السبت، 5 ديسمبر 2009

الحسين ولد محنض
يكتب للمذرذرة اليوم
"ذكرياتي مع حبيب"

عندما تفقد الأمة عظماءها وهم في سن مبكرة، يصبح الأمر فاجعة قوية، وعندما لا تتوفر مزايا الفقيد ومواهبه في أحد غيره تصبح الفاجعة أقوى ..
لقد أنجبت مقاطعة المذرذرة أكبر عدد من العباقرة في البلاد مقارنة مع عدد السكان، لكنها فقدت بالمقابل عددا من هؤلاء العباقرة وهم في سن مبكرة، ذوت أجسامهم كما تذوي الزهرة، ومن هؤلاء نذكر حبيبين فارقناهما في ظروف متقاربة هما المرحوم جمال ولد الحسن، والمرحوم حبيب ولد محفوظ.
ورغم فراقهما ما تزال المذرذرة تعيش ذكرياتهما، كأنهما لم يرحلا بعد، وما زال قبسهما ينير الطريق لكل أبناء البلاد الحالمين بالنبوغ والكبرياء .. لقد عرفت هذين الفقيدين عن قرب، وأدركت أنهما مختلفين عنا بصورة كلية، لأن الفضاء كل الفضاء لم يكن يملؤ محاجر عينيهما، في حين كانت أبسط غيمة تحجب الشمس عنا نحن الأشخاص العاديين ..
أما المرحوم حبيب فعاشرته، وعايشته، وعملت معه قرابة عقد من الزمن، فكنت أرى فيه في كل يوم حبيبا جديدا غير حبيب الأمس، حبيبا لغويا، حبيبا أديبا، حبيبا مؤرخا، حبيبا له في كل يوم لون خاص به من ألوان قوس قزح.
قلت له يوما من أيام خريف 1995 مخاطبا فيه حسه الإگيدي المرهف:
.........................................
لله در حبيب لست موفيه *** مقداره الفذ مهما قلته فيه
العبقرية فيه ليس ينكرها *** شخص وحسن السجايا ليس ينفيه
وما تراني أبديه وأذكره *** مما أراه تراه هو يخفيه
وليس ذاك بالأمر الغريب على *** أبناء غور إگيدي أو فيافيه
.........................................
جمعتني معه صحيفة البيان، في آخر شهر من شهور سنة 1991، وكانت البيان حينها، ثم القلم بعد ذلك إبتداءا من سنة 1993 قمة في الإبداع، كأن لمسة حبيب السحرية كانت ترافق كل كتاباتنا في الجريدة .. كان كل أحد في الجريدة يقدّم أفضل ما لديه، كأن شخص حبيب يرافقه في أدائه، حتى إذا فارق حبيب الحياة، ذبلت أقلامنا دون أن يعرف أي أحد منا سبب ذلك.
وعندما رحل، حاولت أن أعرف ما هي ميزة حبيب التي صنعت عبقريته ونبوغه، فلم أتوصل إلى شيء، لأن كل مزية من مزاياه كانت تبدو عند إستعراضها، على أنها تكفي لوحدها لخلق نبوغه، ويمكنني أن أقول بكل جراءة، أن أسلوبه في التعاطي مع التواضع ودماثة الخلق، لم يكن أقل إبداعا وعبقرية من أسلوبه في التعاطي مع المعارف والأدب.

الحسين ولد محنض
إرشيف المذرذرة اليوم

mederdratoday@gmail.com

هناك 11 تعليقًا:

  1. غير معرف05 ديسمبر, 2009

    نرجو من ولد محنض ان يكتب أيضا عن ذكرياته مع الدكتور جمال ولد الحسن

    ردحذف
  2. ولد المذرذرة05 ديسمبر, 2009

    حبيب ولد محفوظ رفع رؤوس أهل المذرذرة

    ردحذف
  3. غير معرف05 ديسمبر, 2009

    أعجبني المقال على شدة إيجازه وعدم استقصائه. فشكراً لكم وللكاتب.

    واللحن بعد ماهُ أصلا من عادة أهل إيكيدي.

    ردحذف
  4. غير معرف07 ديسمبر, 2009

    أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  5. merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

    ردحذف
  6. غير معرف07 ديسمبر, 2009

    من هو الحسين ول محنض؟
    قلنا لكم الف مرة ان تقدموا تعريفا بالاشخاص وليس هذا تنقيصا منهم ولكن اذا كنتم تعرفون شخصا فلا يعني هذا ان الجميع يعرفه.

    وبدون تعريف الاشخاص تبقي المقالات جوفاء

    ردحذف
  7. ولد امسيكه07 ديسمبر, 2009

    بما أن الحسين ولد محنض كاتب كبير فلا يمكنني أن أشك أبدًا في قدرته اللغويه إلّا أنني)أنا: جاهل القواعدالنحوية) لم استطع معرفة لماذا لايرفع كلمة " مختلفين " في الجملة "وأدركت أنهما مختلفين " ، فإذا كان أحد القرّاء من أمثالASB يمكنه أن يفيدني بخصوص هذا الإ شكال اللغوي البسيط فله زجيل الشكر.

    ردحذف
  8. الحسين ول محنض ليس مجرد كاتب ولكن اهتمامه بالعمل الصحفي يذكرني باهتمام جده المختار ول حامدن بالتاريخ فاصبحت الاغلبية في الداخل والخارج تصفه بالمؤرخ وتجهل تماما ان خبرته بعلوم الفقه والاصول واللغة والمنطق والشعر والادب وغير ذلك تفوق خبرته في التاريخ بشكل لا تمكن مقارنته، لا شك إذن ان الحسين يعرف إن واخواتها ويعرف كيف يرفع وينصب المثنى وعليه فاول ما يتبادر للاذهان هو ان الامر مجرد خطإ مطبعي وقع خلال احدى مراحل نشر المقال ولا مانع لوجوداحتمالات لغوية اخرى تسمح بنصب الكلمة والله اعلم.
    علي كل حال الاخطاء المطبعية كثيرة يا اخ ول امسيكه ومن امثلتها التي بين ايدينا الآن ما كتبتم في التعليق حيث وردت كلمة (زجيل الشكر) بدلا من (جزيل الشكر).
    وشكرا.

    ردحذف
  9. غير معرف29 ديسمبر, 2009

    ééééééééééééééééééééééééééééééééééééééééééllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllll

    ردحذف
  10. غير معرف10 يناير, 2010

    مقال عجيب، في حق حبيب، لكاتب نجيب، واستاذ اريب، وشاعر اديب،وصحفي خطيب، فان كان جميلا فذلك غير غريب،

    ردحذف