مسرح غنائي لمعركة وهمية
إهتزت الأرض تحت رسف أقدامهم، وتحرّكوا في موكب راقص على إيقاع أوتار آلة "الكيتار"، فيما تفرّقوا في ميدان المعركة .. فريقان صوّب كل منهما سلاحه تجاه الأخر؛ وعلت صيحات التشجيع من المتفرّجين .. سيناريو معركة الدفاع عن الحمى، وأدوات المعركة مدافع خشبية.
هي إحدى الرقصات الشعبية القادمة من ضفة النهر، تؤديها فرقة "إسبينيّات" المشهورة، يكتمل سيناريو "المعركة" بحوار تمثّله كلمات الأغنية.
تلك الأغنية التي تحكي إصرار "الجنود" على "النصر" في المعركة، معركة على ما يبدو بين طرفين يتصارعان على من يرد البئر أولا .. وقديما كانت صراعات المياه سببا رئيسيا في معارك وحروب حقيقية.
النساء على هامش المعركة، يحملن أوعية، ويردّدن "لميلح دنّ نشرب منُ" .. هو مقطع من الأغنية، لتشجيع "الفرسان" على النصر .. وقديما أيضا كانت حناجر النساء، السبب الرئيسي في موت الرجال في المعارك، وفي نجاتهم أيضا.
تنتهي المعركة نهاية سعيدة .. صلح بين الطرفين، بعد تدخّل أحد "الحكماء"، وهو الرجل المسنّ الذي يتقدم بخطوات مقنّنة في آخر الرقصة.
في الرقصة الموالية، لم تكن المعركة بين الطرفين أو بواسطة السلاح .. إنما هي تحد للطبيعة، على نفس الآلة الموسيقية، مع إختلاف في طريقة الرقص .. هذه المرة "الأوركسترا"، يمدّون أياديهم للأرض بطريقة متناغمة مع لحن الأغنية المعزوفة، والنساء بنفس الطريقة، يحملن الأواني، لكن هذه المرة ليس من أجل الماء، بل من أجل الحصاد .. كلمات الأغنية التي كان مطلعها "حريثة لوداي دنّك تنكجاي"، تظهر أن هذه الفرقة الموسيقية تقدم واقع مجتمع، وخصوصية منطقة معينة، عبر مسرحية غنائية.
"إسبينيّات" من أعرق الفرق الموسيقية الموريتانية، وأكثرها تماسكا، و تشمل عددا كبيرا من الفنانين، ذوي الأدوار المختلفة .. -يقول "إنداي" رئيس فرقة "إنداي"، إحدى فرق "إسبينيّات"- ويضيف .. "قدّمنا عروضا أمام الكثير من الرؤساء والزعماء، الذين زاروا الوطن، وقد رأيت نظرات إعجاب في أعينهم، تؤكّد أن عروضنا صالحة للعرض في المهرجانات الفنية، ومع ذلك فنحن لا نتلقّى أي دعم، ولا نجد من يقدّر فنّنا أو يعتبره، رغم أنه من أهم الفنون الموريتانية".
في رقصات أخرى ضمن الموسيقى الشعبية الموريتانية، توجد عدة "مسرحيات" تختلف في مضمونها .. معارك بالعصي، معروفة محليا "بإتنيكير"، و "لعب الدبوس" .. هذه العصي، تمثّل سيوفا، وكأنها معركة بين "المسلمين" و"المشركين"، تعكس ثقافتنا العربية الإسلامية، ويختلف مضمون وشكل "الأداء المسرحي" من منطقة لأخرى، ففي بعض المناطق تكون الرقصات على شكل تقليد لبعض الحيوانات المفترسة، وتوجد أيضا على شكل تمثيليات إجتماعية، تعكس بعض الظواهر المنتشرة في المجتمع .. هو تواصل على ما يبدو بين العمل الفني والموروث الإجتماعي.
السالكة بنت عالي، باحثه إجتماعية، ترى أن ثقافة الفئة الإجتماعية التي تنحدر منها هذه الفرق، تنعكس في نوعية العروض التي تقدّمها، فغالبا ما تكون الفرق التي تقدّم رقصات يحمل فيها سلاح، منحدرة من قبائل معروفة محليا ب"لعرب"، فيما نجد "لعب الدبوس" أكثر إنتشارا على مستوى قبائل "الزوايا".
هذا الفن -مع أن العديدين يقلّلون من أهميّته- إلا أنه "قادر على إعطاء صورة صادقة عن ثقافتنا، فهو خليط من المسرح والإستعراض، ويختزل حكاية شعب .. ماضيه وحاضره"، على حد تعبير باحث إنتربولوجي.
هي إحدى الرقصات الشعبية القادمة من ضفة النهر، تؤديها فرقة "إسبينيّات" المشهورة، يكتمل سيناريو "المعركة" بحوار تمثّله كلمات الأغنية.
تلك الأغنية التي تحكي إصرار "الجنود" على "النصر" في المعركة، معركة على ما يبدو بين طرفين يتصارعان على من يرد البئر أولا .. وقديما كانت صراعات المياه سببا رئيسيا في معارك وحروب حقيقية.
النساء على هامش المعركة، يحملن أوعية، ويردّدن "لميلح دنّ نشرب منُ" .. هو مقطع من الأغنية، لتشجيع "الفرسان" على النصر .. وقديما أيضا كانت حناجر النساء، السبب الرئيسي في موت الرجال في المعارك، وفي نجاتهم أيضا.
تنتهي المعركة نهاية سعيدة .. صلح بين الطرفين، بعد تدخّل أحد "الحكماء"، وهو الرجل المسنّ الذي يتقدم بخطوات مقنّنة في آخر الرقصة.
في الرقصة الموالية، لم تكن المعركة بين الطرفين أو بواسطة السلاح .. إنما هي تحد للطبيعة، على نفس الآلة الموسيقية، مع إختلاف في طريقة الرقص .. هذه المرة "الأوركسترا"، يمدّون أياديهم للأرض بطريقة متناغمة مع لحن الأغنية المعزوفة، والنساء بنفس الطريقة، يحملن الأواني، لكن هذه المرة ليس من أجل الماء، بل من أجل الحصاد .. كلمات الأغنية التي كان مطلعها "حريثة لوداي دنّك تنكجاي"، تظهر أن هذه الفرقة الموسيقية تقدم واقع مجتمع، وخصوصية منطقة معينة، عبر مسرحية غنائية.
"إسبينيّات" من أعرق الفرق الموسيقية الموريتانية، وأكثرها تماسكا، و تشمل عددا كبيرا من الفنانين، ذوي الأدوار المختلفة .. -يقول "إنداي" رئيس فرقة "إنداي"، إحدى فرق "إسبينيّات"- ويضيف .. "قدّمنا عروضا أمام الكثير من الرؤساء والزعماء، الذين زاروا الوطن، وقد رأيت نظرات إعجاب في أعينهم، تؤكّد أن عروضنا صالحة للعرض في المهرجانات الفنية، ومع ذلك فنحن لا نتلقّى أي دعم، ولا نجد من يقدّر فنّنا أو يعتبره، رغم أنه من أهم الفنون الموريتانية".
في رقصات أخرى ضمن الموسيقى الشعبية الموريتانية، توجد عدة "مسرحيات" تختلف في مضمونها .. معارك بالعصي، معروفة محليا "بإتنيكير"، و "لعب الدبوس" .. هذه العصي، تمثّل سيوفا، وكأنها معركة بين "المسلمين" و"المشركين"، تعكس ثقافتنا العربية الإسلامية، ويختلف مضمون وشكل "الأداء المسرحي" من منطقة لأخرى، ففي بعض المناطق تكون الرقصات على شكل تقليد لبعض الحيوانات المفترسة، وتوجد أيضا على شكل تمثيليات إجتماعية، تعكس بعض الظواهر المنتشرة في المجتمع .. هو تواصل على ما يبدو بين العمل الفني والموروث الإجتماعي.
السالكة بنت عالي، باحثه إجتماعية، ترى أن ثقافة الفئة الإجتماعية التي تنحدر منها هذه الفرق، تنعكس في نوعية العروض التي تقدّمها، فغالبا ما تكون الفرق التي تقدّم رقصات يحمل فيها سلاح، منحدرة من قبائل معروفة محليا ب"لعرب"، فيما نجد "لعب الدبوس" أكثر إنتشارا على مستوى قبائل "الزوايا".
هذا الفن -مع أن العديدين يقلّلون من أهميّته- إلا أنه "قادر على إعطاء صورة صادقة عن ثقافتنا، فهو خليط من المسرح والإستعراض، ويختزل حكاية شعب .. ماضيه وحاضره"، على حد تعبير باحث إنتربولوجي.
عائشة بنت إباه
المذرذرة اليوم - صحراء ميديا
mederdratoday@gmail.com
شكرا لكم علي هذا المقال
ردحذفوالكاتبة عيشة موهبة نسائية صاعدة نتمني لها التوفيق