الثلاثاء، 6 يناير 2009

معركة غزة
الشيخ محمد الأمين مزيد يكتب ل"المذرذرة اليوم" عن بشائر النصر

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
أما بعد فلليوم الحادي عشر على التوالي يتواصل العدوان الصهيوني النازي على غزة المجاهدة الصابرة الصامدة وقد بلغ شهداء العدوان حتى الآن (573) وبلغ عدد الجرحى ( 2700) ومع ذلك تتوالى بشائر النصر فعلى الرغم من تخاذل النظام العربي وتقاعسه وعجزه عن أدنى مقومات النصرة حتى عن عقد اجتماع ، وفتح معبر ، وتوصيل إغاثة إنسانية ، والقيام بعمل دبلوماسي ناجح ،على الرغم من ذلك فإن الشعوب العربية والإسلامية هبت لنصرة غزة من جاكرتا إلى نواكشوط ، وظهرت هذه الشعوب حية ، أبية ، رافضة ، مقاومة لا يهدأ لها بال ، فهي تنتقل من مظاهرة إلى مظاهرة ، ومن اعتصام إلى اعتصام ، ومن اقتحام إلى اقتحام ، ومن احتجاج إلى احتجاج ، وظهرأن بين هذه الشعوب وبين حكامها { بُعْدَ المشرقين}
لقد كسبت حماس خصوصا والفلسطينيون في غزة عموما قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها واستمطروا دعواتهم في الأسحار وفي طرفي النهار فكانت تلك أولى بشائر النصر.
وثبت المجاهدون في غزة وصمدوا أمام العتاد الحربي الصهيوني الأمريكي ، وأوقعوا بالعدو خسائر فادحة لا يزال هذا العدو يتكتم عليها وكان شهداؤهم كما قال أبو تمام حبيب بن أوس الطائي
فتًى ماتَ بَيْنَ الطَّعْنِ والضَّرْب مِيتَةً .... تقومُ مَقامَ النَّصْرِ إذْ فاتَهُ النَّصْرُ
وما ماتَ حتّى مات مَضْرِبُ سَيْفِهِ .... مِن الضَّرْبِ واعْتَلَّتْ عليه القَنا السُّمْرُ
وقَدْ كانَ فَوْتُ المَوْتِ سَهْلاً فَرَدّهُ .... إليه الحِفاظُ المُرُّ والخُلُقُ الوَعْرُ
ونَفْسٌ تَخافُ العارَ حتّى كأَنَّهُ .... هو الكُفْرُ يَومَ الرَّوْعِ أَو دُونَه الكُفْرُ
فأَثْبَتَ في مُسْتَنْقَعِ المَوْتِ رِجْلَهُ .... وقال لَها مِن تَحْتِ أَخْمصِكِ الحَشْرُ
تَرَدَّى ثِيابَ المَوْتِ حُمْراً فما أُتَى .... لَها الَّليلُ إلا وهْيَ مِن سُنْدُسٍ خُضْرُ
وقد ظهر الفارق الضخم بين معنويات الصهاينة الضعيفة المهتزة التي يقاد أصحابها إلى المعركة { كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون } ومعنويات المجاهدين الذين يتقدمون ويقولون { هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما } { قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنين }
وفي اليوم الحادي عشر لهذا العدوان النازي لا تزال الصواريخ تدك معاقل العدو وقد تهاطلت هذه الصواريخ اليوم على عسقلان و بئر السبع مخلفة جيشا من الرعب يفتك بالصهاينة، مع أن من أهم أهداف العدوان النازي على غزة إسكات صواريخ المقاومة.
إن استمرار المقاومة وتصاعدها من أهم بشائر النصر.
لقد كسبت المقاومة في معركة الفرقان القائمة الآن في غزة أضعاف ما فاتها وانتقلت عدوى المقاومة من غزة إلى بقية بلاد الله وقد تنتقل كذلك ثقافة {الأنفاق} وتكنولوجيا { صناعة الصواريخ} وبذلك يكون الصهاينة قد جنوا على أنفسهم وأوليائهم جناية لن ينسوها قريبا.
وقد فضح العدوان على غزة النفاق الغربي ودعاوي الاهتمام بحقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الإنسان وحقوق الحيوان وحقوق البيئة ومواثيق جنيف، وظهر مجلس الأمن على حقيقته أسيرا في يد النازيين الصهاينة.
ومع ذلك فإن هذه البشائر لا تعفي المسلمين من نصرة إخوانهم في غزة، فلا يجوز للمسلمين السكوت والقعود وهم يرون الصهاينة يقتلون الشيوخ والنساء والأطفال، فالمسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله، وقد كان سبب غزوة مؤتة قتل الحارث بن عمير الأزدي رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سبب بيعة الرضوان ما بلغ المسلمين من أن عثمان قد قتل فبايع المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان على أن لا يفروا، وكان سبب معركة عمورية أن ملك الروم غزى بلاد المسلمين وسبى المسلمات وارتكب فظائع وبلغ المعتصم أن امرأة هاشمية صاحت وهي أسيرة في أيدي الروم (وامعتصماه) فأجابها المعتصم وهو على سريره لبيك لبيك ونهض من ساعته وصاح النفير النفير فكان فتح عمورية الذي خلده حبيب في رائعته
السيف أصدق أنباءً من الكتب .... في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف .... في متونهن جلاء الشك والريب
كل ذلك يعني أن المسلمين لا يمكن أن يبقوا متفرجين على جرائم القتل، وأن بشائر النصر لا تعفي المسلمين من واجب النصرة بكل ما يقتضيه ومنه توفير كل ما يحتاج إليه أهل غزة من الأدوية والأغذية والأغطية والإعمار، و السعي بكل الوسائل لإيقاف العدوان، وفتح المعابر، وقطع علاقات العار مع النازيين الصهاينة و استخدام سلاح المقاطعة،
وقبل ذلك الدعاء، فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا إذا قال سمع الله لمن حمده يقول في قنوته اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج عياش بن أبي ربيعة اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف قال أبو هريرة ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الدعاء بعد، فقلت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ترك الدعاء لهم، قال فقيل وما تراهم قد قدموا، رواه البخاري ومسلم
اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم

الدكتور محمد الأمين بن الشيخ بن مزيد

هناك 5 تعليقات:

  1. غير معرف06 يناير, 2009

    ادا صمد الفلسطنيون في غزة ولم يهاجرو فالقضية محسومة لان معدل الهجرة الي اسرائيل اصبح سالبا والخارجون منها اكثر من الوافدين اليها
    فعلينا ان ندعم اهل غزة في محنتهم حتي يتم النصر بادن الله

    ردحذف
  2. غير معرف06 يناير, 2009

    تحية لشيخنا المناضل الشيخ محمد الأمين مزيد، وتحية لشعبنا الصامد ولمقاومينا المنصورين بإذن الله في غزة..

    ردحذف
  3. غير معرف14 يناير, 2009

    تحية لشيخنا المناضل والنصر آت آت إنشاء الله

    ردحذف
  4. غير معرف14 يناير, 2009

    مقال مميز ..

    تحية للشيخ محمد الأمين مزيد، ونتمنى أن يكتب لنا بشكل منتظم ...

    ردحذف
  5. غير معرف28 يناير, 2009

    تحية للدكتور الشيخ محمد الامين ول مزيد
    وارجو ان لا يحرمنا من كتاباته وتوجيهاته
    النيرة

    ردحذف