ليس ثمة شيء أسخف من أن يظهر أباطرة الفساد وهم يعلنون الحرب على الفساد، ويتشدق صناع الفرقة بخطابات الوحدة، ويقدم الدائسون على الحريات والقوانين دروسا في الديمقراطية وإحترام إرادة الشعب، ويتمظهر أصحاب الحسابات الجارية والليالي الملونة بأنهم مساكين يحسون إحساس سكان الكبّات وأحياء الصفيح، ويدّعي أصحاب الأحذية الخشنة أنهم حماة الديمقراطية والحرية وبلسم التعددية وإحترام حقوق الإنسان.
حقا إن مما أدرك الناس من كلام النبوة، إنه "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، قل ما شئت، إفعل ماشئت، تستّر على الضالعين في أنواع المحرمات، وعيّن الناس على أساس القرابة، والتزلّف والصفاقة، وأعد الثقة في رموز الفساد، وتصرّف في مال الدولة كما لو كان بندا صغيرا من بنود ميزانية العائلة، وقدّم الرشاوي يمنة ويسرة، وهيأ لتصفيات عرقية وقبلية، ثم أخطب في الناس بعد ذلك عن الإصلاح والديمقراطية والعدالة والوحدة الوطنية، وإستدع السامع "أسمعت ؟؟"
إستجد الخارج وقدم له الرشاوي والوعود والصفقات، وسيّر له عشرات الوفود، ثم قل بعد ذلك إنه غير مهم وأن الوضع تحت السيطرة.
وذمّوا لنا الدنيا وهم يرضعونها **** أفاويق حتى ما يدر له ثعل
أشطب على خيار الشعب بمؤخرة دبابة في أقل من نصف ساعة، ثم قل بعد ذلك إن الموريتانيين هم من سيقررون أمرهم، وكأن الموريتانيين إندغموا بقدرة قادر في معطفك العسكري الديمقراطي الأعلى للدولة.
نحن فعلا أمام حالة إنقلابية غير مسبوقة، الإنقلاب فيها شعار المرحلة بلامنازع، "الإنقلاب على الشرعية، والانقلاب على المفاهيم والقيم والحقائق، والإنقلاب على ممتلكات ومدخرات الشعب، والإنقلاب على وحدته وإستقراره، والإنقلاب حتى على المسلمات البدهية، ففاقد الشيء يمكن عندنا الآن أن يوزعه بين الناس بعدالة، "إسمعت"ولامانع على الإطلاق أن يتهم مادر الطائيين بالبخل.. أو لسنا فى حال انقلاب؟؟!!.
إن الغباء هو أن نتوقع نتيجة طبيعية فى وضع غير طبيعي، فالإنقلاب لاينتج عنه إلا الإنقلابات، وعلى المنبهرين بالمستوى الرفيع لخطاب "الأرز الفاسد" أن يوفروا من إطراءهم "مخزونا استراتيجيا" فى إنتظار الإنقلابات القادمة.
أحمدو وديعة
mederdratoday@gmail.com
فقدت موريتانيا وفقدت الامة الاسلامية رجلا لن يكون من السهل تعويضه او خلافته
ردحذفانه العلامة القاضي والفقيه والشيخ والظريف محمد سالم ول عدود
وبرحيله طويت صفحة من اروع صفحات الموريتانيين والمحظريين واخلاق اكيدي السامية التي تنم عن خلق رفيع وادب سامي وتعاليق ظريفة موزونة ونثرية ونكت طريفة وبديعة ولعل لسان حاله الان يكرر بيت ابي فراس الحمداني بعد قوله طبعاقربوني وملائكة الرحمن يستقبلونه بترحاب
سيدكرني قومي ادا جد جدهم
وفي الليلةالظلماء يفتقد البدر
رحمك الله يافضيلة الشيخ واسكنك فسيح جناته وصدق الله العظيم
ان الدين سبقت لهم منا الحسني اولئك عنهامبعدون لا يسمعون حسيسها وهو فيما اشتهت انفسهم خالدون
رحل الجسد وبقي المجد والثناء والاثر الحسن
نتمني من المدونة ان تنظم ندوة في ادب الشيخ ومراثيه فهو يستحق دالك علي اهل المدردرة اليوم
29 أبريل, 2009