السبت، 30 مايو 2009

في مدرسة النصارى (1)

بدأت حياة جديدة تماما بالنسبة لى بعد ديسمبر 1934، فقد كانت بداية المجهول بالنسبة لى، بداية دخولي معترك الحياة العصرية!

لقد مكثت خمسة أعوام فى مدرسة أبى تلميت ونلت منها شهادة الدروس الابتدائية الأساسية الفرنسية العربية فى يوليو 1939 وأذكر جيدا يوم دخولى المدرسة، كان ذلك قبيل الزوال بعد ساعات من مغادرة مخيم أبى الكائن وقتها بعين السلامة على بعد 10 كيلومترات إلى الشمال من أبى تلميت. وكان يرافقنى المولى مسعود ولد هبول، مرافق والدى الذى لا يفارقه. وقد قطعنا المسافة الفاصلة بين عين السلامة وأبى تلميت على ظهر جمل. وركب مسعود الرحل، وكنت رديفه. وقد أنخنا جملنا وعقلناه عند أهل الشيخ ولد جدو، على الكثيب الواقع إلى الشمال الغربي من القرية، وتوجهنا إلى المدرسة سيرا على الأقدام. وتوجد المدرسة فى وسط القرية، بلا حائط ولا سور يفصلها عن باقى المبانى. وكانت مبنية كليا من الطين، شأنها فى ذلك شأن كافة دور البلدة بما فى ذلك المركز الإداري الذى زرته فيما بعد.
وكان التلاميذ داخل الأقسام وقت مجيئنا. وبعضهم يقرأ أو يتلو بصوت عال، ويصل صدى أصواتهم إلى الخارج على الرغم من أن الأبواب والنوافذ كانت موصدة. ودخلنا الشرفة فإذا برجل ينتظر قدومنا، على ما يبدو، فاتجه إلينا عندما رآنا؛ واتضح لنا أنه المراقب.
وتوجه إلى مسعود، العارف به فيما يبدو، وسأله: "هل هذا ابن محمدن ولد داداه؟" فرد عليه مسعود بالإيجاب، فقال المراقب: "اتبعوني لأوصلكم إلى المدير".
وازداد وقع ضربات قلبى الذى بدأ يخفق منذ أن وصلنا إلى المدرسة، فقد شعرت بخوف شديد وأصابني الذعر، وانتابتنى فجأة الرغبة فى الفرار للعودة إلى الحي. وكنت فى واقع الأمر شديد الاضطراب صبيحة ذلك اليوم أثناء السفر من عين السلامة إلى أبى تلميت، وما بين منزل أهل الشيخ ولد جدو والمدرسة بوجه خاص. وكان الخوف من المجهول، ومن فراق الأهل يثير قلقى بل ويهز كيانى. غير أننى سرعان ما تذكرت نصائح والدى صبيحة ذلك اليوم، قبيل مغادرة الحي، فهدأ روعى.
لقد أوصاني الوالد قائلا: " أستودعك الله، لقد أصبحت رجلا لأنك ستعيش مستقبلا بدون أسرتك معظم وقتك، وستعيش مع أطفال قادمين من مختلف قبائل ومناطق البلاد، منهم من هو أكبر منك، ومنهم من هو فى سنك، والبعض أصغر منك. فاحذر من أن تدنس عرضنا أو تسيء إلى سمعة أسرتنا. ولذا يتعين عليك أن تتصرف بوصفك راشدًا لا بصفتك طفلاً. حافظ بصرامة على دينك، وأدِّ بانتظام صلواتك، وواظب على قراءة القرآن، وثابر على صوم رمضان إذا بلغت الحلم. احترم معلميك وكل من هم أسن منك ولو كنت لا تعرفهم، وكن مؤدبا مع جميع الناس أينما حللت. وتحلّ، أينما كنت، بحسن الأخلاق، ورباطة الجأش والتحكم فى النفس، بدل سوء السلوك المنافى لسمعتنا.
وطبق مع أصدقائك الجدد وزملائك فى الدراسة المثل القائل: " لا تكن حلوًا فتبلع، ولا تكن مرًا فتلفظ". وبعبارة أخرى، تجنب الشجار مع أصدقائك، وكن صريحا، وفيًا وكريمًا معهم - ومع غيرهم من الناس – لكن لا تقبل تطاولهم عليك. لا تكن خصيما، ولكن لا تكن جبانا. وكن طيبا مع كل الناس، ولا تكن أنانيا ولا مخادعا. وبكلمة واحدة، يتعين عليك أن تسعى فى ما يعلى شأننا ويرفع من سمعتنا التى لا ينبغى لك أن تدنسها بأي حال من الأحوال…". إلى غير ذلك من النصائح.
ومع ذلك فقد ارتعدت فرائصى وأنا أرافق المراقب إلى المدير، وخامرنى شعور غريب بأننى سائر باتجاه جرف هاو لا فكاك لى منه. ووجدت عناء كبيرًا فى التكتم على نحيبي.
واستقبلنا مدير المدرسة الجزائري، السيد بوعلام ولد الرويس، أمام باب مكتبه الذى كان واقفا على عتبته …
وبعد تبادل سريع لتحية السلام بالحسانية بين مسعود والمدير الذى حيانى باقتضاب، أمر مسعود بالذهاب مما أثار مخاوف جديدة بالنسبة لى. فارتعدت فرائصى خوفا واكتآبا. ولم أتمالك عن النحيب عند ما رأيت مسعود يعود أدراجه ويبتعد عنى. وقد أحسست برغبة شديدة فى الجري وراءه للحاق به والعودة معه إلى الحي. وحاول المراقب، الذى نسيت اسمه، مواساتى بعد أن طلب مني المدير مرافقته. وقادنى المراقب إلى مخزن صغير قرب المكتب، حيث زودنى الخازن بالأدوات المدرسية: كتاب التهجى بالفرنسية المسمى ممادو و بناتا Mamadou et Bineta ودفتران أحدهما للعربية والآخر للفرنسية، ولوح، ومقبض ريشة قلم، وقلم رصاص، وطبشور، ومسطرة، وممحاة. ولم يكن هناك كتاب للغة العربية. وكنت ما أزال مضطربا، قلقا بل و حائرًا. غير أننى قد استعدت رشدى شيئا فشيئا حينما تذكرت كلام والدى فى الصباح حين أوصانى قائلا: "أستودعك الله، لقد أصبحت رجلا لأنك ستعيش مستقبلا بدون أسرتك...". ورافقت المراقب من جديد أحمل أدواتى بين يدي، وسار بى فى الاتجاه المقابل للشرفة حيث توجد السنة التحضيرية الأولى التى أدرس بها. وفى نهاية الممر، دق المراقب بابا وفتحه فى الحين وأدخلنى الفصل. وأوقف معلم الفرنسية الشاب، السيد سيدى أحمد ولد محمد، درسه هنيهة ليرشدنى إلى مكان شاغر على مقعد دراسي قريب من مكتبه.
ونظر إلي كل التلاميذ بابتسامة ودٍّ ونكد، وكثيرون منهم كانوا أسن منى. ولم أكن أعرف أيا منهم، فعاودنى الشعور بالقلق والخجل. وأشار إلي المعلم بالجلوس قبل أن يواصل درسه. وكانت تلك أول مرة أتعلم فيها بعض الكلمات الفرنسية مثل "أثاث الفصل، أنا أجلس على مقعد دراسي، توجد أمامى طاولة". فقد قام كل التلاميذ بترديد هذه الجمل الثلاث بصوت عال بعد المعلم. وقد حاولت بجهد جهيد محاكاة أصدقائي الجدد دون أن أوفق فى ذلك تماما. فهؤلاء قد التحقوا بالدراسة منذ عدة أسابيع، وتمرسوا بنطق اللغة الفرنسية ويعرفون حروفها الهجائية. واستمعت لأول مرة فى حياتى إلى صرير صفارة معلنة بدء الاستراحة الصباحية. وتهافت التلاميذ على الخروج فى ضوضاء وفوضى قمت بمسايرتها. غير أنى بقيت منزويا لما أشعر به من خجل. وفى الحال، تجمهر حولى عدد من الزملاء، وسألونى عن اسمى واسم أبى وعشيرتى، وموطنى الذى جئت منه… واستجابة لطلبي، دخلوا معى القسم وساعدونى فى كتابة الجمل الثلاث، المذكورة أعلاه، صوتيا بأحرف عربية على لوحي الجديد.

المختار ولد دادّاه

mederdratoday@gmail.com

الثلاثاء، 26 مايو 2009

بلدية تكند
عزيز يلتقي أطر من المذرذرة

أفاد مندوب المذرذرة اليوم فى تكند أن أطر المذرذرة الداعمين للمرشح محمد ولد عبد العزيز كانوا فى إستقباله أمس فى تكند، وحسب المراسل فقد رفع المستقبلون الصور المكبّرة لولد عبد العزيز، وعبّرت اللآفتات عن دعمها للمرشح محمد ولد عبد العزيز فى رئاسيات 6-6-2009 التى ينظمها المجلس الأعلى الحاكم، وتقاطعها الجبهة والتكتل.

وأكد المراسل أن الأطر إستقبلوا ولد عبد العزيز كذلك فى عاصمة ولاية اترارزة روصو، وقد إلتقى وفد من أبناء المذرذرة بالسيد محمد ولد عبد العزيز، وحسب مصدر حضر الإجتماع، فقد قدم ولد عبد العزيز تعهدات تصب فى مصلحة المقاطعة.

ومن أهم الشخصيات التي إستقبلت ولد عبد العزيز في تكند:

1- أحمدو ولد علي – عمدة المذرذرة
2- عارف ولد الكريم – عمدة التاكلالت
3- أبوبكر ولد محفوظ – عمدة الخط
4- سيد ولد سيد عبد الله – نائب المقاطعة السابق
5- الدي ولد أحمد – إطار
6- أحمد ولد باب (الملقب إسلكو) – رجل أعمال
7- حامد ولد محفوظ ولد ببكر سيره – ملحق ثقافى فى سفارة موريتانيا بالمغرب
8- محمد سيدن ولد البانون – معلم
9- أبن ولد محمدن – معلم
10- الوريع ولد حوناه – إطار فى وزارة العدل
11- شيخانى ولد محمد جيل – عمدة المذرذرة السابق.


كما حضر الإجتماع وزير الشؤون الإقتصادية والتنمية السيد سيد ولد التاه والأمين العام لوزارة الخارجية السيد بدّنّ ولد سيد، ومفوض الشرطة محمد ولد إبراهيم ولد السيد، وعقيد الجمارك السيد أحمدو ولدإبراهيم ولد السيد، والسيد محمد ولد حبيب الرحمن، والسيد بونن ولد إشريف..

وتضاربت المصادر حول تكلفة الإستقبال، حيث أشارت جهات إلى أنها كانت في حدود 17 مليون أوقية، في حين أكدت مصادر أخرى أنها بلغت 27 مليون أوقية، تولى أطر المقاطعة تغطيتها.

mederdratoday@gmail.com
أغنية المعلومة المصادرة

تنشر المذرذرة اليوم، أغنية الفنانة وعضو مجلس الشيوخ، المعلومة بنت الميدّاح، التي تمّت مصادرتها من طرف جمارك روصو، لكونها -حسب المعلومة- تتغنّي بالديمقراطية، وتعبئ ضد إنتخابات 6-6 وتطالب بمقاطعتها.

للإستماع للأغنية أوتحميلها يمكن الضغط على:


تقدمي

mederdratoday@gmail.com

الاثنين، 25 مايو 2009

سيد أحمد ولد إعلي خملش
في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم

حرصا من المذرذرة اليوم على فتح صفحاتها أمام الرأي والرأي الآخر، أجرت مقابلات مع مختلف مكونات الطيف السياسي فى المذرذرة من الداعمين والمعارضين على حد السواء.
وفى هذا الإطار أجرينا المقابلة التالية مع السيد سيد أحمد ولد إعلي خملش، أحد الأوجه الشبابية الداعمة للسيد محمد ولد عبد العزيز، وقد تحدث فيها عن التحالفات السياسية والقبلية فى المقاطعة، وعن حقيقة الصراع بين الأجيال السياسية.

المذرذرة اليوم: ماذا عن الخريطة السياسية فى المذرذرة ؟

سيد أحمد: مما لايخفى على أحد أن بلدية تكند تمثل نصف ناخبى المقاطعة حسب اللوائح الأخيرة، ولهذا فإن التحالف الجديد بين محمدن ولد حبيب الرحمن قائد مجموعة "تندغة"، وبننه ولد إشريف عمدة تكند السابق، يشكل قوة جديدة مهمة فى المنطقة، وفى الجانب الآخر -تشمشه- التى تمثّل اليوم بوزيرين فى الحكومة، وأمين عام لإحدى الوزارات، لكن -تشمشه- تفتقر لتوحيد الصفوف، فيسلم ولد أبن عبدم أخذ مكانه حاليا شيخ المقاطعة السيد ميمّاه، والسؤال المطروح الآن هو هل الخارطة "التاشمشوية" سوف تعود لطبيعتها القديمة بخروج ميماه؟ أم أن نصيب يسلم من الكعكة سوف يبقى لميماه بالتراضى؟
وهناك "الطلابين" كقوة إقتصادية فى المنطقة، لابد لها من أن تجد نصيبها بغض النظر عن هذه التحالفات، وكذلك مجموعة "الرحاحله" التى شكّلت تحالفا قويا بين عشائرها ممثلا فى سبعة أشخاص فاعلين جدا.
كما أن "أولاد أحمد من دمان" الذين قام شبابهم فى الأيام الأخيرة بتوحيد الجهود، سوف ينجحون فى إعادة تشكيل العلاقات مع الأحلاف القديمة، وهو ما سيؤثر حتما فى الخارطة السياسية.
هذا فى الجانب الداعم للمرشح ولد عبد العزيز،أما فى الجانب الآخر فهناك بعض المجموعات التى سوف تقاطع الإنتخابات ومن اهمها مجموعة أهل "بوفلان" وآخرون.

المذرذرة اليوم: هل لكم أن تحدثونا عن حقيقة الصراع بين الأجيال السياسية فى مقاطعة المذرذرة ؟

سيد أحمد: إن عمر الجيل السياسى عادة مايصل إلى 40 سنة، وفى بعض الأحيان 50 سنة، لأن السياسى إذا بدأ مشواره السياسي فى الثلاثين من عمره أو الأربعين لا يمكن أن تنقضى خمسين سنة إلا وأصبح فى سن العجز البدنى والعقلى، ففى العالم الآخر، التقاعد السياسى طبيعي، إلا أنه فى موريتانيا لايوجد تقاعد إلا بالموت أو الخرف، والأمثلة على ذلك كثيرة لكننى لاأريد أن أطيل الحديث، وأرى أنه فى هذه الأيام بدأت ملامح خارطة سياسية أو طبخة سياسية جديدة تتشكل عن طريق نخبة سياسية جديدة، وفهم اللعبة سيكون شرطا للنجاح، هناك نظام جديد سوف يعمّر طويلا مثل النظام السابق (ولد الطائع)، ولذلك هذه اللعبة فهمتها على سبيل المثال أسرة أهل محمد عبد الرحمن ولد إمين فى كيفه، فالأب فى المعارضة وأحد أبناءه نائب المقاطعة، والإبن الآخر وزير فى النظام الجديد، وكذلك أسرة أهل محمد الأغظف.
و فى المذرذرة أرى أن أهل العاقل وحدهم فهموا اللعبة بتقديم سيد ولد التاه وميماه للمشاركة في النظام، وذهاب ببّها إلى المعارضة، ومن الممكن أن يكون ذلك بالتنسيق بينهم. وفي هذه الحالة يكون الصراع قد حسم بالتوافق، وفى الحالة الأخرى لايحسم الصراع إلا بتغلّب أحد الأجيال على الآخر، أو فى حالة خرف أهم فاعلي الجيل القديم أو وفاتهم.

المذرذرة اليوم: يتحدث البعض عن ولادة محور سياسى جديد على أنقاض محور -باب، يسلم، ببّها- ؟

سيد أحمد: لا أرى أن هناك محور جديد قد تشكّل بعد، لأن هؤلاء الثلاثة، يسلم-باب-ببها، ما زالوا فاعلين فى السياسة على المستوى الوطنى وكذلك على المستوى المحلي، رغم أن الفرصة اليوم أصبحت سانحة أمام الطامحين أو المتسلقين من الجيل الجديد، وأأكّد هنا أن الساحة السياسية فى حالة مخاض، ستنتج عنه أمور هامة.

المذرذرة اليوم: ماهي أهداف وحجم مبادرتكم التى أطلقت قبل أيام ؟

سيد أحمد: لا علم لي بمبادرة هذه الأيام، غير مبادرة "شباب المحصر" من أجل توحيد جهود سياسييهم فى مقاطعات الترارزة الخمس، وخاصة المذرذرة، روصو وكرمسين، لنصرة المرشح محمد ولد عبد العزيز، لأنهم يرون فيه أمن وإستقرار البلد فى وجه المنعرج الجديد الخطير.

المذرذرة اليوم: ماهو تفسيركم لأزمة الإنفصام بين خطاب وأداء الساسة فى المقاطعة ؟

سيد احمد: كانت هناك أزمة، وكان هناك إنفصام، لأن الساسة فى المقاطعة كانوا فى بداية الأمر ينسقون بغياب الشباب الذين يمثلون 70 فى المائة من الناخبين، وهنا أقول إن هذه الأزمة لم يتم علاجها بعد، لكن علاجها فى الطريق إنشاء الله، وبمشاركة الطرفين.

المذرذرة اليوم: كيف تتصورون مستقبل الوضع السياسى على المستوى الوطنى؟

سيد أحمد: هناك تحليل سياسى مفصّل، لا أريد أن أفصّل فيه كثيرا، لكن العالم اليوم فى أزمة أمن وينظر لحرب عقائدية علمية بين السلفية الجهادية والتحالف المسيحى اليهودي، ولهذا فهم الغرب أن السلفية الجهادية عندما ملكت زمام الأمور فى أفغانستان عن طريق حكومة الطالبان، أذاقت أمريكا وأوربا الأمرّين، -وهي بعيدة- وما زالت حتى الآن تؤثّر على إستقرار باكستان النووية، ولهذا لايريد الأوربيون أن تحكم السلفية فى أي دولة من إفريقيا المجاورة لهم، وهنا جنّدوا معمر القذافى ليصلي كل سنة فى إحدى دول إفريقيا، ويسلم على يديه بعض من الوثنيين، وشعاره الوحيد هو إن الدين ليس ببندقية ولا بقنبلة، فهو دين الحوار ودين التسامح ودين الإقناع، وفي المقابل، الإبقاء على نظامه فى ليبيا.
ومن يحكم فى دول الجوار مثل ليبيا، مصر، تونس، الجزائر، المغرب وموريتانيا، تكون أوربا فى مرمى مدافعه، ولهذا يريدون الإبقاء على هذه الأنظمة العسكرية والملكية، من أجل أمن اوروبا، ومن بينها موريتانيا التى تعتبر ضمن المثلث الصحراوي الخطير، الذى يضم كل متمرّدي الصحراء، من القاعدة فى المغرب الإسلامي إلى الطوارق والخارجين على القانون..إلخ
فالنظام الموريتانى عندما ينهار، سيؤثر على النظام الملكي فى المغرب، وكذلك السينغال والجزائر..إلخ
فعندما تتداعى لبنة من الحائط يسقط الكل..وهنا أقول إنه عندما أفلس نظام ولد الطايع سياسيا، أسّس لنظام آخر مدني لكنه لم يدم طويلا ولم يقم بالمطلوب، ففى فترة حكمه قتل الفرنسيون فى ولاية من يرأس ذلك النظام، وقتل الجنود والضباط فى الزويرات، وأصبحت قوى الأمن تتراشق بالسلاح مع السلفيين فى قلب العاصمة، ولهذا أزيح هذا النظام الذى كان سيزاح عن طريق ثورة لكن ذلك لم يحدث، ليزاح عن طريق إنقلاب، حيث إنقسمت الساحة بعده إلى ثلاثة محاور هي الجبهة، المؤيدون، وأحمد ولد داداه.
1- الجبهة فى خندق المعارضة الراديكالية.
2- أحمد ولد داداه لم يدخل خندق المعارضة لكي يسد الطريق على الطامعين من حزبه فى التطبيع مع النظام ولكي لايكون لهم ثمن يقبضونه، لأن ولد داداه الغول المرعب للأنظمة ليس معارضا، وهنا وبهذه الطريقة يزاح سيدى ولد الشيخ عبد الله أولا وبعده يتفرغ ولد داداه لولد عبد العزيز على طريقة ماركس "أضرب القوي حتى تتفرغ للضعيف" وعندما تفرّغ ولد داداه لمنازلة عزيز، تراجع عنه بعض قياديى حزبه، لكنهم بدون ثمن.
3- ولد عبد العزيز، هذا الأخير قرر أن يطبق فى فترة حكمه برامج المرشحين المعارضين، من تقسيم للأراضي، وتخفيض فى الأسعار، ودعم للبرامج الصحية....إلخ، لكي يكسب القاعدة الشعبية، وقررت الجبهة أن تلعب على الورقة الخارجية، وخاصة إفريقيا، وآل الأمر إلى ما آل إليه.
وهنا تكون موريتانيا قد دخلت منعرجا خطيرا، -والمقارنة بسيطة- ففى سنة 1991 كانت الخزانة العامة خاوية من أي فلس قادم من الخارج، وهكذا هي 2009، وفى سنة 1991 معاوية صديق لصدام حسين، وهذا يؤرق السعودية والكويت وأمريكا، واليوم عبد العزيز صديق أحمدي نجاد وهذا يؤرق الدول السابقة الذكر، وفى سنة 1991 كان معارضوا ولد الطايع .. ولد داداه، مسعود، منصور، مولود، ببها، موسى أفال، بدر الدين ..، واليوم نفس الأوجه تعارض عزيز، وقرّروا فى 1991 النزول إلى الشارع، وقرّرولد الطائع أن سفينة حكمه سوف تصل بر الأمان، فضربهم بالرصاص، واليوم يقرر عزيز نفس الشيئ وهم كذلك ..

وفى الأخير أرى أن التاريخ يعيد نفسه، لكن بطريقة جديدة، خطيرة، وشنيعة فى نفس الوقت، وهنا تكون موريتانيا في أحوج الأحوال إلى أبنائها البررة، الذين يقدمون المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، التى يطبّعون من أجلها ويعارضون من أجلها، فإذا كان البررة هم الأكثر، فموريتانيا في أمان دائم، وإذا كان غير ذلك، فستكون موريتانيا كمثيلاتها فى إفريقيا التى تعانى الحرب الأهلية وهذا ما لانرجوه من الله.

mederdratoday@gmail.com

الأحد، 24 مايو 2009

الإمام "المكزور"

تجمّع رجال حي من أحياء المذرذرة، المنفصلة قليلا عن مركز المدينة علي طريق تكند، صباح عيد الأضحى المبارك من السنة المنصرمة، لتأدية صلاة العيد في مكان وسط بين منازل الحي كعادتهم في كل عيد.
بعد فترة من توافد القوم إلى المكان المخصص للصلاة، وقف أحد المهتمين ب"الشأن العام"، وأخذ يتفقد الرجال واحدا واحدا...
"فلان ج ؟...
فلان ماج ؟ ...
ثم نادى مناد من أقصى اليسار من الصفوف..
إنتوم صلّوا... ماتل حد جاي ... ماباقي حد
عندها وقف أحد أعيان الحي وأعيان المقاطعة، كان يتوسط الصف الأول، وأمسك بيمين رجل من عامة الناس – لاهو من أبناء المحاظر ولا المعاهد الإسلامية، ولم يؤم الناس- قط - في صلاة عيد – وسحبه إلى الأمام، وقال له..
صلّي ... صلّي بينا..
فإهتزالعامّي من شدة المفاجأة، وأخذ يقول..
آنا ما إنكد إنصلّي... إصلّي إفلان واللّ إفلان..
لكن الوجيه أصرّعلى موقفه، وإنهالت الأوامر على الضحية من كل جانب..
صلّي…صلّي .. أسمع لفلان..
فلم يجد الإمام "المكزور" بدا من أن يتقدم مكرها... أمام المصلّين، ويأمرهم بتسوية الصفوف، ثم أحرم للصلاة وإشتغل بالتفكير في موضوع يصلح أن يكون مادة لخطبة العيد، يستطيع التحدّث فيه، و يلبّي حاجات القوم، ويراعي الإعتبارات الإجتماعية المحلية…
وفي جلسة السلام إستقر عزم الإمام على أن يكون موضوع الخطبة هو .. نعم يغفل عنها كثير من الناس.

زال كثير من حرج الإمام وإرتباكه حين وجد ضالته، فوقف بعد أن سلّم من الصلاة، وحمد الله وأثنى عليه بماهو أهل له...
ثم ذكّر بالنّعم الكثيرة التي أنعم الله علينا بها، والتي قد يألفها الإنسان بدوامها عليه، فيغفل عن أهميتها، حتى إذا فقدها، أدرك مالها من قيمة..

بدأ الإمام يعدد النعم التي أنعم الله بها على أهل المذرذرة، الواحدة تلوالأخرى..

1- نعمة الإسلام .. وكفي بها نعمة، فبها يسعد الإنسان في الدنيا والآخرة، وقد أنعم الله بها علينا من غير حول منا ولاقوة، حيث خلقنا مسلمين بالفطرة والأبوين والبيئة...
2- نعمة الماء العذ ب .. إذ تتوفر المدينة على خزان للماء بسعة ممتازة، يمد أنابيبه إلى أغلب البيوت...
3- نعمة الأمن .. فالبيوت مفتوحة، سواء كانت دورا أوخيما أو أعرشة... والحوانيت في السوق أغلبها متهالك الأبواب، وليس لها حرّاس يحرسونها، والحيوانات تسرح في الصباح وترجع في المساء - وفي بعض الأحيان لايكون لها راع يرعاها، أما باقي الجرائم فلا نعرف منها سوي نهب أموال الدولة، لكنه مصنف محليا في خانة "التفكريش" لا في خانة "خفة اليد"..
4- نعمة التفسح في المنازل .. فأغلب القطع الأرضية في وسط المدينة لاتقل مساحتها عن (4000مْ)=20×20.
أما في الأحياء المستقلة عن المدينة فإن الناس" يكزرون" مايشاؤون ويتركون فراغات بين البيوت لتوسعة" المرحان"..
5 - نعمة التآلف والتحاب .. فالسكان متعايشون بسلام، ويحترم بعضم البعض ويتزاورون ويواسي بعضهم بعضا .. ومن النادر جدا أن يحدث خلاف بين طرفين فيصل إلى "فعل اليد"، والدليل على ذلك أن مقر المحكمة الشرعية خال في أغلب الأحيان من المراجعين، بل إن هذه المنطقة تتبع لقاضي الركيز منذ أكثر من سنة.
6- نعمة الأشجار .. حيث يغطي شجر"الطلح وتيشط وأيروار" مساحات كبيرة داخل المدينة والمناطق المحيطة بها، ولا يخفى مالهذه الأشجار من دور في تثبيت الرمال التي تهدد المنطقة بالإضافة إلى الدور الأهم – في نظر منمي الكسب الأبيض – وهو أن هذه الأشجار تساعد كثيرا في تربية الإبل والماعز.
7- نعمة القرب من العاصمة .. رغم إرتفاع سعر النقل، ورغم صعوبة الطريق "المَحاريً الطيني" فإن المعاناة لاتدوم أكثرمن ساعتين، الأمر الذي يغارمنه أهل "فصالة" . .

محمد فاضل ولد الحسن

mederdratoday@gmail.com

الخميس، 21 مايو 2009

تجمّع لأنصار عزيز

نظم عدد من سياسيي الترارزة تجمعا في قصر المؤتمرات بنواكشوط لدعم ترشح السيد محمد ولد عبد العزيز للرئاسيات، حضره عدد من سياسيي المذرذرة، كان من أهمهم:

سيد ولد التاه – وزير الشؤون الإقتصادية والتنمية
محمدسالم ولد محمد سيديا – شيخ مقاطعة المذرذرة
أحمدو ولد علي – عمدة بلدية المذرذرة
عارف ولد الكريم- عمدة بليدة التاكلالت
الرئيس ولد ببها – عمدة بلدية ابير التورس
أبوبكر ولد محفوظ – عمدة بلدية الخط
أعمر ولد بوحبيني- المدير المساعد للتلفزيون الوطني
سيد ولد سيد عبد الله – نائب مقاطعة المذرذرة السابق
أحمدو ولد إبراهيم ولد السيد – عقيد جمركي
محمدن ولد حبيب الرحمن - إطار
البانون ولد إباه ولد أمينو- نائب المذرذرة السابق
المختار ولد سيد أحمد – عقيد جمركي
باباه ولد أبتي – عقيد جمركي
الدي ولد حمدا - إطار
أحمدو ولد المختار- مستشار وزير الصحة
محمد ولد إبراهيم ولد السيد – مفوض شرطة
الحسن ولد الطالب – رئيس رابطة التعاونيات الرعوية
محمد ولد إبراهيم الكوري – المدير المساعد لمخبر التحاليل الطبية
محمد باب ولد عيسى – موظف فى شركة الكهرباء
المختار ولد اوفى - مدير التعليم الثانوى سابقا
أوفى ولد عبد الله - صحفى
حبيب الله ولد أحمد - مدرس

mederdratoday@gmail.com

الأربعاء، 20 مايو 2009

الشيخ ولد الكريم
1931 - 2009

تتقدم المذرذرة اليوم بتعازيها القلبية إلى أسرة أهل الكريم وأهل التاكلالت وسكان مقاطعة المذرذرة، بمناسبة إنتقال المرحوم الشيخ ولد الكريم إلى جوار ربه يوم الإثنين 18 مايو عن عمر يناهز 78 عاما، قضاها في خدمة بلده ومقاطعته وقريته التاكلالت.

بدأ الشيخ ولد الكريم حياته -بعد تلقيه تعليمه المحظري والنظامي- ضابطا في الدرك الوطني، وتلقى تدريبات في الداخل والخارج وبالتحديد في فرنسا، كما شارك في حرب الصحراء، لينتقل بعد ذلك إلى مجال المال والأعمال، قبل أن يتفرغ للعمل السياسي ولخدمة قريته التاكلالت التي أنتخب عمدة لها مرات متتالية..

عرف الشيخ ولد الكريم بتدينه وورعه وإنشغاله عن القيل والقال بالعبادة والعمل..

رحمه الله رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته.

المذرذرة اليوم

mederdratoday@gmail.com
تعرّض المعلومة لمضايقات

قالت الشيخة والفنانة المعلومة بنت الميداح، إنها تعرضت خلال عودتها أمس من دكار، لتفتيش دقيق من طرف جمارك روصو، الذين يبدو أنهم قدموا للبحث عنها، ولإستهدافها بشكل شخصي.

وقالت الشيخة المعلومة إن افراد الجمارك إصطحبوها إلى إدارتهم حيث صادروا شرائط وإسطوانات موسيقية كانت تعدها لأغنيتها الجديدة لدى شركة إنتاج بدكار.
وقالت المعلومة إنها قالت للجمارك الذين تعاملوا معها بكل عنجهية وقساوة وعدم إحترام رغم صفتها البرلمانية، أنه إذا كان هناك ما يحتاج لدفع رسوم جمركية فينبغي إعلامها، وإذا كان هناك ما إرتكبته مما هو مخالف للقانون فينبغي إحالتها للشرطة وليس تعريضها للإهانة.
وقالت بنت الميداح إن الجمارك كانوا يتصلون خلال حديثهم معها بنواكشوط، حيث أنهم -كما يبدو- كانوا يتلقون تعليماتهم من هناك.
وتقول المعلومة إنها رفضت المغادرة دون أن يتم تسليمها نسخة من محضر التفتيش، ولائحة بالمعدات التي تمت مصادرتها.

تقدمي

mederdratoday@gmail.com

الثلاثاء، 19 مايو 2009

قضية ولد زين
الحديث عن فبركة

نقل موقع "أنباء" عن "مصادر خاصة في الأمن الموريتاني" أن التحقيق في قضية الإعتداء على الصحفي بإذاعة موريتانيا محمد ولد زين، المنحدر من بلدية إبير التورس بمقاطعة المذرذرة، أسفر عن "إقتناع" الأمن بكون القضية مفبركة.

ووفق المصادر فإن تحريات قامت بها الجهات المختصة في هذه القضية أفضت إلى أن المعني هو من أتصل بأحد الأرقام الهاتفية المملوكة له، ليعلن بعد ذالك عن قصة الإعتداء عليه من طرف أشخاص لم يتمكن من معرفتهم بواسطة سلاح أبيض.

غير أن "مصادر أخرى" قريبة من نقابة الصحفيين الموريتانيين، ذهبت إلى طرح أن تلاعبا على مستوى شركات الإتصال الموريتانية وتحديدا "موريتل" أو بعض الجهات التى تعمل فى القطاعات الفنية ب"نقطة ساخنة" هي من قامت بالقرصنة على رقم شريحة الصحفي ولد زين، ويؤكد صدق هذه الفرضية -حسب هؤلاء- أن نفس الشريحة التى تأكد الأمن من أنها تعود لولد زين، مسجلة عند "موريتل " ضمن اللائحة السوداء، حيث يتحدث العديد من مستخدمي الشبكة عن تلقيهم مكالمات مهينة من نفس الرقم، ما يجعل إحتمال أن أحد أولئك القراصنة من قام بالفبركة!!.

وكانت قضية الإعتدء على محمد ولد زين قد أثارت الكثير من ردود الفعل من قبل نقابات صحفية وطنية ودولية حيث أدانتها نقابة الصحفيين الموريتانيين فور الإعلان عنها كما استنكرها بيان صادر عن منظمة مراسلون بلاحدود في وقت سابق .
وتثير مسألة الكشف من قبل جهات التحقيق الامنية عن فبركة قصة الإعتداء هذه الكثير من الأسئلة حول الهدف منها والدافع من وراءها ؟؟

أنباء

mederdratoday@gmail.com

الأحد، 17 مايو 2009

جمال ولد الحسن
هكذا كان ..

ليس من السهل بالنسبة لي أن يمر الثامن عشر من مايو دون انتباه وتوقف .. ليس إنتباه المرتاح ولا توقف الفرحان .. بل إنتباه تدبر وتوقف الحسران .. إنها ذكري وفاة المغفور له أستاذى الدكتور جمال ولد الحسن الذي يستحق علي وعلى كل من عرفه أن يعرّف الناس عليه وعلى علمه ومكانته، علّ الأجيال الصاعدة تجد فيه ـ وهو فيه ـ النموذج المتميز للمثقف الملتزم، والسفير المقنع، والوجه المضيء لبلاد يسئ لها كثير من مثقفيها وسفرائها وأبنائها .. كان المرحوم الدكتور جمال ولد الحسن -وقد عرفته أستاذا ومحاضرا وصديقا، ولولا معرفتي بقبوله وسروره بالوصف الأخير لما تجرّأت عليه ـ ملتقى لشخصيات عديدة فهو إبن بجدارة لأصالة موريتانيا ومحظرتها مضمونا وأسلوبا، فلا يكون غريبا حين يجالس كبار العلماء، أمثال الإمام بداه والشيخ أباه ولد عبد الله ومحمد سالم ولد عدود، ولا يبدوا نشازا حين يكلم مختص الفقه وفقيه القرآن أو العارف بالحديث سندا ومتنا .. وهو إبن للحداثة بسمتها وشهاداتها وألقها الفكرى والإعلامي .. وهو إبن الفصاحة ولا تكلف ثم، هو الأديب الظريف، يحفظ من الشعر أجمله وأحسنه وأكثره إبداعا، وله يد طولى في النثر وعلومه وفنونه .. وأول ما سمعت عن أبي حيان التوحيدي عند جمال، وأول ما فهمت منه عند جمال .. أما عن الشعر الشعبي ومدارسه وغرائبه وأنواع الثقافة الشعبية، فهو منافس بجدارة للأستاذين المختار و محمدن .
جمال ـ رحمه الله ـ يعرف الطبري ويروي عن ابن كثير وشيخ الإسلام ابن تيمية وأبي حامد الغزالي .. يعرف كانت Kant وينقل عن هيكل Higuel وسارتر وسينغور .. يحفظ للشيخ محمد المامي والشيخ سيديا، وهو مكتشف امبوجه العلوي، وجوانب متميزة في حياة الحاج عمر الفوتي، مفكر حركي بإمتياز، ولمن لا يعرف، فالدكتور جمال ولد الحسن صاحب وثيقة تاريخية ـ كنت ممن اطلع عليها ـ عن العمل الإسلامي وتعامله مع الفضاءات الصوفية والفروعية والسلفية .. ـأتذكر أنه في محاضرة حوارية عامة رادا على زميله ومحاوره الذي قال إنه يشم من كلام الدكتور جمال أمرا معينا- .. قال إنه لا يتعامل مع الأفكار بأنفه ولكن بعقله.
أتذكّر أنه أثناء مأدبة أقامها لنا ـ بعضا من طلابه ومريديه ـ في المملكة المغربية وبعد أن رفعنا أيدينا من الإناء، قال "لن أكون أكرم من أبي الأنبياء .. ألا تأكلون".
أتذكّر -وكان مشرفا على رسالتى لنيل الإجازة فى المعهد العالي- أننا إختلفنا فى تقويم أحداث 1966 العنصرية فى موريتانيا، فختم الجلسة قائلا "موعدنا يوم الزينة" يعنى يوم مناقشة الرسالة.
أتذكر أنه في ندوة عامة جمعته مع رئيس سابق للجمعية الوطنية، -حاول أن يتبني جمال الدين الأفغاني- قال "إننا -يعني نفسه ونوعه- أولى بالأفغانى من غيرنا، مستشهدا ب"إن أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه".

رحم الله االدكتور جمال رحمة واسعة .. كان فقيها ـ دون مبالغة ـ يحب القرآن ويفهمه..
جمع أدب العرب والعجم، يتكلم العربية عن دراية وإتقان، ويحسن الفرنسية دون فتنة أو إنبهار، وليس أميا في لغة العصر الغالبة، الإنكليزية ..


أدعوا معارف الدكتور وأصدقائه وتلاميذه وأحبائه لجمع تاجه والتعريف بخصائصه فهو يستحق والمجتمع يحتاج .. ولن ألو جهدا في الوفاء بالتزامى السابق في هذا الصدد والله المستعان.

جميل منصور

mederdratoday@gmail.com
نفي

نفى مصدر خاص فى إتصال هاتفى مع "المذرذرة اليوم"، الأخبار التى تحدّثت عن نشوب حريق فى مقر اللجنة المستقلة للإنتخابات، وأكد المصدر أن فرقة الدرك لاعلم لها بالحادث المزعوم، مشيرا إلى أن اللجنة المذكورة تواصل عملها فى ظروف جيدة، داعيا القائمين على "المذرذرة اليوم" إلى التريث والدقة فى نقل الأخبار.

وتذكر "المذرذرة اليوم" بحرصها التام على المهنية والحياد، والنقل الموضوعي لأخبار المذرذرة.

mederdratoday@gmail.com

السبت، 16 مايو 2009

حبيب ولد محفوظ
1960 - 2001

سنة 1991 مع بداية العهد الديمقراطي بدأ ولد الطايع بإستمالة رؤساء القبائل وأعطى كل رئيس قبيلة سيارة ذات دفع رباعي من نوع تويوتا كتب حبيب ولد محفوظ " بداح " عن ظاهرة " Toyotaya " تويوطايع، وأسس " فى يوليو 1993 صحيفة " القلم - le Calame " واسعة الإنتشار والتى اشتهرت من خلال عموده الأسبوعي " موريتانيد - Mauritanides "
منعت القلم من النشر ثلاث مرات وتمت مصادرتها 34 مرة، فلم يزد ذلك أهلها إلا إصرارا على مقارعة الظلم والإستبداد.
نال حبيب سنة 1995 جائزة حرية التعبير من قبل " تريبيون" فى جنيف " سويسرا ".
تشبع حدثا بأخلاق أهل إيكيدي فكان مرهف الحس موطأ الأكناف حسن السجايا عبقريا، لايعيد نفسه بل كل يوم يأتي بجديد، كان منجما من النبل والوداعة و كان ضليعا فى لغة موليير، أوتيّ ملكوتها وعرف أسرارحروفها وغريبها فكان ينام ملئ جفونه عن شواردها في حين يسهر الخلق جراها ويختصم كان يمتلك فى كتاباته أسلوبا يجمع بين بلاغة الشعر ودقة الفنان وسخرية الناقد ، فكان يكتب السهل الممتنع من لغة القوم وكان ضليعا فى الفلسفة والتاريخ والأدب وثقافة البظان كان موسوعة بمعنى الكلمة يحفظ " إغنَ ولد أحمد يوره " وولد حامد وول مكي ...

كان معاوية رغم استيائه من كتابات حبيب يحرص على قراءتها كما يقال وله طقوس خاصة في ذلك حيث كان يبعث مدير تشريفاته ملعينين ولد التومي لجلب " القلم " يجلس على مكتبه يضع علبة سجائر " الدنهيل " ويطلب قهوة ويجلس يدخن فى صمت ويمتص بأهدابه انحناءات ريشة " بَدَّاح" يقطب أحيانا ويغرق فى الضحك أحيانا ويتمطى لو طال المقال .

كان حبيب فى مقاله " موريتانيد " كثيرا ما ينتقد ولد الطايع بأسلوب مضحك على أساس أن شر البلية مايضحك، يتحدث عن ولد الطايع وهو يدخل إلى مطعم " افريسكو" وهو مطعم لبناني يقع جنب المركز الثقافى السوري فى العاصمة قبل انتقاله إلى تفرغ زينه فى التسعينات، يتناول ولد الطايع وجبة الفطور .. ، عندما يتحدث ولد الطايع عن موريتانيا وازدهارها يكتب حبيب : أن هنالك موريتانيا أخرى موازية لا نراها؛ ربما هي التي كانت تعنيها قيادتنا الوطنية .. ، ويقول إن الحزب الجمهوري كان أقرب للحزب الوحيد في الأنظمة الشمولية، ولم يكن من المستغرب أن تماثل تركيبته وقاعدته التنظيمية قاعدة وتركيبة "حزب الشعب الموريتاني " و "هياكل تهذيب الجماهير" ولعل تشابه هذه السمات جعل له خاصيتين ينفرد بهما، هما :- كونه قد سبق وجوده ماهيته "على لغة الفلاسفة الوجوديين" - وكونه الحزب السياسي الوحيد في العالم الذي لا يقوم بعمل سياسي "باعتباره حزب السلطة "، كان يسخر من ظاهرة عدم الإستقرار السياسي ويطلق على تعاقب الرؤساء " الرؤساء الرحل " على غرار البدو الرحل.

من مقولاته : إن الوزير عندنا لا بد أن يكون شخصا نكرة حتى يطمئن سيده، وقولته المشهورة : "الحرية لا تبلى إلا إذا لم تستخدم".

كثيرا ما ضحك " بداح من حوار ذلك الرجل مع الرحالة الفرنسي "سانت اكسبيري " الذى زار المنتبذ القصي فى نهاية الثلاثينات من القرن الماضي وبسبب عطب فني اضطُر لإنزال طائرته في عمق صحراء المنتبذ القصي وبعد فترة من الوحدة والإنتظار مر عليه رجل على دابته متجها لجلب الملح آنسه وقام بمساعدته إلا أن اكسبيري لاحظ أن الرجل لم تثر الطائرة اهتمامه فقال له مزهوا : هل تعرف أني بهذه الأداة الضخمة أطوي من المسافة في ساعتين ما تحتاج أنتَ لقطعه إلى ستة أشهر؟ حينها رد الرجل دون كبير اهتمام بالطائرة:- وفي بقية الأشهر الستة ما ذا تفعل ؟ - ذلك ما يسميه الباحث "تيودور مونو" "الزمن الكوني " زمن المنتبذ القصي - وفى البحث عن الطريقة التى تفاهم بها الرجلان فإن سانت اكسبيري لا يُرجَّح أن يكون يعرف العربية = الحسانية ومن هنا فالراجح هوأن يكون الرجل يعرف الاثني عشر فعلا التي يقول " بَداحْ " إنها كانت ميزة ظهور الفرانكفونية الموريتانية وسببا أصليا في سوء تفاهم أوربي موريتاني مستديم؟

المشهد

mederdratoday@gmail.com
إكيدي

" إِگِـئْـذِ " بالصنهاجية تعني الآبار الطوال بعيدة الماء لينة التراب سريعة الإنهدام، وإيگيدي استوطنته مجموعة " تشمشه " منذ قديم الزمان، فكان الحاضن لكيانها والمنظم لمنظومة قيمها المعروفة بإتگيدي، ويتماهي اتكيدي مع الدّيمين، الذى تؤسس له مأثورات منها أن : " استدمين ثلثين منُّ السَّبْلَ و الثلث لَوْخَرْ الاَّ السّبل، ولِمْرُوَّ تَعْكَبْ الصبر، والكذب احرام والحگ ماينگالْ، و إلِّ گالْ إل فاخلاگ ما يبگ فأخلاگُ شِ "، مالاهي يخْسرْ شِ ويلا اخسرْشِ ما اخْسرْ شِ".

يقال لطبع أهل إيگيدي طبع مُضَّغ القتاد ويقول بداه ولد البصيري رحمه الله لأمر يحتاج التؤدة : " هاذ لابدَالُ من حد گط اسَّـدَّرْ ف " ايروار " يقصد القتاد، و قد تميزت هذه المنطقة باعتدال المناخ و انتظام المواسم، فهي متاخمة للمنطقة الساحلية المنفتحة على المحيط الأطلسي غربا، ويحدها من الجنوب نهر السنغال، و تطل عليها مشارف الصحراء شمالا، فهي متصلة بالمنافذ التي تمر بها المعاملات التجارية، و تتوفر فيها تنمية المواشي بأنواعها لما فيها من الماء العذب والكلأ الطيب والمناخ الصحي، و تزخر بغابات القتاد ذات الصمغ العربي، وهي أيضا متاخمة للمناطق الزراعية الممتدة على ضفاف نهر السنغال، و تستفيد من الممالح المتوفرة بكثرة على المحيط الأطلسي، ويوصف إيگيدي بأنه على شكل سمكة تمتد من المذرذره وبوسدرة جنوبا إلى تندكسم و تندْ أعمر " احسي السعادة " شمالا، ومن تنيخلف شرقا حيث استكف بالغاب العرا إلى بو نبيبيقه غربا، إلى تنچغماماچك وآمنيگير في الشمال الشرقي، إلى تمغرت في الشمال الغربي، على قسمين، في قسمه الشمالي ينبت شجر السيال الطلح، وفي قسمه الجنوبي ينبت شجر القتاد أيروار، و أما من ناحية التضاريس فهو سهل منخفض المستوى تتخلله كثبان ثابتة تفصلها كهوف ووهاد متفاوتة في العمق و الاتساع.

المشهد

mederdratoday@gmail.com

الخميس، 14 مايو 2009

ولد ميسرة وموريتل

لم يكن سليمان ولد العيد ولد ميسرة ذو 18 ربيعا يتوقع أن يحمل إليه إتصال هاتفي خبرا يفيد بحصوله على سيارة رباعية الدفع مقدمة كهدية من طرف شركة "موريتل موبيل".

سليمان، تلقى الإتصال مساءا وهو داخل قاعة الدرس بثانوية المذرذرة، يتلقى تعليمه فى ظروف خاصة، تجعله يتوقع كل شيئ غير الحصول بهذه السهولة على سيارة لم يكن إلى وقت قريب يحلم بأن يكون أحد ركابها ولو على سفر عابر.

لاتزال حتى الساعة علامات الحيرة بادية على وجه سليمان الذى ضرب مواعيد عدة مع"المذرذرة اليوم" دون أن يكتب لها الإلتقاء به إلا بعد أيام ، وبصعوبة بالغة، بسبب إنشغالاته العدة وبرنامجه المشحون

يقول سليمان- ويضيف :"فى ذات مساء وأنا فى قاعة الدرس أرقب عن كثب بطحاء المذرذرة، تلقيت إتصالا هاتفيا من شركة موريتل، أبلغتنى بحصولى على سيارة كهدية من الشركة، وقد تفاجأت لدرجة كبيرة جدا، حيث ظننت فى البداية أن الأمر يتعلق بمزحة من أحد الأصدقاء".
ويضيق سليمان فى حديثه ل"المذرذرة اليوم" -التى انتظرت ثلاثة ايام لتلتقى به- "أنا من مواليد المذرذرة سنة 1990 وأتابع دراستى فى ثانوية المذرذرة، الفصل الخامس علمى مزدوج".

وسيحتاج سليمان إلى عدة أسابيع، وربما أشهر لتعلم السياقة والحصول على رخصة سياقة، حيث لم يكلف نفسه فى السابق عناء ذلك.

وينحدر ولد ميسرة من أسرة محدودة الدخل، وهو ما دفعه إلى أن يستغل أوقات الفراغ لمزاولة عمل فى أحد محلات بيع الأشرطة وإصلاح اللآلات الموسيقية.

ولاشك أن صاحب الحظ فى حيرة من أمره، أيبقي السيارة لنفسه ليحقق أحلاما طالما راودته؟ أم أن الحلم الوردي لسيلمان الذى تحقق بغتة سيصطدم بصخرة الواقع المر؟؟

تقرير
إمام الدين ولد أحمدو

mederdratoday@gmail.com
إعتداء على ولد زين

تعرض الزميل محمد ولد زين –المنحدر من مقاطعة المذرذرة .. بلدية إبير التورس- الصحفي بإذاعة موريتانيا ورئيس تحرير صحفية "الوطن"، وأحد الأوجه الثقافية العاملة فى مجال المسرح فى البلد، وعضو فرقة التواصل المعروفة، تعرض لإعتداء من قبل مجهولين قرب الإذاعة الوطنية، حيث أصيب إصابات بالغة.
وكان ولد زين قد تعرض لتهديدات عبر الهاتف، من رقم مخفي، وبعد أن قدم نشرة الثامنة مساء في الإذاعة الوطنية، إتصل به شخص وطلب لقاءه قرب الثانوية الوطنية المحاذية للإذاعة، وأكد له أنه مع صديق لهما ينتظرانه، وعند وصوله إلى الساحة المحاذية للثانوية الوطنية، هاجمه ثلاثة أشخاص كانوا داخل سيارة، وإنهالوا عليه ضربا بالعصي، وطعنوه بسكين في اليد اليسرى، حيث أصيب بجرح بالغ، وكان بداخل السيارة سيدة تحرضهم على ضربه وقتله.
ولاذ المهاجمون بالفرار، وتركوه مغميا عليه، قبل أن يقوم زملاؤه في الإذاعة بنقله إلى المستشفى الوطني، وقد فتحت الشرطة تحقيقا في الحادث.

mederdratoday@gmail.com

الأربعاء، 13 مايو 2009

ولد عبد العزيز وولاية الترارزة
المذرذرة نموذجا

لقد وجد أغلب ساكنة الترارزة التكتليون في موقف أحمد ولد داداه الداعم للإنقلاب، رفعا للحرج فيما يتعلق بدعم العسكر، وفرصة نادرة للتصالح مع النظام الذي بدون التصالح معه لا سبيل للحصول على مكاسب هم في أمس الحاجة إليها، فإنبروا في تأييده، ونظموا المسيرات الحاشدة لذلك، تدفعهم الرغبة في الحصول على موقع مؤثر في النظام الذي بدأ يتأسس حينها، كما تدعمهم التوجهات الرامية للثأر من الرئيس السابق، الذي لم يغفروا له ما يرون أنه إغتصاب لسلطة هي مكسب شرعي لرئيس حزبهم، كما دعمتهم في ذلك أغلب التشكيلات الأخرى التي كانت بالطبيعة في صف العسكريين وفي صف مرشحهم، ومع التراجع الكبير فيما يتعلق بالتلطيف الأولي للأسعار، ومع مضي أشهر عديدة على النظام الحالي الذي لم يقطع خطوات ملموسة على طريق حل المشاكل المزمنة للولاية، ومع إشتداد تأثيرات هذه السنة الشهباء على المواشي التي هي في الغالب أداة للإنتاج في الولاية، ومع محصول زراعي دون المستوى، ومع الطلاق البائن لزعيم المعارضة مع النظام، وجد الكثيرون أنفسهم في حل من دعم نظام لم يجنوا من تأييده أية مكاسب شخصية، كما لم يحقق مكسبا معنويا لقيادتهم الحقيقية، ومع أن بعض شخصيات الولاية التي كانت محسوبة على المعارضة التكتلية قد ولّت وجهها شطر المرشح ولد عبد العزيز، إلا أنها لم تستطع في الغالب الذهاب إلا بآحاد لا يمثلون سوى النزر القليل من سكان الولاية.

مقاطعة المذرذرة التي كانت إبان الرئاسيات الماضية أقرب المقاطعات إلى مرشح النظام، والتي كان نائبها ينتمي إلى الأغلبية، بدّلت، وتوجّهت وجهة مغايرة للنظام، خصوصا مع إنضمام النائب لتوجه الممانعة الذي يتخندق فيه منذ فترة مرشح التكتل الذي نازله بقوة في النيابيات الأخيرة ولم يستطع تجاوزه إلا بصعوبة، هذا فضلا عن تغير وجهة بلدية ابيرالتورس، مع الموقف الراديكالي لببّها ولد أحمد يوره، وهي بلدية هامة قيل إن نتائجها كانت هي التي حسمت الموقف لصالح النائب الحالي.

وهكذا فإن ولاية الترارزة التي بها خزان إنتخابي كبير يناهز خمس اللائحة الانتخابية الوطنية، ما تزال قاعدة قوية، وقلعة صامدة من قلاع المعارضة، ومن المؤكد أن المرشح الأقوى ولد عبد العزيز، سيجد صعوبات بالغة فيما يتعلق بحسم أمرها لصالحه، وإن كانت مقاطعة السيد أحمد ولد داداه للإنتخابات في صالح ذلك المرشح، ذلك أن غياب مرشح الولاية سيخلف فراغا قد يدفع المناضلين لملئه بأي شيء، ولعل ولد عبد العزيز أقرب الخيارات دون أن نجزم بأنه سيكون في صالحه تماما، ذلك أن الحملة، ووضعية عدم تقرير أي موقف، قد تدفع في إتجاه إحتمالات أخرى غير محسومة وغير محسوبة.

عبد الفتاح ولد باب

mederdratoday@gmail.com
حريق في مقر لجنة الإنتخابات

أفاد مراسل المذرذرة اليوم، فى مدينة المذرذرة، أن حريقا شبّ، فى مقر اللجنة المقاطعية للإنتخابات فى مقاطعة المذرذرة، وأكد المراسل أن ألسنة اللهب إلتهمت كل المقتنيات والملصقات الإعلانية التى كانت اللجنة تستعد لتوزيعها، فى إطار الإستعدادات الجارية لتنظيم الإنتخابات الرئاسية، التى يعد المجلس الأعلى الحاكم لتنظيمها من جانب واحد فى السادس من يونيو القادم.

وإستبعد المراسل أن يكون الحادث تخريبيا، ورجّح أنه عائد إلى تماس كهربائي فى مقر اللجنة.

يذكر أن مقاطعة المذرذرة لاتوجد فيها أي وسائل قادرة على إطفاء الحرائق، وهو ما يعتبره البعض أمرا بالغ الخطورة، يجب على السلطات إيجاد حل له.

mederdratoday@gmail.com
نفوق أبقار ببلدية الخط

أكدت مصادر رسمية اليوم، ظهور أمراض في صفوف الأبقار، خاصة في بلدية الخط بمقاطعة المذرذرة..
وأوضحت أن المنمّين يشكون من غلاء أسعار علف المواشي الذي بلغ في السوق حوالي 5000 أوقية للخنشة من فئة 50 كيلوغرام و 100 ألف أوقية للطن الواحد.

وأوضح المصدر أنه مع بداية موسم الحر في موريتانيا بدأت ولاية الترارزة تعاني هذه الفترة من شح ملحوظ في الغطاء النباتي، مما أدي إلي نزوح العديد من المنمّين إلى ولايات لبراكنه، وغورغل، وجمهورية السنغال المجاورة، بحثا عن الكلأ والمرعى.

وفي تصريح صحفي، أكد رئيس مصلحة البيطرة بالمندوبية الجهوية للتنمية الريفية بالولاية، ظهور مرض طفيلي معدي يسمي محليا ب "بوكعاره"، ينجم عادة عن حالات سوء التغذية.
وأضاف أن الوباء أدى حتى الآن إلى نفوق بقرتين في الخط وأن أربع بقرات تحت الرقابة الصحية في نفس المنطقة.

و تتميز ولاية الترارزة بطابعها الرعوي و الزراعي، حيث تتوفر على ثروة حيوانية هامة، منها أزيد من مائة وعشرين ألف رأس من الأبقار، تشكل موردا إقتصاديا لشريحة هامة من المنمّين في موريتانيا.

الأخبار

mederdratoday@gmail.com

الخميس، 7 مايو 2009

العلاّمة بدّاه ولد البوصيري
1915 - 2009

العلامة محمد بن البصيري ، اشتهر بلقبه " بَداه "، المفتي العام في موريتانيا منذ الإستقلال عام 1960، و إمام جامع الملك فيصل الكبير في وسط العاصمة نواكشوط.

نشأته و طلبه للعلم
ولد الشيخ سنة ( 1337 هـ )، و نشأ في بيئة علمية، فحفظ القرآن و هو ابن سبع سنين، وحصل على سند في قراءة الإمام نافع بروايتي قالون و ورش، و سند في قراءة ابن كثير، ثم اشتغل بتحصيل العلم على مشاهير علماء بلاده.
أهم شيوخه
أخذ الشيخ " بَداه " العلم عن علماء معروفين في قطرهم منهم .. الشيخ محمد سالم بن آلما المتوفى سنة ( 1383 هـ )، والشيخ محمد بن المحبوبي المتوفى سنة ( 1385 هـ )، والشيخ محمد عالي بن عبد الودود المتوفى سنة ( 1387 هـ )، والشيخ المختار بن أبلول المتوفى سنة ( 1398 هـ )،

ثناء العلماء عليه
جاء في تقريظ العلامة المختار بن أبلول لكتاب " أسنى المسالك " للشيخ " بَداه " ما نصه .. ( إنه الإمام العلامة المتقن ، ناصر السنة، قامع البدعة ).
وقال عنه الشيخ محمد أحمد بن عبد القادر القلادي .. ( إنه العلامة الجليل النبيل، الذي ليس له فيما يعانيه من مثيل، ولا يكون له به كفيل، وما ذاك إلا لخلو البلاد ممن يدانيه، ولا قريب من مبانيه، لقيامه بالسنن عندما أميتت، وإماتته للبدع بعدما أبيحت ).
و قال عنه صاحبه وتلميذه العلامة محيي الدين محمد بن سالم بن المفتي .. ( إنه العالم المحقق، قامع الباطل بالحق، ودافع الشبهة بالحجة، الداعي إلى الحق، المتمسك بالكتاب والسنة ).
و قال عنه صديقه الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله .. ( هو العالم الصالح السلفي، الذي نفع الله به أهل بلده ).

مؤلفاته
للشيخ " بَداه " رحمه الله مصنفات عديدة، في مختلف أبواب العلم وأهمها:

أولا : العقيدة
1– " تنبيه الخلف الحاضر على أن تفويض السلف لا ينافي الإجراء على الظواهر "
2 – " الدر النضيد في علم الكلام و حقيقة التوحيد"
3 – " تنبيه الحيارى و تذكرة المهرة في الجمع بين أحاديث الفرار و النهي ولا عدوى ولا طيرة"
4 – " تنبيه الجماعة على أحاديث أشراط الساعة"
5 – " الكتائب الشرعية في صد هجوم القوانين الوضعية "

ثانيا : في اتباع الكتاب و السنة و ذم التقليد
6 – " أسنى المسالك في أن من عمل بالراجح ما خرج عن مذهب الإمام مالك"
7 – " القول المفيد في ذم قادح الاتباع و مادح التقليد"
8 – " القول المبين في الرد على من قال بالتزام مذهب معين"
9 – " الحجر الأساس لمن أراد شرعة خير الناس"
10 – منظومة "الانتصار للسنة "
11 – " القول السديد في الرد على أهل التقليد "

ثالثا : في الفقه
12 – "حاشية على مختصر خليل بن إسحاق المالكي"
13 – "منح الجليل فيما عارض المختصر بالدليل"
14 – "رسالة في الرد على القائلين بإرسال اليدين في الصلاة"
15 – "تحفة الكرام في بيان الحلال و الحرام"
16 – "تنبيه الأنام على مشروعية القراءة حال جهر الإمام"
17 – "الحجج المتكاثرة في صحة السجود في الطائرة"
18 – "رسالة في الأشياء التي أجمع العلماء على إخراج الزكاة منها"

رابعا : في الأصول
19 – " نيل السول في مبادئ الأصول"
20 – "مبادئ الرسوخ في معرفة الناسخ و المنسوخ"
21 – "تذكرة الراسخ في معرفة الناسخ و المنسوخ"

خامسا : في السيرة
22 – "تحفة الولدان في سيرة خير بني عدنان"
23 – "إتحاف ذوي النجابة في مشاجرة الصحابة"
24 – "إسعاف الظرفاء في تاريخ الخلفاء"
25 – "الهدية المرضية في الفرق بين الغزوة و البعث و السرية"

وجميع هذه الكتب غير مطبوع، و بعضها مكتوب على الآلة الكاتبة، ما عدى كتاب "تنبيه الخلف الحاضر".

mederdratoday@gmail.com

الاثنين، 4 مايو 2009

إنتصار القبيلة
وإنهزام الدولة والأيديولوجيا

سماؤنا ملبدة –هذه الأيام- بغيوم كثيفة، وسط جو سياسي متوتر غاية؛ حيث أماطت القبيلة اللثام، وكشّرت عن فمها الأدرد الأبخر، ووجهها القبيح.

القبيلة سبق وأن أثخنت أيام الحكم العسكري -المباشر غير المزركش- وقُلّمت أظافرها إلى حد كبير، فتعسّف العسكريون بإسم الدولة، وكدنا نحسّها ونشعر بها ونخاف عذابها الأليم غير المأمون، حيث لا قبيلة تحمي، حتى أن "معاوية ما قبل 89" كان يندد جهارا ب"لقبيلات" ثم أطل من جديد الثالوث المشرع للقبيلة، والمؤصّل لثقافتها -القصر- رجال المال- شيوخ العشائر والطرق والمحاظر- ليتلقف المثقفون القبيلة ويذللون بها كل صعب، واضعينها محل الدولة؛ فهي توظف وتؤمّن نهبة المال العام ومرتكبي جرائم التعذيب وجميع الرذائل حتى تلك التي ينص على حرمتها مشهور وراجح "مذهب مالك"، فأصبحت سرابيل تقي من عاديات "العدالة".
فليس غريبا في ظروفنا الراهنة أن نجد أستاذا في الجامعة يندب حظ قبيلته العاثر بسبب حيف الوظائف الممنوحة لها؛ كل ذلك أمام طلابه، وأن نجد إماما أو خطيبا يشرّع للقبيلة مستشهدا بالآية الكريمة -... وقبائل لتعارفوا- مفرغا إياها من مضمونها المعرفي، وسياقها الخبري، وأن نجد مثقفا ذربا علّ من نخب فكر ماركس، ونهل من معين نظريات آدم اسميث، وحفظ طرر ميشل عفلق، وتعليقات حسنين هيكل، وشروح شروح شطحات القذافي، و"إستظهارات" لينين وماو، ومع ذلك فهو أكثر قبلية ودفاعا عن ذمارها والتغني بأمجادها –إن كان لها أمجاد- من عمْرو بن كلثوم التغلبي، والأحنف بن قيس التميمي.
أي مثقف منا الآن لا يحفظ مقطعا من "اتهيدين" العشيرة الحقيقي -اتهيدين قبائل العرب-، أو المزيف -اتهيدين قبائل الزوايا- الذي أصبح موضة، ينفق المحظوظون من "الغنيمة" على تشجيعه وإنتاجه من المال العام الذي تولوه بإسم القبيلة ومن أجل إكرامها .. يجب التعريف بها وكتابة تاريخها والتغني بمجد موهوم بإسمها!.

أي من مثقفي العشائر يقبل بألا "اتهيدين" لقبيلته ويستطيع أن يقول إن "اتهيدين" خاص بذرية "مغفر" دون غيرهم من المستعربين سواء بالثقافة أو ب"الدم" وقليل ماهم.

وأن العرب من بني حسان لم يكونوا ينفقون على المادحين من المال العام، بل من أموالهم الخاصة لأن جبلّتهم الكرم.

جو هذه السنة أصبحنا فيه أكثر صراحة في تمجيدنا للقبيلة من ذي قبل؛ فما كان كلام معارضة أصبح دعاية إنتخابية تمارسها المعارضة والحكومة على حد سواء، شرّعه الساسة المتنافسون على كرسي قيادة البلد والصحافة -قائدة الرأي كما ينبغي- في صمت لبقية مكونات المجتمع المدني.

وقديما قال "الفقه المالكي!" إن الصمت قبول إستئناسا بأثر "قبولها صمتها".

فلا تكاد تقرأ منشورا، إلا وطالعتك العبارات السخيفة والمقززة والمتخلفة .. مجموعة بني فلان في الولاية كذا تعلن مساندتها للمرشح فلان! والمفكر فلان أو الأستاذ الجامعي فلان فوضته القبيلة كي يكون مفاوضها والمتحدث باسمها!

وأن فلانا هو جامع تبرعاتها، دون ذكر لمن سيتولى تقسيم الغنيمة التي هي مهماز كل شيء.
إنتصار القبيلة علينا في آخر المطاف دليل على إفلاس النخب السياسية وعجز الفكر الأيديولوجي عن ترسيخ ثقافة الدولة.

أين -مثلا- حركة الحر المتشدقة بمنافحتها عن قضايا العبيد المضطهدين والفقراء المنبوذين؟

لمَ لا تقول إن القبيلة عودة إلى نظام كان سبب الوضع المزري الذي تعيش فيه الشرائح التي تدعي الكفاح من أجل إنصافها؟

وأين الماركسيون الأمميون بكل مدارسهم .. أعداء الشوفينية القومية ودعاة الأممية؟

أين المنجل والألوان المتشابكة التي يرمزون بها إلى فكرة اللاشوفينية والتعاضد والمساواة والإنصهار؟

لمَ سكوتهم، بل دخولهم في تحالفات توقع بيانات بإسم ليس إسم القومية الضيقة فقط، بل القبيلة الصغيرة جدا؟

وأين القوميون المخلصون، دعاة توحيد كل الأقوام التي تكتب من اليمين إلى اليسار؟

أيقبلون الإنضمام إلى ألوية حروب بني ضمضم وبني جشم الانتخابية؟

بل أين دعاة توحيد أمة "إذا إشتكى منها عضو" من "جاوا إلى بانجول، ومن تنجانيقا إلى مروا"؟

وأين هم الليبراليون المنافحون عن العولمة، والقرية الكونية الواحدة، والإندماج بين الثقافات؟

أين هم من ثقافة القبيلة الصغيرة هذه الأيام؟ لمَ يوقّع مشاهيرهم البيانات بإسمها ؟

الكل إنهار أمام القبيلة وبدا كذوبا؛ فلا مدافعين هم عن العبودية، بل هم قبليون يوظفون مسألة العبيد.

ولا هم ماركسيون، بل هم قبليون مهمشون.

ولا قوميون، بل هم محبطون يبحثون عن الشهرة.

ولا إسلاميون، وإنما هم متمذهبون عشائريون، وليس هناك مثقفون ليبراليون هذه الأيام، وإنما جشعون يجمعون بإسم القبيلة ويدافعون عن مصالحهم من خلالها للوصول إلى الأهم، إلى "الغنيمة".

إنتخابات هذا العام، إنتخابات القبائل بإمتياز؛ فقد فازوا على دعاة الدولة الذين خسروا الرهان، وأصبحوا تائهين، رغم أن حفنة منهم ستبقى تحلم حلما كبيرا إسمه "الدولة في ظل سيطرة القبيلة".
المضحك حقا أن العرب قديما إقتتلوا من أجل أن تبقى قريش في الحكم كي يؤسسوا دولة.

أما نحن فإن كل المترشحين يعتقدون جازمين أنهم من "قريش"، وكل القبائل من قريش، وحتى الزنوج أصبحوا من قريش حسب "الأيركيولوجي" ولد احمين أعمر.
في دولة القبائل كل الناس من قريش، وقريش تنافس قريشا من أجل تقويض الدولة والعودة إلى القبيلة، أما السكان الآخرون-ذوو الأصول الزناتية والبافورية والماندينغية والطوارقية- فإنهم عندنا من ذؤابة هاشم وخياشيم مضر الحمراء.
ليت أحدهم وقّع بيانا بإسم مملكة غانا أو حاضرة أوداغوست أو مملكة التكرور أو كفر البافور؛

وقال لنا : "أنا مواطن من كل هذه الدول والحضارات والأعراق، ... وأساند مرشحهم الموحد الذي أحسه، وأفتخر بالإنتماء إليهم جميعا، وأرجو أن يفوز مرشحهم المسمى بالماندينغية: غانا، وبالآزيرية: آوكار، وبالبافورية: آزوكي، وبالولفية: والو والو، وبالتكرورية: فوتا، وبالصنهاجية: المرابطون، وبالعربية: دولة المغافرة.. وبكل هذه اللهجات: موريتانيا".

حتى تكون دعوته تعني ضمنيا مفهوم دولة الكل، عندئذ لاستبشرنا بأن أركيولوجيا -من فصيل غير فصيل ولد احمين أعمر .. أوسع ثقافة وأكثر علمية وأقل تأدلجا- بحث لنا عن دولة، لا قبلية ولا قومية، رغم أنه لا أحد منا يحب الإنتماء إليها، أو أن يعتبر نفسه إمتدادا لها في هذا الظرف على الأقل.

سيد محمد ولد جعفر

mederdratoday@gmail.com

السبت، 2 مايو 2009

المحامي أحمدسالم ولد محمد إمبارك
في مقابلة خاصة مع المذرذرة اليوم


أحمد سالم ولد محمد أمبارك، أحد الأوجه الشبابية البارزة فى مقاطعة المذرذرة، ينتمي لما يمكن أن يطلق عليه "تيارالممانعة"، تمسّك بمواقفه المعارضة لنظام ولد الطايع رغم الإغراءات والضغوط، ولايزال حتى اليوم متمسك بمواقف واضحة من الطبقة السياسية فى البلد، وفى مقاطعة المذرذرة على وجه الخصوص.
يعتبر ولد محمد امبارك كذلك أحد أكثر الوجوه الشابة فى مدينة المذرذرة ثقافة وإطلاعا، ويعمل اليوم محاميا لدى المحاكم الموريتانية.



المذرذرة اليوم: نود أن تتفضلوا بتقديم قراءة للوضع السياسى الراهن فى مقاطعة المذرذرة، ونظرتكم لما يجرى داخل الساحة السياسية؟

الأستاذ أحمد سالم: شكرا علي إتاحة الفرصة، أعتقد أن الوضع السياسي في المذرذرة في مرحلة حرجة من التاريخ السياسي المعاصر في المقاطعة، لأن المذرذرة هيمنت عليها قوى تقليدية ورجعية لفترة طويلة، قوى بطبيعتها مؤيدة للمخزن، مطبّلة ومصفّقة لخياراته وقراراته، أحادية الطرح، ولا تخدم بتوجهاتها المصلحة العامة بقدرما تخدم مصالح شخصية ضيقة، وكل همّها هو إستغلال الجماهير ومعاناة الشعب، كما هو حال الوضع الذى كان سائدا في فترة الحكم الإستثنائي لمعاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع والحزب الجمهوري.
بعد تغيير 3 أغسطس 2005 والفترة الإنتقالية، ولد جيل جديد من المثقفين والسياسيين في المذرذرة من مختلف المشارب السياسية، تكتل القوى الديمقراطية، التحالف الشعبى التقدمي، حاتم، وحتى الشخصيات المحسوبة علي ذلك الطرح القديم، كان من بينها شباب يحمل رؤية وتوجه جديد يخدم المذرذرة، وأعتقد أن تلك الإنجازات التي إستطاع الجيل الجديد تحقيقها، والوجود الفعلي في الساحة السياسية بالمذرذرة، مكسب يجب أن يدافعوا عنه بطريقة تضمن المحافظة عليه تفاديا للتراجع والعودة إلى الوراء، وقبول مرحلة إستثنائية يغيب فيها صوت الشباب المثقف، ويغيب فيها الهمّ العام، وتطغي المصالح الفردية والتملق والتصفيق لكل مايصدر من الدولة والجهات الرسمية، إلى غير ذلك من معالم تلك الفترة التى نرفض العودة إليها.
وبخصوص رؤيتي الشخصية للوضع الوطني، طبعا الساحة المحلية تشهد تفاعلا مع الوضع الوطني العمومي وأعتقد أن الإنقلاب العسكري الذي حصل في أغسطس 2008 إستطاع نتيجة لقلة مسؤولية جهات في الطبقة السياسية، أن يحشد الدعم في النخبة السياسية وفي الأطر و المثقفين، وأنا شخصيا عبّرت عن إستيائي في يوم الانقلاب، من تأييد الحزب الذي أنتمى إليه -تكتل القوى الديمقراطية- للإنقلاب، ووصف بعض زعمائه له بالحركة التصحيحية، ولا يمكن أن يوصف إلا بالإنقلاب، فيما بعد حاول الحزب تصحيح الخطأ، وأعتقد أن السبب الأساسي لموقفهم الأول عائد إلى أن الحزب لا يملك رؤية سياسية حقيقية، ومشروعا سياسيا متكاملا ووطنيا، بقدرما هو عبارة عن تجمّع لكثير من المتناقضات، والشخصيات من مشارب مختلفة لا يجمعها إلا نقطة اللقاء بشخص أحمد ولد داداه، بإعتباره رئيس الحزب، وبالتالي هناك تفاعلات وتجاذبات، وفي كل فترة تطغي إحدى هذه التفاعلات والتجاذبات على الموقف العام والرأي العام للحزب، ويسيطر تيار على حساب تيار آخر، وأعتقد أنه في الأيام الأولى للإنقلاب كانت الرؤية المهادنة للمخزن، الرؤية النفعية المتمصلحة الضيقة، هي المسيطرة، إلا أن هناك أصوات قوية، ومواقف شجاعة في الحزب، ظلت تدافع بإستماتة عن الشرعية، وتؤكد أن الحزب يجب أن يتحمّل مسؤولياته التاريخية في مواجهة هذا الوضع، وإستطاعت في النهاية أن تكسب الرهان، لأن غالبية اللجنة الدائمة وغالبية أعضاء المكتب التنفيذي للحزب أصبحت لديهم رؤية واضحة لرفض أجندة العسكر، ورفض الطرح الأحادي، صحيح هناك إختلاف مع جبهة الدفاع عن الديمقراطية، لكن هناك إتفاق على العناصر الأساسية، وهذا شيء مهم ويمكن أن يخدم البلد ومصلحة الديمقراطية في موريتانيا.
أعتقد كذلك أن مسألة الدفاع عن الديمقراطية يجب أن تكون قضية كل الديمقراطيين في موريتانيا مهما كانت مشاربهم وتوجهاتهم وأحزابهم السياسية، لأنه وكمثال على ذلك وفي الديمقراطيات العريقة ما حدث في فرنسا سنة 2002 كان هناك مرشح من اليمين المتطرف معروف بأطروحاته العنصرية الإستبدادية إستطاع أن يصل إلى الدور الثاني مع مرشح اليمين المعتدل -جاك شيراك-، فالأعداء السياسيين والفرقاء التقليدين، أعني اليسار الفرنسي الديمقراطي، إحتشدوا وأيّدوا شيراك، للوقوف في وجه التطرف والعنصرية التي يكرسها جان ماري لوبين، مرشح اليمين المتطرف، وهذا يعنى أن الدفاع عن الديمقراطية مسؤولية الجميع، وعندما يكون هناك تحد أو خطر على الدستور أو الشكل الجمهوري للدولة، فهذه تعتبر نقطة حمراء يجب على الجميع مهما كانت مشاربهم السياسية التوحد في خندق واحد للذب عنها، ويجب أن ننسي الخلافات الشخصية المتعلقة ببعض الحساسيات من أن بعض الأحزاب أو الشخصيات دعمت المرشح سيدي ولد الشيخ عبد الله على حساب رئيس التكتل أحمد ولد داداه، هذه أمور ثانوية متجاوزة، لأن خطر الوضعية وإلحاح الموقف وإحراجه يفرض تضافر الجهود وتجاوز الكثير من الخلافات، ولو كانت الطبقة السياسية بحجم المسؤولية، وبادرت منذ الوهلة الأولى إلى هذا الأمر، لما إستطاع العسكر التفكير في البقاء في السلطة.
أعتقد أن صراع الخير والشر قديم، ويجب على السياسي كما يجب على المسلم المؤمن أن يتحلى بالأمل والصبر وأن يتحلى بالإيمان أن ما هو صالح ونافع محكوم له بالبقاء، وأن ما هو ضار من أفعال ومصالح ضيقة وتملق ونفاق سياسي وما إلى ذلك أمور سيحكم عليها التاريخ بالزوال ويجب أن لا ننسى فترة ولد الطايع 20 سنة من النفاق والتصفيف والتطيبل، إلا أن ذاكرة هذا الشعب ذاكرة ضعيفة وعودته إلى الوراء يمكن أن تكون بسرعة.
وأنا شخصيا متمسك بإيماني أن هذه الدولة يمكن أن تنجح فيها التجربة الديمقراطية، وأن تناقضات البلد وخصوصيته الثقافية والعرقية تقتضي الديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان، وتقتضي أن من يقرر مصالح هذا البلد، ومن يحكم هذا البلد ومن يشرع في هذا البلد يجب أن يخرج من إرادة الشعب ومن صناديق الاقتراع.

المذرذرة اليوم: كما أشرتم إلى ذلك، إنقلاب 3 أغسطس شكل منعطفا في الحياة السياسية بالمقاطعة التي شهدت حينها صراعا حادا بين المترشحين وتبدلا فى الولاءات، ألا ترون أنه بعد انقلاب 6 أغسطس بدأنا نعود إلى نقطة البداية، تيار واحد يسيطر والبقية تتفرج؟

الأستاذ أحمد سالم: لا أخالفك الرأي، صحيح أن إنقلاب 3 أغسطس شكل خارطة سياسية جديدة في المذرذرة، لأن وجهة نظر المعارضة كانت مغيبة، وكل الإستحقاقات التي نظمت في فترة ولد الطايع -سواء كانت نيابية أو بلدية أو رئاسية- كان نصيب المعارضة فيها ووجهة النظر المعارضة شبه معدومة، وقد إستطعنا أن نحقق نتائج هامة بإقتناع الشباب واقتناع النخبة في المذرذرة بجدية المرحلة، وتجاوزهم للكثير من المسلكيات القديمة، وفي هذا الإطار أثمن مبادرة قام بها بعض الشباب كان على رأسهم صديقي وأخى "محمد ولد دمبا كلو" تتعلق برفض الطرح القبلي في السياسة، وفصل المواقف السياسية عن الولاءات القبلية، وإستطعنا أن نحقق ذلك بالتحلّي بالإيمان والصبر والكفاح.

ومن الملاحظ أنه فى هذه الفترة الأخيرة، لم تتمكن النخبة الشابة من الحفاظ على الوحدة واللحمة التي كانت تحققت إبّان إستحقاقات الفترة الإنتقالية، وبدأت القوى السياسية المهيمنة، والقوى القبلية تتدخل وتسعى إلى تفكيك صفوف الشباب، وإستهداف بعض الجهات، ولكن أعتقد أنه إذا توفرت الإرادة لدى الجميع، فمن الممكن المحافظة على تلك المكتسبات.

وأدعو جميع من يتصفح هذه الصفحة الألكترونية -أنتهز الفرصة لأشكركم عليها- أدعوهم إلى لفتة من أجل الوضع السياسي في المذرذرة، من أجل موقف شبابى حازم من الوضعية والصراعات المحلية، إلى أن تكون هناك رؤية تقدمية ديمقراطية ومنفتحة، بعيدة عن التطرف وعن الصدامات والصراعات الضيقة.

mederdratoday@gmail.com