد للبلدية والسكان .. صحيح أن إمكانياتنا متواضعة، ولكن فكرة إحياء النّزل، الذي تحوّل إلى مكاتب إدارية، هي فكرة حسنة لإستيعاب الوافدين المحتملين، ومن المستحسن كذلك إقامة مهرجان رياضي، ثقافي، إجتماعي، للتعريف بالمقاطعة أولا، ولجذب الزوار الأجانب ثانيا.
صحيح أن مقاطعة المذرذرة تعاني من تراجع قوي منذ عقود .. وفي كافة المجالات، ولكن السفينة لم تغرق بعد، وتحتاج فقط لجرأة الأبناء، وعزيمة المنتخبين، من أجل بعث بصيص أمل.
كما أن تشخيص هذه المشاكل، والبحث عن حلول لها، يقتضي منا أولا الإبتعاد عن المقاربات النمطيّة واستزراع النماذج الفاشلة، وعلينا البدء من كوننا أبناء لمدينة تعاني التراجع، ولسنا مجموعة من النوابغ والشعراء والأذكياء، نسكن أرضا مقدسة، فنحن فعلا متميّزون وناجحون على المستوى الفردي .. ولكننا نحتاج إلى من يضع حلولا واقعية لمدينة منهكة.
كما أن أسرة "المذرذرة اليوم" مدعوة إلى تقسيم مادتها الإعلامية إلى عدة أقسام، يكون أحدها للإقتراحات الخاصة بتشخيص المشاكل، وتقديم الحلول في كافة مجالات الحياة، كما أنني لا أريد أن أقسو على ذوي القلوب اللينة، فلا ضير من إنشاء باب أو قسم خاص بالذكريات، والزمن الجميل، والطفولة الوديعة الضائعة في دروب النسيان، وبالتأكيد فإن كل باب أو قسم سيكون له كتّاب ورواد ومحبّون.
وبالفعل فقد أصبح لهذه المدونة عشاق وكتاب يشغلون حيزا معتبرا من الإهتمام لدى أبناء هذه المقاطعة .. سواء المقيمين في الخارج أو الذين يعيشون في الوطن.
لقد أصبحت المادة الإعلامية لهذه المدونة تعكس وبجلاء أن إهتمام أبناء المذرذرة بها قوي وفعّال .. وترجم ذلك بواسطة مقالات مختلفة عالجت مواضيع مختلفة وصيغت صياغات مختلفة .. وعلى العموم لست في منزلة ثقافية أو علمية تجعلني قادرا على غربلتها .. ولكنها على الأقل تبدو من بعيد مقبولة إلى حد ما.
ولكن المثير للدهشة هو أن معظم هذه المقالات أو الإسهامات كانت في الغالب أسيرة لمنهج وصفي، يصف ولا يشخّص، ويسافر بنا إلى الوراء بدل الجرأة على رؤية المستقبل وفك طلاسم الحاضر، صحيح أن الحقيقة مرّة .. كما يقال دوما .. والأمرّ منها على ما يبدو هو تشخيصها ومحاولة إيجاد حلول لما نعاني من مشاكل وإكراهات.
إن أغلب تلك المقالات هي مادة إعلامية رائعة ولكنها شاعرية جدا وعاطفية إلى حد بعيد، فالحديث دوما عن طفولة منسية .. وأطلال مدرسة .. أو عن ذكريات مع هذا المدرّس .. واليوم الأول في المدرسة الإبتدائية .. ووصف أسواق المذرذرة وشوارعها، وكأن المذرذرة مدينة جرفها الطوفان، أو حطّمها وجعلها تختفي منذ 2000 قبل الميلاد، إن المذرذرة مدينة قائمة بذاتها وشوارعها .. ليست سرا من أسرار الأمن القومي، وهي حسب علمي مفتوحة أمام الناظرين .. وهي تحتاج إلى الترميم والبناء والتطوير .. وآخر ما تحتاج إليه هو وصفها وذكر تفاصيلها الدقيقة .. فقط من أجل الوصف.
كما أن الحديث عن مدارس المذرذرة لا يجب أن يتمحور أساسا حول نوادر المعلّمين وصفاتهم وسلوكياتهم بصيغة الحنين والولع للماضي، فالمدرسة تحتاج لمن يجلب طاولات جديدة ومقررات صيغت بعد العام 2000 ومدرّسين أكفاء.
أما المدرّس سواء كان معلما أو أستاذا فهو لا يحتاج إلى من يذكّره بصورة المعلّم في الثمانينات .. رجل خمسيني يحمل سوطا أو عصا أو آلة تعذيب أخرى .. وينظّم حلقات تعذيب جماعية من أجل إجبار الطلاب البؤساء على حفظ قصيدة أو حلّ مشكلة حسابية .. فهو لا يحتاج إلى من يذكّره بتلك الفترة، لأنه ببساطة لا يريد ولا يحتاج أيضا إلى التذكير ما دام يعيش في نفس الظروف، والمدرّس من أكثر الناس تضحية في مجتمعنا، ورغم تضحياته الجسام، يكافأ دوما من طرفنا بالنكت والإهمال، وبراتب ميكروسكوبي يلفظ أنفاسه قبل منتصف الشهر.
ولعل إحدى المجالات المهمة التي لم تتطرق لها مختلف المقالات الواردة في المدونة هي الصعوبات الإقتصادية الجمّة التي يعيشها المواطن العادي، الذي لا يزال يعيش روتين ونمط حياة الآباء والأجداد .. وكان من الأحرى بهؤلاء المتعلّمين والأكادميين من أبناء المذرذرة الذين يبعثون بمقالات وإسهامات أدبية من مختلف بقاع العالم، أن يتناولوا هذه المشاكل وأن يحاولوا إبتكار حلول وتطبيق نماذج حتى ولو كان ذلك في إطار نظري.
أما عن باقي المشاكل التي تهمّ السكان، والتي كان على أبناء المذرذرة أن يهتموا بها في مقالاتهم .. بدءا من النقل الذي يحتاج للتنظيم والأنسنة، ونحن هنا لا نبالغ في طلباتنا، فنحن لا نريد أن يسافر الشخص على مقعد بدون مشاركة من معزاة أو كبش أو قنينة غاز نتنة الرائحة، أو فوق أكياس دقيق، من فوقها لهيب الشمس .. فكل ما نريده هو التوفيق بين أسعار معقولة وخدمة مقبولة.
كما أن هؤلاء الكتّاب كان بإستطاعتهم تشخيص الواقع الرياضي للمذرذرة، والتي كان دوريّها الرياضي جذّابا ورائعا، والآن تحوّل إلى مباراة "سومو" بين القبائل والأسر والأعراق، وفقد بريقه، فقد أصبح من الضروري إعادة تقييم لهذا الدوري، وتحريره من ثالوث مقيت يهدده في الصميم "القبائل والسياسة وغياب الضوابط التنظيمية" لقد أصبح من الضروري وضع معايير صارمة وواضحة لإنشاء فريق، وضرورة أن يكون مختلطا عرقيا وقبليا، فخوض دوري بستة فرق منظمة تمثل الجميع خير من خوض دوري بعشرين فريقا تدق فيها طبول الحرب بين القبائل والأعراق، وتكون ساحة للبغضاء والمهاترات.
أما عن التعاون الجماعي، والتضامن الإجتماعي، فقد بدأ يخفت ويختفي إلى غير رجعة، وتحوّلت محاولات إحيائه إلى محاولات يائسة، فقد أصبح كل شيء مسيّسا إلى حد بعيد.
أما عن وضعية المذرذرة السياحية، أو بالأحرى قدرتها على جذب الزوار .. فهي أيضا تحتاج إلى مزيد من التشخيص ومضاعفة الجهود، وعلى الجميع أن يتيقّن أن جلب هؤلاء الزوّار الأجانب، لا يجب أن يقتصر على التقاط صور مع "النصارى"، وكأنهم "هنود العالم الجديد، والرجل الأبيض"، فالهدف هو الحصول على مورد للبلدية والسكان .. صحيح أن إمكانياتنا متواضعة، ولكن فكرة إحياء النّزل، الذي تحوّل إلى مكاتب إدارية، هي فكرة حسنة لإستيعاب الوافدين المحتملين، ومن المستحسن كذلك إقامة مهرجان رياضي، ثقافي، إجتماعي، للتعريف بالمقاطعة أولا، ولجذب الزوار الأجانب ثانيا.
صحيح أن مقاطعة المذرذرة تعاني من تراجع قوي منذ عقود .. وفي كافة المجالات، ولكن السفينة لم تغرق بعد، وتحتاج فقط لجرأة الأبناء، وعزيمة المنتخبين، من أجل بعث بصيص أمل.
كما أن تشخيص هذه المشاكل، والبحث عن حلول لها، يقتضي منا أولا الإبتعاد عن المقاربات النمطيّة واستزراع النماذج الفاشلة، وعلينا البدء من كوننا أبناء لمدينة تعاني التراجع، ولسنا مجموعة من النوابغ والشعراء والأذكياء، نسكن أرضا مقدسة، فنحن فعلا متميّزون وناجحون على المستوى الفردي .. ولكننا نحتاج إلى من يضع حلولا واقعية لمدينة منهكة.
كما أن أسرة "المذرذرة اليوم" مدعوة إلى تقسيم مادتها الإعلامية إلى عدة أقسام، يكون أحدها للإقتراحات الخاصة بتشخيص المشاكل، وتقديم الحلول في كافة مجالات الحياة، كما أنني لا أريد أن أقسو على ذوي القلوب اللينة، فلا ضير من إنشاء باب أو قسم خاص بالذكريات، والزمن الجميل، والطفولة الوديعة الضائعة في دروب النسيان، وبالتأكيد فإن كل باب أو قسم سيكون له كتّاب ورواد ومحبّون.
وفي الأخير فإن هذه المدونة، نافذة رائعة .. وكتّابها يستحقّون الإحترام والتقدير .. ومواضيعها جيدة .. ولكن مزيدا من الموضوعية والتطوير لن يضرّ بالتأكيد.
التراد ولد أحمد
mederdratoday@gmail.com
هذا المقال -للأسف- فيه عبارات لا تليق بمن يوؤمن بالله، فكيف تكتب مسلم: مغالبة القدر الأزلي...؟ وهل تقدر أنت وغيرك على مغالبة القدر؟ وكيف تصف أشخاصا ضعافا لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا بمغلبة القدر؟؟؟
ردحذفettourad ha'e geyid welvekra 6ayibe barakallah vi ebna2 elme4ere4ra
ردحذفأفكار في الصميم
ردحذفtorad merci 3la lme9al ra2i3 mechalah , lva9iro ila rabihi mnasab raso hon modavi3 3an idin we enas li5ra mol7ide
ردحذفetourad ha4e 3ervoune e3lih men eye ehel el me4ere4re
ردحذفtoad merci 3la ha4a elme9al we ana ba3d m3ak v jemi3 levkar ili 6are7 ha4a li chi neb9i ngolo ye9er ana ma 3andi tejriba v kiaba we echkorok we e6lobo minke en tektoba ma9alat o5ra 3ala ha4a echekel
ردحذفtoad merci 3la ha4a elme9al we ana ba3d m3ak v jemi3 levkar ili 6are7 ha4a li chi neb9i ngolo ye9er ana ma 3andi tejriba v kiaba we echkorok we e6lobo minke en tektoba ma9alat o5ra 3ala ha4a echekel
ردحذفاجدت وافدت
ردحذفkateb vachel
ردحذفالمذرذرة اليوم فاصله في النقد
ردحذف