السبت، 17 أكتوبر 2009

الدكتور أبوبكر ولد إحميِّد
يكتب للمذرذرة اليوم عن الدوشلية (3)





مسجدٌ إكتمل سَمْتُه.. وينقصه الكثير..
لعل أهم مثال حيٍّ على إعتماد سكان قرية الدوشلية على أنفسهم، وعدم إنتظارهم لتدخّل السلطات الإدارية أو المنظمات الخيرية لبناء بنية تحتية لهم، هو بناؤهم لمسجدهم المركزي الكبير مرتين منذ تأسيس قريتهم وحتى اليوم.
ذلك أنهم قاموا بترميم مسجدهم القديم عدة مرات، مع بناء فصل محظري لتدريس القرآن بجانبه،على أن إنتظار سكان القرية أن يحصلوا على مسجد من الدولة لم يستمر إلى الأبد، فبعد سنوات من الإنتظار، قرروا الإعتماد على أنفسهم مرة أخرى، فبدؤوا منذ سنة تقريباً في بناء مسجد جديد أكبر مساحة من مسجدهم القديم، معتمدين فقط على ما تسمح به إمكانياتهم المادية، فأنهوْا إقامة أركانه ودعائمه، لكن منارته لم تُرفع بعد، وهو ما يزال بحاجة للكثير، حتى يكون صالحاً لإقامة الشعائر الدينية، وفي مقدمتها الصلوات المكتوبة.


ثقافة تتألّق.. ثم تختفي..!
لا يبدو الجانب الثقافي أحسن حالاَ في قرية الدوشلية مما سواه؛ ذلك أن إنعدام النوادي الثقافية الجادة والمتمتعة ببنية ثقافية تمكّنها من مزاولة أنشطتها، قد شلَّ الثقافة في هذه القرية، وجعلها تعيش نوعاً من العزلة الثقافية، فهي لا تبدو معنية بالتواصل الثقافي أو حتى الرياضي مع جيرانها، مع أنه حدثت بعض المحاولات الشبابية الخجولة لكسر حالة الجمود والإنعزال هذه، لكن يبدو أن الأمر يتطلب جهداً أكبر مما هو مبذول حتى الآن، وعسى أن يكون ما هو قادم من هذه الجهود خيراً مما مضى.
على أننا نود هنا التفريق بين نوعين من الثقافة، فهناك الثقافة العصرية، والثقافة الدينية التقليدية، وتتمثل الأخيرة في الحرص على تعلّم الواجبات الدينية، من خلال دراسة متون فروع الفقه المالكي المعروفة، إلى جانب السيرة وغيرها، وهذه الثقافة لا تعاني في الدوشلية ـ حسب رأينا ـ من جمود، وإن كنا لا نرضى عن الطريقة الروتينية التي تتم بها، فمن الأفضل أن يُضاف لها نوعٌ من الشمولية، لتشمل الفقه العصري؛ إذ أن بناء المسلم القوي يتطلب إلمامه بمعارف العصر وما يدور في هذا العالم المتقلب من أحداث.
أما ما تعيشه هذه القرية من الناحية الثقافية العصرية، فيمكن تسميته بـ"الثقافة الموسمية"، التي ترتبط عادة بفترات العطل الدراسية، أو بعطل الأعياد الدينية، فأحياناً تنعقد بعض المؤتمرات الشبابية التي تعيد الأمل إلى السكان بإمكانية قيام نهضة ثقافية تشارك فيها النساء بقوة، فتقضي على حالة الجمود الحالية، وتستفيد من مختلف الطاقات المعطلة في هذه القرية، وهناك بعض المبشّرات المهمة في هذا المجال، نذكر منها على سبيل المثال تأسيس "المنتدى العام لشباب قرية الدوشلية" قبل حوالي سنة من الآن، مع إستمرار يشوبه بعض التقطّع، لصدور صحيفته "النهضة"، التي نأمل أن يتوالى صدورها، وأن يشارك جميع سكان هذه القرية في تغذيتها بمقومات البقاء والاستمرار.


خلاصة وختام
من خلال المعطيات التي قدّمناها، نستطيع القول إن قرية الدوشلية، وإن إستطاعت إرادة سكانها مدعومة بما بذله ممثلوهم في بلدية التاكلالت من جهود، أن تفرض تكيّفاً مرحلياً مع مشاكل القرية المعيقة لتنميتها، خلال عمرها الذي يناهز ثلاثة عقود، إلا أن الواقع الذي وصلت إليه اليوم لم يعد قابلاً للإستمرار، فليس من الممكن أن يظل ألف وزيادة من البشر يعيشون بدون أبسط الخدمات الصحية، والوسيلة الوحيدة المتوفرة للعلاج أمامهم هي السفر مسافة مئة كيلومتر أو قريباً من مائتي كيلومتر، مع العلم أن النقل من المشاكل المطروحة لسكان القرية، لكن حلَّ المشكل الصحي يُعدُّ حجر الزاوية في حلّ مشاكل السكان التي طال إنتظارهم لحلها.
فمن الواجب إذا، إستمرار المجلس البلدي للتاكلالت في المطالبة بحل عاجل لمشكلة الصحة فيها، أو على الأقل، إستمرار ممثّلي القرية في هذا المجلس في إستغلال كل حالات التعاطف مع هذه القرية وسكانها، في الحشد وراء هذا المطلب، وأن يسلكوا جميع السبل التي بإمكانها أن تُجبر السلطات الجهوية والمركزية على وضع حد لمعاناة سكان هذه القرية، والمبادرة بوضع الحلول العاجلة لها، ولاسيَّما توفير نقطة صحية لها، فضلاً عن تقديم بعض الشكاوي للسلطات العليا من الوضعية الراهنة لهذه القرية .. لاسيما أن السلطة الحاكمة الآن تقول إنها مهتمة بحل مشاكل المواطنين، ورئيسها يلقبّه أنصاره بـ"رئيس الفقراء".. !
فيا تُرى، هل ستتحرك سلطات موريتانيا الجديدة نحو إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل مواطنيها، ومنهم سكان الدوشلية.. أم أن تحقيق أمر كهذا يتطلب وضعية لم تتوفر عناصرها بعد..؟!


أبوبكر ولد إحميّد
أستاذ جامعي




هناك 10 تعليقات:

  1. ولد إمسيكه17 أكتوبر, 2009

    تقرير يأتي في وقته ومكانه، لأن المتصفح لهذه المدونة إذا لم يكن واحدًا من أهل المذرذرة الذين ترعرعوا فيها وعرفوها على مدى الحقب والسنين، سوف يظن حتمًا أن المذرذرة تنحصر في التاكلالت، ابير التورس والمحصر، مع أنني لاأدري ماذا تعني كلمة المحصر اليوم هل هو "احسي المحصر" ... أم يعني المذرذرة وهذه أكبر من أختها، لأن المذرذرة اليوم جل سكانها لم يكونوا يوما من أهل المحصر مابين اطلابين ، ادودنيقب و أولاد ديمان بأنواعهم بما فيهم أهل أكدلحس (نعم قبائل أولاد ديمان!!!!!!!) و لحراطين وهم الأغلب وغيرهم.
    أعود لأقول بأنه من التضليل الإعلامي إظهار المدينة بهذا النوع (مقابلة حمدا) لأن أهل المذرذرة سوف لن يقبلوه.

    ردحذف
  2. ولد إمسيكه17 أكتوبر, 2009

    Je remercie le moderateur (qui est vraiment un moderateur) pour les corrections qu'il a faites gracieusement sur mon commentaire pour qu'il soit "moderé" . je lui rappelle seulement que c'etait pour un noble but, c'était juste pour susciter la réaction des bloggers pour que le blog soit un peu vivant car un blog sans commentaires c'est comme une vie sans âme. Donc il faut un peu plus de liberté pour que le blog attire plus de visiteurs, déjà je vous en félicite.
    Malgré que je sais que trop de liberté tue la liberté

    ردحذف
  3. غير معرف17 أكتوبر, 2009

    تقرير ممتاز لكنه يمتاز بالتعميم فلن يتطرق الي اسماء الشخصيالت الفاعلة في الدوشلية والتي ساهمت في ترميم المسجد او بناء وتشجيع المدارس ولم يتطرق الي علمائهم ولا رجال اعمالهم

    كما ان قرية الدوشلية تتميز بتقاليد اجتماعية تصل احيانا الي حد التزمت خاصة فيما يتعلق بتعليم النساء نحتاج الي توضيحات في مجالها ومعرفة الصحيح من الخطا منها

    ردحذف
  4. شكرا للأستاذ ابوبكر علي هذه اللفتة القيمة وشكرا كذلك لموقع المذرذرة اليوم علي النشر,
    تقرير جيد، ذكر بعض الجوانب وأهمل جوانب أخري ربما كثيرة وأبوبكر أدرى بها، حبذا لو تابع في الموضوع بحلقات اخرى تشفي غليل القارئ وحبذا ايضا لو كانت مدعومة بصور أوضح من السابقة و علي المشرفين علي الموقع كتابة ما من شانه ان يوضح دلالة كل صورة تحتها.
    وشكرا للجميع:
    موقع: جولة في مدينة المذرذرة

    ردحذف
  5. غير معرف19 أكتوبر, 2009

    رد على مقابلة حمدا ولد التاه من جنوب المذرذرة

    أريد أن أقول بهذه المناسبة أن حركة ناصر الدين الإسلامية في القرن 17 ميلادي لعبت دورا مهما في نشر الإسلام في السينغال وغامبيا وتصدت لبيع أحرار المسلمين للنصارى بعد حكم أصدره الإمام ناصر الدين.
    أوبك ابن أبهم والقاضي عثمان المعروف بالإمام الثالث من إدابهم وكان أجدر بالفقيه أن ينتسب إليهما من جهة الأب لا إلى هدي كما ذكر و أكرر هنا أني لا أعلم علاقة مصاهرة بين قبيلة أولاد أحمد من دامان و قبيلة إدابهم حتى يظهر من يدعي الانتساب لأولاد أحمد من دامان من هذه المصاهرة وحتى اليوم.
    أما رد العلامة حمدا على أحمدو ولد لمرابط إمام الأمة حول تولي المرأة للوزارة فمعلوم إنه ليس من السنة : وما أفلح قوم ولوا أمورهم امرأة.
    إن الوزير الناجح وزير للمقاطعة لا وزير قرية مهما كانت مثل محمدن ولد أمبيريك ليس من التاكلالت ولا من ابير التورس وقد نحج في مهامه رحمه الله.
    كما أن محو صفحة من التاريخ من طرف مؤرخ لا يعني بالضرورة محوها من ذاكرة الجميع، فالمراجع التاريخية للمنطقة ما تزال متوفرة مثل: محمد اليدالي،ولد احجاب، ولد خالنا، ولد أحبيب،المختار ولد المحبوبي،ولد حامدن، ولد السعد،باكا،باب ولد الشيخ سيديا، زين ولد اجمد، بول مارتي، وغيره من الأروبيين، هؤلاء جميعا تكلموا عن تاريخ المنطقة منذ قرون، وليس من نهاية القرن التاسع عشر كما فعل العلامة أمام حشد في المذرذرة.
    و أشير إلى أن أهل التاكلالت وأهل أبير التورس لا يمثلان مقاطعة المذرذرة المكونة من: تندغة، المدلش،إدولحاج،تاشدبيت، أطلابين،أسماليل، أولاد بزيد، أتكارير،إداشغره،إدودنيقب، أهل بوفلان، إدكوج،والشرفاء العظماء أهل الشيخ سعد بوه و أهل أباه أشريف، زمبت، أرحاحله،أولاد أحمد من دامان ، ناهيك عن القبائل الخمس الشمشوية وأكثريتها ليست في بلدية أبير التورس ولا التاكلالت. و أخيرا نرجوا نحن سكان المذرذرة عدم الكلام عن شر ببه وغيره فمن كان يريد كلاما عن التاريخ فلا يزيدن على أسرته فقط. فهذا النوع من المقابلات ضرره أكثر من نفعه.
    وليس على العلامة حمدا أن يذكر محمد سالم ولد أمخيطرات ولا أحمد ولد ابا الذي عندما ترشح لشيخ المقاطعة 1992 صوت ضده أهل ابير التورس كلهم ما عدى أهل أنيفرار – بعدما اعطوه ضمانات بالتصويت له- ولا أحمد ولد سيد أحمد ولا يسلم ولد أبنو عبدم ولا باب ولد سيد ولا البانون فيكفيه ذكر ما يعنيه من الناس.
    لذا نرجوا من أهل أبير التورس ترك ما يعني التاكلالت ، كما أشير إلى الموقف البناء الذي قامت به التاكلالت في بلدية المذرذرة يوم الإقتراع 08/01/1988 والذي كان الحياد الإيجابي بين لائحتي الخضراء والحمراء – سر فشل المذرذرة سياسيا إلى اليوم- عكس الأسباب التي ساقها العلامة حمدا، ومنذو ذلك اليوم فشلت تشمش وفشلت الإمارة نتيجة الخلافات التي قام البعض بالترويج لها ضد ركائز المذرذرة من عرب وزاوية. وتحملت أولاد أحمد من دامان جميع الأعباء المترتبة على هذا الخلاف ماديا ومعنويا وذلك بفضل سياسة أهل أبير التورس.

    19 أكتوبر, 2009

    ردحذف
  6. ولد امسيكه19 أكتوبر, 2009

    رد من شمال المذرذة

    الله لا يكطع السانك ولل أيدك على الأصح.

    فيما يخص شرْ ببّ أرى أن ماقاله حمدًا أقرب إلى الصواب ممٌا يقوله غالبية آباءنا نحن الزوايا ويمكن إنصافهم على كل حال لأن الإعتراف بالهزيمة صعبٌ وخاصةً إذا كنّا على باطل!!!!!
    المهم شرْ ببّ حربٌ قامت على طموح شخصي وبعيد من الواقع ولكن للأسف حتى الآن لم نجد من يجرؤُ على قول الحقيقة لأن كل من ألّفو حولها زوايا ومنحازين بطبيعة الحال فلم يؤلف عليها أيٌ أحد من الطرف الآخر لأن العلم كان حكرًا للزوايا ويكتبون مايشاؤون لأن الآخرين سوف لن يقرؤوه ولكن "ذاك دهرُ مصْ".
    فكيف تقول أن الحرب كانت عادلة وآباؤك وآباءي كانوا مُرغمين على صناعة أشياء فظيعة مثل "وصّل" و "الكيسه الثالثه" وغيرهما من الخدمات التي هي نوع من العبودية اْلمفوفه ربما في (بيلوكه ملفوفه) كما قال لارباس.
    وهذه الحرب هي التي جعلت باب ول الشيخ سديّ يضطر إلى أن يأتيَ بالنصارى لأنّ الوضع لم يعدْ مطاقًا نتيجة للظلم الذي صار متفشيًا نتيجة مخلفا تها.
    فيالتنا نجد من يشفي لنا الغليل فيها ولا يكون منحازًا لأي طرف.

    ردحذف
  7. غير معرف20 أكتوبر, 2009

    ما ذهب إليه ولد أمسيكة أباطيل وكذب فى كذب،فحركة الإمام ناصر الدين كانت تجربة رائدة من اجل إقامة دولة إسلامية عادلة على هذه الربوع...وسيتحقق الوعد مهما طال الطريق:
    "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا..."

    ردحذف
  8. ولد امسيكه20 أكتوبر, 2009

    ماقاله المعلق بأنّ ولد امسيكه كذاب معقولٌ لأنه ليس معصومًا ، أمّا ما أورده هو من كتاب الله العزيز "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا..." فليس كذبًا ولكنه حجةٌ عليه للأسف وتأكيد لما قلته من كون الحرب قامت على أسسٍ أنانيه وباطلة وضربٍٍ من تخيّلات سلّم منت ......لأنهم لوْ كانوا مؤمنين حقًا لنصرهم الله كما جاء فالآية ولكنهم للأسف زجوا بآباءي وآباءك "امساكين" في حربٍ لا يقدرون لها على شيءٍ وهم الذين لا يعرفون رأس البندقية من عقبها وإنما قيل لهم اقتلوا هاؤلاء لأنهم لم يدفعوا لِي أنا الزكاة ولم يتذكروا أنهم مسلِمون مثلهم ((ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه

    ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)) النساء 93 .
    Non , mais c'est quand même incroyable de trouver des gens aujourd'hui qui refendent des atrocités pareilles. Cette guerre a humilié tout le monde surtout les soi-disant ZEWAYA qui se sont laissés emportés par des ambitions égoïstes et narcissique pour tuer leur frères de sang. Ce qui m'entonne c'est comment se fait il qu'ils n'ont pas réfléchi avant de s'engager dans cette guerre, rien que du point de vue de moyens d'armement, ils étaient très loin derrières les autres, ils est vrai qu'ils étaient nombreux ce qui a parmi à la guerre de durer , sinon ils auraient été recasés dés le premier jour.

    ردحذف
  9. غير معرف08 نوفمبر, 2009

    الدوشلية اقريه امعيدله يقير عودان مافيه مسجد اجديد ماه حك واسو ايعود ذاك ماه مديمن فم مسجد اجديد واكبير بانيتو جمعية الخير الإخوانية

    ردحذف
  10. غير معرف23 نوفمبر, 2009

    Nekhteir engoul 3en 7amden akhwlou awlad sidi alfali wman vem yajber awlad ahmed ben daman

    ردحذف