الأربعاء، 13 مايو 2009

ولد عبد العزيز وولاية الترارزة
المذرذرة نموذجا

لقد وجد أغلب ساكنة الترارزة التكتليون في موقف أحمد ولد داداه الداعم للإنقلاب، رفعا للحرج فيما يتعلق بدعم العسكر، وفرصة نادرة للتصالح مع النظام الذي بدون التصالح معه لا سبيل للحصول على مكاسب هم في أمس الحاجة إليها، فإنبروا في تأييده، ونظموا المسيرات الحاشدة لذلك، تدفعهم الرغبة في الحصول على موقع مؤثر في النظام الذي بدأ يتأسس حينها، كما تدعمهم التوجهات الرامية للثأر من الرئيس السابق، الذي لم يغفروا له ما يرون أنه إغتصاب لسلطة هي مكسب شرعي لرئيس حزبهم، كما دعمتهم في ذلك أغلب التشكيلات الأخرى التي كانت بالطبيعة في صف العسكريين وفي صف مرشحهم، ومع التراجع الكبير فيما يتعلق بالتلطيف الأولي للأسعار، ومع مضي أشهر عديدة على النظام الحالي الذي لم يقطع خطوات ملموسة على طريق حل المشاكل المزمنة للولاية، ومع إشتداد تأثيرات هذه السنة الشهباء على المواشي التي هي في الغالب أداة للإنتاج في الولاية، ومع محصول زراعي دون المستوى، ومع الطلاق البائن لزعيم المعارضة مع النظام، وجد الكثيرون أنفسهم في حل من دعم نظام لم يجنوا من تأييده أية مكاسب شخصية، كما لم يحقق مكسبا معنويا لقيادتهم الحقيقية، ومع أن بعض شخصيات الولاية التي كانت محسوبة على المعارضة التكتلية قد ولّت وجهها شطر المرشح ولد عبد العزيز، إلا أنها لم تستطع في الغالب الذهاب إلا بآحاد لا يمثلون سوى النزر القليل من سكان الولاية.

مقاطعة المذرذرة التي كانت إبان الرئاسيات الماضية أقرب المقاطعات إلى مرشح النظام، والتي كان نائبها ينتمي إلى الأغلبية، بدّلت، وتوجّهت وجهة مغايرة للنظام، خصوصا مع إنضمام النائب لتوجه الممانعة الذي يتخندق فيه منذ فترة مرشح التكتل الذي نازله بقوة في النيابيات الأخيرة ولم يستطع تجاوزه إلا بصعوبة، هذا فضلا عن تغير وجهة بلدية ابيرالتورس، مع الموقف الراديكالي لببّها ولد أحمد يوره، وهي بلدية هامة قيل إن نتائجها كانت هي التي حسمت الموقف لصالح النائب الحالي.

وهكذا فإن ولاية الترارزة التي بها خزان إنتخابي كبير يناهز خمس اللائحة الانتخابية الوطنية، ما تزال قاعدة قوية، وقلعة صامدة من قلاع المعارضة، ومن المؤكد أن المرشح الأقوى ولد عبد العزيز، سيجد صعوبات بالغة فيما يتعلق بحسم أمرها لصالحه، وإن كانت مقاطعة السيد أحمد ولد داداه للإنتخابات في صالح ذلك المرشح، ذلك أن غياب مرشح الولاية سيخلف فراغا قد يدفع المناضلين لملئه بأي شيء، ولعل ولد عبد العزيز أقرب الخيارات دون أن نجزم بأنه سيكون في صالحه تماما، ذلك أن الحملة، ووضعية عدم تقرير أي موقف، قد تدفع في إتجاه إحتمالات أخرى غير محسومة وغير محسوبة.

عبد الفتاح ولد باب

mederdratoday@gmail.com

هناك تعليق واحد: