الأحد، 27 سبتمبر 2009

سقوط منازل في الدوشلية

نقلت الأخبار نبأ سقوط العديد من المساكن في قرية الدوشلية، جراء ريح قوية إجتاحت القرية مساء أمس، وأدت إلى وقوع أغطية بعض المنازل.

وأوضحت المصادر أن العواصف الرملية القوية التي ضربت القرية لم تؤدي إلى خسائر في الأرواح، ولكنها أسقطت العديد من الأعرشة "لمبارات"، والمساكن المملوكة لسكان القرية.

mederdratoday@gmail.com

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

مسابقة البدّاع


هذه "طلعة" و"كاف" من "لبير" قلتهما بعد الحلقة الرابعة من مسابقة البداع وقبل أن يعرف من هو بداع المسابقة لهذه السنة وبالتالي لم يكونا موجهين لشخص بعينه بقدر ما كانا موجهين للطريقة التي تدار بها المسابقة والتي تمكن المتسابق (البداع) من تعويض مستواه الإبداعي بمستواه التصويتي كما هو معروف.

يَلُكانْ البَــدَّاعْ دَارْ@@@@@ فِالْبَدْعْ الْعَـوْلْ أُ يِسْتْنَارْ
فَأسْرَاحْ الْبَدْعْ أُعَادْ بَارْ@@@ مِنْ شِي إِدَنَّسْ شَخْصِيتُ
يِنْزِزْ مَقَـاصِدْ فِـيهْ بَارْ @@@@ زِيـنْ أُمِنْ زَيْـنْ انحِيتُ
الْمعَـانِيهْ إِجُـو ابهارْ @@@@@ بِـيهِمْ الاَلْفَـاظْ إِهِيتُ
إِعُودْ ابْدَعْ وِإِعُودْ كَارْ @@@@ فَـوْزُ وِ إعُودْ ابْصِـيتُ
وَأهْلْ الْمَـوْزُونْ إِسَلّْمُ @@@@@ فِالْبَدْعْ الْشَـــاعِرِيتُ
غَيْرْ الْبَـــدَّاعْ إِسَلّْمُ @@@@@ دَارْ الْعَــوْلْ افْتَصْوِيتُ
أحمدُ ولد اجريفين

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

في موسم العيد
إرتفاع مذهل لأسعار النقل



إرتفعت أسعار النقل إلى المذرذرة بشكل ملفت خلال اليومين الماضيين، وذلك بسبب إقتراب موعد عيد الفطر المبارك، حيث تقبل أفواج من المسافرين إلى المذرذرة منذ أمس الأول على محطة النقل الواقعة على مقربة من دار الثقافة وسط العاصمة نواكشوط.

ووصلت الأسعار ظهر اليوم الجمعة 18/09/2009 إلى ما يلي:

تويوتا لاندكريزير:
1 - المقدم: 4000 أوقية
حوض السيارة: 2000 أوقية

2 - تويوتا "الإسعاف":
- المقدم: 4000 أوقية
- حوض السيارة: 3000 أوقية

3 - مرسيدس 190: 4000 أوقية

وتعود هذه الظاهرة إلى عدة سنوات حيث تعوّد أصحاب سيارات النقل على رفع الأسعار في الأعياد والمناسبات.

ويقول أحد رواد محطة النقل، إن الأسعار سترتفع عما هي عليه مع إقتراب العيد، وستصل لأسعار خيالية من أجل الوصول إلى مقاطعة لا تبعد عن العاصمة سوى 150 كلم فقط.

وظل "كراج" المذرذرة فى منأى عن التنظيم، ولم تستطع إتحادية النقل فى عصرها الذهبي أن تفرض عليه السيطرة، بسبب الحماية التى توفر له، رغم الفوضى الكبيرة، وتحكّم السائقين فى الأسعار التى يرغبون في فرضها، فى غياب تام للسلطات المحلية.

وتكتظ سيارات النقل بشكل مخيف، يخشى كثيرون أن يتسبب فى كارثة -لاقدر الله- إذا لم يتم تنظيم المصلحة من طرف السلطات، التى كان ينبغى أن تكون عينا ساهرة على خدمة وحماية المواطن.



المحامي السالك ولد إباه
في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم
نشأة، قضاء، قضايا


تناول المحامي السالك ولد أبّاه، في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم، نشأته وعلاقاته الإجتماعية والثقافية بالمذرذرة، كما تناول وضع القضاء الموريتاني، ووضع بعض المؤسسات العمومية، إضافة إلى قضيتي الصحفى حنفى ولد دهاه، والمدير السابق لصناديق الإدخار السيد أحمد ولد خطرى.

وقال المحامي السالك ولد أبّاه فى بداية حديثه للمذرذة اليوم: "أشكر الموقع الألكتروني المتميز، الذي يتحدث عن مجتمع متميز كذلك، هذا الموقع الذي أتاح لي الفرصة للحديث معه، وللتواصل مع قرّاءه.

وأضاف، "إسمحو لي أولا أن أتحدّث عن الوسط الإجتماعي الذي عشت فيه، حيث عشت في التاكلالت، وتربيت فيها، في مجتمع "أولاد ديمان" حيث يعتمد القوم في حديثهم على التلميح أكثر من التصريح، ويذهبون إلى أن ميثاقهم هو قوله تعالى: " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" وكنت في صغري، نادرا جدا أن أرى شحناء بين إثنين، أو أرى إمرأة سافرة تتحدث بلغة نابية، كان الناس يتعاطون مع الخلافات بحكمة كبيرة، وهذا ما عبر عنه محمد اليدالي في شيم الزوايا، وعبر عنه ولد إنكذي حين مدح هذا المجتمع الذي يمثل القيم الفاضلة، حيث بدأ بشكر الفقراء قبل الأغنياء، وتحدّث في أدبه عن هذا المجتمع الذي من الصعب التمييز بين فقراءه وأغنياءه..

وفي تقديرى أن المذرذرة لم تجد مكانتها في الدولة الموريتانية في الوقت الحالي لأنها كانت مركز من مراكز المعارضة في زمن الأمير ثم تطورت الأمور إلى حد ما، وكانت هناك مراكز سياسية لا تتفق مع السلطة وكان لهذا تأثيره وأود أن تتعامل السلطة مع هذا المجتع الذي لم يعرف الفساد.

أما المحور الثاني فيتعلق ببعض مؤسسات نظامنا الديموقراطي وهي: المجلس الإسلامي الأعلى، والمجلس الدستوري، والمجلس الإقتصادي والإجتماعي، وهذه المؤسسات في الحقيقة غير مفعّلة، فالمجلس الدستوري يجب أن يكون مجلسا مهنيا وأعضاءه من كبار الأساتذة والمحامين والخبراء في القانون، لأنه حكم بين السلطات. وبالنسبة للمجلس الإجتماعي والإقتصادي، والمجلس الإسلامى الأعلى، فهي أجهزة لا تقوم بدور مهم، بقدر ما أنها عبئ على ميزانية الدولة، ومن المفروض أن ينظم إستفتاء شعبي للبت في وضعيتها، فالمجلس الدستورى ينبغى أن يعود كغرفة دستورية فى المحكمة العليا، كما كان، أما المجلس الإسلامى فلا أهمية له، وتنفق فيه الملايين فى بلد فقير.

وبخصوص القضاء فقد تم منذ فترة إتخاذ قرار بقضاء جماعى يقول إن الحكم يتخذ بشكل جماعي، لكن لا وجود لمرسوم يطبق ذلك حتى الآن، فمثلا المحكمة العليا هي أعلى سلطة قضائية، ولديها هيئة تسمى الغرف المجمّعة، فالمحكمة العليا تتكون من خمس غرف مجمّعة، وهذه الغرف تجتمع للبت فى قضية معينة، وقد أكّد القانون أن لكل فرد من أعضاءها الحق فى التّحفظ على أي قرار يصدر عنها، وهذا لم يحدث قط لأنه لا يوجد مرسوم قانونى يطبّقه، والأعضاء فى الغرف المجمّعة كلهم تقريبا تنازل عن رأيه خوفا من رئيس المحمكة الذى هو مسؤول عن التنقيط ويعتبر مرجعية للجميع.

وأكد ولد إبّاه أنه لايمكن تطبيق القانون قبل وجود رجال مخلصين للقانون، ويعملون وفقا له ولهم كامل الحرية "ولايمكن للقرارات البشرية أن تكون نهائية"، وهناك الكثير من القضايا التى لايمكن وضع النقاط عليها، من واجب التحفظ، لكن تجب مراعاتها، وأرجو أن يكون السيد ولد عبد العزيز الذى منحناه أصواتنا عونا فى تشييد وبناء دولة القانون.

وفى حديثه عن المواقع الألكترونية قال السيد السالك: "أعتقد أن المشرفين على المواقع الألكترونية يجب أن يدركوا أنهم مراقبون كأي صحيفة، والناشر هو المسؤول، بل إن أحكام المادة 348 من القانون الجنائي، تمنع الإفتراء أو التعريض بأي طريقة، ولذا يجب أن ينتبهوا لمسؤولياتهم، ويحذروا من الوقوع فى أعراض الناس بدون أدلة".

وفى حديث عن توقيف الصحفى حنفي ولد دهاه، أكد أن حنفي نفى التهمة الموجهة إليه، وقال إنه لم يتعرض لأي كان بصفة مباشرة، وأضاف: "حكم عليه، وبعد أسابيع ستنتهى الفترة المحكوم بها عليه، وهو متمسك بأنه تحدّث فى إطار الحرية السياسية".

وفى ما يخص قضية المدير السابق لكابيك، السيد أحمد ولد خطري، المعتقل بتهم فساد، قال المحامي السالك: "أنا كنت من المحامين الذى تعهدوا فى ملفه بداية، وحضرت جلسة تحقيق معه دامت 13 ساعة أمام وكيل الجمهورية، ولم نجد أي جريمة حقيقية موجهة لأحمد ولد خطري، أو أي دليل يدينه.
وأضاف "لا أعتبره سجينا سياسيا، ولكن ما حضرت من محاكمته -وأنا فى ما بعد لم أعد من محاميه- ولكن ما حضرت ليست فيه أدلة قاطعة أنه إرتكب جريمة معينة، كما لا أعتقد أنه كوّن أي قوة تهدد النظام، فقد توسّع في نشاطه، ويمكن أن يكون البنك المركزي حينها لا يقبل أن يتوسع دون إستشارته، وفي تقديري أن ولد خطري كان من المفروض أن يشجّع، وأرجو أن تجد القضية طريقها إلى الحل".

أجرى المقابلة
صالح ولد البانون

mederdratoday@gmail.com
السيد بيرام ولد الداه
يرد على مقابلة الشيخ حمدا


تلقينا على بريد المذرذرة اليوم، رسالة من السيد بيرام ولد الداه، تتضمن ردا على المقابلة التي خصّ بها الشيخ حمدا ولد التاه المذرذرة اليوم.

حيث أشار في رده إلى "أن محتوى المقابلة كله قابل للمناقشة و الرد عليه" إلا أن الرد سيقتصر على "الجزء الخاص بالعبودية آملين أن يتسع النقاش في مرحلة لاحقة ليشمل باقي أجزاء المقابلة"

وللإطلاع على النص الكامل للرد، يمكن الضغط على الرابط التالي:

mederdratoday@gmail.com

الاثنين، 14 سبتمبر 2009

الشيخ حمدا ولد التاه (7)
في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم
الثقلاء، الأدب، كلمة أخيرة





المذرذرة اليوم: تحدثتم في نظم الثقلاء عن صفات الثقلاء، لكنكم لم تتحدثوا عن طريقة التعامل معهم؟

الشيخ حمدا: وهذا من ما لاينبغي ذكره، لأنني لاأريد أن أتعامل معهم.

المذرذرة اليوم: ماهو أقرب بيت شعري إلى نفس الشيخ حمدا ؟

الشيخ حمدا: وأحلى الهوى ما شك في الوصل ربه...إلخ

المذرذرة اليوم: ماهو أقرب "كاف" من "لغن" إلى نفس الشيخ حمدا ؟

الشيخ حمدا: "كاف" إمحمد ولد أحمد يوره:

يعكل ذالمزال أوراك @@ تعرف عن حك أو يلحك
يلاّلى مشبه عندك ذاك @@ إلّي حك إبشي ماه حك

المذرذرة اليوم: هل من كلمة أخيرة لأهل المذرذرة ؟

الشيخ حمدا: أولا أرحب بهذا الموقع وبجماعة هذا الموقع، ولاشك أن تركيبتهم تعكس حقيقة تمثيلية جيدة جدا، فإليهم أزف تقديري وشكري، ومن خلالهم أوجه شكري وتقديري لأهل المذرذرة، راجيا أن يستعيدوا مكانتهم، حيث كان محل الإمارة، ومحل القضاء، ومحل الأدب، ومحل الحكمة، ومحل حل المشاكل العامة، أرجو أن ترجع المذرذرة إلى تاريخها المجيد.

المذرذرة اليوم: شكرا جزيلا على إتاحة الفرصة.


أجرى المقابلة
أحمد فال ولد آيّاه


الشيخ حمدا ولد التاه (6)
في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم
الموسيقى، التدخين، مرياص، لكزانه





المذرذرة اليوم: ماهو رأي الشيخ في "الموسيقى" و"التدخين" و"مرياص" و"ظامت" و"لكزان" ؟

الشيخ حمدا: أولا "لكزان" سئل عنها الرسول صلى الله عليه وسلم، سأله وفد من بني تميم، قالوا كنا نخط، قال "كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق فذاك" ويقول الآبي في التعليق على هذا الحديث "فمن نظر إلى أنه لم ينه، ذهب الى الإباحة، ومن نظر إلى أنها مشكوكة الإصابة في التماثل مع الأصل ذهب الى الأنا، وهذا ماذهب إليه كثيرون" أما "أمنيج" فنبت إستعمله الناس، فكان في مضايقة مابين ثلاث جبهات، الجبهة الطبية التي تريد القضاء عليه خوفا من الأضرار الناتجة عن النيكوتين، وأذكر بأن"النيكوتين" هو إسم السفير الأمريكي الأول في إسبانيا الذي جلب الدخان إلى المنطقة، والمجموعة الثانية التي حاولت التضييق على الدخان مجموعة الصوفية في بعض أوجهها،خصوصا التيجانية في بعض أوجهها أيضا .
المجموعة الثالثة التي جاءت تحمل نوعا من المواجهة هي المجموعة المتفيقهة، أقول المتفيقهة، لأني مرة من المرات سألت عن الدخان في التلفزة، فقلت هل هي حرام لأنها منتنة، قلت:لا ليس الإنتان علة للتحريم، فالثوم منتن، قلت هل هي حرام لأنها سفه، قلت لاتكون حراما حتى تكون سفها، ولاتكون سفها حتى تكون حراما، فهو قياس دوري والقياس الدوري فاسد، قلت هل هي حرام لأنها تؤدي إلى بعض الأمراض التى تسبب الضرر، قلت نعم الضرر نوعان، ضرر آني ولاشك أن كل ضرر آني مؤثر للتحريم، الضرر المآلي ليس مقصورا على الدخان بل هو في التمر والزبد والدهن ولا شك أن إجماع الأطباء اليوم على ضرر السكر وضرر الزبد مع إجماع المسلمين على الإباحة، وأحسن مثال يبين أن القول بالتحريم هكذا وبسرعة فيه نوع من التجاوز وعدم الفقهية، أما "ظامت" فوردت كلمة "ضامت" في الرّهونى في التعليق على خليل، علّق عليه عند قوله "كشطرنجية بالشهادة" ثم ذكر قاعدة للألعاب، فذكر أن الألعاب تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي قسم يروض الذهن والجسم وهو مأذون فيه، وقسم يهدر الوقت ولا ترويض فيه لا للجسم ولا للعقل وهذا مرغوب عنه، وقسم يمزج بين هذا وذاك، فإن إستعمل -وليس غالبا على كل الوقت- فإنه يكون خفيفا، وقد نظم العلامة كرّاي ولد محمد باب أسماء التابعين الكبار الذين لعبوا الشطرنج، فينبغي أن يدرك علماؤنا الفرق بين المسائل المجمع عليها التي تنكر، والمسائل المختلف فيها، فلا يتورطون فيها، بل يرشدون الناس بالخفة، وأما مرياص فأذكر أنه ورد في حاشية الحطّاب في باب البيع أن أمّنا عائشة رضي الله عنها لعبت بلعب لها وجوه مثل وجوه البشر، وأما الموسيقى فهي وماهي، كنت نظمت فيها نظما أقول فيه ماقاله الإمام الغزالي ملخصا:

وفي السماع ذكر الغزالي مقالة جئت بها من تالي
مجرد الصوت الجميل إن صدر من حيوان أو جماد أو بشر
مثل الروائح أو الألوان في ذاتها جائزة الأعيان
والنص والدليل شاهدان على الإباحة وفائدان
وقوله سبحانه يزيد في الخلق للصوت به تمجيد
وقوله بأنها أيام كلمة رد بها ملام
وكون أم المؤمنين تنظر مافعل الأحباش قول يبصر
عائشة تنظرهم والمصطفى ياليتني وقفت حيث وقفا
كلها دلت على الإباحة لذاتها تلميحا أو صراحة
لكنما عوارض الأحوال ترده للمنع كالحلال
فعارض الفتنة للنسوان يمنعنا من صوته الفتان
إن فتن، فصوتها بذاته ليس بعورة كهذه لهاته
وعارض النفس له إعتبار لما إليه تذهب الأفكار


أجرى المقابلة
أحمد فال ولد آيّاه

الشيخ حمدا ولد التاه (5)
في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم
العلمانية، الكادحون، الإخوان





المذرذرة اليوم: البعض يدعوا إلى فصل الدين عن السياسة، فما رأي الشيخ ؟

الشيخ حمدا: هذه هي العلمانية، وهي كفر.

المذرذرة اليوم: "الكادحون" و"الإخوان المسلمون" حركتان سياسيتان، ماهو رأي الشيخ في كل منهما ؟

الشيخ حمدا: الإخوان المسلمون حقيقة، مرة سألني أحدهم في عهد المختار ولد داداه، قلت له إن "إخوان مسلمين" أطلقها القرآن على الذين لا آباء لهم "فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين" أما "الإخوان المسلمون" فلقب أطلق على جماعة في مصر، وهذه موريتانيا، ولايوجد فيها "الإخوان المسلمون"، فيها مسلمون، وهم كحركة، غير موجودة هنا، موريتانيا كلها إخوان مسلمين، وحتى الرئيس المختار ولد داداه، معاوية، إعلي، هيداله، عزيز، إخوان مسلمين.

المذرذرة اليوم: إذا لاتعترف بوجود شيء إسمه إخوان مسلمون؟

الشيخ حمدا: أبدا.

المذرذرة اليوم: الكادحون؟

الشيخ حمدا: الكادحون حركة نشيطة جدا وذكية، ولهم تجربة سياسية عظيمة جدا، لهم حنكة عظيمة جدا، أنا أقدّر دورهم، وأرجو إنشاء الله أن يستفيد البلد منهم ايجابيا، وأن يجنبوا البلد كل الدسائس التي قد تؤدي به إلى الهاوية.


أجرى المقابلة
أحمد فال ولد آيّاه

الأحد، 13 سبتمبر 2009

الشيخ حمدا ولد التاه (4)
في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم
سياسة المذرذرة المحلية

المذرذرة اليوم: يرى البعض أن صعود "إبير التورس" ممثلا في الوزير سيدى ولد التاه كان على حساب "التاكلالت" التي كانت تعطيها التوازنات المحلية وزير المقاطعة فماهو تعليقكم؟

الشيخ حمدا: أظن أن نجاح سيدي نجاح للتاكلالت .

المذرذرة اليوم: هل ترون إذا أنه حسب منطق التوازنات المحلية يجب أن يكون شيخ المقاطعة من نصيب التاكلالت؟

الشيخ حمدا: ينبغي أن يراجع توزيع الحقائب الوزارية، أذكر بأن "التاكلالت" ، و"ابير التورس"، و"المحصر"، كانت تمثل مثلث مركز القوة في الستينيات، لكن ماذا وقع؟ سأكون صريحا .. فقدنا في "إبير التورس" هذه المركزية عندما ساندت مجموعة "إبير التورس" المعارضة فى بداية المسلسل الديمقراطى، وفقدت "التاكلالت" أيضا مركزها حينما حايدت أيام البلديات الأولى، قوة كبيرة حايدت من ما لا يجوز، وفقد "المحصر" مكانته حينما حلّ الأمير البنية التقليدية، ولهذا نشأت مجموعات أخرى، ولهم الحق في ذلك، وتلك سنّة الله في خلقه.

المذرذرة اليوم: هل تتوقعون عودة قريبة لبّبّها ولد أحمد يوره للنظام، وهل ترون أن معارضته لعزيز كانت خطأ ؟

الشيخ حمدا: أقول لك -وبكل صراحة- أنه عندما حدث الإنقلاب -وفي هذه الغرفة التي نجلس فيها الآن- تحدّثت معه، وقلت له نحن لازلنا نعاني من مخلفات المعارضة زمن معاوية، وأرجوك وأرجو نفسي وأرجونا جميعا، أن لاندخل في معارضة جديدة، لأي نظام يأتي مهما كان، وكان لببّها تحليل، وأسمح لي أن أقول لك إنه كان عند مجموعته تحليل يقوم على أن الغرب لن يقبل بهذا الإنقلاب، وأن قوة الغرب ستطغى على شرعية الإنتخابات الداخلية، ولا يخفى أن قوة الغرب إنهزمت، ونجحت روح الإنتخاب، ولهذا كان موقفه خطأ، وأعتقد أنها طبيعة الإجتهاد السياسي.

المذرذرة اليوم: هل تتوقعون أن يعود للنظام ؟

الشيخ حمدا: أرجو أن يعود .. أرجو أن يعود.

المذرذرة اليوم: نظرا لقربكم من النظام، هل لديكم معلومات عن عزم عزيز على تنفيذ وعده الإنتخابي بتعبيد طريق المذرذرة ؟

الشيخ حمدا: كل ما أستطيع قوله أنني قابلته في المذرذرة، وطرحت عليه قضية الطريق من طرف عيشه بنت الميداح، وقال إن لديه علم بها، وسيقوم بإنجازها، وأن ذلك ليس من وعود الحملات، هذه هي العبارة التي إستعمل، وهو صريح.

المذرذرة اليوم: كيف تصفون الشخصيات التالية: باب ولد سيدى، البانون ولد أمينو، ببها ولد أحمد يوره، يسلم ولد ابن؟

الشيخ حمدا: يسلم ولد أبن عبدم عفريت سياسي عظيم جدا ومن نوادرالشخصيات السياسية، ببها ولد أحمد يوره من نفس النمط، البانون رجل عظيم تقليدي يرأس مجموعة كبيرة جدا ذات قوة كبيرة جدا، باب ولد سيدى أمير وإبن أمير يتمتع بقوة تقليدية عظيمة جدا.

المذرذرة اليوم: كيف تصفون الشخصيات التالية:عزيز، مسعود، أحمد وجميل؟

الشيخ حمدا: عزيز رجل عظيم يؤمن بعظمة هذا البلد، ويرى أنه قادر على حلّ مشاكله، رجل مواجهة يحمل روحا فيها من البعد العربي الشيء الكثير، وفيها من الوطنية الشيء الكثير، والسؤال المطروح هو هل نحن في عصر العمالقة أم نحن في عصر المصانعة؟ ومسعود رجل أراده الناس، فأراد نفسه، نرجوا له عمر طويلا، وأحمد رجل عظيم، حاول محاولات، ونجح لأنه ظل صامدا رغم عدم النجاح، وجميل مفكر إسلامي أقدّر فكره وأعتبر أن له إرادة طيبة، وقد فتح بابا إستقطب فيه البعد الإسلامي إستقطابا لابأس به، أرجو أننا من المنضوين تحت لواء الإسلام، نتعاون حتى يكون الإسلام في هذا البلد.


أجرى المقابلة
أحمد فال ولد آيّاه

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

الشيخ حمدا ولد التاه (3)
في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم
الديموقراطية، الإنقلاب، الديماغوجية

المذرذرة اليوم: نقل عنكم رفضكم للديمقراطية ولشرعية الإنتخاب، وأنكم تؤيدون شرعية التغلب، أي شرعية القوة بدل شرعية الإجماع ؟

الشيخ حمدا: هذه أجزاء من رؤية عامة سأتناولها في روضة الصيام أي "الدولة في الإسلام" وأود أن أذكر أن الإسلام واضح، إذ يعتبر أن قيام الدولة فريضة إسلامية، ولايجوز أبدا السماح بفراغ سلطة في البلد، وفي حديث مسلم "أيّما مسلم مات وليس في رقبته بيعة، مات ميتة جاهلية" فوجود السلطة ضروري في الإسلام، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث إثنين إلا وولّى أحدهما، ولم يخرج من المدينة إلا وولّى عليها موظفا، يسيّر أمورها، وبالنسبة للدولة فتقوم على الأسس التالية، الأساس الأول وهو مايعرف بأهل الحل والعقد، وهم الذين يملكون القوة والحكمة، الأقوياء والعلماء، هم أهل الحل والعقد، لأن رأي العامة في الأمور العامة خطير، فماذا تعرف الغوغاء من المصلحة ؟ من غير المعقول أن نقابل رأي الشيخ عدود برأي أمّي، هذا مايقع في الإنتخابات، ولهذا أنا أكره الديمقراطية، لأنها تقوم على الكم بدل الكيف، والإسلام يمتاز بمرونة غير معتادة بخصوص الدولة، فإذا كان يطالب بأمثال عمر بن الخطاب أو أبي بكر، فإنه يقبل أمثال الحجاج والوليد، لاحظ مابين هاذين العالمين، كل هذا بالنسبة له عبارة عن ولي أمر، المرونة الثانية التي جاء بها الإسلام هي أن الدولة إذا لم تكن غالبة إلا بالسلطة فهي سلطة، وهذا مايعرف بالفرق بين الشرعية والمشروعية، Legitimite & legalite الشرعية هي أن يقوم الأمر على قواعد واضحة، والمشروعية هي أن يشرّع بعد الوقوع، وإذا تابعنا التاريخ الإسلامي، فهل كانت دولة بني أمية، سوى مجموعة من الإنقلابات ؟ وتوريث السلطة لأبناء الملوك.

المذرذرة اليوم: الإنقلاب في حد ذاته ليس أمرا سيئا ؟

الشيخ حمدا: لايجوز الإنقلاب إبتداءا، وإذا تغلّب شرّع.

المذرذرة اليوم: لو عاد بكم الزمن الى أيام ولد الطايع فهل ستؤيدونه أم تعارضونه ؟

الشيخ حمدا: أأيّد بعضه وأعارض بعضه.

المذرذرة اليوم: لو حدث إنقلاب على الرئيس عزيز، وتمكّن متغلب جديد، فهل ستظلون على ولائكم الحالي للسيد عزيز؟

الشيخ حمدا: أنا قلت على أمواج التلفزة والناس تسمع ردا على معترض قال لي :أنت كنت مع معاوية، قلت له أنا كنت مع معاوية، ومع من يأتى بعده، والذين يأتون بعد ذلك.

المذرذرة اليوم: البعض ينتقد إبراغماتيتكم السياسية المفرطة، ويتهمها بتمييع الحياة السياسية ؟

الشيخ حمدا: لا لاتسميها إبراغماتية، سمّيها الشرعية الإسلامية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "وإن تأمّر عليكم عبد حبشي كأن رأسه ..".
يعنى أن الإستجابة لأمر المتحكّم واجب شرعي، هذا ليس إجتهادا فقهيا، هذا نص حديث، حديث عبادة بن الصامت رواه مسلم يقول فيه "بايعنا رسوا الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره وعلى أثرة، وعلى أن لاننازع الأمر أهله ما لم ترو كفرا بواحا لكم عليه من الله كتاب" لاحظ ثلاث خطوط، مالم ترو كفرا بواحا لكم عليه من الله كتاب.

المذرذرة اليوم: شاع خلال زيارة عزيز الأخيرة للمذرذرة أنه رفض مقابلتكم بسبب زيارة قمتم بها للسيد إعلي ولد محمد فال في بيته؟

الشيخ حمدا: أنا لدي صورة من زيارة عزيز للمذرذرة، وقد أتاني شخصيا من بين المجموعة التي إستقبلته، ووضع يده علي وضمني وهذا نادر جدا، فهو رجل غير حنون، ورجل قوي، والصورة عندي.
إعلي صديق عزيزعلي، وبيني وبينه علاقات قوية جدا، ولكن هناك الصداقة وهناك المواقف السياسية، عزيز ترشّح مبكرا، وحين ترشح إتضح لي فيه أنه رجل يمكن أن ينقذ هذا البلد ولهذا أيّدته، وترشّح إعلي بعد ذلك فرأيت أن ترشحه جاء في غير وقته ولو كان إعلي أعلن ترشحه في وقت غير الذي ترشح فيه، كان يمكن أن يكون هناك أمر آخر.


أجرى المقابلة

أحمدفال ولد آيّاه

mederdratoday@gmail.com

الشيخ حمدا ولد التاه (2)
في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم
الدولة، الرق، المرأة

المذرذرة اليوم: نقل عنكم قولكم إن أيام السيبة، وأيام الإستعمار، كانت أقل سوءا من أيام الدولة الحديثة؟

الشيخ حمدا: بدون شك، وسأعطيك ثلاث أمثلة، الأول: هو أن حدود موريتانيا القديمة لم يكن بمقدور أي أحد دخولها، لا من الجنوب من الأفارقة غير الموريتانيين، ولامن العرب في الشمال، هذه هي السيادة الكبرى، إذا كانت الدولة المركزية لم توجد فإن الإمارات ظلت تحمي الحدود.
الشيء الثاني أن القضاء كان سيد الموقف، ما قاله القاضي ماض، وكان الشيخ الضعيف الذي يرتجف وليست له نظارات ولا يمكنه الكتابه بيده، يكتب كلمات متعرّجة، لا تعقّب بعد ذلك، معنى ذلك أن مظهر العدالة والسيادة في الحدود كان مصونا، وهناك البنية الداخلية التي كانت فيها أعراف متبادلة بين الأسر الكبيرة، بين الأمراء في ما بينهم، كانوا يجتمعون للأمور التي فيها نزاع ويقومون بحلها، كانت هناك توازنات.

المذرذرة اليوم: هل ترون أن الأسس التي بنيت عليها الدولة الموريتانية كانت سليمة؟ وكيف تختصرون الخمسين سنة الماضية من عمر الدولة؟

الشيخ حمدا: موريتانيا القديمة بعد محاولة المرابطين لم تعرف نظاما مركزيا، ومع الأسف كان أول درس لتقديم النظام المركزي كان الدرس الفرنسي، كان هناك إحتمال أن تكون هناك إمارات مستقلة، وكان هناك إحتمال وجود كونفدرالية بين الإمارات، وكان هناك إحتمال أن تسيطر إحدى الإمارات على الأمور.

المذرذرة اليوم: كان من الممكن أن تولد الإمارات العربية الموريتانية؟

الشيخ حمدا: كان من الممكن، هذه إحتمالات، إلا أن الذي وقع أن المستعمر جاء وإحتل البلاد وسيطر عليها ووضعها في بوتقة واحدة موحدة، ما هي النتيجة من ذلك؟ النتيجة الإيجابية هي إنشاء وحدة، لكنها وحدة بميلاد غير موفق، ولدت على قانون يبتعد عن الإسلام، وعلى ثقافة تبتعد عن العربية، وتقاليد تبتعد عن تقاليد الدولة الإسلامية التي لم تعرف ولم تعش، وأسجل هنا أن الموريتانيين، مسلمون كأفراد لكنهم لم يعرفوا إسلاما "إجتماعيا" وهذا خطير جدا ولا تزال آثاره بادية، ووقع أن الدولة الحديثة التي ولدت، ويمكن القول إنها لم تولد بالفعل قبل السبعينيات، وولدت مشوهة وعلى أيدي الفرنسيين، وكان أقرب الناس إليهم هم الأوصياء الشرعيون لمتابعة نفس النهج، فكان هناك ترجمانيون أو "إمالزن"، وهناك الجنود أو "كوميات" وهناك "الخدام" أو "كارصوهات" الذين كانوا في القصر الرئاسي، هؤلاء كانوا هم أقرب الناس للحاكم الفرنسي، وكانوا أكثر الذين يثق فيهم الحاكم الفرنسي، ويمكن أن يسلمهم السلطة، وأذكر أن المجموعة الأولى وعلى رأسها المؤسس المختار ولد داداه، كانت طيبة وأرادت خيرا، لكن لم يكن في الإمكان أبدع مما كان، موريتانيا لم تولد من إرادة موريتانيا، وإنما ولدت من إرادة فرنسا، في قرار ديكولى للتخلص من أثقال إفريقيا السلبية، لأن موريتانيا لماذا تم إحتلالها؟ هل تم إحتلالها للإستفادة منها؟ هل تم إحتلالها للسيطرة الحضارية؟ طبعا يمكن أن يظهر هذا بعد ذلك، لكن القصد من إحتلال موريتانيا أصلا كان هو تكوين جسر مؤن لمرور الفرنسيين مابين حوض البحر الأبيض وإفريقيا السوداء التي توجد فيها المزارع وفيها هي الأخرى ثروة زراعية وبشرية، إذا إحتلالنا لم يكن إحتلال عن قصد، ولذا ماذا ترك لنا المستعمر؟ لاشيء.

المذرذرة اليوم: البعض يتحدث عن دمار بني المجتمع التقليدية قبل التمكن من بناء بنى مدنية عصرية مما يفسر أزمات المجتمع الموريتاني الراهنة، هل هذا صحيح ؟

الشيخ حمدا: بدون شك، هناك فراغ، نحن لم نعرف الدولة الإسلامية، ولم نعش مرحلة الدولة الغربية في تنظيمها، إذا معنى ذلك أن هناك فراغ كبير ظل قائما حتى في أذهاننا.

المذرذرة اليوم: تتحدث بعض المنظمات الحقوقية وخاصة "نجدة العبيد" عن وجود حالات إستعباد في المذرذرة، خاصة في منطقة "أيشّايه" التابعة لبلدية إبير التورس، ماهي حقيقة ذالك ؟ وهل أصول العبودية في موريتانيا شرعية أم غير شرعية؟

الشيخ حمدا: أولا أود القول بأن قضية العبودية ليست محظورا، هي ظاهرة إنسانية عرفتها كل البشرية، وأول من عرفها هو الإمبراطوريات الرومانية والفارسية، واليابانية، كل العالم كان يعاني نوعا من الرق، والرق الخطير هو الذي يملك أصحابه الموت والحياة، وكان سوق الرقيق الذي أنشأه الغرب في دكار، والذي مازال مكانه موجودا حتى الآن في "كورو"، معنى هذا أن الغرب كان المستعمر الأكبر الذي شجع الإسترقاق، وأذكر بالمناسبة أن "ناصر الدين" إمام حرب "شرببه" قام بمساعي للقضاء على جلب العبيد وتخليصهم من تلك العملية، حيث نظّم مسيرة على ضفاف نهر السنغال للقضاء على سوق الرقيق، على هذه النخاسة الخطيرة جدا، والتي وإن كانت سلبية، فقد بدأت تعطي نتائج إيجابية منها أن الأفارقة حصلوا على موقع في أمريكا لا أدل عليه من رئاسة "أوباما" الحالية، فهي ثمرة من ثمرات تلك السوق.

المذرذرة اليوم: الرق الموجود في موريتانيا، هل له أصول شرعية أصلا؟

الشيخ حمدا: لماذا يكون الرقيق شرعيا ؟ الأصل في الناس الحرية، هذا هو موقف الشرع، لايجوز الإسترقاق إلا بعد ثبوت أسباب الرق الشرعي، والأسباب الشرعية هي أن تقع حرب بيننا مع العدو (الكفار) فنحن بين ثلاث خيارات هي المن والفداء والإسترقاق، والأفضل هو المنّ ويجوز الفداء، ويجوز الإسترقاق، والإسترقاق اليوم ، أي الرق الجماعي أخطر من الرق الفردي، وتمثله سيطرة المستعمرين، هذا رق جماعي، ولايزال يسيطر علينا الغرب حتى الآن، رق جماعي يفرض حضارته، العولمة رق أكبر، إذا معنى ذلك أنهم يشكون من رق فردي عاشته بعض بلادنا، ويتناسون أن بلاط الروم كان يسود فيه الرق، رق الموت والحياة.. أمرغير سهل.

المذرذرة اليوم: الإمام أحمدو ولد لمرابط إنتقد في خطبة جمعة ماضية، تولّي المرأة للولاية العامة، والبعض قال إنه يقصد السيدات اللواتي تم توزيرهن في الحكومة الجديدة، خاصة منت مكناس في وزارة الخارجية، ماهو رأيكم في توزير النساء، خاصة في وزارات مثل وزارة الخارجية؟

الشيخ حمدا: أولا لم أسمع كلام أحمدو لأعرف ما قال، ثانيا أتذكر أن أهم كتاب يرجع له في وظائف الدولة هو كتاب الأحكام السلطانية للماوردى، هذا الكتاب الذي أقوم بتلخيصه أنا وعز الدين ولد كرّاي من أجل أن ندخل في الساحة فقه السلطة الذي يجهله الناس، لأنه نوع من الأمية عند محاظرنا أنهم لايعرفون معنى الدولة، وهنا أود أن أذكر أن هناك نمطان من الوزارات، وزارة التفويض، ووزارة التنفيذ، فوزارة التنفيذ جائزة حتى للكافر، فيجوز أن يكون وزير التنفيذ كافرا، والمرجع هو الأحكام السلطانية للماوردي، ووزارة التنفيذ تعني فقط تنفيذ السياسة العامة للدولة، ولاتأتي بأفكار من تلقاء نفسها، والدولة اليوم، التفويض فيها لم يعد موجودا، معنى ذاك أنه لا يوجود سوى وزارات تنفيذ.

المذرذرة اليوم: يعني أنه يجوز للمرأة أن تصبح وزيرة ؟

الشيخ حمدا: يجوز حتى للكافر أن يصبح وزيرا
.............
أجرى المقابلة
أحمد فال ولد آيّاه

الخميس، 10 سبتمبر 2009

الشيخ حمدا ولد التاه (1)
في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم
"شر ببّه" "إستدمين" "سر الحرف"

المذرذرة اليوم: البعض يشبه حركة الإمام ناصر الدين بحركة طالبان، فهل من وجه شبه بين الحركتين؟

الشيخ حمدا: بدون شك، هناك تشابه كبير، لأن حركة طالبان عبارة عن مجموعة من الناس "الطبيعيين" البعيدين عن المدنية المعاصرة، والبعيدين عن التأثر بالتيارات وبالفكر الأجنبي، إنما هم خام "طبيعيين"، ونفس الشيء أيضا بالنسبة لجماعة ناصر الدين، هذا من ناحية الإنصاف.
وحركة الإمام ناصر الدين، إما أن تكون قد تمت لها بيعة، فهي شرعية، وإما أن لا تكون فد تمت لها بيعة، فهي إرهاص أو حركة أو مشيخة، وهي إشكالية دستورية تنقصها الشرعية، وهذا هو الرد السليم، ورغم أن هذه الحركة نشأت بشكل مؤسسي أكثر على ضفاف نهر السنغال، وفي السنغال، لأنها كونت سبعة ألوية قضائية لإدارة الأمور الإسلامية في السنغال، إلا أن مركزها القيادي كان في موريتانيا، ولم تكن المواجهة في البداية مع بنى حسان، وإنما حدثت المواجهة معهم خلال فترة لاحقة، لهذا السبب دائما ينظر إليها من منظور النزاع بين "هدّى" و "ناصر الدين" بينما نشأت الحركة كجهاز، ومحاولة، ومؤسسات، وعمل وتخطيط لإقامة دولة إسلامية في هذه المنطقة التي توجد فيها، وهذا ليس بالأمر الغريب، إذ دائما تحدث المحاولات، تنجح أولا تنجح، هذا شيء آخر.
في رأيي، والذي أقوله دائما هو أن الذي أدى إلى عدم نجاح هذه الحركة، هو البعد الغيبي، فأنا دائما أعتبر أن الحلول الطبيعية هي سنة الكون، و أن الأبعاد الغيبية مؤيدات مهمة، لكن لا يؤسس عليها العمل البشري، النبي صلى الله عليه وسلم الذى بنى دولة، ورغم التأييد الإلهي الكبير والعون من الله، ظل يدير الأمور بطابع بشري "إنما أنا بشر مثلكم وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم يكون ألحن بحجته من بعض فأقبله على نحو ما أسمع منه"،حتى التأييد الملائكي الذي وقع في بدر جاء في شكل بشري، و حتى مشروع قريش الذي إقترحت وهو نزول الملك كان جواب القرآن فيه "وقالوا لولا أنزل عليه ملك" .. "ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليه ما يلبسون" هذا حتى يظل الطابع بشري مقبول ومفهوم، لأنه هو السنة الكونية.
ومن المفارقات الغريبة أني من ولد "هدى" الذى هو جد من الأب، بينما العلاقة بناصر الدين من الأم.

المذرذرة اليوم: "إستدمين" طريقة في التفكير والتعبير والسلوك، تمتاز بالعمق والرمزية، وتقوم على المداراة، وتبتعد عن التصريح والمواجهة، فهل هو نتاج لحرب شرببه، كثقافة للمهزوم، وهل كان موجودا قبل حرب شرببه؟

الشيخ حمدا: في رأيي أن هذا المصطلح الذي يقال له "إستدمين" إستعمل مبكرا، وأول مرة إستعمل فيها كان إستعمال إسم "يدّيمان" لأن "ديمان"، كانت والدته تسمّيه "جد الناس" حتى لاتصرّح بإسم صهرها، معنى ذلك أن أول كلمة قيلت فى"إستدمين" "لديمان" ومعنى ذلك أنه قبل شرببه.
أنا في رأيي أن "إستدمين" نتاج طبيعى لبرنامج المحظرة، وأبعاده الثلاثة وهي:
-إستخدام الأسلوب البلاغي، إستخدام وسائل البديع المعروفة، كقول ولد إمخيطرات، "إلا إحلبتو كردولنا إكصير" وهذا يسمى المشاكلة.
قال إقتن الشيء نجد لك طبخة ## وقلت إطبخي لي جبة وقميصا
هذا أسلوب معروف في البلاغة، مثل إستخدام أسلوب المنطق فى قضية بعضها ينقض بعضا، فقد نظّم سباق بين خيول غلبت فيها فرس الأمير، بضم الغين، وقيل إنه ليس بإمكان أحد القول إن فرس الأمير غلبت، فسألوا محمد فال ولد إمخيطرات، فقال غلبت الأخيرة، بفتح الغين، وهذه قضية ينقض آخرها أولها وهذا أسلوب منطقي، والبعد الثالث هو البعد الصوفي الذي تلخصه مقولة "ما إخسر شي، وإلا إخسر شي، ما إخسر شي" ومعنى ذلك أن التصوف أضفى طابعا خاصا على "إستدمين".

المذرذرة اليوم: إذا "إستدمين" بشكله الحالي كان موجودا قبل "شرببه" ؟

الشيخ حمدا: هذا هو، قال لي القاضي محمود ولد محمد فال، إن أول إستعمال كلمة "إستدمين" كان زمن إعلي ولد محمد الحبيب، حين كانت هناك مجموعة من "أولاد سيد الفالي" تسكن في "المحصر" ويستعملون لغة "مشابهة" أديبة، أي بمعنى أنهم لا يهابون أحدا ولا يخافون أحدا، مكرّمين وفي أحضان أمير، ولم تعد مسألة حرب "شرببه" مطروحة بالنسبة لهم، وكانوا يستعملون هذا الأسلوب الممزوج من البلاغة والمنطق والتصوف.

المذرذرة اليوم: البعض يصف "إستدمين" بأنه تراث ثري من القيم والأخلاق والحكمة، في حين يصفه البعض بأنه ركام من السلبية والضعف والإنطواء، فكيف يصفه الشيخ حمدا؟

الشيخ حمدا: كل يدّعى وصال ليلى، دائما الناس "المستدمنة" لديها منطق "إستدمين" والناس الغير"مستدمنة" لديهم منطق أنهم غير "مستدمنين"، وأنا أعتقد أنهم كلهم على حق، ومن الظلم "إستدمين" غير "المستدمن".

المذرذرة اليوم: يرى البعض أن من أسباب تغير طباع أولا د ديمان، هو تخلّيهم عن تناول" العيش" ؟

الشيخ حمدا: قضية "العيش" وأولاد ديمان والتنكيت بالمائدة أمر معروف، لكن ليس الأمر كذلك، هذه قضية ناتجة عن الكثير من التفاعلات الثقافية، التي من ضمنها المحظرة، وروح الظرافة، وفيها البلاطية عند الأمير، البلاطية تعطي نوعا من الأدب، والأدب البلاطي دائما فيه ظرافة، ولا شك أنهم كانوا في بلاط الأمراء، وكانوا من المقدّمين، لأن حرب "شرببه" وإن كانت حدثت بيننا وبين أهلنا "أولاد أحمد من دمان" كانت نتيجتها أنّ أقرب الناس إليهم بعد ذلك، كان نحن، وكان أحظى الناس بالمكان، من قضاء ومميّزات ووجاهة، نحن، معنى ذلك أنها حرب ولّدت صداقة وتكاملا.

المذرذرة اليوم: في عصر المدينة والسرعة والعولمة، ماذا تبقى من "إستدمين"؟

الشيخ حمدا: يظهرلي أنه حدث "إستدمين" في العولمة الجديدة، الله يرحم جمال ولد الحسن، كتب إحمرارا على نظم الثقلاء، تناول فيه ثقلاء المطارات، وثقلاء السفارات، وهذا يوضح أن هذه عولمة "لستدمين".

المذرذرة اليوم: "سرالحرف" كوسيلة غيبية ذات تأثير مادي مباشر، يذهب البعض إلى كونه ليس سوى مجرد نوع من أنواع السحر، مؤطر بمصطلحات وإخراجات إسلامية ليتناسب مع وضع الزوايا كرجال دين مسلمين، وأنهم إستحلّوه وتأوّلوا لذلك بالدفاع عن أنفسهم في زمن السيبة، بعد عملية نزع أسلحتهم التي فرضها المنتصر في "شرببه" فما رأي الشيخ حمدا في ذلك؟

الشيخ حمدا: أود أن أرجع المثقفين في هذا المجال إلى ما كتبه القرافي في "فروق القرافي" حيث ذكر عشر علوم تشابه السحر وليست سحرا، والعلاّمة سيد عبد الله ولد الحاج إبراهيم في كتابه "رشد الغافل" لخّص ما قاله القرافي، وهو مرجع مهم جدا، أما السحر، فهناك السحر اللغوي، والسحر الإصطلاحي، والسحر اللغوي يطلق على كل ما هو غريب "إن من البيان لسحر"، والسحرالشرعي هو الذى تترتب عليه أحكام، وللتحقيق في دلالة السحر، فهو يطلق إطلاقا مجازيا على كل أمرغريب، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من البيان لسحرا" والبيان مشكور غير مذموم، معنى ذلك أن دلالتها واسعة، لكن ما هو السحر الشرعي ؟ السحر الشرعي هو إستعمال الآثار المباركة لإيقاع الضرر، مثل ماذا ؟ كالذي فعل السامري، السامري كان يسكن مع جبريل ولاحظ أن جبريل كان كلما مر على مكان يحييه الله، وأن مرور الملائكة له تأثير بنفث الحياة، فقام بأخذ قبضة تراب من أثر جبريل ووضعها في مجسم عجل، فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار، هذا هو السحر الشرعي، معنى ذلك أنه إذا لم تتجمع الأركان، سيكون سحرا، هناك مع ذلك أسئلة مطروحة من طرف علماء الأصول، وعلماء العقيدة في الإسلام، هل السحر أثر في العين أم في الواقع؟، هل هو أثر في وسائل الإدراك، أو هو تأثير في الأشياء ؟ وهنا سؤال آخر، هل يصل إلى درجة الإحياء والإماتة ؟ لأن في حديث الدجال، أنه سيأتي لأحدهم فيذبحه ثم يحيه.
ما معنى سر الحرف ؟ سأفسر معنى سر الحرف، "فيتاغورث" الرياضي الكبير، كان يبرهن على أن الأعداد لها علاقة بالكون، وأن تنظيم الأعداد بشكل متجانس ينتج عنه تأثير كوني، وهذا ما يسميه الأعداد المتحابة، ومازال معروفا حتى الآن، حتى في الكنيسة، هناك مثلث A.B.C للتأثير، والقرآن سجّل لنا سحر الحرف الحقيقي، في قوله جل من قائل، عندما طلب سليمان إحضار الكرسي وحصل على عرضين، عرض عفريت الجن، وعرض "أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك" معنى ذلك أن العرض الثاني يتميز بقضيتين: أحدهما أنه كان مباشرا، ثانيا أنه لم يستخدم الجن، لأن العرض الأول الذي فيه الجن قد رفض، معناه أن هناك سر لله يستخدمه من أعطاه الله هذا السر.

أجرى المقابلة
أحمد فال ولد آيّاه

الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

الشيخ حمدا ولد التّاه
في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم

تناول الشيخ حمدا ولد التاه في مقابلة شاملة ومثيرة مع المذرذرة اليوم، حرب "شر ببّه" وقارن بين حركة ناصر الدين وحركة طالبان، كما تناول موضوع "إستدمين" وعلاقته بشر ببّه وما تبقى منه في زمن العولمة، كما تناول موضوع "سر الحرف" وعلاقته بالسحر، كما تحدث عن تاريخ "المدنية" الموريتانية وأشار إلى أن زمن السيبة وأيام الإستعمار كانت أقل سوءا من زمن الدولة الموريتانية الحديثة، كما أكد على أن الأسس التي بنيت عليها الدولة الموريتانية الحديثة كانت أسسا خاطئة، كما تحدث عن النظام الديموقراطي، وقال إنه يبغض الديموقراطية ولا يؤمن بها، وأن الإنتخاب لا ينبغي أن يكون مصدرا للشرعية السياسية، وأشار إلى أن للمتغلب بعد التمكّن شرعيته المؤسسة شرعا، وميّز بين الشرعية والمشروعية، وأكد في رده على سؤال عن موقفه إذا ما حدث إنقلاب على الرئيس عزيز الذي يدعمه اليوم، وعن ما إذا كان سيدعم الإنقلاب الجديد أم سيستمر في ولائه للسيد عزيز، كما أجاب على سؤال حول موقفه من السيد ولد الطائع، لوعادت به الأيام الآن إلى أيام ولد الطائع، ورد على سؤال حول إتهام إبراغماتيته المفرطة بتمييع الحياة السياسية، كما أجاب على سؤال حول التوازنات المحلية، وحظوة إبير التورس على حساب التاكلالت بعد حصولها على وزير المقاطعة الذي كان من نصيب التاكلالت، كما تحدث عن معارضة السيد ببها ولد أحمد يوره لعزيز، وعن رغبته في عودته للنظام، كما تناول موضوع وعد عزيز الإنتخابي بتعبيد طريق المذرذرة، كما علّق على عدد من الشخصيات .. عزيز، مسعود، دادّاه وجميل، وكذلك باب ولد سيدي، البانون ولد أمينو، ببها ولد أحمد يوره ويسلم ولد أبن، كما تحدث عن علاقة الدين بالسياسة، وأكد أن العلمانية كفر، وتحدّث عن الكادحين الذين وصفهم بالذكاء والفاعلية، وتحدث عن الإخوان المسلمين وقال إنها تطلق على من لا آباء لهم من المسلمين، وأنه لا يعترف بوجود شيئ إسمه "الإخوان المسلمون" في موريتانيا، كما تحدث عن العبودية وعن مدى مشروعيتها، كما أكد في رده على سؤال حول إنتقاد الإمام أحمدو ولد لمرابط لتوزير المرأة، إنه لا حرج في توزير المرأة وحتى الكافر، مادامت الوزارة تنفيذية، كما تحدث عن الموسيقى والتدخين و"مرياص" و"ظامت" و"لكزانه" ورفض تحريمها على الإطلاق، كما تناول الجانب الأدبي الشعبي والفصيح.

وستنشر المذرذرة اليوم النص الكامل للمقابلة قريبا.

السبت، 5 سبتمبر 2009

الحركة النسوية في المذرذرة
غائبة أم مغيبة ؟؟

في مقاطعة المذرذرة، تزاحم المرأة الرجل في المجال التجارى، و تتبوأ مكانتها في مختلف الجوانب الإجتماعية الأخرى، خصوصا المتعلقة بوظائفها التى إنتدبها المجتمع لرعايتها، إلا أن دورها في المجال السياسي لا يزال دون المطلوب، حيث لم يسبق لأي إمرأة أن إنتخبت في موقع قيادي منذ بداية المسلسل الديمقراطى، بل إن دورها السياسي يكاد يكون منحصرا فى العمل بنشاط، من أجل تحقيق طموح الرجال.
ومع مصادقة المجلس العسكري، إبان المرحلة الإنتقالية، على منح المرأة 20 فى المئة من الترشحات في الإستحقاقات المحلية، ومع تشكيك البعض في قدرة المرأة في المذرذرة على إستثمار تلك النسبة لمصلحتها، فإن السؤال الأكثر إلحاحا هو، هل الحركة النسوية في مقاطعة المذرذرة غائبة أم مغيبة ؟؟

نساء تاجرات ... نساء جزارات ...
لقد شهدت مقاطعة المذرذرة حراكا نسويا غير مسبوق في بداية التسعينات، إلا أن ذاك الحراك سرعان ما بدأ يذبل بسبب غياب الدعم، وترك المرأة تواجه مصيرها بنفسها، ربما من أجل ترويضها، لتصبح أداة طيعة في يد الرجل، يستغلها لتحقيق مآربه وطموحاته السياسية، وهو ما كان بالفعل، حيث ما لبث ذاك الحراك أن تشتت وإنفرط عقد تلك الروابط والتعاونيات، بسبب الخلافات والضغوط السياسية.
وخلال السنوات الأخيرة، لعبت المرأة في المذرذرة دورا تجاريا لا يستهان به، وذلك من خلال الأنشطة المشتركة والتجمعات النسوية المختلفة، بل إن الظاهرة الأغرب خلال العامين الماضيين، كانت إنشاء تعاونية نسوية بمجهودات ذاتية لتسويق اللحوم، ولأول مرة ظهرت النساء الجزارات، ليضعن حدا لإحتكار الرجل لهذا المجال الحيوى، ورغم النظرة الغير مرضية التي ينظر بها المجتمع إلى الجزارات، ورغم أن وجودهن أدى إلى إرتفاع أسعار هذه المادة، فإنهن إستطعن أن يصبحن شريكا فاعلا إلى جانب الرجل الجزار.

نساء سياسيات ..
رغم الصورة الغير لائقة للحركة النسوية داخل المقاطعة، فإن قلة من نسائها إستطعن بعصامية ومثابرة نادرة أن يكتبن أسمائهن بأحرف من عرقهن، وينتصبن شاهدات على قدرة المرأة في المقاطعة على رفع التحدي إن هي فهمت حق الفهم الدور المنوط بها.

التقية بنت سيد .. رئيسة رابطة إتحاد نساء المذرذرة
التقي بنت سيد تم إختيارها رئيسة لتكتل نسوى جديد، وإلى جانب ذلك كانت هي أول مديرة مدرسة، يشهد الجميع على الدور البارز الذي لعبته وقدمت من خلاله صورة مشرفة، خدمة لحركة نسوية فاعلة لاغنى عنها.
التقية منت سيد إلتقيناها من أجل إبداء رأيها في السبل الكفيلة بتطوير الأداء النسوى في المقاطعة، والإجابة على سؤال ما إذا كانت المرأة غائبة أم مغيبة، فردت قائلة:
"بالنسبة لي أعتبر أن المرأة الموريتانية كانت مغيبة أو شبه مغيبة، لأنها كانت تمثل عن طريق الرجال "أزواج أو إخوة" والبقية يتم إختيارها خدمة لمصالح ذاتية، ولكن منذ بداية المرحلة الجديدة، بدأت المرأة سلسلة من التحركات التى لم تكن معهودة، إنطلقت منذ تجديد هياكل الحزب الجمهوري، حيث حاولت أن تمثل تمثيلا فاعلا، وإن لم تتمكن من ذلك، أما اليوم، فإن النساء بدأن يلعبن دورهن من خلال تشكيل تكتل نسوي، كانت له مشاركة فاعلة في كافة الأنشطة المقام بها على مستوى المقاطعة، وخاصة في حملة الدستور، كما أننا إتصلنا بالأحزاب السياسية في محاولة لتشكيل مكاتب نسوية إدراكا منا بأن المرأة نصف المجتمع وأن غالبية ذلك النصف ممثلة في المذرذرة، ولذلك فإنهن إذا ما إستطعن فرض آرائهن فلا أحد يمكنه الوقوف فى وجههن، فمثلا تكتل القوى الديمقراطية شكل مكتبا للنساء، وكذلك الحال بالنسبة للبديل و حاتم لديه مجموعة نسوية كبيرة، وقد قدمنا طلبات لبقية الأحزاب لإختيار نسبة 20 فى المئة المفروضة قانونيا، وأعتقد أن المرأة هنا نشطة ومثقفة، و يمكن أن تتبوأ المكانة اللائقة بها، في حال عدم الضغط عليها ..وننتظر المستقبل" .

المستشارة البلدية عيشة بنت عبد اللطيف
إحدى أكثر النساء فاعلية وشهرة في العمل السياسي داخل المقاطعة، ومن ضمن أول مستشارتين بلديتين، تم إنتخابهن في بلدية المذرذرة، عانت من السجن، حين إعتقلت سابقا، فيما بات يعرف بقضية جابه الله .
تتحدث بنت عبد اللطيف عن الحركة النسوية في مقاطعة المذرذرة، فتقول: "أعتبر أن المرأة حاضرة من خلال تعاونيات ورابطة نسوية فاعلة، والمرأة مشاركة في الأحزاب السياسية، وإن كانت مغيبة سابقا في ظل نظام يستخدم القبيلة التي لا تعتبر المرأة فاعلا فيها، أما اليوم فهي حاضرة، وأنا شخصيا لدي تجربة في ذلك، حيث أنا عضو المجلس الوطني لحزب التحالف الشعبى التقدمي، ونائبة لرئيس قسمه في المذرذرة، وسبق ترشحي لنائب عمدة، وأعترف أن ذلك الحزب يعطي أهمية للمرأة، فتلك اللائحة التي ترشحت، حصلت على مقعدين في المجلس البلدي، كان أحدهما للنساء، وهو ما يمثل نسبة 50 فى المئة .
أما بقية الأحزاب، فرغم أني لم أجد تمثيل نسوي فعال داخلها، فهي قادرة على ذلك، وأعتبر أن النساء هنا نخبة مهمشة، عندما تشرك في الرأي تستطيع أن تملأ الفراغ وزيادة، ونحن نتوقع أن تحصل المرأة على أكثر من النسبة المطلوبة، مع أننا نطالب بإشراك حقيقي للمرأة من طرف كافة الأحزاب، والمجتمع المدني، حفاظا على توازن وحيوية المجتمع.

رهان حقيقي...
ومع إقتراب موعد الإستحقاقات القادمة، فإن الناخب في المذرذرة، يراهن على حركة نسوية فاعلة قادرة على رفع التحدي، لعل المرأة تحقق ما أخفق الرجل في تحقيقة على أرض الواقع، في مقاطعة عانت كثيرا من غبن رجالها، وعجزهم عن إقناع الدولة بخدمتها على الأقل.

تحقيق
إمام الدين ولد أحمدو
أرشيف2006

mederdratoday@gmail.com

الخميس، 3 سبتمبر 2009

الشيخ راشد الغنّوشي
الأمة ورمضان (3)

7- يأتي رمضان آخر، وعراق العروبة والإسلام تهراق دماؤه أنهارا بأفظع ما يحصل في أي مكان في العالم، بسبب عظمة الكنز العراقي الذي تصطرع عليه أطماع شتى داخلية وخارجية، بما يؤكد فشل الرهان على ديمقراطية تقدم على ظهور دبابات الاحتلال.

وقريبا من ذلك، يحدث في أفغانستان وفي الصومال وباكستان، حيث تصطرع قوى "إسلامية" بدعم ولصالح قوى أجنبية، فهلاّ إستفظع الصائمون القائمون تورطهم في دماء إخوانهم، فخجلوا من صومهم إذ "رُب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش".

8- يحل ركب رمضان آخر وسجون المسلمين -وبخاصة العرب منهم- مزدحمة بعشرات الآلاف من المساجين السياسيين، معظمهم من دعاة الإسلام، هم في الجملة ضحايا غياب الحرية والإعلام الحر والتسلط الدولي، إلى جانب ملايين من المهجّرين في أصقاع الأرض، فرارا من مسغبة، أو بحثا عن ملجئ أو إبتغاء لمعرفة، بما يجعل هذه المنطقة، الأكثر تخلفا وإستبدادا، بمقياس التنمية المعاصرة.
أولا يخجل الجلاّدون والنهّابون والمزورون لإرادة شعوبهم من صومهم إن كانوا يصومون، أو من أن تحل بهم لعنة إنتهاكهم لحرمات هذا الشهر الفضيل؟ ألا يحذرون وعيد مبعوث العناية الإلهية إذ قال عليه السلام "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" (البخاري).

ومثلهم سحرة الفراعين من الإعلاميين الذي جعلوا رزقهم الكذب والزور والتضليل .. فهلاّ رفع الضغط لكف أيدي أولئك، إن لم يحجزهم خوف من أن يرد صومهم على وجوههم؟

9- يأتي رمضان ومراجل الغضب لدى جمهرة الأمة -وبخاصة العرب- تغلي بسبب الظلم الإقتصادي والتهميش السياسي وتكميم الأفواه وتزوير الإرادات، والتفريط في ما تبقى من إستقلال، والتصامم عن نداءات الإصلاح، بما أحدث إنسدادا وإحتقانا، بدأت إرهاصات إنفجاره في أكثر من قطر وبلد، لم تعد الأنظمة من علاج له غير تكثيف وسائل القمع والإمعان في الإستجابة للمطالب الأجنبية في التطبيع مع الكيان الصهيوني، متحدية شعوبها، قد جرّها على ذلك الدعم الدولي وتشتت صفوف المعارضة، وكان متاحا الإفادة مما يبعثه هذا الشهر الفضيل في الأمة من روح جماعية لتوحيد صفها، بما يحمل الحكام على النزول عند إرادة الشعوب، أو الذهاب غير مأسوف عليهم.

10- كما يحل رمضان وكثير من وسائل الإعلام -ومعظمها مدعوم من أنظمة تنتمي للإسلام- ممعنة في السعي لتفريغ شرائع الإسلام وشعائره من محتوياتها، ومنها شعيرة الصوم، فتعمد إلى مزاحمة قيام لياليه بعرض المسلسلات الهابطة، تهييجا للشهوات، وتسليعا للمرأة، وإغراء بمحاكاة مجتمعات الإستهلاك في شهر عنوانه الطاعة والإمساك، لا الفجور والإستهلاك، فليتق الجميع ربهم، فرب كلمة من غضب الله تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفا، كما أخبر عليه السلام. وحري بربات وأرباب البيوت الصائمين أن يمسكوا عن الإسراف في الإستهلاك، توفيرا لقدر من الصدقات، بل أداء للواجبات إزاء ذي قربى أو جار بالجنب، فضلا عن واجباتنا تجاه أبطال غزة، وضحايا القمع الصيني لإخواننا الإيغور، الذين يجب الضغط الإقتصادي والسياسي على المستبد الصيني لتمكينهم من حقوقهم.

11- ومع كل ذلك، الثابت أن الإسلام وأمته في مسار تاريخي صاعد، تشهد على ذلك المساجد وساحات الفداء وإمتداد الدعوة في العالم، وتغلغلها في كل مستويات مجتمعاتنا، وصناديق الإقتراع إذا توفرت وتعففت .. أمة تغالب في الآن ذاته عوامل الإنحطاط داخلها، من تجزئة وإستبداد وعلمنة وغلو ونهب لأرزاق المستضعفين، وسياسات الهيمنة الدولية خارجها، في ظل ميزان دولي مختل لصالح أعدائها، خضعت له أمم كثيرة.

إن أمة مأمورة أن لا تسجد إلاّ لبارئها، أمة تتمرس في مدرسة الصوم على مغالبة الجوع والعطش والإغراء، لا يسعها إلا أن تقاوم فتصمد، وتصبر وتوالي البذل والفداء، فتنزع إنتصارا هنا وآخر هناك، على أكثر من ساحة: ساحة الفكر والثقافة والدعوة، أو ساحة المقاومة، أو ساحة السياسة، متعاونة مع كل قوى المقاومة والتحرر بمختلف تياراتها داخل الأمة وخارجها.

بينما مذاهب العلمنة الإستئصالية، وأنظمة الطغيان المحلي والدولي، تتعمق أزماتها، في وضع إنكماش فكري، وإفلاس روحي وإنساني، بما يجعل مسألة تحقق وعد الله سبحانه ورسوله للمستضعفين من نصر مبين وظهور لهذا الدين ومقاصده التحررية على الدين كله وعلى الظلم كله، مسألة وقت.

ورمضان إذا أقبلنا عليه جادين بالله مستعينين، من أعظم الروافع، إذ يأتي محفزا ومحشّدا لقوى المقاومة، قوى الروح، في توجّه خالص إلى الرحمن، مرتفعا بمستوى خلقها وبذلها وتماسك صفوفها .. ساحة تتكثّف فيها روحانية المسلم، فتسرع حركة الزمن صوب موعودات الرحمن "كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله لقوي عزيز" (58/20) فتعرّضوا عباد الله لنفحات الله في موسم العطاء، موسم الخير.

هذا شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران .. نسأله تعالى أن يجعلنا من عتقاء رمضان من النيران ومن غضب الديان ومن شرور الطغيان .. شهر ينتهي بإنفتاح بوابات السماء لمن فاز بالجائزة، فصام إيمانا واحتسابا "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان" (2/185).

mederdratoday@gmail.com

الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

رسالة مفتوحة إلى وزير الصحة (2)
رسائل تنتظر أجوبة...

عدة رسائل و جهها الطبيب الرئيس في مقاطعة المذرذرة، إلي الوزارة المعنية، تشخّص الحالة المزرية التي تعيشها الدائرة الصحية عموما، ومركز المذرذرة علي وجه الخصوص.
وتعتبر إحدى هذه الرسائل الموجهة لوزير الصحة، أن أسباب المؤشرات الصحية المنخفضة، والإقبال الضعيف، عائد إلى عدة أسباب، منها

ــ إهمال بناية المركز الصحي في المذرذرة، كما أنه يعاني من نقص حاد فى مجال الأثاث المكتبي، والمعدات الطبية، خصوصا قسم الأمومة والطفولة، وهاذان السببان أديا إلى سبب ثالث، تمثل في عزوف عمال الصحة عن الإستمرار في العمل في مثل هذه الظروف.
وتصف إحدى تلك الرسائل الموجهة للوزير، الوضعية العامة للمركز الصحي كما يلي:
ـ توجد أربع غرف مشققة الجدران، كما توجد ثلاث غرف تحتوي على ثقوب في السقف.
ـ الحمام والمرحاض غير صالحين للإستعمال نهائيا، أما الحائط فهو قصير ومنكسر، بالإضافة إلى أربع حجرات متكسرة الأرضية.
وتطالب الرسالة المذكورة، بتجهيز المكاتب بالأثاث والأدوات الطبية، بالإضافة إلى تجهيز المختبر بالأجهزة المخبرية اللازمة، وتزويد المركز بمقعد أسنان، أو إصلاح المقعد الموجود، والتأكد من فعالية جهاز الأشعة الذي لم يستخدم حتى الآن.
هذه الرسائل وجهها الطبيب الرئيس بمقاطعة المذرذرة، علّها تجد أجوبة، تساعد على تجاوز الوضعية المعقدة.

الدكتور محمد ولد ممد الطبيب الرئيس في المقاطعة
"المركز ليس من أحسن المراكز الصحية"

الدكتور محمد ولد ممد، قادم من مستشفى أطار الذي عمل فيه في الفترة ما بين 2001 ـ 2005 ، يعتبر أنه ومنذ قدومه إلى المذرذرة، وهو يسعى جاهدا وضع القطار على السكة، في محاولة سيزيفية صعبة جدا.

وقد أجرينا معه مقابلة وضّح فيها وصعية المركز:

س: ما هي أهم الخدمات التي تقدمونها للمواطنين داخل المركز الصحي؟
د. محمد ولد ممد: هنا بالنسبة للمركز الصحي، الخدمات التي يقدم هي نفسها الخدمات التي تقدم في 53 مركز صحي موجودة على عموم التراب الوطني، كالإستشارات الخارجية، والتلقيحات، وإستشارات ما قبل الولادة، هذا هو أساس ما يقدمه المركز، هناك بعض الحالات المستعجلة التي لا توجد لدى المركز الصحي الوسائل لمعالجتها، خصوصا في غياب المخابر، لأن الكثير من الأمراض يحتاج تشخصيه إلى مخابر، وكذلك لا تتوفر لدينا الأشعة والتلفزة، وهذه من الأسباب الرئيسية التي تجعلنا نحيل بعض المرضى إلى نواكشوط، بالإضافة إلى غياب الأخصائيين، أما بقية الأمراض التي لا تصل إلى مستوى الخطورة، فنقوم بمعالجتها، حيث يكون تشخصيها واضحا للطبيب كإرتفاع الضغط الشرياني، وإلتهاب الرئة الذي يمكن تشخصيه عن طريق السماعات، إضافة إلى الملاريا وغيرها من الأمراض الخطيرة شيئا ما، والتي يمكننا معالجتها، بإختصار الأشخاص الذين ننصحهم بالتوجه إلى نواكشوط، بحاجة ماسة إلى تشخيص طبي لا يوجد هنا، فأنا هنا منذ ما يزيد على العام، وأستطيع القول إن هذا المركز الصحي ليس من أحسن المراكز الصحية التي عملت فيها، لديه العديد من المشاكل، ومن أجل إختصار الوقت سأعطيها لكم مكتوبة، أنا قادم من مركز أطار الصحي الذي عملت فيه خمس سنوات، وقد وجدته مشابها للوضعية هنا، إلا أنني إستطعت التغلب على تلك المشاكل، وعندما جئت إلى هذا المركز، وجدت أمورا لا يمكن تصورها، فحاولت التغلب على بعض تلك المشاكل عن طريق المقاطعة والحاكم والمدير الجهوي للصحة، وقد كتبت للجميع، ولدي وثائق تثبت ذلك، وفعلا يمكن القول إن الحاكم جزاه الله خيرا قد تعاون معنا، كما تعاون معنا مدير الصحة، ففي بداية عملي هنا لم يكن يوجد الطاقم الطبي المناسب، حيث هناك نقص كبير في الأشخاص، وبمساعدة الحاكم والمدير الجهوي، أصبح للمركز الصحي طبيب لم يكن موجودا، وهذا ما نعتبره تقدما ولو كان بطيئا، أما المشاكل الأخرى فحلّها خارج عن نطاق الحاكم والإدارة الجهوية، اللذان إعتبرهما متعاونين جدا، فهي متعلقة أساسا بوزارة الصحة، وقد كتبت إليها عن طريق السلّم الإداري، وحتى الآن لم نجد جوابا، إلا أننا نتوقع أن تباشر الوزارة الوصية العمل على إيجاد حلول لها.

س: كانت هناك بعض المساعدات مقدمة من منظمات أجنبية في إطار التعاون مع البلدية، هل مازالت تصلكم تلك المساعدات؟
د. محمد ولد ممد: بالنسبة لتلك المساعدات، أنا هنا منذ عام وأكثر، لم نجد أي أثر لها، ولم نحصل على أي شيء منها، لا في حضوري ولا في غيابي، لأنني عندما أكون غائبا يكون هناك طبيب وقابلة، ولم تأت أي منظمة نهائيا، ولم تتعامل معنا، يقال بأنهم يقدمون مساعدات، ولكن تلك المساعدات لم تصلنا بعد، والأطر والمنتخبون في المقاطعة لم يسبق أن تعاونوا معنا، المجهود كله نحاول القيام به على مستوانا بمساعدة الحاكم، ولا يوجد أي تعاون نهائيا مع أطر ومنتخبي المقاطعة.

س: هناك عدم ثقة قديم، بين المواطنين والمركز الصحي، ما هي أسبابه ؟
د. محمد ولد ممد: عدم الثقة موجود وأنا أعترف به، وكما قلت يمكن أن يكون منذ زمن بعيد، وقد ذكرته في الوثائق التي سلمتكم نسخا منها، وذكرت أسباب عدم الثقة الناتجة عن الحالة العامة للمركز وقد وجهتها للسلطات المعنية.

أخيرا...

وأخيرا فإن سكان مقاطعة المذرذرة يطمحون إلى تجاوز هذه الوضعية، من أجل بناء مركز صحي فعال، يأوي إليه المواطن الضعيف في مقاطعة شهدت الكثير من التلاعب والعبث بمصالحها.

ملاحظة:

من تاريخ كتابة هذا التحقيق، لم يتغير الكثير، بقدرما زادت الأمور تعقيدا، ولذا فإن هذه الرسائل موجهة إلى الوزير الحالى السيد الشيخ ولد حرمة.
.......................
تحقيق
إمام الدين ولد أحمدو
إرشيف 2003

mederdratoday@gmail.com

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

الشيخ راشد الغنوشي
الأمة ورمضان (2)

4- إن الأمة تقاوم فتصمد في مواطن، صمود شوامخ الجبال، حال أهل غزة الأبطال ومقاومتها الباسلة، وكذا أخواتها في لبنان وفي العراق وفي أفغانستان، متصدية لخذلان القريب بالصبر والمداراة والسياسة، وبالجهاد لقوى الاحتلال الغاشمة، التي تضرب الإسلام عن قوس واحدة، ومستعينة بحكومات ظالمة موالية لها، وما كان لقوى المقاومة أن تصمد وتحقق بطولات، لولا ما يتوافر لها من حاضنة شعبية تعمرها صحوة عارمة وقوى روحية هائلة من نبع لا ينضب، بالتوجه إلى مالك الملك بالصوم والصلاة والدعاء وتجديد الشوق إلى الظفر بالشهادة، بما يفاجئ أعداء الله وأولياءهم المطمئنين لميزان القوة المادي المختل لصالح العدو -غافلين عن الميزان الروحي.. ميزان الإيمان، إنه صاحب الكلمة الأخيرة كلما حضر "وقل جاء الحق وزهق الباطل" (17/80)- يفاجئهم بنماذج من المقاومة منعت المنتصرين حتى من إتمام الاحتفال "بالنصر" في العراق وأفغانستان فتحول مأتما، واحتلالهم فخّا، ما يدرون للخروج منه سبيلا.

5- إن ظواهر التخريب والتفكيك والتدمير في أمتنا والبشرية تعمل ليل نهار، وقد كفت أيدي الدعاة عن الإصلاح، فما تلبث تلك السياسات الواعدة بالنصر والازدهار حتى تتكشف عن كوارث ما كانت لتخطر على البال: ملايين من العاطلين رغم ضخامة الثروات، وهجرات جماعية لما يربو عن نصف الخريجين، فضلا عن الهجرة عبر قوارب الموت. وكان من نتائج السياسات المعتمدة في الاقتصاد ومصادرة الحريات وتهميش الإسلام بمنعه من القيام بأي دور سياسي واجتماعي ومحاصرة تيار الاعتدال وهو التيار الرئيسي، أن فشت جماعات التكفير والعنف العشوائي الذي يضرب في كل اتجاه باسم الجهاد، استحلالا لدماء وأموال معصومة، مما لا سند لها من شرع ولا من عقل ومصلحة، بقدر ما هو ثمرة لخلل في فقه الدين والواقع وانتقاص من فعالية الدعوة والمقاومة وسلاح في يد أعدائها.. حماقات تأتيها جماعات تنتسب للإسلام، تخريبا لمنشآت وإشاعة لفتن، من مثل ما حصل الآونة الأخيرة في نيجيريا وإندونيسيا واليمن والعراق والجزائر، وفي غزة..
أعمال لا سند لها من "فقه الجهاد في الإسلام" كما بينته نصوص الكتاب والسنة وشرحه جمهور علماء المسلمين، حيث جاء النص صريحا على أن القتال إنما شرع لرد العدوان ومنع الفتنة على المؤمنين والدفاع عن المستضعفين. قال تعالى "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" (2-189)، ولم يكن قط سبيلا للدعوة وفرض الإسلام على من لا يؤمن به، فالسلم هو الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم، بما يجعل الأعمال الطائشة التي تأتيها جماعة تنتسب إلى الإسلام باسم الجهاد استباحة للدماء -حتى في الشهر المعظم- وترويعا للآمنين عارية من كل مشروعية إسلامية أو أخلاقية، لا يجني الإسلام وأهله منها غير الخسار وسوء السمعة، الكاسب الأوحد منها هم أعداؤه المتربصون به ولم يدخروا جهدا في اختراق تلك الجماعات لإغرائها بالإمعان في الطريق المسدود المهلك، بما يقدم المزيد من الذرائع لدول الكفر لاحتلال بلاد الإسلام، ولأنظمة الاستبداد لأن تحكم قبضتها على رقاب الناس وأرزاقهم بذريعة التصدي للإرهاب، وتكميم الأفواه وتأبيد الاستبداد، وهكذا يفعل الأحمق بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه.
ولقد أحسن الشيخ العلامة يوسف القرضاوي إذ قدم للأمة وهي تستشرف رمضان، موسم التقوى والوحدة الإسلامية والتراحم بين المسلمين، سفرا قيما عن فقه الجهاد في الإسلام "أودعه عصارة علمه وخبرته في فقه الجهاد ومناهج التغيير والعلاقات الدولية، حري بكل طالب حق مستبرئ لدينه في مسألة الجهاد أن يتأمل جيدا محتوياته، إذ لا يزال المؤمن في فسحة من دينه حتى يقع في دم امرئ مسلم أو غير مسلم بغير حق، حذّر الرسول عليه السلام من ذلك، ولم يأت في القرآن تفظيع لجرم تفظيعه لهدر نفس بغير حق "فكأنما قتل الناس جميعا" (4/31).

6- صمود غزة: رمضان آخر يأتي و1.5 مليون شخص من أهل غزة تحت وطأة حصار خانق أثيم يتولى كبره من كان المعول عليه رفعه بحكم حقوق الجوار والدين والمصلحة القومية، يفعل ذلك استجابة لضغوط العدو الصهيوني وحلفائه الأميركيين والأوروبيين. وكما صمدت غزة المجاهدة صمودا أسطوريا في وجه أعتى قوة دمار في المنطقة حتى ردته على أعقابه مجللا بالعار، فقد صمدت في وجه الحصار الخانق شاهدة على أصالة وبطولة ونبل أهلها، مقيمة الحجة على كل متخاذل مسائلة يوم القيامة كل قادر على مد العون لها، لم يفعل وهي تنوب عن الأمة كلها في الوقوف في وجه الطغيان المتحفز للسيطرة على المنطقة كلها؟
ويجدر التنبيه في هذا الصدد أن واجب ولي الأمر في غزة في حفظ الأمن يقتضيه واجب الاقتصاد في الدماء إلا لضرورة قصوى لا تندفع بغير ذلك، والمرجح أنه كان يمكن دفع شر المجموعة السلفية المتنطعة بإعلانها الأهوج غزة إمارة إسلامية بأقل مما حصل، وهو ما يفرض تحقيقا مستقلا.

mederdratoday@gmail.com