الأربعاء، 31 مارس 2010

على الجزيرة أن تعتذر

أثار البرنامج الذي بثته قناة الجزيرة القطرية تحت عنوان "البيان رقم واحد" والذي تناول تاريخ الإنقلابات العسكرية في موريتانيا، موجة استياء عارمة، داخل الشارع الموريتاني، الذي كان ينتظر بتلهف بالغ موعد البرنامج، علّه يجد فيه إجابة شافية على بعض التساؤلات التي لازالت مثارة حول حقيقة أسباب ودوافع تلك الانقلابات، ويسمع لأول مرة عبر منبر حر وجهات نظر المشاركين في محاولات انقلابية لم يكتب لها النجاح، ولم يطّلع الرأي العام الوطني بالشكل الكافي على حقيقتها، حيث عتّمت عليها الأنظمة الحاكمة التي استهدفتها، بل وروّجت لدعايات مضادة لها، وكان أمل الشارع الموريتاني كبيرا في أن يساعد "البيان رقم 1 " على سبر أغوار هذا الجانب المهم من تاريخه المعاصر، نظرا لثقته في مهنية وحياد قناة الجزيرة، وتميّز الصحفي الذي أعد وقدّم البرنامج.

غير أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، حيث ابتعد البرنامج بشكل واضح عن المهنية، محرّفا الأحداث والوقائع لصالح جهات معينة وأشخاص معينين .. وهكذا أظهر "فرسان التغيير" بوصفهم من أحدث ثورة حقيقية في تاريخ الحكم في موريتانيا، ورغم أننا لا ننكر دور"الفرسان" في تسريع وتيرة الإطاحة بنظام ولد الطايع، إلا أن البرنامج أطنب في وصف وتفاصيل تلك المحاولة على حساب كل المحاولات الأخرى، وحتى على حساب الإنقلابات التي كتب لها النجاح.
وإن كان "فرسان التغيير" هم من حظي بنصيب الأسد في البرنامج، إلا أنهم لم يسلموا من تدخّل مقدّمه الذي حاول إظهار محمد ولد شيخنا كمنظّر وقائد للعملية الإنقلابية، في الوقت الذي يجمع فيه المراقبون ومحاضر التحقيق مع الإنقلابيين، وحتى الفرسان أنفسهم، على أن القائد هو "صالح ولد حننا"، أما "محمد ولد شخنا" فكان الشخص الثاني فيها، وذالك يؤكده الخطاب الذي سجّله الإنقلابيون، ليتم بثه إلى الشعب الموريتاني بعد نجاح محاولتهم، والذي ألقاه صالح ولد حننا.
ويرى المراقبون، أن مقدّم البرنامج أقحم القناة المحترمة في الصراع الداخلي للفرسان.
ومن المغالطات التي تمّت في هذه الفقرة كذالك استضافة "محمد لمين ولد الواعر" والحديث معه حول تفاصيل العملية ومجريات الأمور وقتها حول القصر الرئاسي، وإصابة ولد شيخنا، في الوقت الذي تؤكد فيه جميع المصادر أن المعني لم يشارك في العملية إطلاقا.
ويعتبر قادة محاولة 16 مارس الإنقلابية أكبر ضحايا البرنامج الذي عمل على إعادة نشر دعاية نظام ولد هيدالة ضدهم بكل تفاصيلها، و حتي أنه نشر نفس الصور المهينة التي رافقت تلك الحملة الدعائية، دون أن يكلف نفسه عناء الإتصال ببعض المشاركين في العملية، والموجودين في العاصمة نواكشوط، وعلى أتم الإستعداد للحديث عن أهداف ودوافع، وأسباب محاولتهم، أو الإتصال بأسر القادة الذين أعدموا، لإطلاع المشاهد على وجهة نظرهم، أو نشر الرسائل التي وجّهها هؤلاء القادة لأسرهم، لحظات قبل إعدامهم، تلك الرسائل التي يستطيع الشخص من خلال قراءتها اكتشاف شخصيات هؤلاء القادة، ومدى صدقهم ووطنيتهم .. ولاشك أن ذالك كان سيكون أكثر جدوائية من التطبيل لوجهة نظر كانت تجنّد وسائل الإعلام والمخابرات، وحتى هياكل تهذيب الجماهير لنشرها.
وهكذا جاء البرنامج مخيبا للآمال بشكل كبير، وأثار ضجة في الأوساط الموريتانية.
الأمر الذي يتطلب من إدارة قناة الجزيرة المحترمة، الإعتذار للمتضررين، وإعداد برنامج متوازن، تتاح فيه الفرصة لكل الأطراف والجهات، للتعبير عن وجهات نظرها، بعيدا عن التحيّز، حتى تبقى كما كانت دوما .. منبرا لمن لا منبر له.

إمربيه ولد الديد

mederdratoday@gmail.com

هناك 17 تعليقًا:

  1. أكريب منكم31 مارس, 2010

    شكرا الأخ أمربيه على هذه المعالجة الرصينة وفى الحقيقة لقد عبرت عن مواقف الغالبية العظمى.
    شكرا لك على هذا المقال المتميز

    ردحذف
  2. من أهل المذرذرة31 مارس, 2010

    المعالجة جيدة،وفى الحقيقة أعتقد ان برنامج الجزيرة كان فى المستوى،ولايستحق كل هذه الضجة.
    شكرا أمربيه

    ردحذف
  3. ناصح امربيه31 مارس, 2010

    مربيه ول الديد اسمع جيدا
    اسمع من ناصح امين
    انت جديد علي الصحافة وعلي مهنة الصحافة ولا تزال في بداية المشوار ومن مصلحتك ان تسير علي طريق خال من الوحل وان تنتهج نهجا لا يتنافي وادبيات واخلاق الصحافة وفعلا لاتزال غير بعيد من ذلك الطريق ولكن احكم اتزيد اللا احكيم ، وليس من مصلحة امثالك ان يقفوا ضد الصحافة بل عليك ان تبقي دائما الي جنبهم وتدافع عنهم وعن حريتهم
    برنامج الجزيرة كان برنامجا ممتازا والجيرة قناة شهد لها القاصي والداني بالنزاهة والموضوعية وشهد لها الاعداء قبل الاصدقاء وبرامجها تمر بعمليات تصحيح وتنقيح من طرف اخصائيين لم يبلغ قدماء الصحافة الموريتانيين مستوياتهم احري المبتدئيين فعليك اذن ان لايجرمنك شنئان قوم علي ان لا تعدل وان لا تجرك قرابة من فلا ن او فلان علي ان تعدل عن الحق او تتفوه بغير الحق
    رحم الله من تدافع عنه ولا داعي لاكثر من ذلك الجزيرة لاقرابة لها بفلان اوفلان وليست عدوة لفلان اوفلان انما هي تسرد الاحداث وتنير الراي العام
    فكر جيدا في نصيحتي وحاول ان تفهمها فهي واضحة ولا داعي لتشكيل الحروف.

    ردحذف
  4. غير معرف31 مارس, 2010

    من انت حتي تأتمر الجزيرة بأمرك

    ردحذف
  5. غير معرف31 مارس, 2010

    مقال في المستوى وكاتب في المستوى وموضوع حقيقي ومعتّم عليه

    ردحذف
  6. غير معرف31 مارس, 2010

    قضية ولد شيخنا مغالطة كبيرة من مقدّم البرنامج

    ردحذف
  7. غير معرف31 مارس, 2010

    الأغراض يصعب التجرّد منها

    ردحذف
  8. كابظو لغب31 مارس, 2010

    ماذا يقصد امربيه من وراء 16 مارس ؟

    ردحذف
  9. غير معرف31 مارس, 2010

    لن تعتذر الجزيرة

    ردحذف
  10. موضوعي31 مارس, 2010

    على امربيه ان يكتب هو عن الجوانب التي يرى أن الجزيرة غيبتها من الحقيقة

    ردحذف
  11. غير معرف01 أبريل, 2010

    امربيه شاب مميز صحفي جيد او لنقل من هواة الصحافة المميزين في انتظار ان نعرف ماهي الشهادة الجامعية التي بحوزته خاصة في مجال الصحافة

    ردحذف
  12. غير معرف01 أبريل, 2010

    الي المعلق ناصح اقول ان امربيه من ولد الديد كان يكتب في جريدة المنر في تسعينات القرن الماضي قبل ان يلتحق باسبوعية العلم التي ظل يعمل فيها الي تاريخ حظرها من طرف نظام ولد الطايعسنة 2000 اثر كتابتها عن المحاولة التي كان يخطط لها ولد حننا ورفاقه انذاك والتي فصل على اثرها ولد حننه من الجيش ،بعد ذالك عمل رئس تحرير ليومية العلم الرائدة ،وهو الان يعمل رئيس تحرير لوكالة نواكشوط للانباء ani فكيف يوصف بالجديد على الصحافة بعد كل هذه التجارب؟

    ردحذف
  13. غير معرف04 أبريل, 2010

    ولد الديد هذا شيكون من أحمد ولد الديد ؟

    لاسغرة طبعاً ألا التعريف فقط

    ردحذف
  14. غير معرف04 أبريل, 2010

    ول الديد اللا من احفاد احفاد احمد ول الديد ومناولاد عم العقيد احمد سالم ول سيد يغير المذرذرة اليوم اللا مزالو اغربلو التعاليق ما اديروها كامله واتكدو اتجربو كاع ديرو تعليق ماه راضيهم اتشوفو

    ردحذف
  15. غير معرف05 أبريل, 2010

    من باب الانصاف أن تتاح الفرصة للمشاركين في محاولة 16 مارس للتعبير عن وجهة نظرهم أو نشر إحدى رسائل قادة المحاولة إلى عائلاتهم
    وأعتقد أن الترارزة عموما فقدت يومها أحد أبنائها البررة

    أما موضوع ولد شيخنا فربما يكون من باب رد الاعتبار بعد برنامج سامي كليب زيارة خاصة مع صالح ولد حننا الذي نسب فيه الأخير لنفسه كل زخم محاولة 8 يونيو الانقلابية وتأسيس التنظيم
    مع أن الأمر لا يزال غامضا خاصة ما يتعلق بدور ولد شيخنا وعلاقاته بالنافذين حاليا في المؤسسة العسكرية
    ونحن أهل الترارزة نحمد الله على ان انقلاب ولد حننا لم ينجح فقد كانت ستحكمنا جماعة من أهل الشرق العروبيين البداة الديماوجيين ....

    ردحذف
  16. غير معرف08 أبريل, 2010

    eljezeera mahi me3te4re mek manelle oulahou eskat egboul te3te4er 3en ach eljezeera 4el 3edlet shenhou emalek matgoul el wel heidale 3ennou ye3te4er welle mezal mekhyouv mennou be3d 26ans 3en el7oukoum

    ردحذف
  17. غير معرف08 أبريل, 2010

    eljezeera mahi me3te4re mek manelle oulahou eskat egboul te3te4er 3en ach eljezeera 4el 3edlet shenhou emalek matgoul el wel heidale 3ennou ye3te4er welle mezal mekhyouv mennou be3d 26ans 3en el7oukoum

    ردحذف